الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سور، ولكن جاء في الحديث ما يدلُّ على أن الخارجين منهم لا تطول مدتهم، بل يكون هلاكهم أقرب شيء إلى خروجهم.
روى الإمام أحمد عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما: أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "يَخْرُجُ مِنْ أُمَّتِي قَوم يَقْرَؤُونَ الْقُرْآنَ لا يُجاوِزُ حَناجِرَهُمْ، يَقْتُلُونَ أَهْلَ الإِسْلامِ، فَإِذا خَرَجُوا فَاقْتُلُوهُمْ، ثُمَّ إِذا خَرَجُوا فَاقْتُلُوهُمْ، ثُمَّ إِذا خَرَجُوا فَاقْتُلُوهُمْ، فَطُوبَى لِمَنْ قتلَهُمْ، ثُمَّ طُوبَى لِمَنْ قتلُوهُ، كُلَّما طَلَعَ مِنْهُمْ قَرْنٌ قَطَعَهُ اللهُ عز وجل"(1).
وأمّا
الشيعة:
فيجمعهم مشايعة علي رضي الله تعالى عنه، والقول بإمامته وخلافته بالنص الجلي أو الخفي، واعتقدوا أن الخلافة لا تخرج عن ولده.
وقالوا بوجوب عصمة الأئمة من الكبائر والصغائر، وأنكروا فضيلة أبي بكر، وعمر رضي الله تعالى عنهما على علي رضي الله تعالى عنه، وتكلموا في خلافتهما، وهو خلاف قول علي وآل البيت رضي الله عنهم (2).
روى اللالكائي عن الشّعبيّ رحمه الله تعالى قال: لو كانت الشيعة من الطير لكانوا رُخْمًا، ولو كانوا من الدواب لكانوا حُمْرًا.
وروى عبد الله ابن الإمام أحمد، والبزار، وأبو يعلى عن علي
(1) رواه الإمام أحمد في "المسند"(2/ 84). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(2/ 84): فيه أبو جناب، وهو مدلس.
(2)
انظر: "الملل والنحل" للشهرستاني (1/ 146).
رضي الله تعالى عنه قال: دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "إِنَّ فِيكَ مَثَلًا مِنْ عِيسَى بْنِ مَرْيَمَ عليهما السلام؛ أَبْغَضَتْهُ اليَهُودُ حَتَّى بَهَتُوا أُمِّهُ، وَأَحَبَّتْهُ النَّصارَى حَتَّى أَنْزَلُوهُ بِالْمَنْزِلِ الَّذِي لَيْسَ بِهِ".
ألَّا وإنه ليهلك فِيَّ اثنان: محب مفرط يفرطني بما ليس في، ومبغض يحمله شنآني علي أن يبهتني، ألَّا وإني لست بنبي، ولا يوحى إلي، ولكني أعمل بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ما استطعت، فما أمرتكم من طاعة الله فحق عليكم طاعتي فيما أحببتم وكرهتم (1).
وكلام علي وأولاده الكِرام رضي الله تعالى عنهم في فضل أبي بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما، وفي الرَّدِّ على الشيعة مدوَّن في كتب الحديث والتاريخ، ولولا خوف الإطالة لأتينا منه بنبذة صالحة.
وروى أبو نعيم عن أبي سلمة بن عبد الرّحمن، عن أبيه رضي الله تعالى عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إِذا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ
(1) رواه عبد الله ابن الإمام أحمد في "زوائد المسند"(1/ 160) واللفظ له، وأبو يعلى في "المسند"(534)، وكذا البخاري في "التاريخ الكبير"(3/ 281)، والنسائي في "السنن الكبرى"(8488).
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(9/ 133): رواه عبد الله والبزار باختصار، وأبو يعلى أتم منه، وفي إسناد عبد الله وأبي يعلى: الحكم بن عبد الله وهو ضعيف، وفي إسناد البزار محمّد بن كثير القرشي الكوفي وهو ضعيف.
الْجَنَّةَ وَأَهْلُ النَّارِ النَّارَ، فَقِيلَ لِي: يا مُحَمَّدُ! اشْفَعْ، فَأَخْرِجْ مَنْ شِئْتَ مِنْ أُمَّتِكَ مِنَ النَّارِ - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: - فَشَفاعَتِي يَوْمَئِذٍ مُحَرَّمَة عَلى رَجُلٍ لَقِيَ اللهَ بِشَتِيمَةِ أَحَدٍ مِنْ أَصْحابِي" (1).
وعن مالك رحمه الله تعالى: أنّه ذكر عنده رجال تنقَّصوا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأ هذه الآية: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ} حتّى بلغ {لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ} [الفتح: 29]، وقال: من أصبح من الناس فى قلبه غيظ على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد أصابته الآية (2).
وقد افترقت الشيعة إلى خمس فرق:
- كيسانية.
- وزيدية.
- وإمامية.
- وغلاة.
- وإسماعيلية.
ويطلق على هؤلاء كلهم روافض إِلَّا الزيدية، كما سيأتي.
وروى البيهقي عن علي، وعن ابن عبّاس رضي الله تعالى عنهم قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يَكُونُ فِي أُمَّتِي قَوْم يُسَمَّوْنَ الرَّافِضَةَ
(1) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء"(7/ 236) وقال: غريب.
(2)
رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء"(6/ 327).
يَرْفُضُونَ الإِسْلامِ" (1).
وروى الطبراني في "الأوسط"، واللالكائي عن أم سلمة رضي الله تعالى عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عندي، فغدت إليه فاطمة رضي الله تعالى عنها ومعها علي رضي الله عنه، فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه وقال:"أَبْشِرْ يا عَلِيُّ! أَنْتَ وَشِيعَتُكُ فِي الْجَنَّةِ، إِلَّا أَنَّ مِمَّنْ يَزْعُمُ مُشايَعَتَكَ، أَقْوامًا يَضْفُزُونَ الإِسلامَ، ثُمَّ يَلْفِظُونَهُ - ثلاث مراتٍ - يَقْرَؤُونَ الْقُرْآنَ لا يُجاوِزُ تَراقِيَهُمْ، لهُمْ نبزٌ، يُقالُ لَهُمُ: الرَّافِضَةُ، فَإِنْ أَدْرَكْتَهُمْ فَجاهِدْهُمْ؟ فَإِنَّهمْ مُشْرِكُونَ".
قالوا: يا رسول الله! فما العلامة فيهم؟
قال: "لا يَشْهَدُونَ جُمُعة وَلا جَماعة، يَطْعَنُونَ عَلى السَّلَفِ"(2).
وقوله: "يَضْفُزونَ" - بضم الفاء - من: ضفز البعير - بالضاد المعجمة، والفاء والزاي -: إذا لقم، أو مع كراهية.
(1) رواه البيهقي في "دلائل النبوة"(6/ 547)، والإمام أحمد في "المسند"(103/ 1) عن علي رضي الله عنه.
ورواه البيهقي في "دلائل النبوة"(6/ 548) وقال: وروي من أوجه أخر كلها ضعيفة.
(2)
رواه الطبراني في "المعجم الأوسط"(6605)، واللالكائي في "اعتقاد أهل السُّنَّة"(8/ 1453).
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 22): رواه الطبراني، وفيه الفضل ابن غانم، وهو ضعيف.
وروى أبو يعلى بسند حسن، عن فاطمة رضي الله تعالى عنها بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: نظر النّبيّ صلى الله عليه وسلم إلى علي رضي الله عنه فقال: "هَذا فِي الْجَنَّةِ، وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ قَومًا يَلْقُمونَ الإِسْلامَ، يَرْفُضُونَهُ، لَهُم نبزٌ، يُقالُ لَهُمُ: الرَّافِضَةُ، مَنْ لَقِيَهُمْ فَلْيَقْتُلْهُمْ؟ فَإِنَّهمْ مُشْرِكُونَ"(1).
وروى الطبراني بسند حسن، عن ابن عبّاس رضي الله تعالى عنهما قال: كنت عند النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: "يا عَلِيُّ! سَيَكُونُ فِي أُمَّتِي قَومٌ يَنْتَحِلُونَ حُبَّ أَهْلِ البَيْتِ، لَهُمْ نبزٌ، يُسَمَّوْنَ الرَّافِضَةُ، قاتِلُوهُمْ؛ فَإِنَّهمْ مُشْرِكُونَ"(2).
وأخرجه البزار، وأبو يعلى، والطبراني بأسانيد جيدة بنحوه (3).
ومن المسائل المشهورة عن الروافض أنّهم يقولون بمسح الرجلين في الوضوء دون الغسل، ولا يقولون بالمسح على الخفَّين،
(1) رواه أبو يعلى في "المسند"(6749)، ورواه ابن عدي في "الكامل"(3/ 82) وأعله بأبي الجحاف، وقال: وقد رواه عن أبي الجحاف أبو الجارود، ولعلّه أضعف من أبي الجحاف، وهكذا تليد بن سليمان أيضًا.
(2)
رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(12998). وحسن الهيثمي إسناده في "مجمع الزوائد"(10/ 22).
(3)
رواه أبو يعلى في "المسند"(2586)، والطبراني في "المعجم الكبير"(12997)، وكذا العقيلي في "الضعفاء"(1/ 284) وأعله بحجاج بن تميم، وقال: وله غير حديث لا يتابع عليه إِلَّا من هو مثله أو دونه.
وهذا من أعجب أحوالهم، حتّى إنَّ الواحد من غلاتهم ربما تألى فقال: برئت من ولاية أمير المؤمنين، ومسحت على خفي إنَّ فعلت كذا كما ذكره الخطابي رحمه الله تعالى.
وقال حدثني أحمد بن فراس قال: نا أحمد بن علي المرزوي قال: نا ابن أبي الجوال أن الحسن بن يزيد غضب على كاتب له، فحبسه وأخذ ماله، فكتب إليه من الحبس:[من الرجز]
أَشْكُو إِلَى اللهِ ما لَقِيتُ
…
أَحْبَبْتُ قَوْمًا بِهِمُ بُلِيتُ
لا أَشْتُمُ الصَّالِحِينَ جَهلًا
…
وَلا تَشَيَّعْتُ ما بَقِيتُ
أَمْسَحُ خُفّيَّ بِبَطْنِ كَفِّي
…
وَلَوْ عَلى جِيفَةٍ وَطِيتُ
قال: فدعا به من الحبس، ورد ماله عليه، وأكرمه (1).
وروى أبو نعيم، واللالكائي عن الشّافعيّ رضي الله تعالى عنه قال: لم أر أحدًا من أصحاب الأهواء أشهد للزور من الرافضة (2).
وروى اللالكائي عن محمّد بن يوسف الفيريابي قال: ما أدري الرافضة، والجهمية إِلَّا زنادقة (3).
وعن سفيان الثّوريّ رحمه الله تعالى أنّه سئل: أتصلّي خلف من يبغض أبا بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما؟
(1) انظر: "إعتاب الكتاب" لابن الأبار (ص: 7).
(2)
رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء"(9/ 114)، واللالكائي في "اعتقاد أهل السُّنَّة"(8/ 1457).
(3)
رواه اللالكائي في "اعتقاد أهل السُّنَّة"(8/ 1457).