الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
754 -
حدثني إبراهيم بن سعيد، نا الحسين بن محمد، نا قيس بن الربيع، عن عبد اللَّه بن عطاء، عن أبي جعفر قال: "ما مات علي بن أبي طالب رضي الله عنه حتى بلغت غلّته مائة ألف، ولقد مات يوم مات وعليه سبعون ألفا دينا، فقلت: من أين كان عليه هذا الدين؟ قال: كان تأتيه حامَّته
(1)
من أصهاره ومعارفه ممن لا يرى لهم في الفيء نصيبا فيعطيهم، فلما قام الحسن بن علي باع وأخذ من حواشي ماله حتى قضى عنه، ثم كان يعتق عنه كل عام خمسين نسمة حتى هلك، ثم كان الحسين يعتق عنه خمسين نسمة حتى قتل، ثم لم يفعله أحد بعدهما"
(2)
.
خامسا: الآثار الواردة في جهاده وشجاعته
.
755 -
حدثنا أحمد، قال: حدثني محمد بن عباد بن موسى العكلي، نا كثير بن هشام، نا عيسى، عن معروف قال: قال سعيد بن المسيب: "قتل عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه أربعة نفر من صناديد قريش أحدهم طلحة بن أبي
= 391، 392، 393، 394) وفي (382):"كان يشتري القميص بدرهمين، والدرع بألفين"، وانظر التواضع والخمول رقم (132 - 134، 137 - 141)، وعبد بن حميد في مسنده (62) رقم (96) بسند ضعيف فيه المختار بن نافع وهو ضعيف (6569)، وأحمد في الزهد (132) وفيه من لم أعرفه، وفي فضائل الصحابة (1/ 541) رقم (903)، والبيهقي في الكبرى (10/ 107) رقم (20080) عن المختار به، وابن عساكر في تاريخ دمشق (42/ 485/ 486) من طريق عبد بن حميد.
(1)
أقرباؤه، لسان العرب (12/ 150).
(2)
إسناده ضعيف فيه قيس بن الربيع وقد تقدم (713)، مكارم الأخلاق (106) رقم (421).
طلحة، ثم جاء بالسيف إلى فاطمة فقال:
أَفاطم هاك السيف غير ذميم
…
فلست برعديدٍ ولا بلئيم
لعمري لقد جاهدت في نصر أحمد
…
ومرضاة ربٍ بالعباد عليم
أريد ثواب اللَّه -لا شيء غيره-
…
ورضوانه في جنة ونعيم
أَمَمتُ ابن عبد الدار كي أعرفنَّه
…
بذي رونق يفري العظام صميم
وكنت امرءًا أسمو إذا الحرب شمَّرت
…
وقامت على ساقٍ لكل مليم
فغادرتة بالجرِّ وارفضَّ جمعه
…
عباديد من ذي فائظ وكليم
قال: ولما كان يوم الأحزاب قطع عليه عمرو بن عبد ودّ الخندق فقيل له: انصرف، قال: لا أنصرف حتى أقتل محمدا فخرج إليه عليّ رضي الله عنه فقال: يا عمرو إني سمعتك تقول عند الكعبة: لا ينصفني أحد إلا قتلتُ، وإني أدعوك إلى أن تشهد أن لا إله إلا اللَّه وأن محمدا رسول اللَّه، فأبى عليه، قال: فإني أدعوك أن تنزل فتبارزني، قال: أنصفت، قال: وقد قال عمرو قبل ذلك:
ولقد بححت من الندا
…
ءِ بجمعكم هل من مبارز
ووقفت إذ جبُن الشِّجا
…
ع لموقف البطل المناجز
وكذاك إني لم أزل
…
متسرِّعا نحو الهزاهز
إن الشجاعة في الفتى
…
والجود من خير الغرائز
فأجابه علي رضي الله عنه:
لا تعجلنَّ فقد أتا
…
ك مجيبُ صوتِك غير عاجز
ذو نيّة وبصيرة
…
والصِّدقُ منجى كل فائز
إني لأرجو أن أقيـ
…
ـم عليك نائحةَ الجنائز
من ضربة فوهاء يبـ
…
ـقي أثرها عند الهزائز
ولقد دعوت إلى البِرا
…
ز فما تجيب إلى المبارز
فنزل فعقر فرسه وركّز عترته، وكان أعرج ومشى إليه عليّ رضي الله عنه، وهاجت عجاجة فحالت بينهما وبين الناس، ورفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه يدعو، فانفرجت وعلي يمسح سيفه بثيابه ورجع علي رضي الله عنه يقول:
أعليّ، تقتحم الفوارس هكذا،
…
عنِّي وعنهم أخِّروا، أصحابي
اليوم يمنعني الفرار حفيظتي
…
ومصمِّمٌ في الرأس ليس بنابي
أدى عمر حين أخلص صنعه
…
صافي الحديدة يستنصّ ثوابي
فغدوت ألتمس القراع بمرهفٍ
…
عضب مع البتراء في الأقراب
آلى ابن عبدٍ حين شدّ أليَّةً
…
وحلفت فاستمعوا مِن الكذّاب
ألَّا يصدَّ ولا يهلِّل فالتقى
…
فتيان يضطربان كل ضراب
فصددت حين تركته متجدِّلا
…
كالجذع بين دكادكٍ وروابي
وعففت عن أثوابه ولو أنني
…
كنت المقطّرَ بزَّني أثوابي
وزادني عبد الرحمن بن صالح عن يونس بن بكير:
عبَدَ الحجارة من سفاهة رأيه
…
وعبدتُّ ربَّ محمد بصواب"
(1)
(1)
إسناده حسن إن شاء اللَّه، ومعروف صدوق ربما وهم، وكان أخباريا علامة التقريب (6839)، وشيخ المصنف هنا وهو (أحمد) أظنه مقحم فإنه لم يرد في =
756 -
حدثنا عبد الرحمن بن صالح، نا يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق قال:"لما قتل عليّ رضي الله عنه عمروا أقبل نحو رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ووجهه يتهلل فقال له عمر رضي الله عنه: هلّا سلبت درعه؛ فإنه ليس للعرب درع مثله؟ قال: ضربته فاتقاني بسوءته فاستحييت يا ابن عمي أن أسلبه"
(1)
.
757 -
حدثني المفضل بن غسّان، حدثني أبي قال: نا معاذ بن معاذ، عن عبيد اللَّه بن الحسن، عن عمرو بن دينار قال:"كان يقال: أشجع الناس الزبير، وأبسلهم علي رضي الله عنهما، والباسل فوق الشجاع"
(2)
.
758 -
حدثني سريج بن يونس، نا وكيع، نا الأعمش، عن شمر بن عطية، عن عبد اللَّه بن سنان الأسدي قال: "رأيت عليا رضي الله عنه بصفّين معه سيف رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ذو الفقار يحمل عليهم فنضبطه فيفلت منا فيحمل
= إحدى النسخ، كما أن العكلي من شيوخ ابن أبي الدنيا، والظاهر أن الأثر دخل بعضه في بعض حيث إن قول علي لفاطمة كان في أحد وباقي القصة في الخندق، ولم أجده عن سعيد بن المسيب، مكارم الأخلاق (46 - 48) رقم (195)، والحاكم في المستدرك (3/ 32 - 33)، ومبارزة علي رضي الله عنه مشهورة في كتب السيرة، انظر السيرة النبوية في ضوء المصادر الأصلية (452).
(1)
إسناده كسابقه، مكارم الأخلاق (48) رقم (196)، وهو تتمة الأثر كما في رواية الحاكم السابقة من طريق يونس بن بكير به.
(2)
إسناده حسن إلى ابن دينار، رجاله ثقات المفضل وأبوه وثقهما الخطيب في تاريخ بغداد (12/ 325)(13/ 125)، وعبيد اللَّه بن الحسن ثقة تُكلم فيه بسبب البدعة كما في ميزان الاعتدال (3/ 5)، مكارم الأخلاق (36) رقم (159).
عليهم فيضرب بسيفه حتى يجيء به قد تثنى فيقول: "إن هذا يعتذر إليكم"
(1)
.
759 -
حدثني أبي رحمه الله ومحمد بن صالح، عن هشام بن محمد، عن أبيه، عن أبي صالح، عن ابن عباس قال:"لما كان يوم بدر قال علي رضي الله عنه للمقداد: أعطني فرسك أركبه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أنت راجلا خير منك فارسا، قال: فركب ثم وتر قوسه فرمى فأصاب أذن الفرس فشبّ الفرس فصرعه، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى أمسك على فيه فغضب على رضي الله عنه فسلَّ سيفه ثم شدَّ على المشركين فقتل ثمانية قبل أن يرجع، ثم قال للنبي صلى الله عليه وسلم: لو أصابني شرٌّ من هذا كنتُ أهلَه حين تقول: أنت راجلا خير منك فارسا، فعصيتك"
(2)
.
760 -
حدثنا سويد بن سعيد، نا محمد بن مروان البصري، عن عمارة بن أبي حفصة، عن عكرمة قال: قال علي رضي الله عنه: "لما كان يوم أحد نظرت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في القتلى فلم أجده فقلت: واللَّه ما كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ليفرَّ، واللَّه إني لأرى اللَّه غضب علينا لما صنعنا فرفعه إليه، قال: فكسرت جفن سيفي فحملت على القوم فأفرجوا لي فإذا أنا برسول اللَّه
(1)
إسناده حسن، شِمر بن عطية صدوق التقريب (2837)، وعبد اللَّه بن سنان الأسدي ثقة كما في تعجيل المنفعة (224)، مكارم الأخلاق (36) رقم (160).
(2)
إسناده ضعيف جدا، فيه هشام بن محمد بن السائب الكلبي وأبوه، وكلاهما متهم بالرفض وكلاهما متهم في الحديث أيضًا، انظر التقريب (5938) ولسان الميزان (4/ 304)، مكارم الأخلاق (35) رقم (158).