الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ثانيا: الآثار الواردة في ثناء الناس عليه
.
727 -
حدثني الحسين بن عبد الرحمن، عن محمد بن أيوب التميمي، عن موسى بن المغيرة، عن الضحّاك بن مزاحم قال:"ذُكر علي بن أبي طالب رضي الله عنه عند ابن عباس رضي الله عنه بعد وفاته فقال: "واأسفا على أبي الحسن، ملك واللَّه فما بدَّلَ، ولا غَيَّرَ، ولا قَصَّر، ولا جمع ولا منع ولا آثَر، ولقد كانت الدنيا أهون عليه من شِسْع نعله، لَيْثٌ في الوَغَى، بَحْرٌ في المجالس، حكيمُ الحكماء، هيهات قد مضى في الدرجات العُلَى"
(1)
.
728 -
نا يوسف بن موسى، نا عمرو بن طلحة القنّاد، نا أسباط بن نصر، عن سماك، عن حجّار بن أبجر قال:"جاء رجل إلى معاوية فقال: سُرق ثوبي هذا، فوجدته مع هذا، فقال: لو كان لهذا علي بن أبي طالب"
(2)
.
= عن أسد بن عبد اللَّه البجلي عن ابن يحيى بن عفيف عن أبيه عن جده، ومدار الأثر عليهما فيما وقفت عليه من الكتب واللَّه أعلم، وانظر تخريجه موسعا في المسند الموضع السابق.
(1)
إسناده لين وهو مرسل؛ فإن الضحاك لم يلق ابن عباس ولا سمع منه شيئا كما في تحفة التحصيل (155)؛ وموسى بن المغيرة لم أجده، ولعله موسى المغيرة الذي أورده ابن حجر في اللسان (6/ 132) وغيره وهو مجهول، مقتل أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب رضي الله عنه (89) رقم (104).
(2)
إسناده ضعيف؛ فيه أسباط نصر وهو صدوق كثير الخطأ يغرب التقريب (323)، مقتل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه (91) رقم (107).
729 -
حدثني محمد بن أبي يحيى، أن شيخا من ضبّة يكنى أبا الوليد حدّثهم قال: حدثني عبد الواحد بن أبي عبد اللَّه الأسدي: "أن معاوية قال لرجل من كنانة: صف لي عليا، قال: أعفني، قال: لا أعفيك، قال: أما إذ لا بدّ؛ فإنه كان واللَّه بعيد المدى، شديد القوى، يقول فصلا، ويحكم عدلا، يتفجّر العلم من جوانبه، وتنطق الحكمة من نواحيه، يستوحش من الدنيا وزهرتها، ويأنس بالليل وظلمته، كان واللَّه غزير العبرة، طويل الفكرة، يقلِّب كفّه، ويخاطب نفسه، يعجبه من اللباس ما قصر، ومن الطعام ما جَشِب
(1)
، كان واللَّه كأحدنا، يجيبنا إذا سألناه، ويبتدئنا إذا أتيناه، ويلبّينا إذا دعوناه، ونحن واللَّه مع تقريبه لنا، وقربه منا، لا نكلمه هيبة، ولا نبتدئه تعظمة، فإن تبسّم فعن مثل اللؤلؤ المنظوم، يعظِّم أهل الدين، ويحب المساكين، لا يطمع القوي في باطله، ولا ييأس الضعيف من عدله، وأشهد باللَّه لقد رأيته في بعض مواقفه، وقد أرخى الليل سرباله، وقد غارت نجومه، وقد مثل في محرابه، قابضا على لحيته، يتململ تململ السَّليم
(2)
، ويبكي بكاء الحزين، فكأني الآن أسمعه وهو يقول: يا دنيا يا دنيا، إيَّاي أردت، أم بي تشوَّقت، هيهات هيهات، غُرِّ غيري، لا حان حينُك، قد بَتَتُّكِ ثلاثا لا رجعة لي فيك، فعمرك قصير، وعيشك حقير،
(1)
هو الطعام الغليظ الخشن البين الخشونة، لسان العرب (1/ 265).
(2)
تململ على فراشه يَتَمَلْمَل ويَتَمَلَّلُ إذا لم يستقر من الوَجَع كأنه على مَلَّةٍ، مختار الصحاح (642).
وخطرك كبير، آهٍ من قلة الزاد، وبعد السفر، ووحشة الطريق، قال: فبكى معاوية، وبكى القوم، ثم قال: رحم اللَّه أبا حسن، كان واللَّه كذلك، وكيف حزنك عليه؟ قال: حزن واللَّه من ذبح واحدها في حجرها، فلا ترقأ عبرتها، ولا يسكن حزنها"
(1)
.
730 -
نا يوسف بن موسى، نا جرير، عن مغيرة قال:"لما جيء معاوية بنعي عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه، وهو قائل مع امرأته ابنة قرظة، في يوم صائف، فقال: إنا للَّه وإنا إليه راجعون، ماذا فقدوا من العلم والخير، والفضل والفقه، قالت امرأته: بالأمس تطعن في عينيه، وتسترجع اليوم عليه، قال: ويلك، لا تدرين ما فقدنا من علمه وفضله وسوابقه"
(2)
.
731 -
حدثني عبد الرحمن بن صالح، نا يونس بن بكير، عن عنبسة
(1)
إسناده لين؛ لجهالة الشيخ من ضبة، وشيخ المصنف ورد في المخطوط كما قرأه المحقق، ولم أجده ولعله محمد بن يحيى بن أبي حاتم واللَّه أعلم، مقتل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه (89 - 90) رقم (105)، وأبو نعيم في الحلية (1/ 84)، وابن عبد البر في الاستيعاب (3/ 1108) كلاهما من طريق الكلبي، ومن طريق أبي نعيم ابن عساكر في تاريخ دمشق (24/ 401) و (24/ 402) من طريق ابن شبة وفيه محمد بن غسان الكندي راوي القصة لم أعرفه، وذكره ابن الجوزي في صفة الصفوة (1/ 315).
(2)
إسناده حسن وهو مرسل؛ يوسف بن موسى هو القطان صدوق التقريب (7944)، ومغيرة هو ابن مقسم الضبي ثقة متقن إلا أنه كان يدلس لا سيما عن إبراهيم، من السادسة التقريب (6899)، مقتل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه (90 - 91) رقم (106)، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (42/ 583).
ابن الأزهر، عن سماك بن حرب قال:"كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول لعليّ بن أبي طالب عندما يسأله من الأمر فيفرِّجه عنه: لا أبقاني اللَّه بعدك يا أبا حسن"
(1)
.
732 -
حدثني مهدي بن حفص، نا عبدة بن سليمان، عن عبد الملك ابن أبي سليمان قال:"قلت لعطاء: أكان أحد من أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أفقه من عليّ؟ قال: لا واللَّه، ما علمته"
(2)
.
733 -
نا أحمد بن حاتم الطويل، نا محمد بن الحجاج، عن مجالد، عن الشعبي، عن قبيصة بن جابر قال:"ما رأيت أزهد في النساء من علي بن أبي طالب رضي الله عنه"
(3)
.
734 -
نا علي بن الجعد قال: سمعت الحسن بن حيّ قال: "تذاكروا
(1)
إسناده حسن إلى سماك، وسماك تغير بأخرة وكان ربما يلقن التقريب (2639)، وانظر الكواكب النيرات (45)، والمختلطين للعلائي (49)، مقتل أمير المؤمنين على ابن أبي طالب رضي الله عنه (91) رقم (108)، وذكر المناوي في فيض القدير (4/ 357) هذا الأثر ونسبه للدارقطني، ولم أجده.
(2)
إسناده حسن؛ مهدي بن حفص سبق (697)، مقتل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه (91 - 92) رقم (109)، وذكره المناوي في فيض القدير (3/ 47).
(3)
إسناده ضعيف جدا، فيه محمد بن الحجاج وهو اللخمي الواسطي متهم بحديث الهريسة انظر لسان الميزان (5/ 116)، مقتل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه (92) رقم (110)، وورد عند شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في منهاج السنة (8/ 229) مقارنة بين زهد عثمان بن عفان وزهد علي بن أبي طالب رضي الله عنهما فذكر أن عثمان كان أزهد في الرياسة وعليا كان أزهد في المال.
زُهّاد أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عند عمر بن عبد العزيز فقال بعضهم: عمر، وقال بعضهم: فلان، فقال عمر بن عبد العزيز: عليّ رضي الله عنه"
(1)
.
735 -
نا إبراهيم بن بشّار، نا نعيم بن مورّع، نا هشام بن حسّان قال: "بينا نحن عند الحسن البصري إذ أتاه رجل فقال: يا أبا سعيد، إن الناس يزعمون أنك تنقّص عليا رضي الله عنه؟ فقال: رحم اللَّه عليًّا، إن عليا كان سهما للَّه عز وجل في أعدائه، وكان في محلَّة العِلْمِ (لعلها: العَلَم) أشرفها وأقربها من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وكان رهباني هذه الأمة، لم يكن لمال اللَّه عز وجل بالسَّروقة، ولا في أمر اللَّه عز وجل بالنَّؤومة، أعطى القرآن عزائمه فيما عليه وله، فكان منه في رياض مونقة وأعلام بيِّنة، ذلك على يا لُكَع
(2)
"
(3)
.
736 -
حدثني زياد بن أيوب، حدثنا حفص بن غياث، عن الأعمش،
(1)
إسناده صحيح؛ فرواته ثقات، وإن كان في شيخ المصنف وشيخ شيخه تشيع واللَّه أعلم، مقتل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه (92 - 93) رقم (111)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (42/ 489) عن شيخ المصنف به، وذكره ابن كثير في البداية والنهاية (8/ 5)، وابن الأثير في الكامل (3/ 265).
(2)
رجل لُكَعٌ بوزن عمر، أي: لئيم، وقيل: هو العبد الذليل النفس، مختار الصحاح (612).
(3)
إسناده حسن، هشام بن حسان متكلم في روايته عن الحسن كما تقدم (279)، لكن أجاب الذهبي عن ذلك ثم قال:"هشام قد قفز القنطرة، واستقر توثيقه، واحتج به أصحاب الصحاح، وله أوهام مغمورة في سعة ما روى"، مقتل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه (94 - 95) رقم (114)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (2/ 490)، وذكره ابن عبد البر في الاستيعاب (3/ 1110)، وابن كثير في البداية والنهاية (8/ 5).
عن عمرو بن مرة، عن أبي البختري قال: أثنى رجل على علي رضي الله عنه في وجهه وقد كان بلغة أنه يقع فيه فقال له علي: "أنا دون ما قلت، وفوق ما في نفسك"
(1)
.
737 -
وحدثنا يوسف قال: حدثنا جرير، عن المغيرة بن شعبة قال: قال المغيرة بن شعبة
(2)
لعليّ حين قتل عثمان: "اقعد في بيتك ولا تدع الناس إلى نفسك؛ فإنك لو كنت في جحر بمكّة لم يبايع الناس غيرك، قال: وقال المغيرة بن شعبة: لئن لم تطعتي في هذه الرابعة لأعتزلنّك ابعث إلى معاوية عهده، ثم اخلعه بعد ذلك، فلم يفعل فاعتزله المغيرة بن شعبة باليمن، فلما أشغل عليّ ومعاوية فلم يبعثوا إلى الموسم أحدا، جاء المغيرة ابن شعبة فصلّى بالناس ودعا لمعاوية"
(3)
.
(1)
إسناده منقطع، أبو البختري لم يسمع من علي رضي الله عنه شيئا، كما في تهذيب الكمال (3/ 191).
كتاب الصمت وآداب اللسان (275) رقم (607) وفيه خطأ مطبعي صححته من طبعة نجم خلف، وعزاه الزبيدي في الإتحاف (7/ 574) للمصنف، وأخرجه أيضًا ابن قتيبة في عيون الأخبار (1/ 276).
(2)
هو المغيرة بن شعبة بن مسعود بن معقب الثقفي، صحابي مشهور، أسلم قبل الحديبية، وولي إمرة البصرة ثم الكوفة، مات سنة (50 هـ) على الصحيح، الإصابة (6/ 197)، التقريب (6840).
(3)
إسناده حسن إلى المغيرة، شيخ المصنف صدوق كما سيأتي (887)، وأظن أن نسبة المغيرة بن شعبة خطأ مطبعي، وصوابه بن مقسم؛ لأنه هو الذي يروي عنه جرير ويدل عليه سياق السند، ولما أورده الذهبي في السير لم ينسب مغيرة الأول، =