الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كَمَعادِنِ الذَّهبِ وَالْفِضَّةِ؛ خِيارُهُمْ فِي الْجاهِلِيَّةِ خِيارُهُمْ فِي الإِسْلامِ إِذا فَقُهُوا". رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه (1).
42 - ومن أخلاقهم: التعبد والتقرب إلى الله تعالى بما لم يرد به الشرع، بل لمجرد الرأي والهوى
.
وهذا من أعظم أخلاقهم وأعمها، وبه يتحقق معنى الجاهلية.
وأبلغ ما كان هنا الخلق مستحكماً من الناس في أزمنة الفترات، ولا سيما الفترة التي كانت بين عيسى ومحمد صلى الله عليه وسلم.
ولا خفاء أن النبي المبعوث بعد الفترة أقوى حالاً وأشد عزماً ممن كان يبعث في غير زمان الفترة؛ حيث كان الدين قائماً لسد خلل ما.
ومن ثم كان الأصح في محمد أولي العزم من الرسل عليهم الصلاة والسلام أنهم كانوا خمسة؛ نوح، وإبراهيم، وموسى، وعيسى، ومحمد صلى الله عليهم وسلم؛ لأن نوحاً عليه السلام بعث على فترة من الناس كانت بعد آدم عليه الصلاة السلام، وإبراهيم عليه السلام على فترة بعد صالح عليه السلام، وموسى عليه السلام بعث على فترة كانت بعد يوسف عليه السلام، وعيسى عليه السلام بعث على فترة كانت بعد آل داود من بني إسرائيل، ومحمد صلى الله عليه وسلم بعث على فترة كانت بعد عيسى عليه السلام.
(1) تقدم تخريجه.
روى البخاري عن عطاء بن يسار رحمه الله تعالى قال: لقيت عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنهما؛ قلت: أخبرني عن صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال: أجل والله؛ إنه لموصوف في التوراة ببعض صفته في القرآن؛ يا أيها النبي! إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً، وحِرزاً للأميين، أنت عبدي ورسولي، سميتك المتوكل، ليس بفظ ولا غليظ، ولا سَخَّاب في الأسواق، ولا يجزي بالسيئة السيئة، ولكن يعفو ويصفح، ولن يقبضه تعالى حتى يقيم به الملة العوجاء بأن يقولوا: لا إله إلا الله، ويفتح به أعيناً عُمياً، وآذاناً صُمًّا، وقلوباً غُلْفاً (1).
وروى أبو نعيم في "الدلائل" عن وهب بن منبه قال: أوحى الله تعالى إلى شعيب عليه السلام: إني باعث نبياً أمياً أفتح به آذاناً صماً، وقلوباً غُلْفاً، وأعيناً عمياً، مولده بمكة، ومهاجره بطيبة، وملكه بالشام، عبدي المتوكل، المصطفى، المرفوع، الحبيب، المتحبب، المختار، لا يجزي بالسيئة السيئة، ولكن يعفو ويصفح ويغفر، رحيماً بالمؤمنين، يبكي للبهيمة المثقلة، ويبكي لليتيم في حجر الأرملة، ليس بفظ ولا غليظ، ولا سَخَّاب في الأسواق، ولا متزين بالفحش، ولا قَوَّال بالخَنَا، لو يمر إلى جنب السراج لم يطفئه من سكينته، ولو مشى على القصب الرعراع - يعني: اليابس - لم يسمع من تحت قدميه، أبعثه مبشراً
(1) رواه البخاري (2018).