الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والفساد شامل لإهلاك الحرث والنسل كما فعل الأخنس ابن شريق، ولغيره، فهو من عطف الخاص على العام، وهو ضد الصلاح كما قال تعالى:{وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا} [الأعراف: 56].
وإن فسرنا الفساد بأخذ المال ظلمًا كما ذكره في "القاموس"(1) فالعطف في الآية للمغايرة، فيكون وصفه بوصفين؛ أخذ المال لنفسه من صاحبه، وإتلافه على صاحبه، وهما من أعمال المنافقين.
5 - ومنها: الظلم في الولاية، أو مطلقًا، ولا سيما في الولاية والعدوان
.
سئل مجاهد رحمه الله تعالى عن قوله تعالى: {وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ} [البقرة: 205]، قال: يلي في الأرض فيعمل فيها بالعدوان، فيحبس الله تعالى بذلك المطر، فيهلك الحرث والنسل، ثم قرأ مجاهد:{ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ} [الروم: 41].
رواه ابن جرير، وابن أبي حاتم (2).
وحيث استدل مجاهد بالآية فبيانه أن الناس إذا تظالموا ولَّى الله
(1) انظر: "القاموس المحيط" للفيروز آبادي (ص: 391)(مادة: فسد).
(2)
رواه الطبري في "التفسير"(2/ 317)، وابن أبي حاتم في "التفسير"(2/ 366).