الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقالوا: إن الإمامة تثبت بإجماع الأمة دون النص والنصين، وصوَّبوا أمر معاوية فيما استبد به من الأحكام قتالاً على طلب قتلة عثمان رضي الله تعالى عنه، واستقلالاً بمال بيت المال.
وقالوا: إيمان المنافقين كإيمان الأنبياء، والكلمتان ليستا بإيمان إلا بعد الردة.
وبالجملة إنهم من أخبث الفرق قبَّحهم الله تعالى (1).
***
وأما
المرجئة:
فهم الذين يقولون: لا يضر مع الإيمان معصية، والإيمان عندهم الإقرار فقط، أو الإقرار والمعرفة.
قال وكيع: أهل السنة يقولون: الإيمان قول وعمل، والمرجئة تقول: الإيمان قول بلا عمل، والجهمية يقولون: الإيمان المعرفة. رواه اللالكائي (2).
وقال سفيان الثوري رحمه الله تعالى: [ارج كل شيء] مما لا تعلم إلا الله، ولا تكن مرجئاً، واعلم أن ما أصابك من الله، ولا تكن قدرياً.
وقال: لقد تركت المرجئة هذا الدين أرق من السابري (3). رواه أبو نعيم (4).
(1) انظر: "الملل والنحل" للشهرستاني (1/ 110 - 113).
(2)
رواه اللالكائي في "اعتقاد أهل السنة"(5/ 1000).
(3)
السابري: ثوب رقيق جيد.
(4)
رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء"(7/ 33).
وروى البخاري في "تاريخه"، والترمذي وحسنه، عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما، وابن ماجه عنه، وعن جابر رضي الله تعالى عنه، والخطيب عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما، والطبراني في "الأوسط" عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قالوا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صِنْفانِ مِنْ أُمَّتِي لَيْسَ لَهُما فِي الإسْلامِ نَصِيبٌ: الْمُرْجِئَةُ، وَالْقَدَرِيَّةُ"(1).
وروى الطبراني في "الأوسط" عن واثلة وعن جابر رضي الله عنهما، وأبو نعيم عن أنس رضي الله تعالى عنه قالوا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صِنْفانِ مِنْ أُمَّتِي لا تَنالُهُمْ شَفاعَتِي: الْمُرْجِئَةُ، وَالْقَدَرِيَّةُ"(2).
قلت: الحكمة في ذلك أن القدرية ينكرون الشفاعة، والمرجئة يقولون: لا يضر مع الإيمان ذنب، فيحتاج إلى الشفاعة، فَحُرِموها لذلك.
وروى الطبراني في "الأوسط" بإسناد صحيح، عن أنس رضي الله تعالى عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"صِنْفانِ مِنْ أُمَّتِي لا يَرِدانِ عَلَيَّ الْحَوْضَ، وَلا يَدْخُلانِ الْجَنَّةَ: الْمُرْجِئَةُ، وَالْقَدَرِيَّةُ"(3).
(1) تقدم تخريجه.
(2)
تقدم تخريجه.
(3)
رواه الطبراني في "المعجم الأوسط"(4204). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(7/ 207): ورجاله رجال الصحيح غير هارون بن موسى الفروي، وهو ثقة.
وعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الْقَدَرِّيةُ وَالْمُرْجِئَةُ مَجُوسُ هَذِهِ الأُمَّةِ"(1).
وروى اللالكائي عن معاذ رضي الله تعالى عنه قال: لعنت القدرية والمرجئة على لسان سبعين نبياً آخرهم محمد صلى الله عليه وسلم (2).
وتقدم عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: اتقوا الإرجاء؛ فإنه شعبة من النصرانية (3).
وقال سعيد بن جبير رحمه الله تعالى: المرجئة يهود القبلة (4).
وقال أبو جعفر محمد بن علي رحمهما الله تعالى: ما ليل بليل، ولا نهار بنهار أشبه بالمرجئة من اليهود (5). رواهما اللالكائي.
وروى الرافعي في "تاريخ قزوين" عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يَهُودُ أُمَّتِي الْمُرْجِئَةُ"(6).
(1) رواه الطبراني في "المعجم الأوسط"(4205). وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(7/ 205) كما قال في الحديث السابق.
(2)
رواه اللالكائي في "اعتقاد أهل السنة"(5/ 988).
(3)
رواه اللالكائي في "اعتقاد أهل السنة"(5/ 987).
(4)
رواه اللالكائي في "اعتقاد أهل السنة"(5/ 989).
(5)
رواه اللالكائي في "اعتقاد أهل السنة"(5/ 991).
(6)
رواه الرافعي في "التدوين في أخبار قزوين"(4/ 1)، وكذا ابن عدي في "الكامل"(3/ 262) وأعله بسليمان بن أبي كريمة، وقال: عامة أحاديثه مناكير.