الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المطلب الخامس: الآثار الواردة في علاقة الرضا بالمعرفة
.
555 -
حدثني محمد بن إسحاق قال: "قيل لبعض العلماء: بم يبلغ أهل الرضى الرضا؟ قال: بالمعرفة، وإنما الرضا غصن من أغصان المعرفة"
(1)
.
556 -
حدثني محمد بن الحسين، قال: حدثنا داود بن المحبر، قال: ثنا صالح المري، عن أبي عمران الجوني، عن أبي الجلد:"كان لنا جار، وكان أثر الفاقة والسكينة عليه، فقلت له: لو عالجت شيئًا، لو طلبت شيئًا؟ قال: يا أبا الجلد، وأنت تقول هذا؟ من عرف ربّه فلم يستغن فلا أغناه اللَّه"
(2)
.
557 -
حدثني أبو محمد القاسم بن هاشم البزاز، عن محمد بن عبد اللَّه الحذاء، قال سمعت أبا عبد الرحمن العمري:"كنت جنينا في بطن أمي وكان يؤتى برزقي حتى يوضع في فمي، حتى إذا كبرت وعرفت ربي ساء ظني، فأي عبد أشر مني"
(3)
.
558 -
حدثني إبراهيم بن الحسين، قال: قال لي رجل من أصحابنا: "ضاعت نفقتي مرة وأنا في بعض الثغور، فأصابتني حاجة شديدة، فإني في
(1)
إسناده صحيح، الرضا عن اللَّه بقضائه والتسليم بأمره (88) رقم (102).
(2)
إسناده ضعيف جدًّا، فيه داود بن المحبر وسيأتي (1003)، القناعة والتعفف (45) رقم (81).
(3)
إسناده صحيح، القناعة والتعفف (55) رقم (116)، وذكره في فيض القدير عن عيسى بن آدم بلفظ آخر بمعناه.
بعض أيامى لَكَذَلِك أفكر في جهد ما أنا فيه إذ خرج رجل من المتعبّدين من أحسن من رأيت وجها وهو يقول:
تبارك اللَّه وسبحانه
…
من جهل اللَّه فذاك الفقر
من ذا الذي تلزمه فاقة
…
وذخره اللَّه العليّ الكبير
قال: فكأنما ملئت غنى، وذهب عني ما كنت أجده"
(1)
.
559 -
حدثني علي بن الحسن بن موسى، عن محمد بن سعيد قال: أخبرنا أشعث بن شعبة قال: قال ابن عون: "ارض بقضاء اللَّه على ما كان من عسر ويسر؛ فإن ذلك أقلّ لهمّك، وأبلغ فيما تتطلب من آخرتك، واعلم أن العبد لن يصيب حقيقة الرضا حتى يكون رضاه عند الفقر والبلاء كرضاه عند الغنى والبلاء، كيف تستقضى اللَّه في أمرك ثم تسخط إن رأيت قضاء مخالفا لهواك، ولعل ما هويت من ذلك لو وفّق لك لكان فيه هلكتك، وترضى قضاءه إذا وافق هواك، وذلك لقلّة علمك بالغيب، وكيف تستقضيه إن كنت كذلك، ما أنصفت من نفسك، ولا أصبت باب الرضا"
(2)
.
(1)
إسناده صحيح إلى صاحب القصة، إن كان شيخ المصنف هو الحافظ ابن ديزل الرحالة المشهور انظر السير (13/ 184) فهو من طبقة شيوخ المصنف وقد روى عنه خلق كثير، القناعة والتعفف (49) رقم (92)، وأخرج أبو نعيم في الحلية البيت الأخير عن سفيان الثوري (6/ 373).
(2)
إسناده ضعيف؛ فيه أشعث بن شعبة وهو مقبول التقريب (529)، الرضا عن اللَّه بقضائه والتسليم بأمره (68 - 69) رقم (69)، صفة الصفوة (3/ 311).
560 -
حدثنا زياد بن أيوب قال: حدثنا أحمد بن أبي الحواري قال: حدثنا أبو عمرو الكندي
(1)
قال: "أغارت الروم على جواميس
(2)
لبضير الطبري نحو من أربعمائة جاموس، قال: فاستركبني فركبت معه أنا وابن له، قال: فلقينا عبيدة الذين كانوا مع الجواميس معهم قالوا: يا مولانا ذهبت الجواميس فقال: وأنتم أيضًا فاذهبوا معها، فأنتم أحرار لوجه اللَّه، فقال له ابنه: يا أباه أفقرتنا، فقال: اسكت يا بنيّ إن ربي عز وجل اختبرني، فأحببت أن أزيده"
(3)
.
561 -
حدثني أحمد بن العباس النمري قال: حدثني يونس بن محمد المكي
(4)
قال: "زرع رجل من أهل الطائف زرعا، فلما بلغ أصابته آفة
(1)
هو عيسى بن حنيفة أبو عمرو الكندي، قال الذهبي:"وكان محله الصدق"، وله ترجمة في الحلية، (4/ 199)، ويعرف بهذه الكنية والنسبة أيضًا كلٌّ من: باذام، والهيثم بن خالد البراغي، أولهما متقدم جدا تاب على يد عبد اللَّه بن مسعود، والثاني متأخر لعله توفي بعد ابن أبي الدنيا بقليل، تاريخ بغداد (14/ 62)، تاريخ الإسلام (1/ 1399)، البداية، والنهاية (9/ 47).
(2)
نوع من البَقر دَخيلٌ، وجمعه جَوامِيسُ، فارسي معرّب، لسان العرب (6/ 42).
(3)
إسناده حسن، بشير الطبري له ترجمة في صفة الصفوة (4/ 235) وهو معروف بهذه القصة، الرضا عن اللَّه بقضائه والتسليم بأمره (32) رقم (19)، والبيهقي في شعب الإيمان (7/ 231) رقم (10122)، وأبو نعيم في الحلية (10/ 130)، وذكره ابن الجوزى في صفة الصفوة (4/ 236).
(4)
لم أجد له ترجمة، ويحتمل أن يكون المؤدب البغدادي مات سنة (207 هـ) كما في التقريب (7914).
فاحترق، فدخلنا عليه نواسيه عنه فبكى وقال: واللَّه ما عليه أبكي، ولكن سمعت اللَّه تبارك وتعالى يقول:{مَثَلُ مَا يُنْفِقُونَ فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَأَهْلَكَتْهُ}
(1)
، فأخاف أن أكون من هذه الصفة، فذلك الذي أبكاني"
(2)
.
562 -
حدثنا الحسين بن عبد الرحمن قال: "كتب بكر بن المعتمر إلى أبي العتاهية
(3)
من السجن يشكو إليه طول الحبس، وشدة الغمّ، فكتب
إليه: هي الأيام والغِيَرُ
(4)
…
وأمر اللَّه ينتظر
أتيأس أن ترى فرجا
…
فأين اللَّه والقدر
(5)
(1)
سورة آل عمران، الآية (117).
(2)
فيه شيخ المصنف لم أقف له على ترجمة، الرضا عن اللَّه بقضائه والتسليم بأمره (27) رقم (12) وهذا من الأشياء إلى تعين على الصبر على القدر.
(3)
هو الشاعر المشهور إسماعيل بن القاسم بن سويد بن كيسان مولى عنزة، المعروف بأبي العتاهية، كان يبيع الجرار، واشتهر بمحبة عتبة جارية المهدي، وقد نسك بآخره وقال في الزهد والمواعظ فاحسن وأبلغ، تاريخ الإسلام (1/ 1671)، البداية والنهاية (10/ 265).
(4)
الغِيَر على وزن عنب، من قولك غيَّرت الشيء فتغير، ومنه غِيَر الزمان، مختار الصحاح (488).
(5)
إسناده حسن، شيخ المصنف ذكره السهمي في تاريخ جرجان (1/ 195) ولم يذكره فيه جرحا ولا تعديلا، ولعله هو الذي ذكره ابن حبان في الثقات (8/ 188) =