المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌المطلب الثامن: الآثار الواردة في ظلم الحكام عقوبة لا تستقبل بالسيف، بل بالتوبة والتضرع - الآثار المروية عن أئمة السلف في العقيدة من خلال كتب ابن أبي الدنيا - جـ ٢

[حميد بن أحمد نعيجات]

فهرس الكتاب

- ‌الفصل الرابع: الآثار الواردة في القدر

- ‌المبحث الأول: الآثار الواردة في حتمية القدر ووجوب وقوعه

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث الثاني: الآثار الواردة في القبضتين من أهل الجنة والنار

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث الثالث: الآثار الواردة في النهي عن الخصومة في القدر

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث الرابع: الآثار الواردة في مراتب القضاء والقدر

- ‌المطلب الأول: الآثار الواردة في مرتبة العلم

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب الثالث [*]: الآثار الواردة في مرتبة الكتابة

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب الثاني: الآثار الواردة في مرتبة المشيئة

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب الرابع: الآثار الواردة في مرتبة الخلق

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث الخامس: الآثار الواردة في الهداية والضلال

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث السادس: الآثار الواردة في نفي الجور عن اللَّه (العدل الإلهي)

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث السابع: الآثار الواردة في الرضا بالقضاء والقدر

- ‌المطلب الأول: الآثار الواردة في تعريفه

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب الثاني: الآثار الواردة في فضله

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب الثالث: الآثار الواردة في أنواع التسليم والرضا بالقدر وعلاقته بالأسباب

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب الرابع: الآثار الواردة في معنى موافقة المشيئة

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب الخامس: الآثار الواردة في علاقة الرضا بالمعرفة

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب السادس: الآثار الواردة في الفرق بين الرضا بالقدر والصبر عليه، وبين العزم على ذلك

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث الثامن: الآثار الواردة في ذم القدرية والتحذير منهم

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث التاسع: الآثار الواردة في براءة الحسن البصري من القدر

- ‌التحليل والتعليق

- ‌الباب الثالث: الآثار الواردة في مباحث الإيمان

- ‌الفصل الأول: الآثار الواردة في تعريف الإيمان

- ‌التحليل والتعليق

- ‌الفصل الثاني: الآثار الواردة في الزيادة والنقصان

- ‌التحليل والتعليق

- ‌الفصل الثالث: الآثار الواردة في الاستثناء

- ‌التحليل والتعليق

- ‌الفصل الرابع: الآثار الواردة في الإسلام والإيمان

- ‌التحليل والتعليق

- ‌القول الأول: من قال بالترادف بينهما

- ‌القول الثاني: قول من قال بالتغاير

- ‌القول الثالث: قول من قال بالتلازم بينهما

- ‌الفصل الخامس: الآثار الواردة في الأسماء والأحكام

- ‌المبحث الأول: الآثار الواردة في الأسماء

- ‌المطلب الأول: الآثار الواردة في أنواع الكفر

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب الثاني: الآثار الواردة في الحجاج بن يوسف

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب الثالث: الآثار الواردة في الولاء والبراء

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث الثاني: الآثار الواردة في الأحكام

- ‌المطلب الأول: الآثار الواردة في حكم عصاة الموحدين

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب الثاني: الآثار الواردة في أطفال المشركين

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب الثالث: الآثار الواردة في توبة القاتل

- ‌التحليل والتعليق

- ‌الباب الرابع: الآثار الواردة في الصحابة والإمامة

- ‌الفصل الأول: الآثار الواردة في الصحابة عموما، والخلفاء الراشدين خاصة

- ‌المبحث الأول: الآثار الواردة في فضائل الصحابة عموما

- ‌أولا: الآثار الواردة في أفضليتهم وخيريتهم وأسبقيتهم

- ‌ثانيا: الآثار الواردة في جهادهم ودفاعهم عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وحبهم له

- ‌ثالثا: الآثار الواردة في الألفة والتحاب فيما بينهم

- ‌رابعا: الآثار الواردة في كريم أفعالهم، ومحاسن أخلاقهم

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث الثاني: الآثار الواردة في النهي عن سبهم

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث الثالث: الآثار الواردة في فضائل أبي بكر الصديق رضي الله عنه

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث الرابع: الآثار الواردة في فضائل عمر بن الخطاب رضي الله عنه

- ‌أولا: الآثار الواردة في زهده وورعه

- ‌ثانيا: الآثار الواردة في عدله وخوفه في خلافته

- ‌ثالثا: الآثار الواردة في ثناء الناس عليه

- ‌رابعا: الآثار الواردة في بعض كراماته

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث الخامس: الآثار الواردة في في فضائل عثمان بن عفان رضي الله عنه

- ‌أولا: الآثار الواردة في بعض مناقبه

- ‌ثانيا: الآثار الواردة في صبره في محنته

- ‌ثالثا: الآثار الواردة في ثناء الناس عليه

- ‌رابعا: بعض كراماته

- ‌خامسا: براءة الصحابة من دمه

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث السادس: الآثار الواردة في فضائل علي بن أبي طالب رضي الله عنه

- ‌أولا: الآثار الواردة في تقدم إسلامه

- ‌ثانيا: الآثار الواردة في ثناء الناس عليه

- ‌ثالثا: الآثار الواردة في بعض كراماته

- ‌رابعا: الآثار الواردة في زهده وورعه وعبادته

- ‌خامسا: الآثار الواردة في جهاده وشجاعته

- ‌التحليل والتعليق

- ‌الفصل الثاني: الآثار الواردة في فضائل بقية العشرة رضي الله عنهم

- ‌المبحث الأول: الآثار الواردة في فضائل سعيد بن العاص رضي الله عنه

- ‌المبحث الثاني: الآثار الواردة في فضائل سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه

- ‌المبحث الثالث: الآثار الواردة في فضائل عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه

- ‌المبحث الرابع: الآثار الواردة في فضائل طلحة رضي الله عنه

- ‌المبحث الخامس: الآثار الواردة في فضائل أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه

- ‌المبحث السادس: الآثار الواردة في فضائل الزبير رضي الله عنه

- ‌الفصل الثالث: الآثار الواردة في فضائل بعض أهل البيت رضي الله عنهم

- ‌المبحث الأول: الآثار الواردة في فضائل العباس رضي الله عنه

- ‌المبحث الثاني: الآثار الواردة في فضائل الحسن بن علي رضي الله عنه

- ‌المبحث الثالث: الآثار الواردة في فضائل الحسين بن علي رضي الله عنه

- ‌المبحث الرابع: الآثار الواردة في فضائل عبد اللَّه بن جعفر رضي الله عنه

- ‌المبحث الخامس: الآثار الواردة في فضائل عبد اللَّه بن عباس رضي الله عنه

- ‌المبحث السادس: الآثار الواردة في فضائل عبيد اللَّه بن العباس رضي الله عنه

- ‌المبحث السابع: الآثار الواردة في فضائل عائشة رضي الله عنها

- ‌المبحث الثامن: الآثار الواردة في فضائل زينب بنت جحش رضي الله عنها

- ‌الفصل الرابع: الآثار الواردة في فضائل بقية الصحابة رضي الله عنهم

- ‌المبحث الأول: الآثار الواردة في فضائل عبد اللَّه بن سعيد بن العاص رضي الله عنه

- ‌المبحث الثاني: الآثار الواردة في فضائل مصعب بن عمير رضي الله عنه

- ‌المبحث الثالث: الآثار الواردة في فضائل ذي البجادين رضي الله عنه

- ‌المبحث الرابع: الآثار الواردة في فضائل عكرمة بن أبي جهل رضي الله عنه

- ‌المبحث الخامس: الآثار الواردة في فضائل بلال بن رباح رضي الله عنه

- ‌المبحث السادس: الآثار الواردة في فضائل أبي بن كعب رضي الله عنه

- ‌المبحث السابع: الآثار الواردة في فضائل البراء رضي الله عنه

- ‌المبحث الثامن: الآثار الواردة في فضائل خالد بن الوليد رضي الله عنه

- ‌المبحث التاسع: الآثار الواردة في فضائل سعد بن عبادة رضي الله عنه

- ‌المبحث العاشر: الآثار الواردة في فضائل أبي الدرداء رضي الله عنه

- ‌المبحث الحادي عشر: الآثار الواردة في فضائل سلمان رضي الله عنه

- ‌المبحث الثاني عشر: الواردة في فضائل الأشعث بن قيس رضي الله عنه

- ‌المبحث الثالث عشر: الآثار الواردة في فضائل لبيد بن ربيعة رضي الله عنه

- ‌المبحث الرابع عشر: الآثار الواردة في فضائل أبي موسى رضي الله عنه

- ‌المبحث الخامس عشر: الآثار الواردة في فضائل حجر بن عدي رضي الله عنه

- ‌المبحث السادس عشر: الآثار الواردة في فضائل أسامة بن زيد رضي الله عنه

- ‌المبحث السابع عشر: الآثار الواردة في فضائل حسان بن ثابت رضي الله عنه

- ‌المبحث الثامن عشر: الآثار الواردة في فضائل حكيم بن حزام رضي الله عنه

- ‌المبحث التاسع عشر: الآثار الواردة في فضائل أبي هريرة رضي الله عنه

- ‌المبحث العشرون: الآثار الواردة في فضائل عبد اللَّه بن عامر ابن كريز رضي الله عنه

- ‌المبحث الحادي والعشرون: الآثار الواردة في فضائل معاوية رضي الله عنه

- ‌المبحث الثاني والعشرون: الآثار الواردة في فضائل قيس بن سعد رضي الله عنه

- ‌المبحث الثالث والعشرون: الآثار الواردة في فضائل عبد اللَّه ابن عمرو رضي الله عنه

- ‌المبحث الرابع والعشرون: الآثار الواردة في فضائل عبد اللَّه ابن الزبير رضي الله عنه

- ‌المبحث الخامس والعشرون: الآثار الواردة في فضائل عبد اللَّه ابن عمر رضي الله عنه

- ‌المبحث السادس والعشرون: الآثار الواردة في فضائل طلحة ابن البراء رضي الله عنه

- ‌المبحث السابع والعشرون: الآثار الواردة في فضائل سهل بن سعد رضي الله عنه

- ‌المبحث الثامن والعشرون: الآثار الواردة في فضائل زيد بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه

- ‌المبحث التاسع والعشرون: الآثار الواردة في فضائل صعصعة رضي الله عنه

- ‌المبحث الثلاثون: الآثار الواردة في فضائل علبة بن زيد رضي الله عنه

- ‌المبحث الحادي والثلاثون: الآثار الواردة في فضائل النعمان ابن قوقل رضي الله عنه

- ‌المبحث الثاني والثلاثون: الآثار الواردة في فضائل أبي معلق رضي الله عنه

- ‌المبحث الثالث والثلاثون: الآثار الواردة في فضائل أسماء رضي الله عنها

- ‌الفصل الخامس: الآثار الواردة في مسائل الإمامة والفتن

- ‌المبحث الأول: الآثار الواردة في الإمامة

- ‌المطلب الأول: الآثار الواردة في وجوب طاعة الحكام

- ‌المطلب الثاني: الآثار الواردة في تحريم طاعة الحكام في المعصية، والإنكار بالقلب عنه العجز

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب الثالث: الآثار الواردة في النهي عن الطعن في الأمراء

- ‌المطلب الرابع: الآثار الواردة في النهي عن منازعة الملوك الأمر

- ‌المطلب الخامس: تحريم الخروج على الحكام

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب السادس: الآثار الواردة في المنهج العام للسلف في الإنكار على الحكام

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب السابع: الآثار الواردة في النهي عن التفرق والتحزب

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث الثاني: الآثار الواردة في التحذير من الخروج

- ‌المطلب الأول: الآثار الواردة في التحذير من الفتن والدماء، والتنازل عن الأمر خشية وقوعها

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب الثاني: الآثار الواردة في الخوف من فتح باب الخروج على الأمة

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب الثالث: الآثار الواردة في علاقة الغوغاء بالخروج

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب الرابع: الآثار الواردة في أن مآل الخروج إلى الفرقة والاختلاف

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب الخامس: الآثار الواردة في عدم الجدوى من الخروج

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب السادس: الآثار الواردة في خوف العواقب السيئة المترتبة على الخروج

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب السابع: الآثار الواردة في الخوف من الانتكاس وعدم الصبر على الابتلاء بعد الخروج

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب الثامن: الآثار الواردة في ظلم الحكام عقوبة لا تستقبل بالسيف، بل بالتوبة والتضرع

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب التاسع: الآثار الواردة في توبة الخارج على الحكام

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث الثالث: الآثار الواردة في موقف المسلم من الفتنة

- ‌المطلب الأول: الآثار الواردة في لزوم البيوت في الفتن

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب الثاني: الآثار الواردة في ندم من حضر في قتال فتنة

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب الثالث: الآثار الواردة في الارتحال عن بلد الفتنة

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب الرابع: الآثار الواردة في التعوذ من الفتن وتمني الموت قبل وقوعها

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث الرابع: الآثار الواردة في موقف الخوارج من أهل السنة

- ‌المطلب الأول: الآثار الواردة في تكفيرهم لخيار المسلمين

- ‌المطلب الثاني: الآثار الواردة في تقربهم إلى اللَّه -بزعمهم- بقتل المسلمين

- ‌المطلب الثالث: الآثار الواردة في أذيتهم لأهل السنة

- ‌التحليل والتعليق

الفصل: ‌المطلب الثامن: الآثار الواردة في ظلم الحكام عقوبة لا تستقبل بالسيف، بل بالتوبة والتضرع

‌المطلب الثامن: الآثار الواردة في ظلم الحكام عقوبة لا تستقبل بالسيف، بل بالتوبة والتضرع

.

926 -

حدثنا محمد بن إدريس قال: حدثنا موسى بن أيوب البجلي قال: حدثنا ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب قال: قال حذيفة بن اليمان: "ما استخفّ قوم بحق اللَّه عز وجل، إلا بعث اللَّه عز وجل عليهم من يستخفّ بحقّهم"

(1)

.

927 -

حدثني محمد بن الحارث الخرّاز قال: حدثنا سيار قال: حدثنا جعفر قال: سمعت مالك بن دينار يقول: "إن اللَّه عز وجل إذا غضب على قوم سلّط عليهم صبيانهم"

(2)

.

928 -

أخبرنا أحمد بن إبراهيم العبدي قال: سمعت رجلا من أهل أصبهان يحدث عن عبد الرحمن بن مهدي قال: "كتب أخو محمد بن يوسف إليه يشكو إليه جَوْر العمال، فكتب إليه

(3)

: يا أخي بلغني كتابك تذكر ما أنتم فيه، وإنه ليس ينبغي لمن عمل بالمعصية أن ينكر العقوبة، وما أرى ما أنتم فيه إلا من شؤم الذنوب"

(4)

.

(1)

إسناده ضعيف؛ فيه ابن لهيعة وقد سبق (149)، العقوبات (176) رقم (263).

(2)

سبق (428) في صفة الغضب.

(3)

لعله محمد بن يوسف مولى عمرو بن عثمان، ثقة من أهل المدينة، سؤالات البرقاني فقرة (466).

(4)

إسناده ضعيف لإبهام الراوي عن ابن مهدي، العقوبات (58) رقم (69)، وأبو =

ص: 1042

929 -

حدثني أزهر بن مروان قال: حدثنا جعفر بن سليمان قال: حدثنا هشام بن حسان قال: سمعت الحسن يقول: "إن الفتنة واللَّه ما هي إلا عقوبة من اللَّه عز وجل تحل بالناس"

(1)

.

930 -

حدثني علي بن الحسن، عن الفيض بن إسحاق قال: سألت فضيل بن عياض عن الأمر والنهي قال: "ليس هذا زمان كلام، هذا زمان بكاء وتضرّع واستكانة، ودعاء لجميع أمة محمد صلى الله عليه وسلم، لو أوثقك في رجلك في هذه -وأشار إلى أسفل الركبة- جزعت ولم تصبر، ولو ابتليت لكفرت، قد ابتُلي قوم فكفروا من الشدّة"

(2)

.

931 -

أخبرني علي بن مسلم قال: أخبرنا سيار قال: أخبرنا جعفر قال: سمعت مالك بن دينار يقول: سمعت الحسن يقول: "إن الحجاج عقوبةٌ من اللَّه عز وجل لم تكُ، فلا تستقبلوا عقوبة اللَّه بالسيف، ولكن استقبلوها بتوبة وتضرّع واستكانة، وتوبوا تكفوه"

(3)

.

= نعيم في الحلية (8/ 236)، وأبو الشيخ في طبقات المحدثين بأصبهان (2/ 24)، كلاهما جعل شيخ المصنف هو أحمد بن الحسين وهو الحذاء عن أحمد بن إبراهيم العبدي، وذكره ابن الجوزي في صفة الصفوة (4/ 81).

(1)

إسناده لين؛ لأن في رواية هشام عن الحسن مقال وهو ثقة التقريب (7339)، لكن يشهد له ما بعده وهذا كلام مشهور عن الحسن رحمه الله، العقوبات (34) رقم (25).

(2)

سبق (791) في المطلب الذي قبله.

(3)

إسناده حسن، سيار هو ابن حاتم العنزي صدوق له أوهام التقريب (2729)، وله طرق أخرى كثيرة، العقوبات (50) رقم (52)، واللطيف أن كون الحجاج =

ص: 1043

932 -

حدثنا الحسن بن عبد العزيز، عن ضمرة بن ربيعة، عن ابن شوذب، عن الحسن قال:"دعونا اللَّه منذ سبعين سنة أن يولّي أمرنا خيارنا، فإن كان استجاب لنا فإنا للَّه وإنا إليه راجعون، وإن كان لم يستجب لنا فإنا للَّه وإنا إليه راجعون"

(1)

.

933 -

حدثني أبو حاتم، حدثنا أحمد بن أبي الحواري، حدثني محمد ابن كامل العبسي قال: "أتيت عراك بن خالد

(2)

وهو جالس في مجلس ابن مرة في فتنة ابن محرز فقلت له: يا أبا الضحاك، طاب الموت، قال: يا ابن أخي لا تفعل، لساعة تعيش فيها تستغفر اللَّه خير لك من موت الدهر"

(3)

.

= عقوبة يروى عنه نفسه أنه قاله فانظر رقمي (51، 50)، وابن أبي شيبة في المصنف (9 رقم (30712)، وفي الهندية برقم (10761) بلفظ مخالف للمعنى الذي أراده الحسن:"فليستقبل عقوبة بالسيف! ؟ " وهذا تحريف واضح لم ينبه عليه المحقق بل أحال على الطبقات لابن سعد وهو فيها على الصواب، وابن سعد في الطبقات (7/ 164) بسياق أطول وأتم فيه محاورة بين الحسن ومن رأى الخروج، وابن عساكر في تاريخ دمشق (12/ 177)، وذكره السيوطي في الدر (4/ 618) ونسبه لأبي الشيخ، وذكره ابن قتيبة في غريب الحديث (2/ 608).

(1)

إسناده حسن؛ ضمرة وابن شوذب سيأتي (1027) أنهما صدوقان، الإشراف (320) رقم (462)، واسترجاعه في الأولى من جهة أنه إن كان أولئك خيارهم، فهو أمر عظيم، فلا خيار لهم، فما بال شرارهم.

(2)

هو عِرَاك بن خالد بن يزيد بن صالح بن صبيح المُري، أبو الضحاك الدمشقي، ليِّن، التقريب (4548).

(3)

فيه محمد بن كامل العبسي لم أجد له ترجمة، العمر والشيب (57) رقم (27)، =

ص: 1044

934 -

حدثنا محمد بن الحسين، حدثنا سليمان بن حرب، حدثنا حماد بن زيد، عن غيلان بن جرير قال:"حبس الحجاج مورّقا، قال: فطلبنا فأعيانا، فلقيني مطرف فقال: ما فعلتم في صاحبكم؟ قلنا: ما صنعنا شيئا، طلبنا فأعيانا، قال: تعالى فلندع، فدعا مطرف وأمَّنَّا، فلما كان من العشيّ، أذن الحجاج للناس، فدخلوا ودخل أبو مورّق فيمن دخل، فلما رآه الحجاج قال لحرسه: اذهب مع هذا الشيخ إلى السجن، فادفع إليه ابنه"

(1)

.

935 -

حدثني إسحاق بن إسماعيل، ثنا جرير، عن حصين، عن الشجي:"أنه كان جالسا عند زباد فجيء برجل إلى زياد يُحمل ما يشكّ في قتله، فحرّك شفتيه بشيء ما ندري ما هو، فخلي سبيله، فقلت له: ما قلت؟ قال: قلت: اللهم رب إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب، ورب جبريل وميكائل وإسرافيل، ومنزل التوراة والإنجيل والزبور والقرآن العظيم، ادرأ عني شرّ زياد فدرئ عنه شرّه"

(2)

.

= وابن عساكر في تاريخ دمشق (55/ 116).

(1)

إسناده حسن، شيخ المصنف صدوق، مجابو الدعوة (115) رقم (90)، ومن طريقه اللالكائي في كرامات الأولياء (1/ 239) رقم (174)، وابن سعد في الطبقات (7/ 215)، وأبو نعيم في الحلية (2/ 206)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (58/ 324).

(2)

إسناده صحيح، الفرج بعد الشدة (97 - 98) رقم (72)، وابن فضيل في الدعاء (235 - 236) رقم (64)، ومن طريقه كل من ابن أبي شيبة في المصنف (6/ 23) رقم (29178)، والطبراني في الدعاء (325) رقم (1065)، والتنوخي في الفرج =

ص: 1045

936 -

حدثت عن الفضل بن يعقوب، ثنا الفريابي قال: "لما أخذ أبو جعفر إسماعيلَ بن أمية

(1)

أمر به إلى السجن، فمرّ على حائط مكتوب: يا ولِيَّ نعمتي، ويا صاحبي في وحدتي، وعدّتي في كربتي، فلم يزل يدعو بها حتى خلّي سبيله، فمرّ على ذلك المكان فنظر فلم يجد شيئا مكتوبا"

(2)

.

937 -

حدثني عيسى بن أبي حرب الصفار والمغيرة بن محمد قالا: ثنا عبد الأعلى بن حماد، حدثني الحسن بن الفضل بن الربيع قال: حدثني عبد اللَّه بن الفضل بن الربيع قال: حدثني أبي قال: "حج أبو جعفر سنة سبع وأربعين ومائة، فقدم المدينة فقال: ابعث إلى جعفر بن محمد

(3)

من يأتيني به تعبا، قتلني اللَّه إن لم أقتله، فأمسكت عنه رجاء أن ينساه، فأغلظ بي في الثالثة، فقلت جعفر بن محمد بالباب يا أمير المؤمنين، قال: ائذن له، فقلت له، فدخل فقال: السلام عليكم يا أمير المؤمنين ورحمة اللَّه وبركاته، فقال: لا سلّم اللَّه عليك يا عدو اللَّه، تلحد في سلطاني، وتبغيني الغوائل في

= بعد الشدة (1/ 268) من طريق المصنف.

(1)

هو إسماعيل بن أمية بن عمرو بن سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية الأموي، ثقة ثبت، مات سنة (144 هـ) وقيل قبلها، التقريب (425).

(2)

إسناده منقطع لجهالة شيخ المصنف، والأثر وصله البيهقي بسند حسن، الفرج بعد الشدة (98) رقم (73)، والبيهقي في شعب الإيمان (2/ 32) رقم (1089).

(3)

هو جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي، أبو عبد اللَّه، المعروف بالصادق، صدوق فقيه إمام، من سادات أهل البيت، وعباد أتباع التابعين، وعلماء أهل المدينة، مات سنة (148 هـ)، الكاشف (1/ 127)، التقريب (950).

ص: 1046

ملكي، قتلني اللَّه إن لم أقتلك، قال جعفر: يا أمير المؤمنين إن سليمان أعطى فشكر، وإن أيوب ابتلي فصبر، وإن يوسف ظلم فغفر، وأنت أسمح من ذلك، فنكس طويلا ثم رفع رأسه وقال: إليَّ وعندي يا أبا عبد اللَّه البريء الساحة، السليم الناحية، القليل الغائلة، جزاك اللَّه من ذي رحم أفضل ما يجزي ذوي الأرحام عن أرحامهم، ثم تناول بيده فأجلس معه على مفرشه، ثم قال: يا غلام عليّ بالمتحفة، والمتحفة مدهن كبير فيه غاية، فأتي به فغلفه بيده حتى خلت لحيته قاطرة، ثم قال له: في حفظ اللَّه وكلاءته، يا ربيع الحَق أبا عبد اللَّه جائزته وكسوته، فانصرف فلحقته، فقلت: إني قد رأيت قبل ذلك ما لم ير، ورأيت بعد ذلك ما قد رأيت، وقد رأيت تحرك شفتيك فماذا قلت؟ ، قال: نعم إنك رجل منا أهل البيت، ولك محبّة وودّ، قلت: اللهم احرسني بعينيك التي لا تنام، وبرّك الذي لا يرام، واغفر لي بقدرتك عليّ لا أهلَكُ، وأنت رجائي، رب كم من نعمة أنعمت بها عليّ قلّ لك عندها شكري، وكم من بليّة ابتليتني بها قلّ عندها صبري، فيا من قلّ عند نعمته شكري فلم يحرمني، ويا من قلّ عند بلائه صبري فلم يخذلني، ويا من رآني على الخطايا فلم يفضحني، يا ذا المعروف الذي لا ينقضي أبدا، ويا ذا النعم التي لا تحصى عددا، أسألك أن تصلي على محمد وعلى آل محمد أبدا، وبك أدرأ في نحره وأعوذ بك من شره، اللهم أعني على ديني بالدنيا، وأعني على آخرتي بالتقوى، واحفظني فيما غبت عنه، ولا تكلني إلى نفسي فيما حضرته، يا من لا

ص: 1047

تضره الذنوب، ولا تنقصه المغفرة، اغفر لي ما لا يضرك، وأعطني ما لا ينقصك، إنك أنت الوهاب، أسألك فرجا قريبا، وصبرا جميلا، ورزقا واسعا، والعافية من جميع البلاء، وشكر العافية"

(1)

.

938 -

نا إسحاق بن إسماعيل قال: نا أبو أسامة، عن مسعر، عن معن، عن عون بن عبد اللَّه قال: "بينا رجل في بستان، بمصر في فتنة ابن الزبير مكتئبا، معه شيء ينكت به في الأرض، إذ رفع رأسه، فسنح له صاحب مسحاة، فقال له: يا هذا ما لي أراك مكتئبا حزينا؟ قال: فكأنه ازدراه، فقال: لا شيء، فقال صاحب المسحاة: ألِلدُّنيا؟ فإن الدنيا عَرَضٌ حاضر يأكل منها البَّرُّ والفاجر، والآخرة أَجَلٌ صادقٌ يحكم فيها ملك قادر يفصل بين الحق والباطل، حتى ذكر أن لها مفاصل كمفاصل اللحم

(2)

، من أخطأ شيئا أخطأ الحق، فلما سمع ذلك منه كأنه أعجبه، قال: فقال: لِمَا فيه المسلمون، قال: فإن اللَّه سينجِّيك بشفقتك على المسلمين، وسَل فمن ذا الذي سأل اللَّه فلم يعطه، ودعاه فلم يجبه، وتوكَّلَ عليه فلم يكفه، أو وَثِقَ به فلم ينجه؟ قال: فَعَلِقتُ الدُّعَاءَ: "اللهم سَلِّمنِي وسَلِّم مني، فَتَجَلَّت الفتنة ولم تصب منه أحد"

(3)

.

(1)

إسناده فيه ابني الفضل بن الربيع لم أقف لهما على ترجمة، الفرج بعد الشدة (99 - 101) رقم (74)، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (63/ 41)، وكذا ابن الجوزي في المنتظم (8/ 106)، وفي صفة الصفوة (2/ 171).

(2)

لعله من قولهم: أصاب المحك إذا قطعه من المفصل.

(3)

إسناده صحيح، ومعن هو ابن عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن مسعود الهذلي المسعودي =

ص: 1048