الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
- تتبع رخص العلماء وزلاتهم ليحتج بها على معصية الله تعالى، وهو حرام.
- وتتبع سقطات العلماء، وإظهارها، وإشاعتها لتنفير الناس عنهم وعن الاقتداء بهم.
وكلاهما من أخلاق المنافقين.
وقد روى الإِمام أحمد، وابن ماجه عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَثَلُ الَّذِي يَجْلِسُ لِيَسْمَعَ الْحِكْمَةَ وَلا يُحَدِّثُ عَنْ صاحِبِهِ إِلَاّ بِشَرِّ ما يَسْمَعُ كَمَثَلِ رَجُل أتى راعِياً فَقالَ: يا راعِي! اجْزُرْ لِي شَاة مِنْ غَنَمِكَ، قالَ: اذْهَبْ فَخُذْ بِأُذُنِ خَيْرِها شَاة، فَذَهَبَ فَأَخَذَ بِأُذُنِ كَلْبِ الْغَنَمِ"(1).
وقال الشعبي رحمه الله تعالى: لو أصبت تسعًا وتسعين، وأخطأت واحدة، لأخذوا الواحدة وتركوا التسع والتسعين (2).
34 - ومنها: الخيانة والكذب -ولا سيما مع اليمين والحلف- وعصيان أولي الأمر، والخروج عليهم
.
قال الله تعالى في المنافقين: {وَسَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَوِ اسْتَطَعْنَا لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ يُهْلِكُونَ أَنْفُسَهُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ} [التوبة: 42].
(1) تقدم تخريجه.
(2)
رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء"(4/ 320).
وقال تعالى: {وَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنَّهُمْ لَمِنْكُمْ وَمَا هُمْ مِنْكُمْ وَلَكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ} [التوبة: 56].
وقال تعالى: {وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ} [التوبة: 107] وقال تعالى: {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ} إلى قوله: {اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً} [المنافقون: 1 - 2].
وقال الله تعالى: {وَلَا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا (107) يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا} [النساء: 107، 108].
نزلت في طعمة بن أبيرق، كان من الأنصار، ثم من بني ظفر، سرق درعاً لعمه كانت وديعة عندهم، ثم ألقاها في بيت يهودي، فهم النبي صلى الله عليه وسلم بعذره، فأنزل الله تعالى:{وَلَا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ} إلى قوله: {ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا} [النساء: 107 - 112].
فلما بيَّن الله تعالى شأن طعمة نافق ولحق بالمشركين. أخرجه ابن المنذر، وابن جرير عن قتادة (1).
وروى الشيخان، والترمذي، والنسائي عن أبي هريرة رضي الله
(1) رواه الطبري في "التفسير"(5/ 271).
تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "آيَةُ الْمُنافِقِ ثَلاثة: إِذا حَدَّثَ كَذَبَ، وإذا وَعَدَ أَخْلَفَ، وإذا ائتُمِنَ خانَ"(1).
وروى القاضي أبو بكر جعفر بن محمَّد الفريابي في كتاب "صفة المنافق" عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: ثلاث من كن فيه فهو منافق؛ منها: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان.
ثم تلا هذه الآية: {وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ} [التوبة: 75] الآية (2).
ورواه مرفوعًا، وهو في "الصحيحين" بزيادة (3).
وروي بألفاظ من طرق عن ابن مسعود، وأنس، وغيرهما (4).
وروى الخرائطي عن أبي أمامة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ الْكَذِبَ بابٌ مِنْ أَبْوابِ النِّفاقِ"(5).
وروى البيهقي في "الشعب" عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما: أن
(1) رواه البخاري (5744)، ومسلم (59)، والترمذي (2631)، والنسائي (5021).
(2)
رواه الفريابي في "صفة المنافق "(ص: 49).
(3)
تقدم تخريجه.
(4)
انظر: "صفة المنافق" للفريابي (ص: 46 - 48).
(5)
رواه الخرائطي في "مساوئ الأخلاق"(1/ 117)، وكذا ابن عدي في "الكامل"(1/ 29).
النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يُطْبَعُ الْمُؤْمِنُ عَلى كُلِّ خُلُقٍ لَيْسَ الْخِيانة وَالْكَذِبَ"(1).
وروى الإِمام أحمد في "الزهد" عن أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه أنه قال: الكذب يجانب الإيمان (2).
وروى الإِمام أحمد في "الزهد" عن الحسن قال: الكذب جماع النفاق (3).
وروى أبو الحسن بن قانع في "معجم الصحابة" عن ثعلبة الأنصاري رضي الله تعالى عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "أَيُّ امْرِئٍ اقْتَطَعَ مالَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ بِيَمِينٍ كاذِبَةٍ كانَتْ نكتَةً سَوْداءَ أَوْ نِفاقاً في قَلْبِهِ، لا يُغَيِّرُها شَيْء إِلَى يَوْمِ القِيامَةِ"(4).
وروى الفريابي عن أبي أمامة رضي الله تعالى عنه قال: المنافق الذي إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان، وإذا غنم غَلَّ، وإذا أمر عصى، وإذا لقي جبن؛ فمن كن فيه ففيه النفاق كله،
(1) رواه البيهقي في "شعب الإيمان"(4811)، وكذا ابن أبي عاصم في "السنة"(1/ 53)، وابن عدي في "الكامل" (4/ 323) وقال: الوصافي ضعيف جداً.
وللحديث شواهد ورجح البيهقي وقفه.
(2)
وانظر: "اعتقاد أهل السنة" للالكائي (6/ 1014).
(3)
رواه الإِمام أحمد في "الزهد"(ص: 278).
(4)
رواه ابن قانع في "معجم الصحابة"(1/ 121)، وكذا الطبراني في "المعجم الكبير"(801)، والحاكم في "المستدرك"(7800).