المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌47 - وكان من عادة الجاهلية: - حسن التنبه لما ورد في التشبه - جـ ٩

[نجم الدين الغزي]

فهرس الكتاب

- ‌37 - ومن أعمال الجاهلية: قول الشعر المشتمل على هجاء من لا يجوز هجاؤه

- ‌ تنبِيْهٌ:

- ‌38 - ومن قبائح الجاهلية: الخوض في الباطل

- ‌39 - ومن أخلاق أهل الجاهلية: ترك الصلاة بما لا يعني، ومنع المصلي من الصلاة، ونهيه عنها، وإيذاء المصلين باللفظ وغيره

- ‌40 - ومن عادات أهل الجاهلية: التحلق في المساجد والمعابد لأجل السَّمر وحديث الدنيا، لا لأجل الصلاة والعبادة، واللغو عند سماع القرآن، واللغط في مجالس الذكر

- ‌41 - ومن أخلاقهم: منع الحقوق الواجبة كالزكاة، وصلة الأرحام، والديون، والنهي عن فعل ذلك، والحيلولة بين المتصدق والصدقة

- ‌42 - ومن أخلاقهم: التعبد والتقرب إلى الله تعالى بما لم يرد به الشرع، بل لمجرد الرأي والهوى

- ‌ تَنْبِيْهٌ:

- ‌ تَنْبِيهٌ آخَرُ:

- ‌43 - ومن أخلاق الجاهلية: التقرب إلى الله تعالى بالسكوت؛ وإن كان هذا شرعاً سابقاً

- ‌44 - ومن أخلاقهم: الغزو لأجل المعصية والتجبر، وطلب الدنيا كما هو معلوم من أعمالهم، والأعراب الآن على دعواهم الإسلام يفعلون ذلك، وإن اعتقد بعضهم حرمته

- ‌45 - ومنها: حمل الرؤوس المقطوعة من بلد إلى بلد

- ‌46 - ومن أعمال أهل الجاهلية:

- ‌47 - وكان من عادة الجاهلية:

- ‌48 - ومن أفعال أهل الجاهلية: الفسوق، والرفث، والجدال في الحج

- ‌49 - ومنها: الحكم بغير ما أنزل الله تعالى

- ‌50 - ومنها: ترك العدل في عطية أولاده؛ فإن السنة أن يساوي بينهم

- ‌51 - ومنها: التبنِّي بحيث يعتقد أنه يؤثر في إرثه أو محرمية

- ‌52 - ومنها: الحلف بغير الله تعالى كالآباء، ورأس الأمير بحياته وحياة غيره، وهو مكروه

- ‌53 - ومنها: الإيلاء أكثر من أربعة أشهر إضراراً بالنساء

- ‌54 - ومنها: الظِّهار

- ‌55 - ومنها: أنهم كانوا لا يرون على المطلقة عدة

- ‌56 - ومنها: أكل الأولياء مهورَ مولِّياتِهنَّ

- ‌57 - ومنها: ما ذكره القاضي أبو بكر بن العربي في "القبس" قال: وكانت أهل الجاهلية تحلق رأس المولود وتلطِّخه بالدم، فشرع النبي صلى الله عليه وسلم التصدق بِزِنتَه - يعني: الشعر

- ‌58 - ومنها: ما ذكره الجوهري في "صحاحه"، وغيره من أنهم كانوا في الجاهلية إذا قتل لهم قتيل عقوا بسهم

- ‌59 - ومن عوائدهم وأحكامهم - وهو من تهاونهم بما كان عليه صالحوا آبائهم من التمسك بملة إبراهيم عليه الصلاة والسلام من تعظيم الحرم، والإحرام بالنسك

- ‌60 - ومنها: التشديد على من يقتل الصيد بالمجاوزة في الحكم عليه عن الكفارة إلى العقوبة

- ‌ تنبِيهٌ:

- ‌61 - ومن أخلاق الجاهلية: تحريم الحلال، وتحليل الحرام

- ‌ تنبِيهٌ:

- ‌ تَتِمَّةٌ:

- ‌62 - ومن عوائد أهل الجاهلية: أنهم كانوا لا يورثون النساء ولا الصغار، ويأكلون أموال اليتامى والأرامل والضعفاء

- ‌63 - ومنها: تناول الأثمان المحرمة والأعواض المؤثمة؛ كثمن الكلب، والخمر، ومهر البغي، وحُلْوان الكاهن، والعقود الفاسدة؛ كبيع الخمر، والكلب، والميتة، وبيع الغرر، وبيع حَبَل الحَبلَة، وعَسْب الفَحْل

- ‌64 - ومنها: الربا وأكل ما يحصل منه، وتناوله، والتصرف فيه

- ‌65 - ومنها: القمار، وهو المراهنة على ما يأخذه الغالب؛ إلا المسابقة والمناضلة الشرعيتين، والنَّرد

- ‌66 - ومنها: الْجَلَب والْجَنَب - وهما بفتحتين

- ‌67 - ومنها: المُكس

- ‌68 - ومنها: المغالقة على الخيل

- ‌69 - ومنها: غلق الرهن

- ‌70 - ومنها: التعزي بعزاء الجاهلية

- ‌71 - ومن أعمال أهل الجاهلية: الاستقسام بالأزلام

- ‌72 - ومنها: تعليق التمائم والحروز، وتقليد الدابة الوَثَر والجرس، ونحو ذلك

- ‌73 - ومنها: السحر والكهانة - وهما معروفان من فعل الجاهلية - والخط، والتنجيم

- ‌74 - ومن أخلاقهم: الطيرة

- ‌ تَنْبِيهٌ:

- ‌ تَنْبِيهٌ:

- ‌75 - ومن أخلاق أهل الجاهلية: اعتقاد أن غير الله يضر أو ينفع حقيقة، والاستعانة بغير الله تعالى

- ‌76 - ومن أخلاق أهل الجاهلية: الاستمطار بالأنواء، واعتقاد أنها ممطرة حقيقة، وقولهم: مُطرنا بنَوء كذا

- ‌77 - ومن أعمال الجاهلية: الاستسقاء بالنيران، أو بنار شجر مخصوص، أو بغير ذلك ما سوى الدعاء والطلب من الله تعالى، والتوبة، والأعمال الصالحة، وكان التسليع في الجاهلية كما ذكره صاحب "الصحاح

- ‌78 - ومن أعمال أهل الجاهلية: سب الدهر، والتشكي منه، ونسبة التقلبات إليه

- ‌79 - ومن أخلاقهم: أنهم كانوا يعتقدون أن الشمس والقمر لا تكسفان إلا لموت عظيم

- ‌80 - ومنها: دخول الإنسان على غيره، أو منزله بغير سلام ولا استئذان، واستبدال غيره به كقولهم: أنعم صباحًا، وأنعم مساء، وحييتم صباحًا، ومثل قول الناس الآن بعضهم لبعض: صباح الخير، مساء الخير من غير سلام، وكل ذلك مخالف للسنة

- ‌81 - ومنها: التحرج عن الأكل مع الضيف بخلًا

- ‌82 - ومنها: الفخر بالآباء والأنساب والأحساب

- ‌83 - ومنها: الطعن في الأنساب

- ‌84 - ومنها: التنابز بالألقاب المشعرة بالذم

- ‌85 - ومنها: التمادح لا على وجه التقرب إلى الله تعالى بالإنصاف، وإنزال الناس منازلهم، بل على وجه المداهنة والمراءاة، والتقرب إلى قلوب الناس تحصيلًا للأغراض الفاسدة

- ‌86 - ومنها: التمدح وتزكية النفس

- ‌87 - ومنها: المشي في القميص من غير رداء، ونحوه مما يتم به التستر؛ لأن ذلك يؤدي إلى كشف العورة أو بدوها، وروح هذه الخصلة يرجع إلى قلة الحياء والتستر، وهما من الإيمان، وضدهما من الجهل

- ‌88 - ومنها: تبرج النساء

- ‌89 - ومنها: اعتزال الحائض في المسكن والمؤاكلة، وتقدم أن اليهود كذلك

- ‌90 - ومنها: اعتقاد العدوى

- ‌91 - ومنها: النياحة على الميت، والنعي، ولطم الخدود، وخمش الوجوه، وحلق الشعور ونشرها، وشق الجيوب في المصائب، والإسعاد في ذلك

- ‌92 - ومن أعمال أهل الجاهلية: الوصية بالنوح، والتعديد، واللطم، وما ذكر معه

- ‌93 - ومنها: الإحداد على الميت أكثر من ثلاث لغير الزوجة، وإحداد الزوجة أكثر من أربعة أشهر وعشر، أو من مدة الحمل

- ‌94 - ومنها - وهو من جنس الإحداد -: أن يغير هيئته لموت أبيه، أو ابنه، أو قريبه، ويخرج بهيئة مزرية خلاف عادته إظهارًا للحزن

- ‌95 - ومنها: أن يدفن مع الميت شيء من مال صامت، أو حيوان، أو يجعل عند قبره ليستأنس به، أو ليقيه من الأرض، أو لغير ذلك من الاعتقادات الفاسدة

- ‌96 - ومن أخلاق أهل الجاهلية: معاداة أولياء الله تعالى، وإيذاؤهم، وإخراجهم من أوطانهم

- ‌97 - ومنها: الغل، والحقد، والحسد، والعداوة، والبغضاء، والحمية

- ‌98 - ومنها: الأمن من مكر الله تعالى، واليأس من رحمته، وكفران نعمه وشدة الفرح بالنعمة مع نسيان المنعم بها، والفخر بما لا يملك، والبطر والاغترار بالله تعالى، والجزع من الضراء والمصاب

- ‌99 - ومنها: الإصرار والتمادي في الضلال، وعدم الاتعاظ بالآيات، وعدم الاستكانة والتضرع عند نزول البليات تجلُّداً على الله تعالى، ومكابرة في المعاندة لأمر الله تعالى

- ‌ تَتِمَّةٌ:

- ‌(14) باب النهي عن التشبه بالمنافقين

- ‌1 - فمن أخلاق المنافقين -وهو أقبحها

- ‌2 - ومنها: الاستهزاء بالدين وأهله

- ‌3 - ومنها: إظهار الإيمان، والصلاح، والزهد والورع مع إبطان أضدادها

- ‌4 - ومنها: الإفساد في الأرض

- ‌5 - ومنها: الظلم في الولاية، أو مطلقًا، ولا سيما في الولاية والعدوان

- ‌6 - ومنها: أن المنافق يدعي أن إفساده إصلاح، وأن ظلمه عدل

- ‌ تنبِيهٌ:

- ‌7 - ومنها: أن المنافق يُسفِّه المؤمن، ويرى أنه على ضلال وباطل

- ‌8 - ومنها: التلدُّد في الخصومة، وكثرة الخصومات -فإن كانت في غير الحق كانت أقبح

- ‌9 - ومنها: الفجور في الخصومة أو مطلقًا

- ‌10 - ومنها: التكبر عن امتثال الأمر بالتقوى، والأنفة من قبول الحق إذا دعي إليه

- ‌ تنبِيهٌ:

- ‌11 - ومن أخلاق المنافقين: اتباع الهوى

- ‌ تنبِيهٌ:

- ‌12 - ومن أخلاق المنافقين:

- ‌13 - ومنها: الخوض في الباطل واللعب

- ‌14 - ومنها: الوقيعة في أهل العلم، وحملة القرآن

- ‌15 - ومنها: السرور بمصيبة المؤمن، والشماتة له، والحزن والمَساءة بنعمته وحسنته

- ‌ تَنْبِيهٌ:

- ‌16 - ومنها: التكذيب بالخارق الذي يظهر على يد الصادق كمعجزة النبي، وكرامة الولي

- ‌17 - ومنها: التهاون بالصلوات الخمس، أو بواحدة منها، والتشاغل عند القيام إليها، وتأخيرها إلى وقت لا يسعها، وترك الطمأنينة فيها

- ‌ تنبيهٌ:

- ‌ تنبِيهٌ ثانٍ:

- ‌18 - ومن أخلاق المنافقين: القعود عن الجماعة، وعن شهود الجماعة في المسجد

- ‌ تنبِيهٌ:

- ‌19 - ومن أخلاق المنافقين:

- ‌20 - ومنها: ترك الصف الأول رغبة عنه إلا لعذر

- ‌21 - ومنها: أن يعتاد أن لا يهتم بتكبيرة الإحرام

- ‌22 - ومنها: ترك صلاة الجمعة ثلاثًا وَلَاء لغير عذر، وإن صلاها ظهراً

- ‌23 - ومنها: ثقل قراءة القرآن أو سماعه على القلب، والثاني أقبح

- ‌ تنبِيهٌ:

- ‌24 - ومن أخلاق المنافقين: الإقلال من ذكر الله تعالى

- ‌25 - ومن أعمال المنافقين، وأخلاقهم:

- ‌26 - ومنها: كثرة الخصومات والمحاربات

- ‌27 - ومنها: التلاعن والتساب

- ‌28 - ومنها: التربص بالمؤمنين ولو بواحد منهم

- ‌29 - ومنها: التمرد -وهو الأقدام- والعتو، والأَشَر، والبغي

- ‌30 - ومنها: إرادة الفتنة بالمسلمين، وتخذيلهم، وولاية أعدائهم عليهم

- ‌31 - ومنها: أن المنافق يرى أنه في فتنته على الحق، وأن خصمه المحق هو المفتتن

- ‌32 - ومنها: الخديعة، والمكر، واللؤم

- ‌33 - ومنها- ويدخل في ابتغاء الفتنة-: تتبع زلات العلماء

- ‌34 - ومنها: الخيانة والكذب -ولا سيما مع اليمين والحلف- وعصيان أولي الأمر، والخروج عليهم

- ‌ تنبِيهاتٌ:

- ‌ تَتِمَّةٌ:

- ‌35 - ومن أعمال المنافقين، وأخلاقهم: دعوى الدين ومقاماته لغير غرض صحيح، وخصوصاً التقصير في العمل الموافق للدعوى

- ‌36 - ومنها: ترك العمل بالعلم، والإرشاد إلى البر مع رفض التلبس به

- ‌37 - ومنها: المبادرة إلى التكلم بالشيء قبل تدبر عواقبه

- ‌38 - ومنها: الحرص على طلب الدنيا، والانهماك فيها، والاهتمام بتحصيلها

- ‌39 - ومنها: طلب رضي الناس بما يسخط الله تعالى، والحلف الكاذب لذلك

- ‌40 - ومنها: أن يظهر للناس أنه على خوف من الله تعالى وخشية، أو تقوى فوق ما عنده

- ‌41 - ومنها: سوء الظن بالله تعالى، وسوء الاعتقاد

- ‌42 - ومنها: إساءة الظن بالمسلمين فيما أحسنوا فيه، وحمل ذلك منهم على الرياء والغرض الفاسد

- ‌43 - ومنها: الرضا عند حصول الدنيا، والسخط بتحولها

- ‌44 - ومنها: شهود العطاء والمنع من غير الله تعالى

- ‌45 - ومنها: غلبة الفرح واللهو واللعب على العبد

- ‌46 - ومنها: الأمن من مكر الله تعالى، ومن سوء الخاتمة، والتحول من الإيمان إلى النفاق؛ والعياذ بالله

- ‌47 - ومن أخلاق المنافقين: قلة المروءة، وعدم الغيرة، والقيادة، والدياثة

- ‌48 - ومنها: التبتل

- ‌49 - ومنها: تبرج المرأة بالزينة

- ‌50 - ومنها: اختلاع المرأة نفسها من زوجها لغير ضرورة، وسؤالها إياه الطلاق من غير بأس

- ‌51 - ومنها: النثار، وانتهاب النثر في الولائم

- ‌52 - ومنها: سوء الخلق، والمل من الزوج، أو الصاحب، أو الثوب، أو غير ذلك مما يلائم أشرًا وبطراً، وهو داخل في سوء الخلق

- ‌54 - ومنها: الفرح بالدنيا، والترح بإدبارها، والغضب لها، والغرام بها

- ‌55 - ومن أخلاق المنافقين: طلب الدنيا بعمل الآخرة وذكرِ الله، والقلبُ مصر على المعصية، وذكرُه تعالى وهو يريد بذكره غرضاً فاسدًا

- ‌ تَنْبِيهٌ:

- ‌56 - ومن أعمال المنافقين: ركوب الأمور التي يعتذر منها، وارتكاب ما يستحى به، وعدم تذكر العواقب، والغش

- ‌ تَنْبِيهٌ:

- ‌57 - ومن قبائح المنافقين: سوء الاعتقاد، والشك في موعود الله تعالى، والاستخفاف بأمره

- ‌58 - ومنها: الفرار من الزحف، والتولي، ونقض المعاهدة على الثبات، بل وغيره من الأمور كما تقدم

- ‌59 - ومنها: التعويق عن الخير، والتثبيط عنه؛ جهادًا وغيره

- ‌60 - ومنها: العجب، والتكبر، والتجبر، والفساد اعتماداً على ما أوتيه من قوة الجسد، ودوام الصحة، وكثرة الأموال والأولاد، والتكبر وسيلة الاستكبار، وتكلف الكبر، ودعواه للنفس

- ‌61 - ومنها: استصغار الذنب، والاستخفاف به، والأمن من عقوبته، وعدم مراقبة الله تعالى في كل الأحوال

- ‌62 - ومنها: تمني المغفرة مع الإصرار على المعاصي

- ‌63 - ومنها: الاعتذار عن المعاصي والظلم بما ليس بعذر

- ‌64 - ومنها: التسويف بالتوبة حتى يدركه الموت

- ‌65 - ومنها: إظهار التوبة، وطلب الدعاء من الصالحين باللسان، والقلبُ على خلاف ذلك

- ‌66 - ومنها -وهي أقبح أعمال المنافقين وأجمعها للشر-: تشبههم بمن سلف قبلهم من اليهود والنصارى، والمشركين، والمنافقين، والفجار

- ‌ تَتِمَّةٌ:

- ‌فَصْلُ

- ‌ تَنْبِيهٌ:

- ‌خَاتمَة في ذِكْرِ فَوَائد مُتَمَّمَة لِهَذَا البَاب

- ‌ تَنْبِيهٌ:

- ‌النَّوْعُ الثَّالِث مِن القِسْمِ الثَّاني مِن الكِتَابِ في النَّهْيِ عَنِ التَّشَبُّهِ بالفَسَقَةِ

- ‌المَقَامُ الأوَّلُ في النَّهي عَنِ التَّشَبُّهِ بِالمُبتَدعَة

- ‌ القدرية

- ‌أحدها: الواصلية:

- ‌الفرقة الثانية: الهذيلية

- ‌الفرقة الثالثة: النظامية

- ‌ منهم: الأسواري:

- ‌ ومنهم: الفضل الحدثي، وأحمد بن خابط

- ‌الفرقة الرابعة: البِشرية

- ‌الفرقة الخامسة: المعمرية

- ‌الفرقة السادسة: المردارية

- ‌الفرقة السابعة: الثمامية

- ‌الفرقة الثامنة: الهشامية

- ‌الفرقة التاسعة: الجاحظية

- ‌الفرقة العاشرة: الخياطية

- ‌الفرقة الحادية عشرة: الجُبَّائية

- ‌إحداها: الجهمية

- ‌الفرقة الثانية من الجَبَرية: النَّجَّارية

- ‌الفرقة الثالثة: الضرارية، والحفصية

- ‌ المشبهة:

- ‌إحداهما: الحشوية:

- ‌الفرقة الثانية: الكَرَّامية

- ‌ المرجئة:

- ‌إحداها: اليونسية

- ‌الثانية: العبدية

- ‌ الثالثة: الغسَّانية

- ‌ الرابعة: الثوبانية

- ‌ الخامسة: الغيلانية

- ‌ السادسة: التومنية

- ‌ السابعة: الصالحية

- ‌ الثامنة: الشمرية

- ‌ الخوارج:

- ‌الْمُحَكِّمة الأولى: وهم الحرورية

- ‌الفرقة الثّانية من الخوارج: الأزارقة

- ‌ ومن قبائح الأزارقة:

- ‌الفرقة الثّالثة من الخوارج: النجدية

- ‌الفرقة الرّابعة: البيهسية

- ‌الفرقة الخامسة: العجاردية

- ‌الفرقة السّادسة من الخوارج: الإباضية

- ‌الفرقة السابعة من الخوارج: الأصفرية الزيادية

- ‌ تَنْبِيهٌ:

- ‌ الشيعة:

- ‌ الكيسانية:

- ‌ المختارية

- ‌ الهاشمية

- ‌ الجعفرية

- ‌ الحلولية:

- ‌ البيانية

- ‌ الرِّزامية

- ‌ السليمانية

- ‌ الإمامية:

- ‌إحداها الناروسية

- ‌الفرقة الثّانية: الواقفية

- ‌الفرقة الثّالثة: الموسوية

- ‌ الغلاة:

- ‌ فرقة يقال لهم بأصبهان: خرمية، وكودية، وبالري: مزدكية، وسادنية، وبأذربيجان: دقولية، وبما وراء النهر: مبيضة، وبموضع آخر: محمرة

- ‌الفرقة الثّانية من الغلاة: الكاملية

- ‌الفرقة الثّالثة: العلبائية

- ‌الفرقة الرّابعة من الغلاة: المغيرية

- ‌الفرقة الخامسة من الغلاة: المنصورية

- ‌الفرقة السّادسة من الغلاة: الخطابية

- ‌الفرقة السابعة من الغلاة: الكيالية

- ‌الفرقة الثامنة من الغلاة: الهشامية

- ‌الفرقة التّاسعة من الغلاة: الزرارية

- ‌الفرقه العاشرة: النعمانية، ويقال لهم: الشيطانية

- ‌الفرقة الحادية عشرة: اليوسفية

- ‌الفرقة الثّانية عشرة: النصيرية، ويقال لهم: الإسحاقية

- ‌ تَتِمَّةٌ:

- ‌ الإسماعيلية:

- ‌ ومن عقائدهم الفاسدة:

- ‌ تَنْبِيهٌ:

- ‌المَقَامُ الثَّانِي فِي النَّهْي عَنِ التَّشَبُّهِ بغَيْرِ المُبْتَدِعَةِ مِن الفَسَقَةِ

- ‌الفَصْلُ الأوَّلُ

- ‌ تَنْبِيهٌ:

- ‌الفَصْلُ الثَّاني

- ‌ تَنْبِيهٌ:

- ‌الفّصْلُ الثَّالِثُ

- ‌ تَتِمَّةٌ:

الفصل: ‌47 - وكان من عادة الجاهلية:

سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه بجَمْع بعد ما صلى الصبح وقف فقال: إن المشركين كانوا لا يفيضون حتى تطلع الشمس [ويقولون]: أشرق ثبير، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم خالفهم، فأفاض قبل طلوع الشمس (1).

‌47 - وكان من عادة الجاهلية:

ما يتفق الآن من جهلة الناس وعامتهم من سرعة السير، والإيضاع (2)، والازدحام عند الدفع من عرفات، والشريعة جاءت بالسكينة في السير.

وصحح الحاكم عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: إنما بدء الإيضاع من أهل البادية؛ كانوا يقفون حافتي الناس قد علقوا القباب والعصي، فإذا أفاضوا تقعقعوا، فأنفرت الناس، فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن ظفري ناقته لا يمس الأرض، وهو يقول:"يا أيُّها النَّاسُ! عَلَيْكُمْ بِالسَّكِينَةِ"(3).

وفي "صحيح البخاري" عنه: أنه دفع مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم عرفة، فسمع النبي صلى الله عليه وسلم وراءه زجراً شديداً، وضرباً للإبل، فأشار بسوط إليهم، وقال:"يا أيُّها النَّاسُ! عَلَيْكُمْ بِالسَّكِينَةِ؛ فَإِنَّ الْبِرَّ لَيْسَ بِالإِيضاعِ"(4).

(1) رواه البخاري (1600)، وأبو داود (1938)، والترمذي (896)، والنسائي (3047)، وابن ماجه (3022).

(2)

الإيضاع: أن يعدي بعيره ويحمله على العدو الحثيث.

(3)

رواه الحاكم في "المستدرك "(1710).

(4)

رواه البخاري (1587).

ص: 32

وروى الشيخان، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه عن أسامة بن زيد رضي الله تعالى عنهما أنه سئل: كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسير حين أفاض من عرفة - وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أردفه من عرفات -؟

قال: كان يسير العَنَق، فإذا وجد فُرجة نَصَّ (1).

وكانت الحمس يطوفون بالبيت وعليهم ثيابهم، وكانت الحلة يطوفون بالبيت عراة؛ الرجال بالنهار، والنساء بالليل، إلا من استعار ثوباً من أحمس.

وكانت المرأة منهم إذا طافت عريانة وضعت إحدى يديها على قُبُلها، والأخرى دبرها تقول:[من الرجز]

الْيَوْمَ يَبْدُو بَعْضُهُ أَوْ كُلُّهُ

وَما بَدا مِنْهُ فَلا أُحِلُّهُ (2)

وكان إذا بلغ أحدهم باب المسجد [قال للحمس]: من يعير مصوباً، من يعير معوزاً، فإذا أعاره أحمسي ثوبه طاف فيه، وإلا ألقى ثيابه بباب المسجد، ثم طاف عرياناً، وكانوا يقولون: لا نطوف في

(1) رواه البخاري (1583)، ومسلم (1286)، وأبو داود (1923)، والنسائي (3023)، وابن ماجه (3017).

والعنق: ضرب من السير السريع.

والنَّصُّ: ضرب من سير الإبل، وهو فوق العنق.

(2)

انظر: "السيرة" لابن إسحاق (2/ 82)، و"أخبار مكة" للأزرقي (1/ 182).

ص: 33

الثياب التي قارفنا فيها الذنوب، ثم يرجع إلى ثيابه فيجدها لم تتحرك إلا أن يتكرم منهم متكرم فيطوف في ثيابه، فإذا طاف فيها لم يحل له أن يلبسها، ولا ينتفع بها، ويطرحها لَقىً لا يمسها أحد من خلق الله تعالى حتى تبليها الشمس والأمطار، ووطء الأقدام.

وفيه يقول ورقة بن نوفل الأسدي: [من الطويل]

كَفَى حَزَناً كَرْبِي عَلَيْهِ بِأنَّنَي

لَقًى بَيْنَ أَيْدِي الطَّائِفِينَ حَرِيمُ (1)

أي: لا يمس.

قال في "الصحاح": واللقى - بالفتح؛ أي: والقصر - الشيء الملقى لهوانه، والجمع: الألقاء.

وقد أبطل الله عز وجل ما كان عليه أمر الجاهلية بقوله تعالى: {يَابَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ} [الأعراف: 31].

وأذن مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين نزلت هذه الآية: ألا لا يطوف بالبيت عريانٌ (2).

وروى عبد بن حميد، وأبو الشيخ عن عطاء رحمه الله تعالى قال: كان المشركون في الجاهلية يطوفون بالبيت عراة، فأنزل الله تعالى:{خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ} [الأعراف: 31](3).

(1) انظر: "أخبار مكة" للأزرقي (1/ 182).

(2)

رواه البخاري (1543)، ومسلم (1347) عن أبي هريرة رضي الله عنه.

(3)

انظر: "الدر المنثور" للسيوطي (3/ 440).

ص: 34

وروى ابن أبي شيبة، ومسلم، والنسائي، والمفسرون عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: كانت المرأة تطوف بالبيت وهي عريانة، وتقول: من يعيرني تطوافاً تجعله على فرجها، وتقول:[من الرجز]

الْيَوْمَ يَبْدُو بَعْضُهُ أَوْ كُلُّهُ

وَما بَدا مِنْهُ فَلا أُحِلُّهُ (1)

وفي لفظ: إن النساء كن يطفن عراة إلا أن تجعل المرأة على فرجها خرقة، وتقول: اليوم

إلى آخره، فنزلت هذه الآية {خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ} [الأعراف: 31] (2).

وكانوا في الجاهلية يطوفون على الشمال.

روى عبد بن حميد عن عكرمة قال: كان المشركون يطوفون بالبيت على الشمال، وهو قوله تعالى {وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً} [الأنفال: 35]؛ فإنها مثل نفخ البوق والتصدية طوافهم على الشمال (3).

وكانوا في الجاهلية منهم من يسعى بين الصفا والمروة، ومنهم من كان يتحرج عن ذلك، فلما جاء الإسلام تحرج ناس عن ذلك،

(1) رواه مسلم (3028)، والنسائي (2956).

(2)

انظر: "الدر المنثور" للسيوطي (3/ 439).

(3)

انظر: "الدر المنثور" للسيوطي (4/ 62)، وروى نحوه ابن أبي حاتم في "التفسير"(5/ 1696).

ص: 35

ورأوا أنه من أمر الجاهلية، فأنزل الله تعالى {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ} [البقرة: 158].

روى الأئمة مالك، وأحمد، والشيخان، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه عن عروة: أنه قال لعائشة رضي الله تعالى عنها: أرأيت قول الله تعالى: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا} [البقرة: 158] لا أرى على أحد جناحاً أن يطوف بهما؟

فقالت عائشة: بئس ما قلت يا ابن أختي! إنها لو كانت على ما أولتها كانت: فلا جناح عليه أن لا يطوف بهما، ولكنها إنما أنزلت أن الأنصار قبل أن يسلموا كانوا يُهِلُّون لمناة الطاغية التي كانوا يعبدونها، وكان من أهل بها يتحرج أن يطوف بالصفا والمروة، فسألوا عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: يا رسول الله! إنا كنا نتحرج أن نطوف بالصفا والمروة في الجاهلية، فأنزل الله تعالى:{إِنَّ الصَّفَا} [البقرة: 158] الآية.

قالت عائشة: ثم سنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم الطواف بهما، فليس لأحد أن يدع الطواف بهما (1).

(1) رواه الإمام مالك في "الموطأ"(1/ 373)، والإمام أحمد في "المسند"(6/ 144)، والبخاري (1698)، ومسلم (1277)، وأبو داود (1901)، والنسائي (2968)، وابن ماجه (2986)، وكذا الترمذي (2965).

ص: 36

وروى مسلم، والترمذي عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت:[كان] رجال من الأنصار ممن كان يهل لمناة في الجاهلية.

ومناة: صنم بين مكة والمدينة.

قالوا: يا نبي الله! إن كنا لا نطوف بين الصفا والمروة تعظيماً لمناة، فهل علينا من حرج أن نطوف بهما؟ فأنزل الله الآية (1).

وكانوا لا يتبايعون في يوم عرفة ولا في أيام منى، فلما جاء الإسلام أحلَّ الله ذلك، فنزل {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ} [البقرة: 198].

وفي قراءة أبي بن كعب رضي الله عنه: في مواسم الحج؛ يعني: منى وعرفة (2).

روى البخاري، والمفسرون عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: كانت عكاظ، ومجنة، وذو المجاز أسواقاً في الجاهلية، فتأثَّموا أن يتَّجروا في المواسم، فسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فأنزل الله تعالى:{لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ} [البقرة: 198] في مواسم الحج (3).

وروى عبد بن حميد عن قتادة رحمه الله تعالى في الآية قال: كان ناس من أهل الجاهلية يسمون ليلة النفر ليلة الصدر، وكانوا لا يعرجون

(1) بهذا اللفظ رواه البخاري (4580)، وانظر الحديث السابق.

(2)

انظر: "أخبار مكة" للأزرقي (1/ 188 - 189).

(3)

رواه البخاري (4247).

ص: 37

على كسير، ولا ضالة، ولا لحاجة، ولا يبتغون فيها تجارة، فأحل الله تعالى ذلك كله للمؤمنين أن يعرجوا على حاجاتهم، ويبتغوا من فضل الله تعالى (1).

وكانوا يذكرون فعل آبائهم في الجاهلية إذا وقفوا بعرفة، فأنزل الله تعالى:{فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ} [البقرة: 200] كما روى ابن جرير عن سعيد بن جبير، وعكرمة (2).

وأخرج عن مجاهد قال: كانوا إذا قضوا مناسكهم وقفوا عند الجمرة، فذكروا آباءهم، وذكروا أيامهم في الجاهلية وفعال آبائهم، فنزلت (3).

وروى ابن أبي حاتم، والضياء في "المختارة" عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: كان أهل الجاهلية يقفون في الموسم يقول الرجل منهم: كان أبي يطعم، ويحمل الحمالات، ويحمل الرايات، ليس لهم ذكر غير فعال آبائهم، فأنزل الله تعالى الآية (4).

(1) انظر: "الدر المنثور" للسيوطي (1/ 536).

(2)

رواه الطبري في "التفسير"(2/ 297).

(3)

رواه الطبري في "التفسير"(2/ 296).

(4)

رواه ابن أبي حاتم في "التفسير"(2/ 355)، والضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة"(108).

ص: 38

وكانوا يرون أن أفجر الفجور العمرةُ في أشهر الحج، فبطل ذلك بالإسلام (1).

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "دَخَلَتِ الْعُمْرَةُ فِي الْحَجِّ إِلَى يَوْمِ الْقِيامَةِ".

رواه مسلم، وأبو داود عن جابر، وأبو داود، والترمذي عن ابن عباس (2).

فاعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم عُمَرَهُ كلها في ذي القعدة (3).

وفي كتاب الله تعالى: {فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ} [البقرة: 196].

قال ابن عباس: يقول: فمن أحرم بالعمرة في أشهر الحج. رواه المفسرون (4).

وروى عبد بن حميد عن الضحاك رحمه الله تعالى قال: التمتع: الاعتمار في أشهر الحج (5).

(1) انظر: "أخبار مكة" للأزرقي (1/ 192).

(2)

رواه مسلم (1218)، وأبو داود (1905) عن جابر رضي الله عنه.

وأبو داود (1790)، والترمذي (932)، وكذا النسائي (2815) عن ابن عباس رضي الله عنه.

(3)

انظر: "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2/ 171)، و"أخبار مكة" للأزرقي (1/ 192).

(4)

رواه الطبري في "التفسير"(2/ 246)، وابن أبي حاتم في "التفسير"(1/ 340).

(5)

انظر: "الدر المنثور" للسيوطي (1/ 516).

ص: 39

وعن مجاهد قال: كان أهل الجاهلية إذا حجوا قالوا: إذا عفا الوَبَر، وتولى الدَّبَر، ودخل صفر، حلت العمرة لمن اعتمر.

فأنزل الله التمتع بالعمرة تغييراً لما كان أهل الجاهلية يصنعون، وترخيصاً للناس (1).

وروى أبو داود - وأصله في البخاري - عن ابن عباس قال: والله ما أعمر رسول الله صلى الله عليه وسلم عائشة في ذي الحجة إلا لينقطع بذلك لسن أهل الشرك؛ فإن هذا الحي من قريش مَنْ دان دينهم كانوا يقولون: إذا عفا الوبر، وبَرأَ الدبر، ودخل صفر، فقد حلت العمرة لمن اعتمر، وكانوا يحرمون بالعمرة حين ينسلخ ذو الحجة والمحرم (2).

وكان عمرو بن لحي - وهو أول من بدل ملة إبراهيم عليه السلام غيَّر تلبية إبراهيم عليه السلام؛ بينما هو يسير على راحلته في بعض مواسم الحج وهو يلبي إذ مثل له إبليس في سورة شيخ نجدي على بعير أصهب، فسايره ساعة، ثم لبى إبليس: لبيك اللهم لبيك، فقال عمرو بن لحي مثل ذلك، فقال إبليس: لبيك لا شريك لك، فقال عمرو بن لحي مثل ذلك، فقال إبليس: إلا شريك هو لك، فقال عمرو: ما هذا؟ فقال إبليس لعنه الله: إن بعد هذا ما يصلحه إلا شريك

(1) انظر: "العجاب في بيان الأسباب" لابن حجر (1/ 494).

(2)

رواه أبو داود (1987)، وأصله عند البخاري (1489)، ومسلم (1240).

ص: 40

هو لك، تملكه وما ملك، فقال عمرو: ما أرى؛ فلباها، ولبى الناس على ذلك، فكانوا يقولون: لبيك لا شريك لك إلا شريك هو لك تملكه وما ملك (1).

وفي ذلك - كما رواه ابن جرير، وابن المنذر عن الضحاك - أنزل الله تعالى:{وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ} [يوسف: 106](2).

ولم تزل تلك تلبيتهم حتى جاء الإسلام، ولبى رسول الله صلى الله عليه وسلم تلبية إبراهيم عليه السلام، فلباها المسلمون.

وكان من سنتهم أن الرجل يحدث الحدث يقتل، أو يلطم، أو يضرب، فيربط لحاة من لحا الحرم زيادة في رقبته، ويقول: أنا صرورة، فيقال: دعوا الصرورة بجعله، وإن رمي بحصره في رجله فلا يعرض له أحد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لا صَرُورَةَ فِي الإِسْلامِ، وإِنَّ مَنْ أَحْدَثَ حَدثاً أُخِذَ بِحَدَثِهِ". رواه الأزرقي عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما (3).

وروى الإمام أحمد، وأبو داود، والحاكم وصححه: حديث: "لا صَرورَةَ فِي الإِسْلامِ" عن ابن عباس (4).

وفي "القاموس": إن الصرورة الذي لم يحج، واقتصر عليه (5).

(1) انظر: "أخبار مكة" للأزرقي (1/ 194).

(2)

رواه الطبري في "التفسير"(13/ 78).

(3)

انظر: "أخبار مكة" للأزرقي (1/ 192).

(4)

تقدم تخريجه.

(5)

انظر: "القاموس المحيط" للفيروزآبادي (ص: 543)(مادة: صرر).

ص: 41

وكانوا يمنعون الصرورة من العمرة حتى يحج، فجاء الإسلام بخلافه.

روى الإمام أحمد - ورواته ثقات - عن أبي عمران بن أسلم: أنه قال لأم سلمة رضي الله تعالى عنها: أعتمر قبل أن أحج؟

قالت: قبل أن تحج، وإن شئت فبعد أن تحج.

قال: فقلت: إنهم يقولون من كان صرورة فلا يصلح أن يعتمر قبل الحج، فسألت أمهات المؤمنين فقلن مثلما قالت.

ثم رجع إليها فقالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "أَهِلُّوا يا آلَ مُحَمَّدٍ بِالْعُمْرَةِ فِي الْحَجِّ"(1).

وأخرجه الطبراني باختصار إلا أنه قال: "أَهِلُّوا يا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ بِحَجٍّ وَعُمْرَةٍ"(2).

وتقدم في الصرورة تفسير آخر، وهو الذي يتبتل ويتنزه عن النكاح على طريقة رهبانية النصارى.

وحكى الأزهري في "شرح ألفاظ مختصر المزني" القولين: أنه الذي لم يحج، وأنه الذي لم يتزوج ولم يأت النساء.

وأنشد للنابغة: [من الكامل]

(1) رواه الإمام أحمد في "المسند"(6/ 297)، وكذا البيهقي في "السنن الكبرى" (4/ 355). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (3/ 235): رجال أحمد ثقات.

(2)

رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(23/ 341).

ص: 42