المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌الفّصْلُ الثَّالِثُ المروءة على قسمين: - ما هو شرط في العدالة. - وما - حسن التنبه لما ورد في التشبه - جـ ٩

[نجم الدين الغزي]

فهرس الكتاب

- ‌37 - ومن أعمال الجاهلية: قول الشعر المشتمل على هجاء من لا يجوز هجاؤه

- ‌ تنبِيْهٌ:

- ‌38 - ومن قبائح الجاهلية: الخوض في الباطل

- ‌39 - ومن أخلاق أهل الجاهلية: ترك الصلاة بما لا يعني، ومنع المصلي من الصلاة، ونهيه عنها، وإيذاء المصلين باللفظ وغيره

- ‌40 - ومن عادات أهل الجاهلية: التحلق في المساجد والمعابد لأجل السَّمر وحديث الدنيا، لا لأجل الصلاة والعبادة، واللغو عند سماع القرآن، واللغط في مجالس الذكر

- ‌41 - ومن أخلاقهم: منع الحقوق الواجبة كالزكاة، وصلة الأرحام، والديون، والنهي عن فعل ذلك، والحيلولة بين المتصدق والصدقة

- ‌42 - ومن أخلاقهم: التعبد والتقرب إلى الله تعالى بما لم يرد به الشرع، بل لمجرد الرأي والهوى

- ‌ تَنْبِيْهٌ:

- ‌ تَنْبِيهٌ آخَرُ:

- ‌43 - ومن أخلاق الجاهلية: التقرب إلى الله تعالى بالسكوت؛ وإن كان هذا شرعاً سابقاً

- ‌44 - ومن أخلاقهم: الغزو لأجل المعصية والتجبر، وطلب الدنيا كما هو معلوم من أعمالهم، والأعراب الآن على دعواهم الإسلام يفعلون ذلك، وإن اعتقد بعضهم حرمته

- ‌45 - ومنها: حمل الرؤوس المقطوعة من بلد إلى بلد

- ‌46 - ومن أعمال أهل الجاهلية:

- ‌47 - وكان من عادة الجاهلية:

- ‌48 - ومن أفعال أهل الجاهلية: الفسوق، والرفث، والجدال في الحج

- ‌49 - ومنها: الحكم بغير ما أنزل الله تعالى

- ‌50 - ومنها: ترك العدل في عطية أولاده؛ فإن السنة أن يساوي بينهم

- ‌51 - ومنها: التبنِّي بحيث يعتقد أنه يؤثر في إرثه أو محرمية

- ‌52 - ومنها: الحلف بغير الله تعالى كالآباء، ورأس الأمير بحياته وحياة غيره، وهو مكروه

- ‌53 - ومنها: الإيلاء أكثر من أربعة أشهر إضراراً بالنساء

- ‌54 - ومنها: الظِّهار

- ‌55 - ومنها: أنهم كانوا لا يرون على المطلقة عدة

- ‌56 - ومنها: أكل الأولياء مهورَ مولِّياتِهنَّ

- ‌57 - ومنها: ما ذكره القاضي أبو بكر بن العربي في "القبس" قال: وكانت أهل الجاهلية تحلق رأس المولود وتلطِّخه بالدم، فشرع النبي صلى الله عليه وسلم التصدق بِزِنتَه - يعني: الشعر

- ‌58 - ومنها: ما ذكره الجوهري في "صحاحه"، وغيره من أنهم كانوا في الجاهلية إذا قتل لهم قتيل عقوا بسهم

- ‌59 - ومن عوائدهم وأحكامهم - وهو من تهاونهم بما كان عليه صالحوا آبائهم من التمسك بملة إبراهيم عليه الصلاة والسلام من تعظيم الحرم، والإحرام بالنسك

- ‌60 - ومنها: التشديد على من يقتل الصيد بالمجاوزة في الحكم عليه عن الكفارة إلى العقوبة

- ‌ تنبِيهٌ:

- ‌61 - ومن أخلاق الجاهلية: تحريم الحلال، وتحليل الحرام

- ‌ تنبِيهٌ:

- ‌ تَتِمَّةٌ:

- ‌62 - ومن عوائد أهل الجاهلية: أنهم كانوا لا يورثون النساء ولا الصغار، ويأكلون أموال اليتامى والأرامل والضعفاء

- ‌63 - ومنها: تناول الأثمان المحرمة والأعواض المؤثمة؛ كثمن الكلب، والخمر، ومهر البغي، وحُلْوان الكاهن، والعقود الفاسدة؛ كبيع الخمر، والكلب، والميتة، وبيع الغرر، وبيع حَبَل الحَبلَة، وعَسْب الفَحْل

- ‌64 - ومنها: الربا وأكل ما يحصل منه، وتناوله، والتصرف فيه

- ‌65 - ومنها: القمار، وهو المراهنة على ما يأخذه الغالب؛ إلا المسابقة والمناضلة الشرعيتين، والنَّرد

- ‌66 - ومنها: الْجَلَب والْجَنَب - وهما بفتحتين

- ‌67 - ومنها: المُكس

- ‌68 - ومنها: المغالقة على الخيل

- ‌69 - ومنها: غلق الرهن

- ‌70 - ومنها: التعزي بعزاء الجاهلية

- ‌71 - ومن أعمال أهل الجاهلية: الاستقسام بالأزلام

- ‌72 - ومنها: تعليق التمائم والحروز، وتقليد الدابة الوَثَر والجرس، ونحو ذلك

- ‌73 - ومنها: السحر والكهانة - وهما معروفان من فعل الجاهلية - والخط، والتنجيم

- ‌74 - ومن أخلاقهم: الطيرة

- ‌ تَنْبِيهٌ:

- ‌ تَنْبِيهٌ:

- ‌75 - ومن أخلاق أهل الجاهلية: اعتقاد أن غير الله يضر أو ينفع حقيقة، والاستعانة بغير الله تعالى

- ‌76 - ومن أخلاق أهل الجاهلية: الاستمطار بالأنواء، واعتقاد أنها ممطرة حقيقة، وقولهم: مُطرنا بنَوء كذا

- ‌77 - ومن أعمال الجاهلية: الاستسقاء بالنيران، أو بنار شجر مخصوص، أو بغير ذلك ما سوى الدعاء والطلب من الله تعالى، والتوبة، والأعمال الصالحة، وكان التسليع في الجاهلية كما ذكره صاحب "الصحاح

- ‌78 - ومن أعمال أهل الجاهلية: سب الدهر، والتشكي منه، ونسبة التقلبات إليه

- ‌79 - ومن أخلاقهم: أنهم كانوا يعتقدون أن الشمس والقمر لا تكسفان إلا لموت عظيم

- ‌80 - ومنها: دخول الإنسان على غيره، أو منزله بغير سلام ولا استئذان، واستبدال غيره به كقولهم: أنعم صباحًا، وأنعم مساء، وحييتم صباحًا، ومثل قول الناس الآن بعضهم لبعض: صباح الخير، مساء الخير من غير سلام، وكل ذلك مخالف للسنة

- ‌81 - ومنها: التحرج عن الأكل مع الضيف بخلًا

- ‌82 - ومنها: الفخر بالآباء والأنساب والأحساب

- ‌83 - ومنها: الطعن في الأنساب

- ‌84 - ومنها: التنابز بالألقاب المشعرة بالذم

- ‌85 - ومنها: التمادح لا على وجه التقرب إلى الله تعالى بالإنصاف، وإنزال الناس منازلهم، بل على وجه المداهنة والمراءاة، والتقرب إلى قلوب الناس تحصيلًا للأغراض الفاسدة

- ‌86 - ومنها: التمدح وتزكية النفس

- ‌87 - ومنها: المشي في القميص من غير رداء، ونحوه مما يتم به التستر؛ لأن ذلك يؤدي إلى كشف العورة أو بدوها، وروح هذه الخصلة يرجع إلى قلة الحياء والتستر، وهما من الإيمان، وضدهما من الجهل

- ‌88 - ومنها: تبرج النساء

- ‌89 - ومنها: اعتزال الحائض في المسكن والمؤاكلة، وتقدم أن اليهود كذلك

- ‌90 - ومنها: اعتقاد العدوى

- ‌91 - ومنها: النياحة على الميت، والنعي، ولطم الخدود، وخمش الوجوه، وحلق الشعور ونشرها، وشق الجيوب في المصائب، والإسعاد في ذلك

- ‌92 - ومن أعمال أهل الجاهلية: الوصية بالنوح، والتعديد، واللطم، وما ذكر معه

- ‌93 - ومنها: الإحداد على الميت أكثر من ثلاث لغير الزوجة، وإحداد الزوجة أكثر من أربعة أشهر وعشر، أو من مدة الحمل

- ‌94 - ومنها - وهو من جنس الإحداد -: أن يغير هيئته لموت أبيه، أو ابنه، أو قريبه، ويخرج بهيئة مزرية خلاف عادته إظهارًا للحزن

- ‌95 - ومنها: أن يدفن مع الميت شيء من مال صامت، أو حيوان، أو يجعل عند قبره ليستأنس به، أو ليقيه من الأرض، أو لغير ذلك من الاعتقادات الفاسدة

- ‌96 - ومن أخلاق أهل الجاهلية: معاداة أولياء الله تعالى، وإيذاؤهم، وإخراجهم من أوطانهم

- ‌97 - ومنها: الغل، والحقد، والحسد، والعداوة، والبغضاء، والحمية

- ‌98 - ومنها: الأمن من مكر الله تعالى، واليأس من رحمته، وكفران نعمه وشدة الفرح بالنعمة مع نسيان المنعم بها، والفخر بما لا يملك، والبطر والاغترار بالله تعالى، والجزع من الضراء والمصاب

- ‌99 - ومنها: الإصرار والتمادي في الضلال، وعدم الاتعاظ بالآيات، وعدم الاستكانة والتضرع عند نزول البليات تجلُّداً على الله تعالى، ومكابرة في المعاندة لأمر الله تعالى

- ‌ تَتِمَّةٌ:

- ‌(14) باب النهي عن التشبه بالمنافقين

- ‌1 - فمن أخلاق المنافقين -وهو أقبحها

- ‌2 - ومنها: الاستهزاء بالدين وأهله

- ‌3 - ومنها: إظهار الإيمان، والصلاح، والزهد والورع مع إبطان أضدادها

- ‌4 - ومنها: الإفساد في الأرض

- ‌5 - ومنها: الظلم في الولاية، أو مطلقًا، ولا سيما في الولاية والعدوان

- ‌6 - ومنها: أن المنافق يدعي أن إفساده إصلاح، وأن ظلمه عدل

- ‌ تنبِيهٌ:

- ‌7 - ومنها: أن المنافق يُسفِّه المؤمن، ويرى أنه على ضلال وباطل

- ‌8 - ومنها: التلدُّد في الخصومة، وكثرة الخصومات -فإن كانت في غير الحق كانت أقبح

- ‌9 - ومنها: الفجور في الخصومة أو مطلقًا

- ‌10 - ومنها: التكبر عن امتثال الأمر بالتقوى، والأنفة من قبول الحق إذا دعي إليه

- ‌ تنبِيهٌ:

- ‌11 - ومن أخلاق المنافقين: اتباع الهوى

- ‌ تنبِيهٌ:

- ‌12 - ومن أخلاق المنافقين:

- ‌13 - ومنها: الخوض في الباطل واللعب

- ‌14 - ومنها: الوقيعة في أهل العلم، وحملة القرآن

- ‌15 - ومنها: السرور بمصيبة المؤمن، والشماتة له، والحزن والمَساءة بنعمته وحسنته

- ‌ تَنْبِيهٌ:

- ‌16 - ومنها: التكذيب بالخارق الذي يظهر على يد الصادق كمعجزة النبي، وكرامة الولي

- ‌17 - ومنها: التهاون بالصلوات الخمس، أو بواحدة منها، والتشاغل عند القيام إليها، وتأخيرها إلى وقت لا يسعها، وترك الطمأنينة فيها

- ‌ تنبيهٌ:

- ‌ تنبِيهٌ ثانٍ:

- ‌18 - ومن أخلاق المنافقين: القعود عن الجماعة، وعن شهود الجماعة في المسجد

- ‌ تنبِيهٌ:

- ‌19 - ومن أخلاق المنافقين:

- ‌20 - ومنها: ترك الصف الأول رغبة عنه إلا لعذر

- ‌21 - ومنها: أن يعتاد أن لا يهتم بتكبيرة الإحرام

- ‌22 - ومنها: ترك صلاة الجمعة ثلاثًا وَلَاء لغير عذر، وإن صلاها ظهراً

- ‌23 - ومنها: ثقل قراءة القرآن أو سماعه على القلب، والثاني أقبح

- ‌ تنبِيهٌ:

- ‌24 - ومن أخلاق المنافقين: الإقلال من ذكر الله تعالى

- ‌25 - ومن أعمال المنافقين، وأخلاقهم:

- ‌26 - ومنها: كثرة الخصومات والمحاربات

- ‌27 - ومنها: التلاعن والتساب

- ‌28 - ومنها: التربص بالمؤمنين ولو بواحد منهم

- ‌29 - ومنها: التمرد -وهو الأقدام- والعتو، والأَشَر، والبغي

- ‌30 - ومنها: إرادة الفتنة بالمسلمين، وتخذيلهم، وولاية أعدائهم عليهم

- ‌31 - ومنها: أن المنافق يرى أنه في فتنته على الحق، وأن خصمه المحق هو المفتتن

- ‌32 - ومنها: الخديعة، والمكر، واللؤم

- ‌33 - ومنها- ويدخل في ابتغاء الفتنة-: تتبع زلات العلماء

- ‌34 - ومنها: الخيانة والكذب -ولا سيما مع اليمين والحلف- وعصيان أولي الأمر، والخروج عليهم

- ‌ تنبِيهاتٌ:

- ‌ تَتِمَّةٌ:

- ‌35 - ومن أعمال المنافقين، وأخلاقهم: دعوى الدين ومقاماته لغير غرض صحيح، وخصوصاً التقصير في العمل الموافق للدعوى

- ‌36 - ومنها: ترك العمل بالعلم، والإرشاد إلى البر مع رفض التلبس به

- ‌37 - ومنها: المبادرة إلى التكلم بالشيء قبل تدبر عواقبه

- ‌38 - ومنها: الحرص على طلب الدنيا، والانهماك فيها، والاهتمام بتحصيلها

- ‌39 - ومنها: طلب رضي الناس بما يسخط الله تعالى، والحلف الكاذب لذلك

- ‌40 - ومنها: أن يظهر للناس أنه على خوف من الله تعالى وخشية، أو تقوى فوق ما عنده

- ‌41 - ومنها: سوء الظن بالله تعالى، وسوء الاعتقاد

- ‌42 - ومنها: إساءة الظن بالمسلمين فيما أحسنوا فيه، وحمل ذلك منهم على الرياء والغرض الفاسد

- ‌43 - ومنها: الرضا عند حصول الدنيا، والسخط بتحولها

- ‌44 - ومنها: شهود العطاء والمنع من غير الله تعالى

- ‌45 - ومنها: غلبة الفرح واللهو واللعب على العبد

- ‌46 - ومنها: الأمن من مكر الله تعالى، ومن سوء الخاتمة، والتحول من الإيمان إلى النفاق؛ والعياذ بالله

- ‌47 - ومن أخلاق المنافقين: قلة المروءة، وعدم الغيرة، والقيادة، والدياثة

- ‌48 - ومنها: التبتل

- ‌49 - ومنها: تبرج المرأة بالزينة

- ‌50 - ومنها: اختلاع المرأة نفسها من زوجها لغير ضرورة، وسؤالها إياه الطلاق من غير بأس

- ‌51 - ومنها: النثار، وانتهاب النثر في الولائم

- ‌52 - ومنها: سوء الخلق، والمل من الزوج، أو الصاحب، أو الثوب، أو غير ذلك مما يلائم أشرًا وبطراً، وهو داخل في سوء الخلق

- ‌54 - ومنها: الفرح بالدنيا، والترح بإدبارها، والغضب لها، والغرام بها

- ‌55 - ومن أخلاق المنافقين: طلب الدنيا بعمل الآخرة وذكرِ الله، والقلبُ مصر على المعصية، وذكرُه تعالى وهو يريد بذكره غرضاً فاسدًا

- ‌ تَنْبِيهٌ:

- ‌56 - ومن أعمال المنافقين: ركوب الأمور التي يعتذر منها، وارتكاب ما يستحى به، وعدم تذكر العواقب، والغش

- ‌ تَنْبِيهٌ:

- ‌57 - ومن قبائح المنافقين: سوء الاعتقاد، والشك في موعود الله تعالى، والاستخفاف بأمره

- ‌58 - ومنها: الفرار من الزحف، والتولي، ونقض المعاهدة على الثبات، بل وغيره من الأمور كما تقدم

- ‌59 - ومنها: التعويق عن الخير، والتثبيط عنه؛ جهادًا وغيره

- ‌60 - ومنها: العجب، والتكبر، والتجبر، والفساد اعتماداً على ما أوتيه من قوة الجسد، ودوام الصحة، وكثرة الأموال والأولاد، والتكبر وسيلة الاستكبار، وتكلف الكبر، ودعواه للنفس

- ‌61 - ومنها: استصغار الذنب، والاستخفاف به، والأمن من عقوبته، وعدم مراقبة الله تعالى في كل الأحوال

- ‌62 - ومنها: تمني المغفرة مع الإصرار على المعاصي

- ‌63 - ومنها: الاعتذار عن المعاصي والظلم بما ليس بعذر

- ‌64 - ومنها: التسويف بالتوبة حتى يدركه الموت

- ‌65 - ومنها: إظهار التوبة، وطلب الدعاء من الصالحين باللسان، والقلبُ على خلاف ذلك

- ‌66 - ومنها -وهي أقبح أعمال المنافقين وأجمعها للشر-: تشبههم بمن سلف قبلهم من اليهود والنصارى، والمشركين، والمنافقين، والفجار

- ‌ تَتِمَّةٌ:

- ‌فَصْلُ

- ‌ تَنْبِيهٌ:

- ‌خَاتمَة في ذِكْرِ فَوَائد مُتَمَّمَة لِهَذَا البَاب

- ‌ تَنْبِيهٌ:

- ‌النَّوْعُ الثَّالِث مِن القِسْمِ الثَّاني مِن الكِتَابِ في النَّهْيِ عَنِ التَّشَبُّهِ بالفَسَقَةِ

- ‌المَقَامُ الأوَّلُ في النَّهي عَنِ التَّشَبُّهِ بِالمُبتَدعَة

- ‌ القدرية

- ‌أحدها: الواصلية:

- ‌الفرقة الثانية: الهذيلية

- ‌الفرقة الثالثة: النظامية

- ‌ منهم: الأسواري:

- ‌ ومنهم: الفضل الحدثي، وأحمد بن خابط

- ‌الفرقة الرابعة: البِشرية

- ‌الفرقة الخامسة: المعمرية

- ‌الفرقة السادسة: المردارية

- ‌الفرقة السابعة: الثمامية

- ‌الفرقة الثامنة: الهشامية

- ‌الفرقة التاسعة: الجاحظية

- ‌الفرقة العاشرة: الخياطية

- ‌الفرقة الحادية عشرة: الجُبَّائية

- ‌إحداها: الجهمية

- ‌الفرقة الثانية من الجَبَرية: النَّجَّارية

- ‌الفرقة الثالثة: الضرارية، والحفصية

- ‌ المشبهة:

- ‌إحداهما: الحشوية:

- ‌الفرقة الثانية: الكَرَّامية

- ‌ المرجئة:

- ‌إحداها: اليونسية

- ‌الثانية: العبدية

- ‌ الثالثة: الغسَّانية

- ‌ الرابعة: الثوبانية

- ‌ الخامسة: الغيلانية

- ‌ السادسة: التومنية

- ‌ السابعة: الصالحية

- ‌ الثامنة: الشمرية

- ‌ الخوارج:

- ‌الْمُحَكِّمة الأولى: وهم الحرورية

- ‌الفرقة الثّانية من الخوارج: الأزارقة

- ‌ ومن قبائح الأزارقة:

- ‌الفرقة الثّالثة من الخوارج: النجدية

- ‌الفرقة الرّابعة: البيهسية

- ‌الفرقة الخامسة: العجاردية

- ‌الفرقة السّادسة من الخوارج: الإباضية

- ‌الفرقة السابعة من الخوارج: الأصفرية الزيادية

- ‌ تَنْبِيهٌ:

- ‌ الشيعة:

- ‌ الكيسانية:

- ‌ المختارية

- ‌ الهاشمية

- ‌ الجعفرية

- ‌ الحلولية:

- ‌ البيانية

- ‌ الرِّزامية

- ‌ السليمانية

- ‌ الإمامية:

- ‌إحداها الناروسية

- ‌الفرقة الثّانية: الواقفية

- ‌الفرقة الثّالثة: الموسوية

- ‌ الغلاة:

- ‌ فرقة يقال لهم بأصبهان: خرمية، وكودية، وبالري: مزدكية، وسادنية، وبأذربيجان: دقولية، وبما وراء النهر: مبيضة، وبموضع آخر: محمرة

- ‌الفرقة الثّانية من الغلاة: الكاملية

- ‌الفرقة الثّالثة: العلبائية

- ‌الفرقة الرّابعة من الغلاة: المغيرية

- ‌الفرقة الخامسة من الغلاة: المنصورية

- ‌الفرقة السّادسة من الغلاة: الخطابية

- ‌الفرقة السابعة من الغلاة: الكيالية

- ‌الفرقة الثامنة من الغلاة: الهشامية

- ‌الفرقة التّاسعة من الغلاة: الزرارية

- ‌الفرقه العاشرة: النعمانية، ويقال لهم: الشيطانية

- ‌الفرقة الحادية عشرة: اليوسفية

- ‌الفرقة الثّانية عشرة: النصيرية، ويقال لهم: الإسحاقية

- ‌ تَتِمَّةٌ:

- ‌ الإسماعيلية:

- ‌ ومن عقائدهم الفاسدة:

- ‌ تَنْبِيهٌ:

- ‌المَقَامُ الثَّانِي فِي النَّهْي عَنِ التَّشَبُّهِ بغَيْرِ المُبْتَدِعَةِ مِن الفَسَقَةِ

- ‌الفَصْلُ الأوَّلُ

- ‌ تَنْبِيهٌ:

- ‌الفَصْلُ الثَّاني

- ‌ تَنْبِيهٌ:

- ‌الفّصْلُ الثَّالِثُ

- ‌ تَتِمَّةٌ:

الفصل: ‌ ‌الفّصْلُ الثَّالِثُ المروءة على قسمين: - ما هو شرط في العدالة. - وما

‌الفّصْلُ الثَّالِثُ

المروءة على قسمين:

- ما هو شرط في العدالة.

- وما ليس مشروطًا فيها.

وأمّا القسم الأوّل:

فهو تخلق المرء بخلق أمثاله في زمانه ومكانه، فمن اختلَّت فيه هذه المروءة لم تقبل شهادته؛ لأنّ طرح هذا القذر من المروءة إمّا لنقصٍ في العقل، وإما لقلة المبالاة والحياء.

أمّا الأوّل فظاهر.

وأمّا الثّاني فلأنَّ من لا حياء له يصنع ما يشاء، كما في الحديث:

"إِذا لَمْ تَسْتَحْيِ فَاصْنَعْ ما شِئْتَ"(1).

وقيل: [من الوافر]

(1) تقدّم تخريجه.

ص: 499

وَرُبَّ قَبِيحَةٍ ما حالَ بَيْنِي

وَبَيْنَ رُكُوبِها إِلَّا الْحَياءُ

إِذا لَمْ تَخْشَ عاقِبَةَ اللَّيالِي

وَلَمْ تَسْتَحْيِ فَاصْنع ما تَشاءُ

وروى الدينوري عن المدائني قال: قال عمر رضي الله تعالى عنه: ما وجدت لئيمًا قط إِلَّا وجدته رقيق المروءة (1).

وقال الإمام عبد الله بن المبارك في كتاب "البرّ والصلة": بلغنا أن وفدًا وفدوا على معاوية رضي الله تعالى عنه فقال: ما تعدُّون المروءة فيكم؟

قالوا: العفاف في الدِّين، والإصلاح في المعيشة.

فقال معاوية رضي الله تعالى عنه: اسمع يا يزيد (2).

وروى أبو نعيم عن أبي الوليد الجارودي قال: سمعت الشّافعيَّ رضي الله تعالى عنه يقول: لو علمت أن الماء البارد ينقص من مروءتي ما شربته (3).

وروى الخطيب عن أبي الحسن بن سمعون رحمه الله تعالى قال: رأيت المعاصي نَذَالة فتركتها مروءةً، فاستحالت ديانةً (4).

(1) رواه الدينوري في "المجالسة وجواهر العلم"(ص: 448).

(2)

ورواه أبو نعيم في "حلية الأولياء"(8/ 170) من طريق ابن المبارك.

(3)

رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء"(9/ 124).

(4)

رواه الخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد"(1/ 275).

ص: 500

ويروى نحو هذا عن أبي حنيفة رضي الله تعالى عنه.

وقال الخرائطي: وكان يقال: آفة المروءة خُلْفُ الوعد (1).

ويعجبني هنا ما ذكره الحاكم في "تاريخ نيسابور" عن أبي الحسن علي بن أحمد البُوشَنْجي العالم الزاهد الصوفي رحمه الله تعالى: أنّه سئل عن المروءة فقال: ترك ما يكرهه الكرام الكاتبون.

ونقل عنه أبو عبد الرّحمن السلمي في "طبقاته": أنّه سئل عن المروءة فقال: ترك استعمال ما هو محرم عليكم مع الكرام الكاتبين.

قال: وسئل مرّة أخرى: ما المروءة؟

فقال: حسن السر (2).

وروى أبو نعيم عن عبد الواحد بن زيد رحمه الله تعالى قال: جالسوا أهل الدِّين، فإن لم تجدوهم فجالسوا أهل المروءات؛ فإنهم لا يَرْفُثُون في مجالسهم (3).

وأراد بذلك بعض أنواع المروءة؛ فإن كمالها يرجع إلى استكمال الدِّين.

ونقل الطرطوشي في "سراج الملوك" عن بزرجمهر قال: لم أر ظهيرًا على ثقل الدولة كالصبر، ولا مُذِلًا للحسَّاد كالتجمُّل،

(1) انظر: "مكارم الأخلاق" للخرائطي (ص: 55).

(2)

رواه السلمي في "طبقات الصوفية"(ص: 343).

(3)

رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء"(6/ 160).

ص: 501

ولا مكسبة للإجلال كتوقي المزاح، ولا مَجْلبة للمَقْت كالعُجْب، ولا مَتلفة للمروءة كاستعمال الهَزَل في موضع الجد (1).

فمن الأمور المخلة بالمروءة:

- الأكل في السوق، لنفس السوق، ومَن عادته أن يأكل حيث يجد لترك التكلف، وكذلك الشرب إذا اشتد عطشه.

- والمشي مكشوف الرّأس إذا كان ممّن لا يليق به مثل ذلك.

- والتعري من الثِّياب في بلد يلبس فيه أهل الصيانة ثيابهم كالشام دون الحجاز ونحوه.

- ولبس الفقيه القباء والقَلَنْسُوة حيث لا يعتاده الفقهاء.

- وتقبيل الزوجة، أو الأُمَّة بحضرة النَّاس؛ ولو نسوة محارم.

- ونزع السراويل حيث يلبس أهل الصيانة سراويلهم.

- وإكثار الحكايات المضحكة ما لم تشتمل على كذب أو سُخْرية بمسلم، أو غيبة فتحرُم.

- والتجاوز في الدعابة عن حُسن العشرة مع الأهل والجيران إلى حد السُّخْف والمُجون.

- ومد الرِّجل بين النَّاس إِلَّا لمرض ونحوه.

- ولبس التاجر ثوب الحمَّال ونحوه.

(1) انظر: "سراج الملوك" للطرطوشي (ص: 79).

ص: 502

- وتعمُّم الحمَّال والقصاب ونحوهما بعمامة الفقهاء والقضاة.

- ولبسه الطَّيلُسان وطوافه في الأسواق راكبًا على بغلة ثمينة ونحوها، فيصير ضحكة للناس، فإن قصد بلباس زي السخرية منهم حَرُم، وقيل: كفر.

- ولباس الفقيه ونحوه لباس الأجناد، أو لباس الذعار.

- وتبذُّل الرَّجل المعتبر بنقل الماء والأطعمة إلى بيته شُحًّا وبخلًا، لا إذا فعله استكانة، وتواضعًا، واقتداءً بالسلف في ترك التكلف.

- واتخاذ الرَّجل للدبوقة (1)، وإرسالها بين الكتفين كالمرأة، أو على الناصية ومقدم الرّأس في الحمام ونحوه كما نصّ عليه الأذرعي، وهو ظاهر.

- ونتف اللحية.

- والحرفة الدَّنِيَّة كالحجامة، وكنس الأخلية ما لم يكن معتادًا لها، فقيل: ما لم تكن حرفة أبيه.

ومدار هذا الباب على العرف؛ فيختلف باختلاف الحال، والمقام، والزمان، والمكان.

- وأمّا المروءة الّتي لا تشترط في العدالة، بل هي أعم من العدالة، وهي أخلاق شريفة، وكمالات مرضية كالإحسان والإفضال، والعفو، والاحتمال، فقد اختلفت أقوال النَّاس فيها، وذكر النّبيّ صلى الله عليه وسلم

(1) الدبوقة: الشعر المفتول المنسوج أو المضفور.

ص: 503

بعض أفرادها فيما رواه ابن عساكر عن ابن عمرو رضي الله تعالى عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"لَيْسَ مِنَ الْمُرُوءَةِ الرِّبْحُ عَلى الإِخْوانِ"(1).

وروى أبو نعيم عن جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل من ثقيف: "ما الْمُرُوءَةُ فِيْكُمْ يا أَخا ثَقِيفٍ؟ "

قال: الإنصاف والإصلاح.

قال: "وَكَذَلِكَ فِينا"(2).

وقال الخرائطي: سمعت أبا موسى عمران بن موسى يقول: بلغني أن سفيان الثّوريّ رحمه الله تعالى سئل عن المروءة ما هي؟

قال: الإنصاف من نفسك والفضل؛ ألم تسمع الله عز وجل يقول: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ} [النحل: 90]؟ وهو التفضل (3).

ولا يتم الأمر إِلَّا بهما؛ ألَّا تراه لو أعطى جميع ما يملك، ولم يُنصف من نفسه، لم يكن له مروءة لأنّه لا يريد أن يعطيَ شيئًا إِلَّا يأخذ من صاحبه مثله؟ وليس هذا مروءة.

وروى ابن النجار عن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه:

(1) رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(61/ 325)، قال الذهبي في "مختصر التاريخ": منكر. انظر: "فيض القدير" للمناوي (5/ 382).

(2)

رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء"(3/ 155) وقال: غريب.

(3)

وروى نحوه أبو نعيم في "حلية الأولياء"(7/ 291).

ص: 504

أنّه مر بقومٍ يتحدثون، فقال: فيم أنتم؟

قالوا: نتذكر المروءة.

فقال: أوَ مَا كفاكم الله عز وجل ذلك في كتابه إذ يقول: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ} [النحل: 90]؟ فما بعد هذا (1)؟

وروى أبو نعيم عن المزني قال: سمعت الشّافعيّ رحمه الله تعالى يقول: العلم مروءة من لا مروءة له (2).

وروى الدينوري في "المجالسة" عن إبراهيم النخعي رضي الله تعالى عنه قال: ليس من المروءة كثرة الالتفات في الطريق.

قال: ويقال: سرعة المشي تُذهب ببهاء المؤمّن (3).

وعن محمّد بن عمار قال: ما شيء أشد من حمل المروءة.

قيل له: وأي شيء هي المروءة؟

قال: أن لا تعمل شيئًا في السر تستحيي منه في العلانيّة (4).

وعن الأصمعي رحمه الله تعالى قال: ثلاثة يُحكم لهم بالمروءة

(1) انظر: "الدر المنثور" للسيوطي (5/ 160).

(2)

رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء"(9/ 140).

(3)

رواه الدينوري في "المجالسة وجواهر العلم"(ص: 141).

(4)

رواه الدينوري في "المجالسة وجواهر العلم"(ص: 141)، وعنده:"محمّد ابن عمران" بدل "محمّد بن عمار".

ص: 505

حتّى يتكلموا: رجل رأيته راكبًا، أو شممت منه رائحة طيبة، أو سمعته يعرب.

قال: وثلاثة يحكم لهم بالدناءة حتّى يعرفوا: رجل يتكلم بالفارسية في مِصْرٍ عربي - قلت: وفي معنى الفارسية: التركية، ونحوها - قال: أو رجل رأيته على طريق ينازع في القدر، ورجل شممتَ منه رائحة [نبيذ](1).

وأنشد: [من البسيط]

نَوْمُ الغَداةِ وَشُرْبٌ بِالْعَشِيَّاتِ

مُوَكَّلانِ بِهَدْمٍ لِلْمُرُوءاتِ (2)

وعن الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى قال: قال محمّد بن نصر الحارثي رحمه الله تعالى: أول المروءة طلاقة الوجه.

والثّاني: التودد إلى النَّاس.

والثّالث: قضاء الحوائج.

ومن فاته حَسَبُ نفسه لم ينفعه حسب أبيه؛ يعني: الدِّين (3).

وعن المدائني قال: قال معاوية للحسين بن علي رضي الله تعالى عنهم: ما المروءة يا أبا محمّد؟

فقال: فقه الرَّجل في دينه، وإصلاح معيشته، وحسن مخالقته.

(1) بياض في "أ" و"ت"، وفي مصدر التخريج:"نبيذ".

(2)

رواه الدينوري في "المجالسة وجواهر العلم"(ص: 563).

(3)

رواه الدينوري في "المجالسة وجواهر العلم"(ص: 141).

ص: 506

قال: فما النجدة؟

قال: الذب عن الجار، والإقدام على الكريهة، والصبر على النائبة.

قال: فما الجود؟

قال: التبرع بالمعروف، والإعطاء قبل السؤال، والإطعام في المحل (1).

وعن الزِّيادي قال: سئل بعض الحكماء عن المروءة، فقال: إنصاف مَنْ هو دُونك، والسمو إلى من هو فوقك، والجزاء بما أوتي إليك من خير أو شر (2).

قلت: وهذا معنى قول النَّاس: مقابلة الفاسد بالفاسد من المروءة، وهذا مشروط بالسلامة من الإثم كأن تزيد على فاسده، أو تكون ممَّا لا يأذن الشّرع فيه، ثمّ العفو أولى وأحسن.

وروى الدينوري عن مسلم بن قتيبة قال: قال بعض حكماء العرب: ما أعان على نظم مروءات الرجال كالنساء الصوالح (3).

قال مسلم: الدنيا: العافية، والشباب: الصِّحَّة، والمروءة: الصبر على الرجال، ولا خير في المعروف إذا أحصي.

(1) رواه الدينوري في "المجالسة وجواهر العلم"(ص: 295).

(2)

رواه الدينوري في "المجالسة وجواهر العلم"(ص: 295).

(3)

رواه الدينوري في "المجالسة وجواهر العلم"(ص: 298).

ص: 507

قال: ومن المروءة أيضًا: أن تصون ثوبي جمعتك، وتكثر تعاهد صبيتك، وتعرف المسجد بمحلتك (1).

وروى الحاكم في "مناقب الشّافعيّ" عن البويطي عنه رحمهما الله تعالى أنّه قال: ليس من المروءة أن يخبر الرَّجل بسنه (2).

وروى أبو نعيم عن الزّهريُّ رحمه الله تعالى قال: ما أحدث النَّاس مروءة أعجب إليَّ من الفصاحة (3).

وروى ابن باكويه الشيرازي، ومن طريقه ابن الجوزي عن أحمد ابن الصلت قال: سمعت بشر بن الحارث يقول رحمه الله تعالى: ليس من المروءة أن تحب ما يبغض حبيبك (4).

قلت: أشار إلى أن من كان الله حبيبه، فمروءته أن يحب ما أحبه الله، ويبغض ما أبغضه الله، ولا يبغض ما أحب الله، ولا يحب ما أبغضه الله.

وفيه معنى آخر: وهو أن من له صديق يعلم منه الصداقة والديانة والمحبة والصيانة، فليس من المروءة أن يصادق عدو صديقه.

(1) رواه الدينوري في "المجالسة وجواهر العلم"(ص: 298)، وعنده:"ضيفك" بدل "صبيتك"، و "مجلسك" بدل "محلتك".

(2)

انظر: "صفة الصفوة" لابن الجوزي (2/ 254).

(3)

رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء"(3/ 364).

(4)

وروى أبو نعيم في "حلية الأولياء"(8/ 300) عن بشر بن السري بمعناه.

ص: 508

وروى الدينوري عن الأحنف بن قيس رحمه الله تعالى: أنّه سئل عن المروءة، فقال: العفة والحرفة (1).

قال المغيرة: المروءة العفة عما حرم الله، والحرفة فيما أحله (2).

وعليه يحمل كلام الأحنف.

ويروى عن الأحنف أيضًا أنّه قال: المروءة صدق اللسان، ومواساة الإخوان، وذكر الله في كلّ مكان (3).

وروى السلمي في "طبقاته" عن عمرو بن عثمان المكي رحمه الله تعالى قال: المروءة: التغافل عن زلل الإخوان (4).

وروى الخطيب عن أنس رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مِنَ الْمُرُوءَةِ أَنْ يُنْصِتَ الرَّجُلُ لأَخِيهِ إِذا حَدَّثَهُ، وَمِنْ حُسْنِ الْمُواساةِ أَنْ يَقِفَ الرَّجُلُ لأَخِيهِ إِذا انْقَطَعَ شِسْعُ نَعْلِهِ"(5).

قلت: وكذلك إذا كان معه في سفر أو طريق، ووقعت دابته، أو عرض له أمر يقف معه ويساعده.

(1) رواه الدينوري في "المجالسة وجواهر العلم"(ص: 549).

(2)

انظر: "أدب الدنيا والدين" للماوردي (ص: 406).

(3)

انظر: "أدب الدنيا والدين" للماوردي (ص: 425).

(4)

رواه السلمي في "طبقات الصوفية"(ص: 164).

(5)

رواه الخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد"(6/ 394)، وعنده:"المماشاة" بدل "المواساة".

ص: 509

وروى الدينوري عن الأصمعي، عن أبيه قال: قال الأحنف بن قيس رحمه الله تعالى: جنِّبوا مجالسنا ذكر النِّساء والطعام؛ فإني أبغض الرَّجل أن يكون وصَّافا لفرجه وبطنه، وإن من المروءة والديانة أن يترك الرَّجل الطّعام وهو يشتهيه (1).

ومن أجمع ما قيل في المروءة ما حكي عن العتَّابي أنّه قيل له: ما المروءة؟

قال: ترك اللَّذَّة.

قيل له: فما اللَّذَّة؟

قال: ترك المروءة (2).

وبيانه: أن المرء مهما استرسل فيما يستلذه لقضاء شهوته نقص بقدرها من نخوته، لأنّ الاسترسال في الشهوات يرق رداء الحياء، ويربي القِحة، وبذلك تذهب المروءة.

ومن هنا قيل: "إِذا لَمْ تَسْتَحْيِ فَاصْنَعْ ما شِئْتَ"، وهو "مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلامِ النُّبُوَّةِ الأُولَى" كما في الحديث (3).

وروى ابن عساكر عن الزّهريُّ رحمه الله تعالى قال: ما طلب النَّاس شيئًا خيرًا من المروءة، ومن المروءة: ترك صحبة من لا خير

(1) رواه الدينوري في "المجالسة وجواهر العلم"(ص: 111).

(2)

انظر: "البصائر والذخائر" لأبي حيان التوحيدي (3/ 58).

(3)

تقدّم تخريجه.

ص: 510

فيه، ولا يستفاد منه عقل؛ فتركُه خير من كلامه (1).

وروى الدينوري عن الحسن بن علي الخلال رحمه الله تعالى قال: قال بعض الحكماء: مجالسة أهل الديانة تجلو عن القلوب صدأ الذنوب، ومجالسة ذوي المروءة تدل على مكارم الأخلاق، ومجالسة العلماء تفتح ذكاء القلوب، ومن عرف تقلُّب الزّمان لم يركن إليه (2).

وروى أبو نعيم عن بشر بن الحارث رحمه الله تعالى قال: قال الفضيل بن عياض رحمه الله تعالى: لا تكمل مروءة الرَّجل حتّى يسلم منه عدوُّه.

قال بشر: كيف والآن لا يسلم منه صديقه (3).

وعن سفيان الثّوريّ رحمه الله تعالى قال: لقد أدركنا أقوامًا شُطَّارهم لمروآتهم أتقى (4) من قُرَّاء هذا الزّمان (5).

قال في "القاموس": الشاطر: الّذي أعيا أهله خُبثًا (6).

(1) رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(55/ 381).

(2)

رواه الدينوري في "المجالسة وجواهر العلم"(ص: 337).

(3)

رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء"(8/ 341).

(4)

في "الحلية ": "هم اليوم أبقى" بدل "شطارهم أتقى".

(5)

رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء"(8/ 339).

(6)

انظر: "القاموس المحيط" للفيروز آبادي (ص: 533)(مادة: شطر).

ص: 511

وسئل عمرو بن العاص رضي الله عنه عن المروءة فقال: تقوى الله، وصلة الرّحم (1).

نصّ على صلة الرّحم - وإن كانت داخلة في التقوى - لأنّها كالأهل بالنسبة إلى سائر أنواع البر؛ لأنّ من قصَّر في حق أرحامه كان في حق غيرهم أشد تقصيرًا، ولأن القرابة داعية إلى حفظ الحقوق وحسن الصنيعة، فإذا لم تكن القرابة مؤثرة ذلك فغيرها لا يؤثره.

وروى ابن عساكر عن ربيعة بن عبد الرّحمن رحمه الله تعالى أنّه قال: للسفر مروءة، وللحضر مروءة.

فأمّا مروءة السَّفر: فبذل الزَّاد، وقلَّة الخلاف على أصحابك، وكثرة المزح في غير ما يسخط الله تعالى.

وأمّا مروءة الحضر: فإدمان الاختلاف إلى المساجد، وكثرة الإخوان، وقراءة القرآن (2).

واعلم أن المروءة إمّا أن تكون ثمرتها راجعة إلى نفس المرء، وإما إلى غيره.

أمّا المروءة الّتي تعود ثمرتها إلى نفس المرء فهي: العفة عن المحارم، وهي ضبط الفرج، وكف اللسان عن المآثم، والكف عن

(1) انظر: "أدب الدنيا والدين" للماوردي (ص: 406).

(2)

رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(32/ 249)، وكذا ابن أبي الدنيا في

"الإشراف في منازل الأشراف"(ص: 276).

ص: 512