الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وروى ابن أبي شيبة، والحاكم وصححه، عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لأكثم بن الجون: "يا أكثمُ! عُرِضَتْ عَلَيَّ النَّارُ فَرَأَيْتُ فِيها عَمْرَو بْنَ لَحْيٍ بنِ قَمعةَ بْنِ حَفِيفٍ يَجُرُّ قُصْبَهُ فِي النَّارِ، فَما رَأَيْتُ رَجُلاً أَشْبَهَ بِرَجُلٍ مِنْكَ بِهِ وَلا بِهِ مِنْكَ".
فقال أكثم: أخشى أن يضرُّني شبهه يا رسول الله.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا، إِنَّكَ مُؤْمِنٌ وَهُوَ كافِرٌ، إِنَّهُ أَوَّلُ مَنْ غَيَّرَ دِينَ إِبْراهِيْمَ عليه السلام وَبَحَرَ الْبَحِيرَةَ، وَحَمَى الْحامَ"(1).
وروى الإمام أحمد، والحاكم وصححه، عن أبي بن كعب رضي الله تعالى عنه نحوه، وقال فيه:"وَرَأَيْتُ فِيها عَمْرَو بْنَ لَحْيٍ يَجُرُّ قُصْبَهُ فِي النَّارِ، وَأَشْبَهُ مَنْ رَأَيْتُ بِهِ مَعْبَدُ بْنُ أَكْثَمٍ الْخزاعِيُّ".
فقال معبد: يا رسول الله! أتخشى عليَّ من شبهه؟
قال: "لا، أَنْتَ مُؤْمِنٌ وَهُوَ كافِرٌ، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ حَمَلَ الْعَرَبَ عَلى عِبادَةِ الأَصْنامِ"(2).
*
تنبِيهٌ:
كثير من العوام يتحرجون عن صيد اليمام في الْحِلِّ، أو وهم
(1) رواه الحاكم في "المستدرك"(8789)، وكذا ابن حبان في "صحيحه"(7490).
(2)
رواه الإمام أحمد في "المسند"(5/ 137)، والحاكم في "المستدرك"(8788).
حِلٌّ، وعن أكله، ويزعمون أن الحمامتين اللتين عشَّشتا على النبي صلى الله عليه وسلم وهو في الغار كانتا من اليمام، ولم يثبت في ذلك شيء، والتحرج عن ذلك تشبه بالجاهلية في تحرجهم عن البحيرة، والسائبة، والوصيلة، والحام.
وكذلك التحرج عن صيد مكان مخصوص ما عدا مكة والمدينة [ .... ](1) الطائف.
- ومن الثاني، وهو تحليل الحرام: إباحتهم لأكل الميتة، والدم كالمنخنقة والموقوذة؛ أي: المقتولة بالعصا ونحوها، والمتردية، والنطيحة، وما أكل السَّبُعُ إلا ما ذكيتم.
قال ابن عباس: كانت العرب - يعني: في الجاهلية - تخنق الشاة، فإذا ماتت أكلوا لحمها. ذكره الثعلبي، وغيره (2).
روى الطبراني، والحاكم وصححه، عن أبي أمامة رضي الله تعالى عنه قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قومي أدعوهم إلى الله ورسوله، وأعرض عليهم شعائر الإسلام، فأتيتهم، فبينما نحن كذلك إذ جاؤوا بقصعة دم، واجتمعوا عليها يأكلونها، قالوا: هلم يا صُدي - واسم أبي أمامة: صدي بن عَجلان - فكل.
قلت: ويحكم! إنما أتيتكم من عند من يحرم هذا عليكم، وأنزل الله عليه.
(1) كلمة غير واضحة في "أ" و"ت".
(2)
انظر: "تفسير الثعلبي"(4/ 12).