الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بالإمام فقد نافق وأشرك، وإنما يعطي ويمنع الله (1).
وفي المعنى قلت: [من البسيط]
لا تَغْضَبَنْ عَلى خَلْقٍ إِذا مَنَعُوا
…
وَلا تَرى الْفَضْلَ مِنْهُمُ إِنْ هُمُ
بَلِ اشْهَدِ الْمَنع مِنْ مَوْلاكَ وَارْضَ
…
فَالْخَيْرُ فِي عَيْنِ مَنْعِ اللهِ يُلْتَمَحُ
وَحَيْثُ أَعْطاكَ بَعْضُ النَّاسِ نافِلَةً
…
فَاللهُ أَعْطَى وَمِنْهُ تُشْهَدُ الْمِنَحُ
45 - ومنها: غلبة الفرح واللهو واللعب على العبد
.
روى الفريابي عن الحسن رحمه الله تعالى قال: لا تلقى المؤمن إلا شاحباً، ولا تلقى المنافق إلا وباصاً (2).
وقال محمَّد بن علي رحمه الله تعالى: المؤمن بِشْره في وجهه، وحزنه في قلبه، والمنافق بشره في قلبه، وحزنه في وجهه (3).
وروى ابن أبي شيبة عن الحسن رحمه الله تعالى قال: إن المؤمنين عجلوا الخوف في الدنيا، فأمنهم الله يوم القيامة، وإن المنافقين أخَّروا الخوف في الدنيا، فأخافهم الله يوم القيامة (4).
46 - ومنها: الأمن من مكر الله تعالى، ومن سوء الخاتمة، والتحول من الإيمان إلى النفاق؛ والعياذ بالله
.
(1) رواه الفريابي في "صفة المنافق"(ص: 80).
(2)
رواه الفريابي في "صفة المنافق"(ص: 82).
(3)
رواه السلمي في "طبقات الصوفية"(ص: 177).
(4)
رواه ابن أبي شيبة في "المصنف"(35213).
روى الطبراني في "الكبير" عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه: أن رجلًا قال له: إني أخاف أن أكون منافقاً.
قال: لو كنت منافقاً ما خفت ذلك (1).
وروى الفريابي عن جبير بن نفير رحمه الله تعالى: أنه سمع أبا الدرداء رضي الله تعالى عنه وهو في آخر صلاته وقد خرج من التشهد يتعوَّذ بالله من النفاق، فأكثر التعوذ منه، قال: فقال جبير: ما لك يا أبا الدرداء أنت والنفاق؟ فقال: دعنا عنك؛ والله إن الرجل لينقلب عن دينه في الساعة فيخلع منه (2).
وقال أبو إدريس الخولاني رحمه الله تعالى: ما على ظهرها من بشر لا يخاف على إيمانه أن يذهب إلا ذهب (3).
وقال أبو عثمان الجعد: قلت لأبي رجاء العطاردي رحمه الله تعالى: هل أدركت من أدركت من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يخشون النفاق؛ وكان قد أدرك عمر رضي الله تعالى عنه؟
قال: نعم، قد أدركت منهم صدراً حسنًا، نعم شديدًا، نعم شديدًا.
(1) رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(8891).
(2)
رواه الفريابي في "صفة المنافق"(ص: 69).
(3)
رواه الفريابي في "صفة المنافق"(ص: 71).
وقال الحسن رحمه الله تعالى: إن القوم لما رأوا أن هذا النفاق يغول الإيمان لم يكن لهم هم غير النفاق (1).
وسأل أبان الحسن: تخاف النفاق؟
وقال: وما يؤمنني وقد خاف عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه (2).
وقال المعلي بن زياد رحمه الله تعالى: سمعت الحسن يحلف في هذا المسجد بالله الذي لا إله إلا هو ما مضى مؤمن قط وما بقي إلا وهو من النفاق مشفق، ولا مضى منافق ولا بقي إلا وهو من النفاق آمن.
وقال محمَّد بن سيرين رحمه الله تعالى: لم يكن شيء أخوفَ عَلَيَّ مِنْ قالٍ هذا القول من هذه الآية: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ} [البقرة: 8](3).
روى هذه الآثار الفريابي في كتابه في "صفة المنافق".
وروى عبد بن حميد عن محمَّد بن سيرين قال: كانوا يتخوفون من هذه الآية: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ} [البقرة: 8](4).
(1) رواهما الفريابي في "صفة المنافق"(ص: 71).
(2)
رواه الفريابي في "صفة المنافق"(ص: 71).
(3)
رواهما الفريابي في "صفة المنافق"(ص: 73).
(4)
تقدم تخريجه.