الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
58 - ومنها: الفرار من الزحف، والتولي، ونقض المعاهدة على الثبات، بل وغيره من الأمور كما تقدم
.
والفرار من الزحف من الكبائر.
وقد قال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ (15) وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} [الأنفال: 15 - 16].
59 - ومنها: التعويق عن الخير، والتثبيط عنه؛ جهادًا وغيره
.
نزلت في ناس من المنافقين كانوا يقولون لإخوانهم: ما محمد وأصحابه إلا أكلة رأس، ولو كانوا لحمًا لانتهبهم أبو سفيان وأصحابه،
دعوا هذا الرجل فإنه هالك. رواه ابن جرير، وابن أبي حاتم عن قتادة (1).
ورويا عنه في قوله: {فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ (19)} [الأحزاب: 19] قال: أما عند الغنيمة فأشح قوم، وأسوأ مقاسمة، أعطونا، أعطونا؛ إنا قد شهدنا معكم، وأما عند البأس فأجبن قوم، وأخذله للحق (2).
ودلت الآية على أن من أخلاق المنافقين الطمع والشح، وهو أعم من البخل، وقد تقدم أنه من أخلاقهم.
وقد روى الطبراني في "الأوسط" عن جابر رضي الله تعالى عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إِيَّاكُمْ وَالطَّمَعَ؛ فَإِنَّهُ فَقْرٌ حاضِرٌ"(3).
وروى أبو داود وصححه الحاكم، وغيره، عن عبد الله بن عمرو رضي الله تعالى عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِيَّاكُمْ وَالشُّحَّ؛ فَإِنَّما هَلَكَ مَنْ كانَ قَبْلَكُمْ بِالشُّحِّ؛ أَمَرَهُمْ بِالْبُخْلِ فَبَخِلُوا، وَأَمَرَهُمْ بِالْقَطِيعَةِ فَقَطَعُوا، وَأَمَرَهُمْ بِالْفُجُورِ فَفَجَرُوا"(4).
وفي الأخبار استعاذة النبي صلى الله عليه وسلم من البخل، ومن نفس لا تشبع،
(1) رواه الطبري في "التفسير"(21/ 139)، وكذا عبد الرزاق في "التفسير"(3/ 114).
(2)
رواه الطبري في "التفسير"(21/ 141).
(3)
رواه الطبراني في "المعجم الأوسط "(7753).
(4)
رواه أبو داود (1698)، والحاكم في "المستدرك"(1516).