الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومنهم غير حلولية، ولكن يقولون: له صورة مخصوصة به (1).
ثم من المشبهة شيعية، وسيأتي بيانهم.
وغير شيعية، وهم فرقتان:
إحداهما: الحشوية:
كمضر وكهمس وأحمد الهجيمي، وداود الجواربي من المتقدمين، وابن الراعون، وغيره من متأخري الحنابلة، وإنما حملهم على ذلك كثرة أحاديث الصفات وآياتها الناطقة بما آمن به السلف من غير تأويل ولا تمثيل، وتأول الخلف بما لا يؤدي إلى التعطيل كالوجه، واليد، والعين، والبصر، والسمع، والاستواء على العرش، والنزول إلى السماء، وغير ذلك مما دلت عليه النصوص المشكلة، ونفت ذلك الجهمية كما تقدم (2).
وقال الفضيل بن عياض، ويحيى بن معين: إذا قال الجهمي: أنا أكفر برب ينزل، فقل: أنا أومن برب يفعل ما يشاء. رواه اللالكائي (3).
وقال يزيد بن هارون رحمه الله تعالى: إن الجهمية غلت، ففرعت في غلوها إلى أن نفت.
وإن المشبهة غلت ففرعت في غلوها حتى مثَّلت.
فالجهمية يستتابون، والمشبهة كذا وكذا؛ رماهم بأمر عظيم (4).
(1) انظر: "الملل والنحل" للشهرستاني (1/ 107).
(2)
انظر: "الملل والنحل" للشهرستاني (1/ 106).
(3)
رواه اللالكائي في "اعتقاد أهل السنة"(3/ 452 - 453).
(4)
رواه اللالكائي في "اعتقاد أهل السنة"(3/ 531).
وقال وكيع رحمه الله تعالى: وصف داود الجواربي الرب عز وجل فكفر في صفته، فرد عليه المريسي فكفر المريسي في رده عليه؛ إذ قال: هو في كل شيء (1). رواهما ابن أبي حاتم.
ثم أجاز المشتبه على ربهم الملامسة والمصافحة، وقالوا: إن المخلصين يعانقونه في الدنيا والآخرة إذا بلغوا في الاجتهاد والرياضة إلى حد الإخلاص والاتحاد المحض.
وقالوا: معبودهم صورة ذات أعضاء وأبعاض؛ إما روحانية أو جثمانية.
ومنهم من قال: من لحم ودم، وله جوارح من يد، ورجل، ورأس، ولسان، وعينين، وأذنين (2).
وقال الجواربي: اعفوني من الفرج، واللحية، واسألوني عما وراء ذلك (3).
وتأولوا على ذلك جميع آيات الصفات وأحاديثه، وجاؤوا بأكاذيب اقتبسوها من اليهود وغيرهم.
قد قالوا: شكت عيناه فعادته الملائكة، وبكى على طوفان نوح حتى رَمَدت عيناه، وإن العرش ليئط من تحته كأطيط الرجل الحديد،
(1) رواه اللالكائي في "اعتقاد أهل السنة"(3/ 532).
(2)
انظر: "الملل والنحل" للشهرستاني (1/ 105).
(3)
انظر: "الملل والنحل" للشهرستاني (1/ 187).