الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللهَ عِنْدَ لِسانِ كُلِّ قائِلٍ؛ فَلْيتَّقِ اللهَ عبدٌ، وَلْيَنْظُرْ ما يَقُولُ"(1).
وأخرجه الحكيم عن ابن عباس رضي الله تعالى مرفوعاً (2).
39 - ومن أخلاق أهل الجاهلية: ترك الصلاة بما لا يعني، ومنع المصلي من الصلاة، ونهيه عنها، وإيذاء المصلين باللفظ وغيره
.
كما يدل عليه قوله تعالى: {قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ} [المدثر: 43].
وقوله تعالى: {وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً} [الأنفال: 35].
روى مسلم، والنسائي، وآخرون عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال أبو جهل: هل يُعَفِّرُ محمدٌ وجهه إلا بين أظهركم؟
قالوا: نعم.
قال: واللات والعزى لئن رأيته يصلي كذلك لأطأنَّ على رقبته،
(1) رواه ابن أبي شيبة في "المصنف"(34354)، وكذا أبو نعيم في "حلية الأولياء"(9/ 44)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(5033).
(2)
ورواه أبو نعيم في "حلية الأولياء"(8/ 160) عن ابن عمر رضي الله عنهما.
ولأعفِّرن وجهه في التراب.
فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي ليطأ على رقبته، قال: فما فجئهم إلا وهو ينكص على عقبيه، ويتقي بيديه، فقيل له: ما لك؟
فقال: إن بيني وبينه خندقاً من نار، وهولاً، وأجنحة.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لَوْ دَنا مِنِّي لاخْتَطَفَتْهُ الْمَلائِكَةُ عُضْواً عُضواً".
قال: وأنزل الله تعالى: {كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى} [العلق: 6] إلى آخر السورة، يعني: أبا جهل، {فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ} [العلق: 17]؛ يعني: قومه، {سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ} [العلق: 18] يعني: الملائكة (1).
وروى الإمام أحمد، والترمذي وصححه، عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي، فجاء أبو جهل: ألم أنهك عن هذا؟ ألم أنهك عن هذا؟
قال: فانصرف النبي صلى الله عليه وسلم، فزبره، فقال أبو جهل: إنك لتعلم: ما بها رجلٌ أكثر نادياً مني، فأنزل الله تعالى:{فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ (17) سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ} [العلق: 17، 18].
قال ابن عباس: والله لو دعا ناديه لأخذته زبانية الله (2).
(1) رواه مسلم (2797)، والنسائي في "السنن الكبرى"(11683).
(2)
رواه الإمام أحمد في "المسند"(1/ 256)، والترمذي (3349) وقال: حسن غريب صحيح.