الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأزدي، عن أبيه، عن جده رضي الله تعالى عنه: أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "ثَلاثٌ مِنْ فِعْلِ أَهْلِ الْجاهِلِيَّةِ لا يَدَعُهُنَّ أَهْلُ الإِسْلامِ؛ اسْتِسْقاءٌ بِالْكَواكِبِ، وَطَعْنٌ فِي النَّسَبِ، وَالنِّياحَةُ عَلى الْمَيِّتِ"(1)، وله شواهد.
77 - ومن أعمال الجاهلية: الاستسقاء بالنيران، أو بنار شجر مخصوص، أو بغير ذلك ما سوى الدعاء والطلب من الله تعالى، والتوبة، والأعمال الصالحة، وكان التسليع في الجاهلية كما ذكره صاحب "الصحاح
".
قال في "القاموس": كانوا إذا أسنتوا علقوا السلع مع العشر بثيران الوحش، وحدروها من الجبال، وأشلوا في ذلك السلع - والعشراء؛ النار - يستمطرون بذلك.
وفي "الصحاح": إنهم كانوا يعلقونها بذنابي البقر (2).
وغلطه في "القاموس"، وقال: الصواب بأذناب البقر (3).
يعني: إن الذنابا مفرد، وأوهم كلام "الصحاح" أنه جمع.
ويشبه التسليع ما كان أهل مصر يصنعونه في جاهليتهم من إلقاء بكر في النيل بعد زفها وتزيينها ليوفى، وقصة مراجعة عمرو العاص
(1) رواه البخاري في "التاريخ الكبير"(2/ 233)، والطبراني في "المعجم الكبير"(2178).
(2)
انظر: "الصحاح" للجوهري (3/ 1231)(مادة: سلع).
(3)
انظر: "القاموس المحيط" للفيروز آبادي (ص: 942)(مادة: سلع).
لعمر بن الخطاب رضي الله عنهما في ذلك، وإبطال عمر لهذه السنة الجاهلية مشهورة.
وقد روى اللالكائي، والسِّلفي، وغيرهما عن قيس بن حجاج عمن حدثه: أن مصر لما فتحت أتى أهلها إلى عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنه حين دخل بونة من أشهر [العجم](1) وقالوا له: أيها الأمير! إن لنيلنا هذا سنة لا يجري إلا بها.
فقال لهم: وما ذاك؟
قالوا: إذا كانت ثنتا عشرة ليلة خلت من هذا الشهر عمدنا إلى جارية بكر بين أبويها، فأرضينا أبويها، وجعلنا تحتها من الحلي والثياب أفضل ما يكون، ثم ألقيناها في هذا النيل.
فقال لهم عمرو: إن هذا ما لا يكون في الإسلام، وإن الإسلام يهدم ما كان قبله.
فأقاموا بونة وأبيب ومسرى لا يجري قليلًا ولا كثيرًا، حتى هموا بالجلاء، فلما رأى ذلك عمرو كتب بذلك إلى عمر رضي الله تعالى عنه، فكتب: إنك أصبت بما فعلت، وإن الإسلام يهدم ما كان قبله، وإني قد بعثت إليك ببطاقة داخل كتابي هذا، فألقها في النيل.
فلما قدم كتاب عمر إلى عمرو رضي الله تعالى عنهما أخذ البطاقة، ففتحها، فإذا فيها: من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى نيل
(1) بياض في "أ" و"ت".