الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الثاني: الآثار الواردة في فضائل الحسن بن علي رضي الله عنه
-.
790 -
حدثنا يوسف بن موسى، حدثنا الفضل بن دكين، حدثنا كامل أبو العلى قال: سمعت أبا صالح، عن أبي هريرة:"أنه صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم العشاء، فأخذ الحسن والحسين يركبان على ظهره، فلما جلس وضع واحدا على فخذه، والآخر على فخذه الأخرى، قال: فقمت إليه فقلت: ألا أبلغهما أهلهما؟ فبرقت برقة، فلم يزالا في ضوئها حتى دخلا"
(1)
.
791 -
حدثني يوسف بن موسى قال: حدثني سلمة بن حيان الرازي
(2)
قال: حدثنا جعفر بن محمد، عن أبيه قال: "لما أن حضر الحسن ابن علي الموت، بكى بكاء شديدا، فقال له الحسين: ما يبكيك يا أخي وإنما تقدم على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وعلى عليّ وفاطمة وخديجة وهم ولدوك،
(1)
إسناده حسن، كامل أبو العلى صدوق يخطئ التقريب (5639)، وتابعه الأعمش عند البزار برقم (2630) وقال:"لا نعرف رواه عن الأعمش. . . إلا موسى، وإنما يعرف من حديث كامل عن أبي صالح"، العيال (1/ 385) رقم (220)، وأحمد في المسند (16/ 386) رقم (10659)، وفضائل الصحابة (2/ 785) رقم (1401)، والحاكم في المستدرك (3/ 167) وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي، والطبراني في الكبير (3/ 51) رقم (2659) وقال الهيثمي في المجمع (9/ 181):"رواه أحمد والبزار باختصار وقال: (في ليلة مظلمة) ورجال أحمد ثقات"، والعقيلى في الضعفاء (4/ 8)، وابن عدي في الكامل (6/ 81)، وأبو الشيخ في طبقات المحدثين بأصبهان (3/ 71)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (13/ 213).
(2)
في تاريخ دمشق من طريق المصنف: "مسلم بن أبي حية".
وقد أجرى اللَّه لك على لسان نبيّه أنك: "سيّد شباب أهل الجنة"، وقاسمت اللَّه مالك ثلاث مرات، ومشيت إلى بيت اللَّه على قدميك خمس عشرة مرة حاجا، وإنما أراد أن يطيّب نفسه، قال: فواللَّه ما زاده إلا بكاء وانتحابا وقال: يا أخي، إني أقدم على أمر عظيم وهول لم أقدم على مثله"
(1)
.
792 -
حدثنا إسحاق بن إسماعيل قال: حدثنا سفيان، عن إسماعيل ابن أبي خالد، عن حكيم بن جابر، أن مولاة لهم أخبرته: "أنها رأت الحسن بن علي رضي الله عنه أخذ المناديل بعدما توضأ، فتنشّف بها، قالت: فكأني مقتّه، فلما كان من الليل نمت، فرأيت كانونا
(2)
في كبدي، قال سفيان: بمقت ابن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لاقى كبدها"
(3)
.
793 -
حدثني أبو عبد اللَّه العجلي، أنا يونس بن بكير، نا ابن إسحاق، حدثني والدي إسحاق بن يسار، أخبرني شيخ من بني سعد بن بكر قال: "قدم عليّ ابن عم لي من أهل البادية فقال: إن ابن أخ لي أصاب دما عمدا، فطلبت إلى أهل الدم أن يقبلوا مني العقل ففعلوا،
(1)
فيه سلمة بن حيان لم أجد له ترجمة، وفي شيوخ يوسف بن موسى حكام بن سلم الرازي فلا أدري هل هو تصحيف منه؟ ، المحتضرين (173 - 174) رقم (242)، وابن معين في تاريخه (3/ 506)، وعنه المزي في تهذيب الكمال (2/ 151)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (13/ 286 - 287).
(2)
في المطبوع: "كانوا".
(3)
فيه إبهام صاحبة القصة، وباقي رجاله ثقات، العقوبات (62 - 63) رقم (82).
فاسلمتني عشيرتي وأبوا أن يحملوا معي وقالوا: نحمل الخطأ فأما العمد فلا، فقد قدمت التمس المعونة من هذا الحيّ من قريش، فأمرت لي بخزيرة
(1)
فصنعت فغديناه منها، ثم قلت له: انطلق بنا إلى خير القوم وسيّدهم ابن بنت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم الحسين بن علي رضي الله عنه، فخرجنا نلتمسه في بيته فلم نجده، فخرجنا فلقيناه بالبلاط فقلت: عندك الرجل، فاستوقفناه فوقف واستند إلى الجدار فقلت: يا ابن بنت رسول اللَّه، إن ابن أخ لي أصاب دما -فقصّ قصّته- وقدمت أستعين هذا الحيّ من قريش على ديته فرأيت أن أبدأ بك، فقال: واللَّه الذي نفس حسين بيده، ما أصبح في بيتي دينار ولا درهم وما غدوت إلى السوق إلا لألتمس العينة في بعض نفقاتنا وما لا بدّ منه، ولكني أراك رجلا جلدا وقد حان وقت حصاد مالي بذي المروة
(2)
عَينِ يُحَنَّسَ
(3)
فاخرج إليها فقم عليها بعمّاله ثم احصده ودقَّ وبع فإنها مودّية عنك، ولا تسأل أحدا شيئًا، فقال: أفعل، بأمي أنت وأمي، وكتب إلى قيّمه: انظر فلان بن فلان فخلِّ بينه وبين حصاد أرضك فإني قد أعطيته إياه، فخرج فحصدها فباع منها بعشرين
(1)
الخزيرة لحم يُقّطع صغارا على ماء كثير، فإذا نضج ذُر عليه الدقيق، مختار الصحاح (267).
(2)
ذو المروة من أعمال المدينة، قرى واسعة، وهي لجهينة، بينها وبين المدينة ثمانية برد، معجم ما استعجم (1218).
(3)
هي عين يحنس كانت للحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، استنبطها له غلام يقال له يحنس، معجم البلدان (4/ 180).
ألف درهم فأدّى اثني عشر ألفا واستفضل ثمانية آلاف"، فقال
(1)
المقنّع مقنع الأنصار يبكي حسينا حين قتل:
كان إذا شّبّ له ناره
…
يرفعها بالسنَد الماثل
كيما يراها قابسٌ مرملٌ
…
أو فردُ قومٍ ليس بالآهل
مفارغُ الشِّيزَى على بابه
…
مثل حياض النَّعَمِ النَّاهِل
لا تَستَرِي شَفرًا على مثله
…
في الناس من حافٍ ولا ناعلٍ
ابن النبي المرسل المصطفى
…
وابن ابن عمِّ المصطفى الفاضل
(2)
794 -
حدثني عبد الرحمن بن صالح، نا يحيى بن يعلى، عن يونس بن خبّاب، عن مجاهد قال:"جاء رجل إلى الحسن والحسين رضي الله عنهما فسألهما فقالا: إن المسألة لا تصلح إلا لثلاثة: حاجة مجحفة، أو حمالة مثقلة، أو دين فادح، وأعطياه، ثم أتى ابن عمر رضي الله عنه فأعطاه ولم يسأله عن شيء، فقال: أتيت ابني عمّك وهما أصغر سنّا منك، فسألاني وقالا لي، وأنت لم تسألني عن شيء، فقال: ابنا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إنهما كانا يُغَرَّانِ بالعلم غَرًّا"
(3)
.
(1)
وضع له المحقق رقما كأنه أثر جديد؟ .
(2)
إسناده ضعيف لجهالة الشيخ المبهم، مكارم الأخلاق (120 - 121) رقم (451).
(3)
إسناده ضعيف، فيه يونس بن خباب الكوفي صدوق يخطئ ورمي بالرفض التقريب (7960)، كذا قال في التقريب والظاهر أن حاله أسوأ؛ إذ بالرجوع لترجمته نجد كلاما شديدا لأهل العلم فيه كالبخاري وابن معين وغيرهما، مكارم الأخلاق (121 - 122) رقم (453).
795 -
وقال أبو حفص الصيرفي، حدثني ابن زائدة البندار، حدثني محمد بن علي، عن شيخ من قريش قال: "بينا أبان بن عثمان وعبد اللَّه بن الزبير جالسان؛ إذ وقف عليهما أعرابي فسألهما فلم يعطياه شيئا، وقالا: اذهب إلى ذينك الفتيين، وأشارا إلى الحسن والحسين رضي الله عنهما وهما جالسان، فجاء الأعرابي حتى وقف عليهما فسألهما، فقالا: إن كنت تسأل في دم موجع، أو فقر مدقع، أو أمر مفظع، فقد وجب حقّك، فقال: أسأل وأخذني الثلاث، فأعطاه كل واحد منهما خمس مائة خمس مائة، فانصرف الأعرابي فمرّ على ابن الزبير وأبان وهما جالسان فقالا: ما أعطاك الفتيان؟ فأنشأ الأعرابي يقول:
أعطياني وأقنياني جميعا
…
إذ تواكلتما فلم تعطياني
جعل اللَّه من وجوهكما نعلين
…
سِبتا يطاهما الفتيان
حسن والحسين خير بني حواء
…
صيغا من الأغرِّ الهِجان
فدعا سُنَّةَ المكارم والمجد
…
فما منكما لها من مداني
(1)
796 -
حدثني محمد بن الحسين، نا سليمان بن حرب، نا أبو هلال الراشي، عن حميد بن هلال
(2)
قال: "تفاخر رجلان من قريش، رجل من
(1)
إسناده ضعيف فيه جهالة المبهم، مكارم الأخلاق (122) رقم (454).
(2)
هو حميد بن هلال العدوي، أبو نصر البصري، ثقة عالم، من صالحي أهل البصرة، ما كانوا يفضلون عليه أحدا في العلم، مات في أيام خالد بن عبد اللَّه، توقف فيه ابن سيرين لدخوله في عمل السلطان، الكاشف (1/ 354)، مشاهير علماء الأمصار =
بني هاشم ورجل من بني أمية، فقال هذا: قومي أسخى من قومك، وقال هذا: قومي أسخى من قومك، قال: سل في قومك حتى أسأل في قومي، فافترقا على ذلك، فسأل الأموي عشرة من قومه فأعطوه مائة ألف، عشرة آلاف عشرة آلاف، قال: وجاء الهاشمي إلى عبيد اللَّه بن العباس فسأله فأعطاه مائة ألف، ثم أتى الحسن بن علي رضوان اللَّه عليهما فسأله فقال له: هل أتيت أحدا من قومي؟ قال: نعم، عبيد اللَّه بن العباس فأعطاني مائة ألف، فأعطاه الحسن بن علي مائة ألف وثلاثين ألفا، ثم أتى الحسين بن علي رضوان اللَّه عليهما فسأله، فقال: هل سألت أحدا قبل أن تأتيني؟ قال: نعم، أخاك الحسن بن علي فأعطاني مائة ألف وثلاثين ألفا، قال: لو أتيتني قبل أن تأتيه أعطيتك أكثر، ولكن لم أكن لأزيد على سيّدي، فأعطاه مائة ألف وثلاثين ألفا، قال: فجاء الأموي بمائة ألف من عشرة، وجاء الهاشمي بثلاثمائة ألف وستين ألفا من ثلاثة، فقال الأموي: سألت عشرة من قومى فأعطوني مائة ألف وقال الهاشمي: سألت ثلاثة من قومي فأعطوني ثلاثمائة وستين ألفا، ففخر الهاشمي الأموي، قال: فرجع الأموي إلى قومه فأخبرهم الخبر وردّ عليهم المال فقبلوه، ورجع الهاشمي إلى قومه فأخبرهم الخبر وردّ عليهم المال فأبوا أن يقبلوه وقالوا: لم نكن لنأخذ شيئًا قد أعطيناه"
(1)
.
= (93)، التقريب (1563).
(1)
إسناده حسن، شيخ المصنف في درجة الصدوق كما سبق (151)، مكارم الأخلاق =
797 -
حدثني محمد، نا داود بن المحبر، نا سوادة بن أبي الأسود، عن أبيه
(1)
قال: "دخل على الحسن بن علي رضي الله عنه نفر من أهل الكوفة، وهو يأكل طعاما، فسلّموا عليه وقعدوا، فقال لهم الحسن: الطعام أيسر من أن يقسم عليه الناس، فإذا دخلتم على رجل منزله، فقرّب طعامه، فكلوا من طعامه، ولا تنتظروا أن يقول لكم: هلمّوا؛ فإنما يوضع الطعام ليؤكل، قال: فتقدّم القوم فأكلوا ثم سألوه حاجتهم فقضاها لهم"
(2)
.
= (115 - 116) رقم (442)، ومن طريقه ابن الجوزي في المنتظم (2/ 215).
(1)
هو مسلم بن مخراق المبدي القُرِّي البصري، يكنى أبا الأسود، ويقال أبو الأسود آخر غيره، صدوق مات بعد المائة، التقريب (6643).
(2)
إسناده ضعيف جدا، فيه داود بن المحبر وسيأتي (808)، مكارم الأخلاق (110) رقم (431).