الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وهو تعريض من الحسن رحمه الله تعالى بأن الأزارقة كانوا يعتقدون في علي خلاف ما وصفه به.
ولقد أشار النّبيّ صلى الله عليه وسلم إلى هلاك الأزارقة، وغيرهم ممّن يبغض عليًا رضي الله تعالى عنه ويعتقد فيه السوء كما هلك فيه من غلا في حبه حتّى أنزله في غير منزلته بقوله صلى الله عليه وسلم:"يَهْلَكُ فِيكَ رَجُلانِ: مُحِبٌّ غالٍ، وَمُبْغِضٌ قالٍ"(1).
وروى اللالكائي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: كنا نعرف نفاق الرَّجل ببغضه لعلّي (2).
وعنه: ما كنا نعرف منافقينا معشرَ الأنصار إِلَّا ببغضهم عليًا رضي الله تعالى عنه (3).
الفرقة الثّالثة من الخوارج: النجدية
.
أصحاب نجدة، ويقال: النجدة بن عامر الحنفي، ويقال لهم: العاذرية.
قالوا: الدِّين أمران:
أحدهما: لا يعذر الجاهل به، وهو معرفة الله ورسوله، وتحريم دماء المسلمين بغير رضاهم، والإقرار بما جاء به من عند الله جملة.
(1) تقدّم تخريجه.
(2)
رواه اللالكائي في "اعتقاد أهل السُّنَّة"(8/ 1379).
(3)
رواه اللالكائي في "اعتقاد أهل السُّنَّة"(8/ 1380).
والثّاني: ما يعذر النَّاس فيه حتّى تقوم عليهم الحجة، وهو ما سوى ذلك من الحلال والحرام.
وقالوا: من أصر على صغيرة فهو مشرك، ومن عمل كبيرة كالزنا والسّرقة غير مصرٍّ لم يكفر.
وقالوا: لا حاجة للناس إلى إمام قط، وإنما عليهم أن يعاملوا بالإنصاف فيما بينهم، فإن احتاجوا إلى إمام جاز لهم أن ينصبوه.
وخالفوا الأزارقة فقالوا بجواز التقية والقعود عن القتال (1).
خرج نجدة الحروري باليمامة في جمع في سنة ست وستين من الهجرة، فأتى البصرة، وقاتل أهلها، ثمّ حج فوقف الجمعة، ووقف وحده بعرفة، ووقف ابن الزبير بالناس، ووقف ابن الحنفية بجيشه الذين أتوه من العراق وحده، وتوادعوا الحرب حين ينقضي الحجِّ والموسم، ثمّ قتل نجدة في سنة ثمان وستين (2).
وروى الإمام أحمد عن عطاء قال: كتب نجدة الحروري إلى ابن عبّاس رضي الله تعالى عنهما يسأله عن قتل الصبيان، فكتب إليه: إن كنت الخضر تعرف الكافر من المسلم فاقتلهم (3).
(1) انظر: "الملل والنحل" للشهرستاني (1/ 123 - 124).
(2)
انظر: "الطبقات الكبرى" لابن سعد (5/ 102)، و"تاريخ الطّبريّ"(3/ 509).
(3)
رواه الإمام أحمد في "المسند"(1/ 224) لكن عن يزيد بن هرمز.