الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفرقة الخامسة: المعمرية
.
أصحاب معمر بن عباد السلمي، سموا أنفسهم أصحاب المعاني، وهم أعظم القدرية فِرية في نفي الصفات والقدر.
وقالوا: إن الله -تعالى عن قولهم- لم يخلق شيئاً غير الأجسام والعرض من اختراعات الأجسام، إما طبعاً كحرق النار، أو اختياراً كالحيوان يُحدث الحركة.
وقالوا: إرادة الله للشر غير الله، وغير خلقه للشيء، وغير الأمر والإخبار والحكم، فأشاروا إلى شيء مجهول.
وقالوا: ليس للعبد فعل سوى الإرادة.
وحقيقة الإنسان عندهم كالفلاسفة معنى آخر هو غير الجسد، وهو عالم قادر، مختار حكيم، لا متحرك ولا ساكن، ولا يرى ولا يحس، ولا يحويه مكان ولا زمان.
وكانوا لا يقولون: إن الله قديم.
وقيل: كانوا يقولون: محال أن يعلم الله نفسه، وأن يعلم غيره (1).
الفرقة السادسة: المردارية
.
أصحاب عيسى بن صبيح الملقب بالمردار، كان يسمى: راهب المعتزلة، أخذ عن بشر بن المعتمر، ويقول في التولد، وزاد:
أنه جوز وقوع فعل واحد من فاعلين على سبيل التولد.
(1) انظر: "الملل والنحل" للشهرستاني (1/ 66 - 68) مختصراً بتصرف.
وقالوا: إن الناس قادرون على مثل القرآن، وكفَّروا من قال بقِدَم القرآن، ومن لابس السلطان، ومن قال: إن أفعال العباد مخلوقة لله تعالى، وغلَوا في التكفير حتى كفَّروا الناس في قولهم: لا إله إلا الله.
وحكي أن إبراهيم السندي سأل إمامهم عن أهل الأرض جميعاً فكفَّرهم، فقال له إبراهيم: الجنة التي عرضها كعرض السموات لا يدخلها إلا أنت وثلاثة وافقوك؟ فخزي.
وقالوا: خلق القرآن في اللوح المحفوظ، وما نقرؤه حكاية عنه، وليس به.
وأوجبوا معرفة الله تعالى بالعقل قبل الشرع.
وقالوا بتحسين العقل وتقبيحه (1).
روى اللالكائي عن محمد بن أبي كبشة قال: سمعت هاتفاً يهتف في البحر يقول: لا إله إلا الله، كذب المريسي على الله.
قال: ثم هتف ثانية: لا إله إلا الله، على ثمامة والمريسي لعنه الله.
قال: وكان معنا في المركب رجل من أصحاب المريسي، فَخَرَّ ميتاً (2).
(1) انظر: "الملل والنحل" للشهرستاني (1/ 68 - 70) مختصراً بتصرف.
(2)
رواه اللالكائي في "اعتقاد أهل السنة"(3/ 384)، وكذا ابن أبي الدنيا في "الهواتف" (ص: 92).