الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المطلب الثامن: الآثار الواردة في ظلم الحكام عقوبة لا تستقبل بالسيف، بل بالتوبة والتضرع
.
926 -
حدثنا محمد بن إدريس قال: حدثنا موسى بن أيوب البجلي قال: حدثنا ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب قال: قال حذيفة بن اليمان: "ما استخفّ قوم بحق اللَّه عز وجل، إلا بعث اللَّه عز وجل عليهم من يستخفّ بحقّهم"
(1)
.
927 -
حدثني محمد بن الحارث الخرّاز قال: حدثنا سيار قال: حدثنا جعفر قال: سمعت مالك بن دينار يقول: "إن اللَّه عز وجل إذا غضب على قوم سلّط عليهم صبيانهم"
(2)
.
928 -
أخبرنا أحمد بن إبراهيم العبدي قال: سمعت رجلا من أهل أصبهان يحدث عن عبد الرحمن بن مهدي قال: "كتب أخو محمد بن يوسف إليه يشكو إليه جَوْر العمال، فكتب إليه
(3)
: يا أخي بلغني كتابك تذكر ما أنتم فيه، وإنه ليس ينبغي لمن عمل بالمعصية أن ينكر العقوبة، وما أرى ما أنتم فيه إلا من شؤم الذنوب"
(4)
.
(1)
إسناده ضعيف؛ فيه ابن لهيعة وقد سبق (149)، العقوبات (176) رقم (263).
(2)
سبق (428) في صفة الغضب.
(3)
لعله محمد بن يوسف مولى عمرو بن عثمان، ثقة من أهل المدينة، سؤالات البرقاني فقرة (466).
(4)
إسناده ضعيف لإبهام الراوي عن ابن مهدي، العقوبات (58) رقم (69)، وأبو =
929 -
حدثني أزهر بن مروان قال: حدثنا جعفر بن سليمان قال: حدثنا هشام بن حسان قال: سمعت الحسن يقول: "إن الفتنة واللَّه ما هي إلا عقوبة من اللَّه عز وجل تحل بالناس"
(1)
.
930 -
حدثني علي بن الحسن، عن الفيض بن إسحاق قال: سألت فضيل بن عياض عن الأمر والنهي قال: "ليس هذا زمان كلام، هذا زمان بكاء وتضرّع واستكانة، ودعاء لجميع أمة محمد صلى الله عليه وسلم، لو أوثقك في رجلك في هذه -وأشار إلى أسفل الركبة- جزعت ولم تصبر، ولو ابتليت لكفرت، قد ابتُلي قوم فكفروا من الشدّة"
(2)
.
931 -
أخبرني علي بن مسلم قال: أخبرنا سيار قال: أخبرنا جعفر قال: سمعت مالك بن دينار يقول: سمعت الحسن يقول: "إن الحجاج عقوبةٌ من اللَّه عز وجل لم تكُ، فلا تستقبلوا عقوبة اللَّه بالسيف، ولكن استقبلوها بتوبة وتضرّع واستكانة، وتوبوا تكفوه"
(3)
.
= نعيم في الحلية (8/ 236)، وأبو الشيخ في طبقات المحدثين بأصبهان (2/ 24)، كلاهما جعل شيخ المصنف هو أحمد بن الحسين وهو الحذاء عن أحمد بن إبراهيم العبدي، وذكره ابن الجوزي في صفة الصفوة (4/ 81).
(1)
إسناده لين؛ لأن في رواية هشام عن الحسن مقال وهو ثقة التقريب (7339)، لكن يشهد له ما بعده وهذا كلام مشهور عن الحسن رحمه الله، العقوبات (34) رقم (25).
(2)
سبق (791) في المطلب الذي قبله.
(3)
إسناده حسن، سيار هو ابن حاتم العنزي صدوق له أوهام التقريب (2729)، وله طرق أخرى كثيرة، العقوبات (50) رقم (52)، واللطيف أن كون الحجاج =
932 -
حدثنا الحسن بن عبد العزيز، عن ضمرة بن ربيعة، عن ابن شوذب، عن الحسن قال:"دعونا اللَّه منذ سبعين سنة أن يولّي أمرنا خيارنا، فإن كان استجاب لنا فإنا للَّه وإنا إليه راجعون، وإن كان لم يستجب لنا فإنا للَّه وإنا إليه راجعون"
(1)
.
933 -
حدثني أبو حاتم، حدثنا أحمد بن أبي الحواري، حدثني محمد ابن كامل العبسي قال: "أتيت عراك بن خالد
(2)
وهو جالس في مجلس ابن مرة في فتنة ابن محرز فقلت له: يا أبا الضحاك، طاب الموت، قال: يا ابن أخي لا تفعل، لساعة تعيش فيها تستغفر اللَّه خير لك من موت الدهر"
(3)
.
= عقوبة يروى عنه نفسه أنه قاله فانظر رقمي (51، 50)، وابن أبي شيبة في المصنف (9 رقم (30712)، وفي الهندية برقم (10761) بلفظ مخالف للمعنى الذي أراده الحسن:"فليستقبل عقوبة بالسيف! ؟ " وهذا تحريف واضح لم ينبه عليه المحقق بل أحال على الطبقات لابن سعد وهو فيها على الصواب، وابن سعد في الطبقات (7/ 164) بسياق أطول وأتم فيه محاورة بين الحسن ومن رأى الخروج، وابن عساكر في تاريخ دمشق (12/ 177)، وذكره السيوطي في الدر (4/ 618) ونسبه لأبي الشيخ، وذكره ابن قتيبة في غريب الحديث (2/ 608).
(1)
إسناده حسن؛ ضمرة وابن شوذب سيأتي (1027) أنهما صدوقان، الإشراف (320) رقم (462)، واسترجاعه في الأولى من جهة أنه إن كان أولئك خيارهم، فهو أمر عظيم، فلا خيار لهم، فما بال شرارهم.
(2)
هو عِرَاك بن خالد بن يزيد بن صالح بن صبيح المُري، أبو الضحاك الدمشقي، ليِّن، التقريب (4548).
(3)
فيه محمد بن كامل العبسي لم أجد له ترجمة، العمر والشيب (57) رقم (27)، =
934 -
حدثنا محمد بن الحسين، حدثنا سليمان بن حرب، حدثنا حماد بن زيد، عن غيلان بن جرير قال:"حبس الحجاج مورّقا، قال: فطلبنا فأعيانا، فلقيني مطرف فقال: ما فعلتم في صاحبكم؟ قلنا: ما صنعنا شيئا، طلبنا فأعيانا، قال: تعالى فلندع، فدعا مطرف وأمَّنَّا، فلما كان من العشيّ، أذن الحجاج للناس، فدخلوا ودخل أبو مورّق فيمن دخل، فلما رآه الحجاج قال لحرسه: اذهب مع هذا الشيخ إلى السجن، فادفع إليه ابنه"
(1)
.
935 -
حدثني إسحاق بن إسماعيل، ثنا جرير، عن حصين، عن الشجي:"أنه كان جالسا عند زباد فجيء برجل إلى زياد يُحمل ما يشكّ في قتله، فحرّك شفتيه بشيء ما ندري ما هو، فخلي سبيله، فقلت له: ما قلت؟ قال: قلت: اللهم رب إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب، ورب جبريل وميكائل وإسرافيل، ومنزل التوراة والإنجيل والزبور والقرآن العظيم، ادرأ عني شرّ زياد فدرئ عنه شرّه"
(2)
.
= وابن عساكر في تاريخ دمشق (55/ 116).
(1)
إسناده حسن، شيخ المصنف صدوق، مجابو الدعوة (115) رقم (90)، ومن طريقه اللالكائي في كرامات الأولياء (1/ 239) رقم (174)، وابن سعد في الطبقات (7/ 215)، وأبو نعيم في الحلية (2/ 206)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (58/ 324).
(2)
إسناده صحيح، الفرج بعد الشدة (97 - 98) رقم (72)، وابن فضيل في الدعاء (235 - 236) رقم (64)، ومن طريقه كل من ابن أبي شيبة في المصنف (6/ 23) رقم (29178)، والطبراني في الدعاء (325) رقم (1065)، والتنوخي في الفرج =
936 -
حدثت عن الفضل بن يعقوب، ثنا الفريابي قال: "لما أخذ أبو جعفر إسماعيلَ بن أمية
(1)
أمر به إلى السجن، فمرّ على حائط مكتوب: يا ولِيَّ نعمتي، ويا صاحبي في وحدتي، وعدّتي في كربتي، فلم يزل يدعو بها حتى خلّي سبيله، فمرّ على ذلك المكان فنظر فلم يجد شيئا مكتوبا"
(2)
.
937 -
حدثني عيسى بن أبي حرب الصفار والمغيرة بن محمد قالا: ثنا عبد الأعلى بن حماد، حدثني الحسن بن الفضل بن الربيع قال: حدثني عبد اللَّه بن الفضل بن الربيع قال: حدثني أبي قال: "حج أبو جعفر سنة سبع وأربعين ومائة، فقدم المدينة فقال: ابعث إلى جعفر بن محمد
(3)
من يأتيني به تعبا، قتلني اللَّه إن لم أقتله، فأمسكت عنه رجاء أن ينساه، فأغلظ بي في الثالثة، فقلت جعفر بن محمد بالباب يا أمير المؤمنين، قال: ائذن له، فقلت له، فدخل فقال: السلام عليكم يا أمير المؤمنين ورحمة اللَّه وبركاته، فقال: لا سلّم اللَّه عليك يا عدو اللَّه، تلحد في سلطاني، وتبغيني الغوائل في
= بعد الشدة (1/ 268) من طريق المصنف.
(1)
هو إسماعيل بن أمية بن عمرو بن سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية الأموي، ثقة ثبت، مات سنة (144 هـ) وقيل قبلها، التقريب (425).
(2)
إسناده منقطع لجهالة شيخ المصنف، والأثر وصله البيهقي بسند حسن، الفرج بعد الشدة (98) رقم (73)، والبيهقي في شعب الإيمان (2/ 32) رقم (1089).
(3)
هو جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي، أبو عبد اللَّه، المعروف بالصادق، صدوق فقيه إمام، من سادات أهل البيت، وعباد أتباع التابعين، وعلماء أهل المدينة، مات سنة (148 هـ)، الكاشف (1/ 127)، التقريب (950).
ملكي، قتلني اللَّه إن لم أقتلك، قال جعفر: يا أمير المؤمنين إن سليمان أعطى فشكر، وإن أيوب ابتلي فصبر، وإن يوسف ظلم فغفر، وأنت أسمح من ذلك، فنكس طويلا ثم رفع رأسه وقال: إليَّ وعندي يا أبا عبد اللَّه البريء الساحة، السليم الناحية، القليل الغائلة، جزاك اللَّه من ذي رحم أفضل ما يجزي ذوي الأرحام عن أرحامهم، ثم تناول بيده فأجلس معه على مفرشه، ثم قال: يا غلام عليّ بالمتحفة، والمتحفة مدهن كبير فيه غاية، فأتي به فغلفه بيده حتى خلت لحيته قاطرة، ثم قال له: في حفظ اللَّه وكلاءته، يا ربيع الحَق أبا عبد اللَّه جائزته وكسوته، فانصرف فلحقته، فقلت: إني قد رأيت قبل ذلك ما لم ير، ورأيت بعد ذلك ما قد رأيت، وقد رأيت تحرك شفتيك فماذا قلت؟ ، قال: نعم إنك رجل منا أهل البيت، ولك محبّة وودّ، قلت: اللهم احرسني بعينيك التي لا تنام، وبرّك الذي لا يرام، واغفر لي بقدرتك عليّ لا أهلَكُ، وأنت رجائي، رب كم من نعمة أنعمت بها عليّ قلّ لك عندها شكري، وكم من بليّة ابتليتني بها قلّ عندها صبري، فيا من قلّ عند نعمته شكري فلم يحرمني، ويا من قلّ عند بلائه صبري فلم يخذلني، ويا من رآني على الخطايا فلم يفضحني، يا ذا المعروف الذي لا ينقضي أبدا، ويا ذا النعم التي لا تحصى عددا، أسألك أن تصلي على محمد وعلى آل محمد أبدا، وبك أدرأ في نحره وأعوذ بك من شره، اللهم أعني على ديني بالدنيا، وأعني على آخرتي بالتقوى، واحفظني فيما غبت عنه، ولا تكلني إلى نفسي فيما حضرته، يا من لا
تضره الذنوب، ولا تنقصه المغفرة، اغفر لي ما لا يضرك، وأعطني ما لا ينقصك، إنك أنت الوهاب، أسألك فرجا قريبا، وصبرا جميلا، ورزقا واسعا، والعافية من جميع البلاء، وشكر العافية"
(1)
.
938 -
نا إسحاق بن إسماعيل قال: نا أبو أسامة، عن مسعر، عن معن، عن عون بن عبد اللَّه قال: "بينا رجل في بستان، بمصر في فتنة ابن الزبير مكتئبا، معه شيء ينكت به في الأرض، إذ رفع رأسه، فسنح له صاحب مسحاة، فقال له: يا هذا ما لي أراك مكتئبا حزينا؟ قال: فكأنه ازدراه، فقال: لا شيء، فقال صاحب المسحاة: ألِلدُّنيا؟ فإن الدنيا عَرَضٌ حاضر يأكل منها البَّرُّ والفاجر، والآخرة أَجَلٌ صادقٌ يحكم فيها ملك قادر يفصل بين الحق والباطل، حتى ذكر أن لها مفاصل كمفاصل اللحم
(2)
، من أخطأ شيئا أخطأ الحق، فلما سمع ذلك منه كأنه أعجبه، قال: فقال: لِمَا فيه المسلمون، قال: فإن اللَّه سينجِّيك بشفقتك على المسلمين، وسَل فمن ذا الذي سأل اللَّه فلم يعطه، ودعاه فلم يجبه، وتوكَّلَ عليه فلم يكفه، أو وَثِقَ به فلم ينجه؟ قال: فَعَلِقتُ الدُّعَاءَ: "اللهم سَلِّمنِي وسَلِّم مني، فَتَجَلَّت الفتنة ولم تصب منه أحد"
(3)
.
(1)
إسناده فيه ابني الفضل بن الربيع لم أقف لهما على ترجمة، الفرج بعد الشدة (99 - 101) رقم (74)، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (63/ 41)، وكذا ابن الجوزي في المنتظم (8/ 106)، وفي صفة الصفوة (2/ 171).
(2)
لعله من قولهم: أصاب المحك إذا قطعه من المفصل.
(3)
إسناده صحيح، ومعن هو ابن عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن مسعود الهذلي المسعودي =