الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كون الإمام إمامًا (1).
وآل أمر الزيدية آخرًا إلى أن قالوا: لا تجوز إمامة المفضول، وطعنوا في الصّحابة طعن الإمامية، وافترقوا ثلاث فرق:
إحداها: الجارودية.
أصحاب ابن الجارود زياد بن المنذر الهمداني الكوفي الأعمى.
قالوا: نصّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم على إمامة علي رضي الله تعالى عنه وصفًا ولم يسمه، وخطؤوا الصّحابة حيث لم يتعرفوا ذلك الوصف، ويطلبوا ذلك الموصوف، وإنما نصبوا أبا بكر باختيارهم، فكفَّروهم بذلك، وخالفوا إمامهم زيد في هذه المقالة، وتبرؤوا من أبي بكر وعمر، وقالوا: علي أفضل الخلق، وقالوا: الإمامة مقصورة على ولد فاطمة.
ثمّ اختلفوا في تعيين الإمام بعد الحسن والحسين رضي الله تعالى عنهما من أولادهما.
وقالوا بالإمام المنتظر، واختلفوا فيه، وبعضهم قال بالرجعة، ويحلون المتعة (2).
الفرقة الثّانية من الزيدية:
السليمانية
.
أصحاب سليمان بن حرب.
(1) انظر: "الملل والنحل" للشهرستاني (1/ 155 - 157).
(2)
انظر: "الملل والنحل" للشهرستاني (1/ 157 - 159).
قالوا: الإمامة شورى بين الخلق، وتصح في المفضول مع وجود الفاضل، وخطَّؤوا الأُمَّة في بَيعة أبي بكر وعمر رضي الله عنهما خطأً دونَ الفسق، وكفَّروا عثمان، وعائشة، وطلحة، والزبير رضي الله تعالى عنهم، وقبح الله السليمانية، ثمّ طعنوا على الرافضة؛ فهم مذبذبون لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء (1).
الفرقة الثّالثة من الزيدية: الصالحية.
وهم أصحاب الحسن بن صالح بن حي.
والبترية: أصحاب كبير البتري الأبتر (2)، وهما متفقان في المذهب، وهما كالسليمانية، لكن توقفوا في عثمان رضي الله تعالى عنه أهو مؤمن أو كافر.
وقالوا: علي أفضل النَّاس بعد الأنبياء وأولاهم بالإمامة، لكن ترك حقه، ورضي وسلَّم، فرضينا بما رضي به، وأجازوا إمامة المفضول إذا رضي الأفضل.
وقالوا: من شهر سيفه من ولد الحسن والحسين رضي الله تعالى عنهما، وكان عالمًا، زاهدًا، شجاعًا، سخيًا، فهو الإمام.
وشرط بعضهم صباحة الوجه أيضًا.
وهم في الأصول كالمعتزلة سواء، وفي الفروع كالحنفية إِلَّا في
(1) انظر: "الملل والنحل" للشهرستاني (1/ 159 - 160).
(2)
في "مقالات الإسلاميين": "كثير النواء الأبتر".