الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الأول: الآثار الواردة في حتمية القدر ووجوب وقوعه
.
434 -
حدثنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا مبشِّر بن إسماعيل الحلبي، حدثني فرات بن سلمان
(1)
قال: كان يقال: إذا سُئلت فلا تَعِد، وقل:"أَسْمَعُ ما تقول، فإن يُقَدَّر شيء يكن"
(2)
.
435 -
حدثني المفضل بن غسان الغلابي، نا أبو مسهر، عن سعيد ابن عبد العزيز قال: قال شريح
(3)
: "ما أصيب عبد بمصيبة إلا كان للَّه عز وجل فيها ثلاث نعم: ألا تكون كانت في دينه، وألا تكون أعظم مما كانت، وأنها لا بدّ كائنة فقد كانت"
(4)
.
436 -
حدثني المفضل بن غسان قال: حدثنا أبي، عن أبي زيد
(1)
هو فرات بن سلمان الحضرمي الجزري الرقي، وثقه ابن حبان وغيره، مات سنة (150 هـ)، الثقات لابن حبان (7/ 322)، تعجيل المنفعة (331).
(2)
إسناده حسن، مبشر بن إسماعيل صدوق التقريب (6507).
كتاب الصمت وآداب اللسان (232 - 233) رقم (461)، ولعله يشهد لمعناه ما أخرجه الطبري (2/ 526) عن السدي في التعريض بخطبة المعتدة قوله:"هو الرجل يدخل على المرأة وهي في عدتها فيقول: واللَّه إنكم لأكفاء كرام، وإنكم لرغبة، وإنكِ لتعجبيني، وإن يقدر شيء يكن".
(3)
انظر التخريج الآتي.
(4)
إسناده صحيح إلى شريح، وشريح لم أعرفه ولعله شريح بن عبيد الحضرمي ثقة يرسل كثيرا، التقريب (2790)، الشكر (103) رقم (79).
العبدي
(1)
: "نظر علي بن أبي طالب رضي الله عنه إلى عدي بن حاتم كئيبا فقال: يا عديّ، ما لي أراك كئيبا حزينا؟ قال: وما يمنعني وقد قتل أبنائي، وفقئت عيني، فقال: يا عديّ، إنه من رضي بقضاء اللَّه جرى عليه وكان له أجر، ومن لم يرض بقضاء اللَّه جرى عليه وحبط عمله"
(2)
.
437 -
حدثنا الهيثم بن خارجة، قال: أخبرنا إسماعيل بن عياش، عن ثعلبة بن مسلم عن المحرر بن أبي هريرة عن أبية، عن عمر رضي الله عنه أنه قال:"ما من امرئ إلا وله أثر هو واطؤه، ورزق هو بالغه، وحتف هو قاتله، حتى لو أن رجلا هرب من رزقه لاتّبعه حتى يدركه، كما أن الموت مدرك من هرب منه"
(3)
.
438 -
حدثني الحسين بن جهور، عن شيخ من قريش قال: قال الحسن البصري: "الحريص الجاهل، والقانع الزاهد، كلٌّ مستوٍ في أكله،
(1)
زاد مصطفى عطا: "قال: عن سماك، عن الأغر"، ولم أجدها في المخطوط ومصادر التخريج ولا في طبعة السلفي.
(2)
إسناده لين، أبو زيد العبدي هو قمامة ولم أقف له على ترجمة، الرضا عن اللَّه بقضائه والتسليم بأمره (28 - 29) رقم (15)، والبيهقي في شعب الإيمان (7/ 243) رقم (10168)، من طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (40/ 34)، وذكره المزي في تهذيب الكمال (5/ 146).
(3)
إسناده ضعيف؛ المحرر بن أبي هريرة مقبول التقريب (6542)، وثعلبة بن مسلم مستور التقريب (854)، القناعة والتعفف (39) رقم (59)، وذكره البيهقي في شعب الإيمان (2/ 72)، ويروى هذا الأثر مرفوعا انظر كشف الخفاء (1/ 266).
موفَّى رزقه، فعلام التهافت في النار"
(1)
.
439 -
حدثنا محمود بن خداش، حدثنا أشعث بن عبد الرحمن، حدثنا رجل يقال له: عبد الملك، عن الحسن قال:"ابن آدم، لا تحمل همّ سنة على يوم، كفى يومك بما فيه، فإن تكن السنة من عمرك يأتك اللَّه فيها برزقك، وإلا تكن من عمرك فأراك تطلب ما ليس لك"
(2)
.
440 -
حدثني الحسن بن داود بن محمد بن المنكدر قال: ثنا معتمر ابن سليمان، عن عدي بن الفضل، عن عمر بن عبد العزيز قال: "يا أيها الناس اتقوا اللَّه وأجملوا في الطلب؛ فلو كان رزق أحدكم في قُلَّة
(3)
جبل، أو في حضيض
(4)
أرض، لأكل رزقه، فاتقوا اللَّه وأجملوا في الطلب"
(5)
.
(1)
فيه شيخ المصنف وقد سبق (245)، وإبهام شيخ شيخه، القناعة والتعفف (41) رقم (66).
(2)
إسناده لين؛ أشعث بن عبد الرحمن اليامي صدوق يخطئ التقريب (533)، وشيخه عبد الملك ذكره المزي في شيوخ أشعث ووصفه بأنه رجل من أصحاب الحسن، الليالي والأيام (40) رقم (64)، ومن طريقه البيهقي في شعب الإيمان (2/ 107) رقم (1303).
(3)
قلة كل شيء أعلاه، مختار الصحاح (560).
(4)
في المطبوع "خفيض".
(5)
إسناده حسن، شيخ المصنف لا بأس به تكلموا في سماعه من المعتمر، التقريب (1249)، وذلك أن سماعه منه وهو ابن خمس سنين كما في تهذيب التهذيب (2/ 393) والظاهر من كلامه احتمال روايته، القناعة والتعفف (40 - 41) رقم (64)، وأبو نعيم في الحلية (5/ 296)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (40/ 152 - =
441 -
حدثنا الحسن بن يحيى بن كثير العنبري، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا عبد الملك بن عبد اللَّه بن محمد بن سيرين، عن أبيه قال:"أردت أن أخرج في وجه فبينا أنا في الطريق إذ قال رجل: هذا أبوك خلفك، فقمت حتى لحقني فقال: يا بنيّ اتّق اللَّه حيث كنت، واعلم أن لك رزقا لن تعدوه، فاطلبه من حلّه، فإنك إن طلبته من حلّه، رزقك اللَّه طيبا، واستعملك صالحا، وأستودعك اللَّه، والسلام عليك"
(1)
.
442 -
حدثني أبو جعفر محمد بن يزيد الأدمي، قال: حدثنا أبو مسهر، قال: ثنا سعيد بن عبد العزيز قال: "قيل لأبي أسيد الفزاري
(2)
: من أين تعيش؟ فكبر اللَّه وحمده وقال: يرزق اللَّه عز وجل القرد والخنزير، ولا يرزق أبا أسيد"
(3)
.
443 -
حدثني أبي رحمه الله قال: "لما قدِّم هدبة بن الخشرم العذري
(4)
= 153)، وذكره السيوطي في تاريخ الخلفاء (241)، وابن منظور في لسان العرب (9/ 127) بلفظ:"عرعرة جبل" وشرحها بأنها قمته.
(1)
إسناده ضعيف، فإن عبد الملك بن عبد اللَّه مستور التقريب (4217)، القناعة والتعفف (41) رقم (65).
(2)
هو أبو أُسيد الفزاري، من زهاد أهل دمشق، كان مستجاب الدعوة، انظر تاريخ دمشق (66/ 12).
(3)
إسناده صحيح، القناعة والتعفف (54) رقم (114)، والفسوي في المعرفة والتاريخ (2/ 234)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (66/ 12).
(4)
هو هدبة بن الخشرم بن كرز بن أبي حية بن الكاهن العذري، أبو سليمان، شاعر مفلق، كثير الأمثال في شعره، وهو قاتل ابن عمة زيادة بن زيد العذري في أيام =
ليقتل ومعه أبواه يبكيان، التفت إليهما فقال:
أبلياني اليوم صبرا منكما
…
إنَّ حزنا منكما بادٍ لشرّ
لا أدرى ذا الموتَ إلا هيّنًا
…
إن بعد الموت دار المستقرّ
اصبرا اليوم فإني صابر
…
كلّ حَيٍّ لفَنَاء وقَدَرْ
(1)
444 -
أنشدني أبي رحمه الله:
إذا المرء لم يطلب معاشا ولم
…
يتحاش من طول الجلوس
جفاه الأقربون وصار كلًّا
…
على الإخوان كالثوب اللّبيس
وما الأرزاق عن جلَدٍ ولكن
…
بما قدر المقدِّر للنفوس
(2)
445 -
حدثني أحمد بن سعيد الدارمي، قال: حدثنا النضر بن شميل، قال: "كتب سليمان بن حبيب المهلبي إلى الخليل بن أحمد
(3)
وولي
= معاوية، فحبسه سعيد بن العاص وهو على المدينة خمس سنين أو ستا، إلى أن بلغ المسور بن زيادة وكان صغيرا فقتله بأبيه، معجم الشعراء (460).
(1)
إسناده حسن، والد المصنف في درجة الصدوق كما سبق (344)، المحتضرين (190) رقم (266)، والأصبهاني في الأغاني (10/ 272) وعجز البيت الأخير عنده:"كل حي لقضاء وقدر"، وذكر ابن حجر في الإصابة أن قصة هدبة مشهورة مذكورة في كامل المبرد وغيره.
(2)
إسناده حسن، والد المصنف في درجة الصدوق كما سبق (344)، إصلاح المال (257) رقم (238)، الإشراف في منازل الأشراف رقم (283) وفيه زيادة بيتين.
(3)
هو الخليل بن أحمد الأزدي الفراهيدي، أبو عبد الرحمن البصري اللغوي، صاحب العروض والنحو، صدوق عالم عابد، مات بعد الستين وقيل سنة سبعين أو بعده، التقريب (1750).
الأهواز
(1)
يدعوه، فأبى أن يأتيه وكتب إليه:
أبلغ سليمان أني عنه في سعة غنى وفي
…
غير أني لست ذال مال
شخّا بنفسي إني لا أرى أحدا
…
يموت هزلا ولا يبقى على حال
446 -
قال أبو بكر: وزادني غيره:
الرزق عن قدر، لا الضعف ينقصه
…
ولا يزيدك فيه حول محتال
(2)
447 -
حدثني على بن الحسن بن موسى، قال: حدثني زكريا بن أبي خالد، قال: "كان ابن عباس رضي الله عنه يتمثل بهذين البيتين:
إن المقادير لا تناولها الأوهام
…
لطفا ولا تراها العيون
وسيجري عليك ما قدر اللَّه
…
ويأتيك رزقك المضمون
(3)
(1)
أصل الكلمة أحواز قلبت الماء هاء لكثرة استعمال الفرس لها كذلك، ثم أخذها العرب منهم واستقرت كذلك، وكان اسمها في أيام الفرس خوزستان، وهي مواضع يقال لكل واحد منها خوز كذا، معجم البلدان (1/ 284).
(2)
إسناده صحيح، القناعة والتعفف (54) رقم (112)، والمزي في تهذيب الكمال (2/ 400) مختصرا وفيه أنه القى كسرا بين يدي رسوله ثم قال الأبيات، وابن الجوزي في المنتظم (7/ 280) وفيه أن الأمير هو سليمان بن علي الهاشمي، وعلق بقوله:"وقد روي لنا أن الذي بعث إليه سليمان بن حبيب المهلبي، بعث إليه من أرض السند الخليل بالبصرة، وهذا أليق بالصحة، وقيل من أرض الأهواز، ثم آل الأمر إلى أن صار وكيلا ليزيد بن حاتم المهلبي، وكان يجري عليه في كل شهر مائتي درهم"، وابن خلكان في وفيات الأعيان (2/ 246) وهو أتم سياقا وفيه تتمة للقصة والأبيات، وورد نفس الخبر في التدوين في أخبار قزوين (3/ 391) منسوبا إلى الأخفش.
(3)
إسناده ضعيف؛ فإن زكريا بن أبي خالد لم أجد له ترجمة، وورد هذا الاسم يروي عن ابن المبارك في تاريخ دمشق (32/ 464)، ومحمد بن عيسى الطباع في أخبار المدينة لابن شبة (1/ 215، 362)، وهذا ظاهر الانقطاع إن كان هو. =
448 -
حدثني الحسن بن عبد الرحمن، عن عصمة بن سليمان الخزاز، قال: حدثنا جعفر بن أبي شعيب الكندي
(1)
قال: "كان لرجل من أهل البصرة له جِدَةٌ وعطايا ومعروف، فأصابه ريب الزمان فاجتاح ماله، فأراد أن يضرب في الأرض لتغي من فضل اللَّه عز وجل، فقالت بنيّة له في ذلك قولا حكاه عنها في شعر له فقال:
تقول ابنتي والسير قد جدّ جدّه
…
-وقد حصرتني بغتة- ورحيل
لعل المنايا في ارتحالك تنذري
…
بنفسك قوما أو تغولك غول
فتتركني أدعى يتيمة بعد ما تبين
…
وعزي يوم ذاك ذليل
أفي طلب الدنيا وربك للَّذِي
…
تحاول منها والشخوص كفيل
أليس ضعيف القوم يأتيه رزقه
…
يساق إليه والبلاء محول
ويحرم جمع المال من لم تزل له
…
بكل بلاد رحلة وحلول
فلو كنت في طود
(2)
على رأس هضبة
…
لها لجف فيه الوعول تقيل
مصدّعة لا يستطاع ارتقاؤها
…
وليس إلى منها النزول سبيل
إذًا لأتاك الرزق يحدوه سائق
…
حثيث ويهديه إليك دليل
(3)
= في المطبوع جعل هذا الأثر تابعا للذي قبله من قول أبي أسيد، والتصحيح من المخطوط (ل 116 أ).
(1)
لم أجد له ترجمة.
(2)
الطود هو الجبل العظيم، مختار الصحاح (403).
(3)
فيه راوي القصة الكندي لم أجده، القناعة والتعفف (52) رقم (103)، ووقعت القصة في العزلة والانفراد للخطابي (124) بأسلوب آخر تماما.
449 -
حدثني محمد بن عباد بن موسى العكلي، قال: ثنا الحسن بن علي زبان البصري مولى بني هاشم، قال ثنا سفيان بن عبدة الحميدي وعبيد بن يحيى الهجري، قالا: "خرج إلى عبد اللَّه بن عامر بن كريز
(1)
-وهو عامل العراق لعثمان بن عفان رضي الله عنه رجلان من أهل المدينة، أحدهما: ابن جابر بن عبد اللَّه الأنصاري، والآخر من ثقيف، فكتب به إلى عبد اللَّه بن عامر فيما تكتب به من الأخبار، فأقبلا يسيران حتى إذا كانا بناحية البصرة، قال الأنصاري للثقفي: هل لك في رأي رأيته؟ قال: اعرضه، قال: رأيت أن ننيخ رواحلنا ونتناول مطاهرنا فنتوضّأ، ثم نصلي ركعتين، ونحمد اللَّه عز وجل على ما قضى من سفرنا، قال: هذا الذي لا يردّ، فتوضّينا ثم صليا ركعتين، فالتفت الأنصاري إلى الثقفي فقال: يا أخا ثقيف: ما رأيك؟ قال: وأي لموضع رأي هذا؟ قضيت سفري، وأنصبت بدني، وأنضيت
(2)
راحلتي، ولا مؤمل دون ابن عامر، فهل لك رأي غير هذا؟ قال: نعم، قال: إني لما صلّيت هاتين الركعتين فكّرت فاستحييت من ربي تبارك وتعالى أن يراني طالبا رزقا من غيره، اللهم رازق ابن عامر ارزقني من فضلك، ثم ولّى راجعا إلى المدينة، ودخل الثقفي البصرة فمكث أياما فأذن له ابن عامر، فلما رآه رحّب به ثم قال: ألم أخبر أن
(1)
القرشي، ابن خال عثمان بن عفان، ولد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وجيء به إليه، فتح عدة بلدان من جهة سجستان، كان محبا للعمران، وهو أول من أدخل الحياض إلى عرفة، طبقات ابن سعد (5/ 44).
(2)
أنضى بعيره: هزله، مختار الصحاح (688).
ابن جابر خرج معك فخبَّره خبرَه، فبكى ابن عامر ثم قال: أما واللَّه ما قالها أشرًا، ولا بطرًا، ولكن رأى مجرى الرزق عليَّ ومخرج النعمة، فعلم أن اللَّه تبارك وتعالى الذي فعل ذلك، فسأله من فضله، [فأمر للثقفي بأربعة ألف درهم وكسوة وطرف وأضعف ذلك كله للأنصاري فخرج الثقفي
(1)
وهو يقول:
أمامة ما حرص الحريص فتيلا بزائدي
…
ولا زهد الضعيف بضائر
خرجنا جميعا من مساقط رؤوسنا
…
على ثقة منا بخير ابن عامر
فلما أنخنا الناعجات ببابه
…
تأخّر عني اليثربي ابن جابر
وقال: ستكفيني عطية قادر
…
على ما يشاء اليوم بالخلق قاهر
وإن الذي أعطى العراق ابن عامر
…
لرب الذي أرجو لسدّ معاقر
فلما رآني سال عنه صبابة إليه
…
كما حنّت ظراب الأباعر
فأضعف عبد اللَّه إذ غاب حظّه
…
على حظّ لهفان من الحرص فاغر
فأتيت وقد أيقنت أن ليس نافعي
…
ولا صائر شيء خلاف المقادر
(2)
450 -
أخبرني أبو زيد النميري، حدثني عمر بن محمد بن أقيصر
(1)
ما بين المعقوفتين ساقط من المطوع وهو يحيل المعنى تماما، ويصير القول من قول ابن عامر.
(2)
إسناده فيه لين، فيه الحسن بن علي بن زبان لم أجده إلا عند ابن ماكولا في الإكمال (4/ 119) ولم يذكر سوى بروايته عن شيخيه سفيان وعبيد، وعبيد ثقة خلاصة تذهيب التهذيب (1/ 256)، القناعة والتعفف (47 - 48) رقم (87)، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (29/ 267 - 268) ومن طريق آخر فيها لين كذلك، وكذا ابن الجوزي في المنتظم (5/ 313).
السلمي، حدثني يحيى بن عروة بن أذينة قال: "أتى أبي وجماعة من الشعراء هشام بن عبد الملك
(1)
، فأنشدوه فنسبهم فلما عرف أبي
(2)
قال: ألست القائل:
لقد علمت وما الإشراف في طمعي
…
أن الذي هو رزقي سوف يأتيني
أسعى له فيعنِّيني تطلّبه
…
ولو قعدتُّ أتاني لا يعنّينِّي
فهلَّ جلست حتى يأتيك؟ فلما خرجوا من عنده جلس أبي على راحلته حتى أتى المدينة، وتنبّه هشام عليهم فأمر بجوائزهم ففقد أبي فسأل عنه فأُخبر بانصرافه فقال: لا جرم، واللَّه ليعلمنَّ أن ذلك سيأتيه في بيته، ثم أضعف له ما أعطى واحدا من أصحابه وكتب له فريضتين كنت أنا آخذهما"
(3)
.
451 -
حدثني محمد بن صالح القرشي، حدثني محمد بن عمر
(1)
هو الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك، أبو الوليد، بويع بعهد من أخيه يزيد، كان حازما عاقلا ورعا، فتحت عدة بلدان في عهده، تاريخ الخلفاء (218).
(2)
هو عروة بن أذينة، الليثي الحجازي، شاعر مشهور، وله وفادة على هشام بن عبد الملك، وكان من فحول الشعراء، تاريخ الإسلام (1/ 936)، وانظر أخباره مفصلة في الأغاني (1/ 330).
(3)
إسناده ضعيف؛ فيه شيخ النميري وشيخه لم أجد لهما ترجمة، مكارم الأخلاق (113) رقم (435)، واعتنى به الأصفهاني في الأغاني (21/ 106)، فأخرجه من ثلاثة طرق، كلها عن عمر بن شبة به، واعتنى برواية بقية الأبيات وهي أبيات قوية في العفة وترك السؤال إذا أدّى إلى منقصة في دين أو مروءة، وأورده في المستطرف في كل فن مستظرف (157) بلفظ مخالف قليلا وفي آخره قوله لرسول الأمير:"أبلغ أمير المؤمنين مني السلام، وقل له: كيف رأيت قولي؟ سعيت فأكديت فرجعت، فأتاني رزقى في منزلي".