الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومن طمع يجر إلى طبع.
60 - ومنها: العجب، والتكبر، والتجبر، والفساد اعتماداً على ما أوتيه من قوة الجسد، ودوام الصحة، وكثرة الأموال والأولاد، والتكبر وسيلة الاستكبار، وتكلف الكبر، ودعواه للنفس
.
والكبر -بالكسر والضم-: الشرف.
والكبرياء: أعظمه، ولا تصلح إلا لله تعالى.
وفي الحديث القدسي: "الْكِبْرِياءُ رِدائِي، وَالْعَظَمَةُ إِزارِيْ؛ فَمَنْ نازَعَنِي فِيهِما قَصَمْتُهُ"(1).
والتجبر: التكبر، أو أبلغ منه.
والجبار: المتكبر الذي لا يرى لأحد عليه حقًا كما في "القاموس"(2)، بل يرى لنفسه الحق على كل أحد.
أو الجبار: العيَّار، كما فسره به ابن عباس في قوله تعالى:{وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ (15)} [إبراهيم: 15](3).
والعيار: الكثير المجيء والذهاب كأنه لا يرضى بحالة واحدة إعجاباً بنفسه، فلا يكون في أمر معجب إلا طلب لنفسه غيره؛ من عار البعير يعير: إذا ترك الشوك وانطلق إلى غيره.
(1) تقدم تخريجه.
(2)
انظر: "القاموس المحيط" للفيروز آبادي (ص: 460)(مادة: جبر).
(3)
عزاه السيوطي في "الدر المنثور"(5/ 15) إلى الطستي.
وقد سبق أن المنافق كالشاة العائرة بين الغنمين.
والاسم: العيارة، ويقال: هو عيير وحده؛ أي: معجب برأيه، أو العمل وحده.
والعناد: مخالفة الحق، ورده وهو عارف به.
والمعاندة: المفارقة، والمجانبة، والمعارضة بالخلاف.
وكل ذلك من أخلاق المنافقين.
قال تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ (68) كَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ} [التوبة: 68]؛ أي: أنتم أيها المنافقون كالذين من قبلكم.
{كَانُوا أَشَدَّ مِنْكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا فَاسْتَمْتَعُوا بِخَلَاقِهِمْ (69)} [التوبة: 69] أي: بنصيبهم من ملاذ الدنيا.
{فَاسْتَمْتَعْتُمْ بِخَلَاقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ بِخَلَاقِهِمْ وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُوا (69)} [التوبة: 69]: خضتم في الباطل واللهو في الدنيا معرضين عن الحق والآخرة؛ أي: كالخوض الذي خاضوه، مستعار من الجَوَلان في الماء، ولا يستعمل إلا في الباطل.
وفي الحديث: "رُبَّ مُتَخَوِّضٍ فِي مالِ اللهِ، لَهُ النَّارُ يَومَ الْقِيامَةِ"(1).
(1) رواه الطبراني في "المعجم الأوسط"(24/ 231)، عن خولة بنت قيس رضي الله عنها.
وقال الله تعالى في المنافقين {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ (65)} [التوبة: 65].
وقال تعالى -حكاية عن أهل سقر، وهي الدرك الأسفل من النار، وهو منزل المنافقين-:{وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ (45)} [المدثر: 45]؛ أي: كلما غوى غاوٍ غوينا معه، كما رواه ابن المنذر عن قتادة (1).
وروى الترمذي وصححه، عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يَخْرُجُ عُنُقٌ مِنَ النَّارِ يَوْمَ الْقِيامَةِ لَهُ عَينانِ يُبْصِرانِ، وَأُذُنانِ يَسْمَعانِ، وَلِسانٌ يَنْطِقُ، فَيَقُولُ: إِنِّي وُكِّلْتُ بِثَلاثَةٍ: بِكُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ، وَبِكُلِّ مَنْ دَعا مَعَ اللهِ إِلَها آخَرَ، وَبِالْمُصَوِّرِينَ"(2).
وروى ابن أبي شيبة عن أبي موسى رضي الله تعالى عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إِنَّ فِي جَهَنَّمَ وادٍ يُقالُ لَهُ هَبْهَب؛ حَقٌّ عَلى اللهِ أَنْ يُسْكِنَهُ كُلَّ جَبَّارٍ"(3).
وروى الإمام أحمد في "الزهد" عن عبد الله بن دينار: أن داود عليه السلام كان يقول: كما أن أقرب الناس من الله تعالى يوم القيامة
(1) انظر: "الدر المنثور" للسيوطي (8/ 337)، وكذا الطبري في "التفسير"(29/ 166).
(2)
رواه الترمذي (2574) وقال: حسن غريب صحيح.
(3)
رواه ابن أبي شيبة في "المصنف"(34159)، وكذا الدارمي في "السنن" (2816). قال ابن طاهر المقدسي في "ذخيرة الحفاظ" (2/ 943): فيه أزهر بن سنان لا شيء في الحديث.