المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ثانيا: الآثار الواردة في عدله وخوفه في خلافته - الآثار المروية عن أئمة السلف في العقيدة من خلال كتب ابن أبي الدنيا - جـ ٢

[حميد بن أحمد نعيجات]

فهرس الكتاب

- ‌الفصل الرابع: الآثار الواردة في القدر

- ‌المبحث الأول: الآثار الواردة في حتمية القدر ووجوب وقوعه

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث الثاني: الآثار الواردة في القبضتين من أهل الجنة والنار

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث الثالث: الآثار الواردة في النهي عن الخصومة في القدر

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث الرابع: الآثار الواردة في مراتب القضاء والقدر

- ‌المطلب الأول: الآثار الواردة في مرتبة العلم

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب الثالث [*]: الآثار الواردة في مرتبة الكتابة

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب الثاني: الآثار الواردة في مرتبة المشيئة

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب الرابع: الآثار الواردة في مرتبة الخلق

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث الخامس: الآثار الواردة في الهداية والضلال

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث السادس: الآثار الواردة في نفي الجور عن اللَّه (العدل الإلهي)

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث السابع: الآثار الواردة في الرضا بالقضاء والقدر

- ‌المطلب الأول: الآثار الواردة في تعريفه

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب الثاني: الآثار الواردة في فضله

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب الثالث: الآثار الواردة في أنواع التسليم والرضا بالقدر وعلاقته بالأسباب

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب الرابع: الآثار الواردة في معنى موافقة المشيئة

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب الخامس: الآثار الواردة في علاقة الرضا بالمعرفة

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب السادس: الآثار الواردة في الفرق بين الرضا بالقدر والصبر عليه، وبين العزم على ذلك

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث الثامن: الآثار الواردة في ذم القدرية والتحذير منهم

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث التاسع: الآثار الواردة في براءة الحسن البصري من القدر

- ‌التحليل والتعليق

- ‌الباب الثالث: الآثار الواردة في مباحث الإيمان

- ‌الفصل الأول: الآثار الواردة في تعريف الإيمان

- ‌التحليل والتعليق

- ‌الفصل الثاني: الآثار الواردة في الزيادة والنقصان

- ‌التحليل والتعليق

- ‌الفصل الثالث: الآثار الواردة في الاستثناء

- ‌التحليل والتعليق

- ‌الفصل الرابع: الآثار الواردة في الإسلام والإيمان

- ‌التحليل والتعليق

- ‌القول الأول: من قال بالترادف بينهما

- ‌القول الثاني: قول من قال بالتغاير

- ‌القول الثالث: قول من قال بالتلازم بينهما

- ‌الفصل الخامس: الآثار الواردة في الأسماء والأحكام

- ‌المبحث الأول: الآثار الواردة في الأسماء

- ‌المطلب الأول: الآثار الواردة في أنواع الكفر

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب الثاني: الآثار الواردة في الحجاج بن يوسف

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب الثالث: الآثار الواردة في الولاء والبراء

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث الثاني: الآثار الواردة في الأحكام

- ‌المطلب الأول: الآثار الواردة في حكم عصاة الموحدين

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب الثاني: الآثار الواردة في أطفال المشركين

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب الثالث: الآثار الواردة في توبة القاتل

- ‌التحليل والتعليق

- ‌الباب الرابع: الآثار الواردة في الصحابة والإمامة

- ‌الفصل الأول: الآثار الواردة في الصحابة عموما، والخلفاء الراشدين خاصة

- ‌المبحث الأول: الآثار الواردة في فضائل الصحابة عموما

- ‌أولا: الآثار الواردة في أفضليتهم وخيريتهم وأسبقيتهم

- ‌ثانيا: الآثار الواردة في جهادهم ودفاعهم عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وحبهم له

- ‌ثالثا: الآثار الواردة في الألفة والتحاب فيما بينهم

- ‌رابعا: الآثار الواردة في كريم أفعالهم، ومحاسن أخلاقهم

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث الثاني: الآثار الواردة في النهي عن سبهم

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث الثالث: الآثار الواردة في فضائل أبي بكر الصديق رضي الله عنه

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث الرابع: الآثار الواردة في فضائل عمر بن الخطاب رضي الله عنه

- ‌أولا: الآثار الواردة في زهده وورعه

- ‌ثانيا: الآثار الواردة في عدله وخوفه في خلافته

- ‌ثالثا: الآثار الواردة في ثناء الناس عليه

- ‌رابعا: الآثار الواردة في بعض كراماته

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث الخامس: الآثار الواردة في في فضائل عثمان بن عفان رضي الله عنه

- ‌أولا: الآثار الواردة في بعض مناقبه

- ‌ثانيا: الآثار الواردة في صبره في محنته

- ‌ثالثا: الآثار الواردة في ثناء الناس عليه

- ‌رابعا: بعض كراماته

- ‌خامسا: براءة الصحابة من دمه

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث السادس: الآثار الواردة في فضائل علي بن أبي طالب رضي الله عنه

- ‌أولا: الآثار الواردة في تقدم إسلامه

- ‌ثانيا: الآثار الواردة في ثناء الناس عليه

- ‌ثالثا: الآثار الواردة في بعض كراماته

- ‌رابعا: الآثار الواردة في زهده وورعه وعبادته

- ‌خامسا: الآثار الواردة في جهاده وشجاعته

- ‌التحليل والتعليق

- ‌الفصل الثاني: الآثار الواردة في فضائل بقية العشرة رضي الله عنهم

- ‌المبحث الأول: الآثار الواردة في فضائل سعيد بن العاص رضي الله عنه

- ‌المبحث الثاني: الآثار الواردة في فضائل سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه

- ‌المبحث الثالث: الآثار الواردة في فضائل عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه

- ‌المبحث الرابع: الآثار الواردة في فضائل طلحة رضي الله عنه

- ‌المبحث الخامس: الآثار الواردة في فضائل أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه

- ‌المبحث السادس: الآثار الواردة في فضائل الزبير رضي الله عنه

- ‌الفصل الثالث: الآثار الواردة في فضائل بعض أهل البيت رضي الله عنهم

- ‌المبحث الأول: الآثار الواردة في فضائل العباس رضي الله عنه

- ‌المبحث الثاني: الآثار الواردة في فضائل الحسن بن علي رضي الله عنه

- ‌المبحث الثالث: الآثار الواردة في فضائل الحسين بن علي رضي الله عنه

- ‌المبحث الرابع: الآثار الواردة في فضائل عبد اللَّه بن جعفر رضي الله عنه

- ‌المبحث الخامس: الآثار الواردة في فضائل عبد اللَّه بن عباس رضي الله عنه

- ‌المبحث السادس: الآثار الواردة في فضائل عبيد اللَّه بن العباس رضي الله عنه

- ‌المبحث السابع: الآثار الواردة في فضائل عائشة رضي الله عنها

- ‌المبحث الثامن: الآثار الواردة في فضائل زينب بنت جحش رضي الله عنها

- ‌الفصل الرابع: الآثار الواردة في فضائل بقية الصحابة رضي الله عنهم

- ‌المبحث الأول: الآثار الواردة في فضائل عبد اللَّه بن سعيد بن العاص رضي الله عنه

- ‌المبحث الثاني: الآثار الواردة في فضائل مصعب بن عمير رضي الله عنه

- ‌المبحث الثالث: الآثار الواردة في فضائل ذي البجادين رضي الله عنه

- ‌المبحث الرابع: الآثار الواردة في فضائل عكرمة بن أبي جهل رضي الله عنه

- ‌المبحث الخامس: الآثار الواردة في فضائل بلال بن رباح رضي الله عنه

- ‌المبحث السادس: الآثار الواردة في فضائل أبي بن كعب رضي الله عنه

- ‌المبحث السابع: الآثار الواردة في فضائل البراء رضي الله عنه

- ‌المبحث الثامن: الآثار الواردة في فضائل خالد بن الوليد رضي الله عنه

- ‌المبحث التاسع: الآثار الواردة في فضائل سعد بن عبادة رضي الله عنه

- ‌المبحث العاشر: الآثار الواردة في فضائل أبي الدرداء رضي الله عنه

- ‌المبحث الحادي عشر: الآثار الواردة في فضائل سلمان رضي الله عنه

- ‌المبحث الثاني عشر: الواردة في فضائل الأشعث بن قيس رضي الله عنه

- ‌المبحث الثالث عشر: الآثار الواردة في فضائل لبيد بن ربيعة رضي الله عنه

- ‌المبحث الرابع عشر: الآثار الواردة في فضائل أبي موسى رضي الله عنه

- ‌المبحث الخامس عشر: الآثار الواردة في فضائل حجر بن عدي رضي الله عنه

- ‌المبحث السادس عشر: الآثار الواردة في فضائل أسامة بن زيد رضي الله عنه

- ‌المبحث السابع عشر: الآثار الواردة في فضائل حسان بن ثابت رضي الله عنه

- ‌المبحث الثامن عشر: الآثار الواردة في فضائل حكيم بن حزام رضي الله عنه

- ‌المبحث التاسع عشر: الآثار الواردة في فضائل أبي هريرة رضي الله عنه

- ‌المبحث العشرون: الآثار الواردة في فضائل عبد اللَّه بن عامر ابن كريز رضي الله عنه

- ‌المبحث الحادي والعشرون: الآثار الواردة في فضائل معاوية رضي الله عنه

- ‌المبحث الثاني والعشرون: الآثار الواردة في فضائل قيس بن سعد رضي الله عنه

- ‌المبحث الثالث والعشرون: الآثار الواردة في فضائل عبد اللَّه ابن عمرو رضي الله عنه

- ‌المبحث الرابع والعشرون: الآثار الواردة في فضائل عبد اللَّه ابن الزبير رضي الله عنه

- ‌المبحث الخامس والعشرون: الآثار الواردة في فضائل عبد اللَّه ابن عمر رضي الله عنه

- ‌المبحث السادس والعشرون: الآثار الواردة في فضائل طلحة ابن البراء رضي الله عنه

- ‌المبحث السابع والعشرون: الآثار الواردة في فضائل سهل بن سعد رضي الله عنه

- ‌المبحث الثامن والعشرون: الآثار الواردة في فضائل زيد بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه

- ‌المبحث التاسع والعشرون: الآثار الواردة في فضائل صعصعة رضي الله عنه

- ‌المبحث الثلاثون: الآثار الواردة في فضائل علبة بن زيد رضي الله عنه

- ‌المبحث الحادي والثلاثون: الآثار الواردة في فضائل النعمان ابن قوقل رضي الله عنه

- ‌المبحث الثاني والثلاثون: الآثار الواردة في فضائل أبي معلق رضي الله عنه

- ‌المبحث الثالث والثلاثون: الآثار الواردة في فضائل أسماء رضي الله عنها

- ‌الفصل الخامس: الآثار الواردة في مسائل الإمامة والفتن

- ‌المبحث الأول: الآثار الواردة في الإمامة

- ‌المطلب الأول: الآثار الواردة في وجوب طاعة الحكام

- ‌المطلب الثاني: الآثار الواردة في تحريم طاعة الحكام في المعصية، والإنكار بالقلب عنه العجز

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب الثالث: الآثار الواردة في النهي عن الطعن في الأمراء

- ‌المطلب الرابع: الآثار الواردة في النهي عن منازعة الملوك الأمر

- ‌المطلب الخامس: تحريم الخروج على الحكام

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب السادس: الآثار الواردة في المنهج العام للسلف في الإنكار على الحكام

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب السابع: الآثار الواردة في النهي عن التفرق والتحزب

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث الثاني: الآثار الواردة في التحذير من الخروج

- ‌المطلب الأول: الآثار الواردة في التحذير من الفتن والدماء، والتنازل عن الأمر خشية وقوعها

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب الثاني: الآثار الواردة في الخوف من فتح باب الخروج على الأمة

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب الثالث: الآثار الواردة في علاقة الغوغاء بالخروج

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب الرابع: الآثار الواردة في أن مآل الخروج إلى الفرقة والاختلاف

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب الخامس: الآثار الواردة في عدم الجدوى من الخروج

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب السادس: الآثار الواردة في خوف العواقب السيئة المترتبة على الخروج

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب السابع: الآثار الواردة في الخوف من الانتكاس وعدم الصبر على الابتلاء بعد الخروج

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب الثامن: الآثار الواردة في ظلم الحكام عقوبة لا تستقبل بالسيف، بل بالتوبة والتضرع

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب التاسع: الآثار الواردة في توبة الخارج على الحكام

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث الثالث: الآثار الواردة في موقف المسلم من الفتنة

- ‌المطلب الأول: الآثار الواردة في لزوم البيوت في الفتن

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب الثاني: الآثار الواردة في ندم من حضر في قتال فتنة

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب الثالث: الآثار الواردة في الارتحال عن بلد الفتنة

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب الرابع: الآثار الواردة في التعوذ من الفتن وتمني الموت قبل وقوعها

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث الرابع: الآثار الواردة في موقف الخوارج من أهل السنة

- ‌المطلب الأول: الآثار الواردة في تكفيرهم لخيار المسلمين

- ‌المطلب الثاني: الآثار الواردة في تقربهم إلى اللَّه -بزعمهم- بقتل المسلمين

- ‌المطلب الثالث: الآثار الواردة في أذيتهم لأهل السنة

- ‌التحليل والتعليق

الفصل: ‌ثانيا: الآثار الواردة في عدله وخوفه في خلافته

‌ثانيا: الآثار الواردة في عدله وخوفه في خلافته

.

676 -

حدثني محمد بن عثمان بن علي العجلي، نا حسين الجعفي، عن زائدة، عن هشام، عن الحسن قال:"خرج عمر في يوم حار، واضعا رداءه على رأسه، قال: فمر به غلام على حمار فقال: "يا غلام احملني معك، قال: فوثب الغلام عن الحمار فقال: اركب يا أمير المؤمنين، فقال: لا أركب، وأركب خلفك، تريد أن تحملني على المكان الخشن، وتركب على المكان الوطيء، ولكن اركب أنت وأكون أنا خلفك، قال: فدخل المدينة وهو خليفة، والناس ينظرون إليه"

(1)

.

677 -

حدثني محمد بن الحسين قال: حدثنا جعفر بن عون قال: أخبرنا أبو عميس، عن عون بن أبي جحيفة، عن أبيه قال: "جاء قوم إلى عمر يشكون الجهد، فأرسل عينيه بأربع

(2)

، ورفع يديه فقال: اللهم لا تجعل هلكتهم على يديّ، وأمر لهم بطعام"

(3)

.

= وابن أبي شيبة في المصنف (7/ 94) رقم (34447)، وهناد في الزهد (2/ 367) رقم (701)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (44/ 303).

(1)

إسناده لين، وهو مرسل؛ لأن في رواية هشام عن الحسن كلام كما سبق (279)، ورواية الحسن عن عمر مرسلة، ذم الدنيا (104) رقم (288)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (44/ 319).

(2)

أي بدمع غزير، جرى من نواحي عينيه الأربعة، لسان العرب (8/ 99).

(3)

إسناده حسن، جعفر بن عون صدوق التقريب (956)، الرقة والبكاء (277) رقم (422).

ص: 807

678 -

حدثنا محمد بن يزيد، حدثنا أبو مسهر، عن عبد الجبار بن عبد الواحد التنّوخي قال: قال عمر رضي الله عنه: "أنشد باللَّه، لا يعلم رجل مني عيبا إلا عابه، فقال رجل: نعم يا أمير المؤمنين، فيك عيبان، قال: ما هما؟ قال: تذيل بين بردين، وتجمع بين الأدمين، ولا يسع ذاك الناس، قال: فما أدال بين بردين، ولا جمع بين أدمين حتى لقي اللَّه عز وجل"

(1)

.

679 -

حدثنا إسحاق، حدثنا وكيع، حدثنا فضيل بن مرزوق، عن عطية العوفي، عن ابن عمر قال: "استأذنت عمر في الجهاد، فقال: إنك قد جاهدت مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، قال: ثم استأذنته، فقال لي مثل ذلك، فاستأذنته الثالثة، فقال لي: إني أخاف واللَّه أن يصيب المسلمون غنيمة، فيقولون: هذا عبد اللَّه بن عمر أمير المؤمنين، ادفعوا إليه أمثل

(2)

جارية في المغنم، فيدفعوا إليك، فلله وللرسول ولذي القربى واليتامى وابن السبيل فيها حق، فتقع عليها فتكون زانيا"

(3)

.

(1)

فيه عبد الجبار التنوخي لم أجده إلا عند ابن عساكر ولم يذكر فيه شيئا وذكره بهذا الأثر فقط، إصلاح المال (337) رقم (408)، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (34/ 31)، وانظر (44/ 295) ففيه قصة طويلة في زهده.

(2)

في الأصل: مثل، والمثبت أولى.

(3)

إسناده ضعيف؛ عطية العوفي صدوق يخطئ كثيرا، وكان شيعيا مدلسا التقريب (4649)، وفضيل بن مرزوق صدوق يهم ورمي بالتشيع، التقريب (5472)، إصلاح المال (19) رقم (12)، والبزار في مسنده (1/ 2831، 466)، من طريقين عن ابن عمر الأولى أن السائل هو ابن الزبير، والثانية كرواية المصنف أن السائل هو =

ص: 808

680 -

حدثنا عبد اللَّه بن يونس بن بكير، حدثني أبي، حدثنا هشام ابن سعد، عن الزهري، عن عروة بن الزبير، عن المسور بن مخرمة قال:"قدم على عمر بن الخطاب بمال في ولايته، فجعل يتصفّحه وينظر إليه، فهملت عيناه دموعا فبكى، فقال له عبد الرحمن بن عوف: ما يبكيك يا أمير المؤمنين؟ فواللَّه إن هذا لمن مواطن الشكر، فقال عمر: إن هذا المال واللَّه ما أعطيه قوم إلا أُلقي بينهم العداوة والبغضاء"

(1)

.

681 -

حدثني سعيد بن سليمان، عن سليمان بن المغيرة، عن حميد ابن هلال، عن زهير بن حيان -قال حميد: وكان زهير يغشى ابن عباس ويسمع منه- قال: قال ابن عباس رضي الله عنه: "دعاني عمر بن الخطاب، فأتيته وبين يديه نطع عليه الذهب مبثورا بثرا -قال سليمان: يعني النثر-، قال: اذهب فاقسم هذا بين قومك، فاللَّه أعلم حين حبس هذا عن نبيّه وعن أبي بكر بخير أعطاني أم بشر؟ قال: فقمت أريد أقسمه، قال: فسمعت البكاء، فإذا صوت عمر يبكي، ويقول في بكائه: كلا، والذي نفسي بيده ما حبس اللَّه عز وجل هذا عن نبيّه أعن أبي بكر لشرٍّ لهما، وأعطاه عمر إرادة الخير له"

(2)

.

= ابن عمر نفسه.

(1)

فيه شيخ المصنف لم يوثقه غير ابن حبان وسيأتي (683)، إصلاح المال (149) رقم (18)، ومعمر في جامعه كما في المصنف (11/ 100) رقم (20036)، وأحمد في الزهد (115).

(2)

إسناده حسن، زهير بن حيان ذكره ابن حبان في الثقات (4/ 263)، ولم يذكر فيه =

ص: 809

682 -

حدثنا عبد الرحمن بن صالح، حدثنا يعلى بن عبيد، عن الحارث بن عمير، عن يحيى بن سعيد، عن القاسم بن محمد قال:"لما كان زمن عمر فكثر المال، وحدثت الأعطية، وكفّ الناس عن طلب المعيشة، قال عمر: أيها الناس أصلحوا معايشكم؛ فإن فيها صلاحا لكم وصلة لغيركم"

(1)

.

683 -

حدثني عبد اللَّه بن يونس بن بكير الشيباني قال: حدثني أبي قال: حدثني هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبيه قال: "رأيت

= البخاري ولا أبو حاتم جرحا ولا تعديلا، انظر التاريخ الكبير (3/ 425)، وباقي رجاله ثقات أخرج لهم الجماعة، والجرح والتعديل (3/ 586)، إصلاح المال (149) رقم (19)، الرقة والبكاء (276) رقم (420)، ولم يشر المحقق إلى الموضع الأول، وأبو عبيدة القاسم بن سلام في كتاب الأموال (319) رقم (623)، والحارث في مسنده كما في بغية الباحث (2/ 981) رقم (10900)، وابن سعد في الطبقات (3/ 303)، وابن جرير في تهذيب الآثار (1/ 297)، وإسحاق في مسنده كما في المطالب العالية، وحسنه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية "المسندة"(3/ 365 - 366)، والمقدسي في المختارة (1/ 283) رقم (172)، وابن الجوزي في المنتظم (4/ 142)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (44/ 343).

(1)

إسناده صحيح، الحارث بن عمير وثقه الجمهور، وفي أحاديثه مناكير ضعفه بسببها الأزدي وابن حبان وغيرهما، فلعله تغير في الآخر، التقريب (1048)، إصلاح المال (174) رقم (63)، وانظر رقم (61، 65، 66، 143، 144) حيث ذكر لهم صلى الله عليه وسلم، أنه سيكون من يمنعهم حقهم، فعليهم إصلاحه بالحرث أو تعلم صنعة، وهذا من تمام نصحه لرعيته وحرصه على الخير لهم.

ص: 810

عبد اللَّه بن الأرقم صاحب بيت مال المسلمين في زمن أبي بكر، أتى عمر فقال: يا أمير المؤمنين إن عندنا حلية من حلية جلولاء

(1)

آنية من ذهب وورق، فانظر أن تفرغ لذلك يوما وترى فيه رأيك، فقال: إذا رأيتني فارغا فآذنّي، فجاءه يوما فقال: أراك اليوم فارغا، فقال: أجل، فابسط لي نطعا، ثم أتى بذلك المال فصُبّ عليه، فدنا عمر حتى وقف عليه، وقال: اللهم إنك ذكرت وقلت: {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ}

(2)

، وقلت:{لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ}

(3)

، وإنا لا نستطيع أن لا نفرح بما زيّنته لنا اللهم فاجعلني أنفقه في الحق وأعذني من شرّه، قال: وأتي عمر بابن له يحمل يقال له: عبد الرحمن، فقال: يا أبتاه هب لي خاتما، فقال له عمر: اذهب إلى أمّك تسقيك سويقا"

(4)

.

684 -

وحدثني عبد اللَّه بن يونس، عن أبيه، عن محمد بن إسحاق،

(1)

في طريق خراسان بينها وبين خانقين سبعة فراسخ، وهو نهر عظيم يمتد إلى بعقوبا، ويجري بين منازل أهل بعقوبا، ويحمل السفن إلى باجسران وبها كانت الوقعة المشهورة على الفرس للمسلمين سنة 16 هـ، معجم البلدان (2/ 156).

(2)

سورة آل عمران، الآية (13).

(3)

سورة الحديد، الآية (23).

(4)

إسناده ضعيف، فيه عبد اللَّه بن يونس بن بكير أورده ابن حبان في الثقات، ولم يوثقه غيره، ولا ترجم له غيره كذلك (5/ 248)، الإشراف (206 - 207) رقم (223)، وابن أبي شيبة في المصنف (6/ 556) رقم (33782).

ص: 811

عن عبد اللَّه بن واقد بن عبد اللَّه بن عمر قال: "بعث أبو موسى من العراق إلى عمر بن الخطاب -رحمة اللَّه عليه- بحلية فوضعت بين يديه، وفي حجره أسماء بنت زيد بن الخطاب، وكانت أحبّ إليه من نفسه لمّا قتل أبوها باليمامة

(1)

عطف عليهم، فأخذت من الحلية خاتما فوضعته في يدها، وأقبل عليها يقبّلها ويلتزمها، فلما غفلت أخذ الخاتم من يدها فرمى به في الحلية، وقال: خذوها عنّى"

(2)

.

685 -

حدثنا داود بن عمر الضبي، نا عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبيه، عن الثقة: "أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ردّ رجلا على أبيه في الغزو، وكان أبوه يبكي عليه ويذكره في الشعر، فكان فيما يقول:

أتا مهاجران فزلّجاه

عباد اللَّه، قد عقّا وحابا

أَبرًّا بعد ضيعة والديه

فلا، وأبي كلاب، ما أصابا

فقال عمر رضي الله عنه: أجل، لا وأبي كلاب، ما أصابا

تركت أباك مرعشة يداه

وأمك ما تسيغ لها شرابا

إذا دعت الحمامة ساق حرِّ

على بيضاتها دعوا كلابا

تنغّص مهده شفقا عليه

وتجنبه أباعرنا الصعابا

(3)

(1)

معدودة من نجد وقاعدتها حجر، معجم البلدان (5/ 441).

(2)

إسناده كسابقه فيه عبد اللَّه بن يونس بن بكير، الإشراف (207) رقم (224).

(3)

إسناده ضعيف؛ فيه عبد الرحمن بن أبي الزناد وهو صدوق تغيّر حفظه لما قدم بغداد وكان فقيها التقريب (3886)، قلت: والراوي عنه وهو داود بن عمرو الضبي =

ص: 812

686 -

حدثنا المثنى بن معاذ بن معاذ، قال: حدثنا بشر بن المفضل، عن أبي عروبة، عن قتادة قال: "كان معيقيب

(1)

على بيت مال عمر، فكنس بيت المال يوما فوجد فيه درهما، فدفعه إلى ابن لعمر، قال معيقيب: ثم انصرفت إلى بيتي، فإذا رسول عمر قد جاءني يدعوني، فجئت فإذا الدرهم في يده، فقال لي: ويحك يا معيقيب أوجدت عليَّ في نفسك شيئا؟ قال: قلت: ما ذاك يا أمير المؤمنين؟ قال: أردت أن تخاصمني أمة محمد صلى الله عليه وسلم في هذا الدرهم"

(2)

.

= بغدادي كما في التقريب (1813) وانظر حاشية محقق كتاب المختلطين للعلائي (72)، وفيه المبهم الذي روى عنه أبو الزناد ووصفه بالثقة، والقصة ثابتة رويت من وجوه عديدة ذكر جملة منها ابن حجر في الإصابة، والمصنف في الآثار التالية لهذا الأثر، مكارم الأخلاق (59) رقم (239)، والذي بعده برقم (240)، (241)(242)، بلفظ آخر، ونسبه ابن حجر في الإصابة (1/ 65) إلى أبي إسحاق الحربي في غريب الحديث عن ابن الجنيد به، قلت: ولعله في القسم المفقود فإني لم أجده في المطبوع منه، ومعمر في الجامع انظر مصنف عبد الرزاق (11/ 134) رقم (20125) بسند صحيح على اختلاف في بعض ألفاظ الأبيات، وقد اعتنت كتب الأدب بهذه الأبيات فانظر طبقات فحول الشعراء (191)، والأغاني (18/ 157).

(1)

هو مُعَيقيب بن أبي فاطمة الدوسي، حليف بني عبد شمس، من السابقين الأولين، هاجر الهجرتين، وشهد المشاهد، وولي بيت المال لعمر، ومات في خلافة عثمان أو علي، الإصابة (6/ 193)، التقريب (6825).

(2)

إسناده صحيح إلى قتادة وهو مدلس ولم يرو عن غير أنس من الصحابة، ولم يذكر الواسطة بينه وبين معيقيب رضي الله عنه، انظر تقريب أهل التقديس (146)، جامع =

ص: 813

687 -

حدثنا إسحاق بن إسماعيل، قال: حدثنا وهب بن جرير، عن أبيه، عن الأعمش، عن عبد اللَّه بن خالد العبسي:"أن عمر بن الخطاب رأى قوما مجتمعين على أمر كرهه، فسعى عليهم بالدرة فتفرقوا، وقام رجل منهم فضربه، وقال: ما حملك على أن قمت لي حتى ضربتك؟ ألا ذهبت كما ذهب أصحابك؟ قال: يا أمير المؤمنين إن اللَّه جعل حقّك عليّ -أو قال- على كل مسلم كحق الوالد على ولده، وإني لما رأيتك سعيت كرهت أن أتعبك فقمت حتى تقضي مني حاجتك، قال: آللَّه كذلك حملك على ما صنعت؟ فحلف فأخذ بيده فجلسا، فلم يزل له مكرما حتى فارق الدنيا"

(1)

.

688 -

حدثنا إسحاق بن إسماعيل، قال: حدثنا أبو معاوية، عن هشام ابن عروة، عن أبيه، عن عاصم بن عمر، عن عمر قال:"إنه لا أجده يحلُّ لي أن آكل من مالكم هذا، إلا كما كنت آكل من صلب مالي: الخبز والزيت، والخبز والسمن، قال: فكان ربما يؤتى بالجفنة قد صنعت بالزيت، ومما يليه منها سمن، فيتعذّر إلى القوم ويقول: إني رجل عربي، ولست استمرئ الزيت"

(2)

.

= التحصيل للعلائي (262)، الورع (126) رقم (229).

(1)

إسناده حسن، وعبد اللَّه بن خالد قال عنه أبو حاتم في الجرح والتعديل (5/ 44):"شيخ مشهور"، الورع (121) رقم (213).

(2)

إسناده صحيح، الورع (114) رقم (190)، وابن سعد في الطبقات (3/ 276)، وهناد في الزهد (2/ 363) رقم (69049)، بإسناديهما عن هشام به.

ص: 814

689 -

حدثنا أبو بلال الأشعري، قال: حدثنا أبو عبد الرحمن المذحجي، عن جرير بن حازم، عن الحسن قال:"بينما عمر بن الخطاب يمشى ذات يوم في نفر من أصحابه، إذا صُبَيَّة في السوق يطرحها الريح لوجهها من ضعفها، فقال عمر: يا بؤس هذه، من يعرف هذه؟ قال له عبد اللَّه: أو ما تعرفها؟ هذه إحدى بناتك، قال: وأي بناتي؟ قال: بنت عبد اللَّه بن عمر، قال: فما بلغ بها ما أرى من الضيعة؟ قال: إمساكك ما عندك، قال: إمساكي ما عندي عنها يمنعك أن تطلب لبناتك ما تطلب الأقوام؟ أما واللَّه ما لك عندي إلا سهمك مع المسلمين، وسعك أو عجز عنك، بيني وبينكم كتاب اللَّه"

(1)

.

690 -

حدثني أبي رحمه الله، نا إسماعيل بن علية، نا أيوب، عن محمد ابن سيرين قال:"نبئت أن رجلا بينه وبين عمر رضي الله عنه قرابة سأله فزبره وأخرجه، فكُلّم فيه فقيل: يا أمير المؤمنين فلان سألك فزبرته وأخرجته، قال: إنه سألني من مال اللَّه عز وجل، فما معذرتي إن لقيته مَلِكًا (كذا) خائنا، ولولا سألني من مالي؟ فأرسل إليه بعشرة آلاف"

(2)

.

(1)

إسناده فيه المذحجي، ويستبعد أن يكون المذكور في الإصابة (4/ 129)، والأثر صحيح إلى الحسن من طريق ابن أبي شيبة، إلا أن الحسن لم يسمع من عمر، الورع (114) رقم (189)، إصلاح إلمال (246) رقم (215) وفيه تحريف في النص؟ ! ، وابن أبي شيبة في المصنف (7/ 95) رقم (34458).

(2)

إسناده حسن إلى ابن سيرين، والد المصنف في درجة الصدوق كما سبق (344)، مكارم الأخلاق (104) رقم (415)، والطبري في تاريخه (2/ 566).

ص: 815

691 -

حدثنا أبو خيثمة وإسحاق بن إسماعيل، قالا: حدثنا جرير، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عاصم بن عمر قال:"بعث إليّ عمر عند الفجر، أو عند صلاة الصبح، فأتيته فوجدته جالسا في المسجد، فحمد اللَّه وأثنى عليه، ثم قال: أما بعد فإني لم أكن أرى شيئا من هذا المال يحل لي قبل أن آليه إلا بحقه، ثم ما كان أحرم عليّ منه يوم وليته، فعاد بأمانتي، وإني كنت أنفقت عليك من مال اللَّه شهرا، فلست بزايدك عليه، وإني كنت أعطيتك ثمرتي بالعالية العام، فبعه فخذ ثمنه، ثم ائت رجالا من تجار قومك فكن إلى جنبه، فإذا ابتاع شيئا استشركه، وأنفقه عليك وعلى أهلك، قال: فذهبت ففعلت"

(1)

.

692 -

حدثنا محمد بن عبد اللَّه المديني قال: حدثنا معتمر بن سليمان، سمع أباه يحدث عن نعيم بن أبي هند: "أن عمر بن الخطاب كان يدفع إلى امرأته طيبا للمسلمين، كانت تبيعه فتزن فترجح وتنقص فتكسر بأسنانها، فتقوّم لهم الوزن، فعلق بأصبعها منه شيء فقالت بأصبعها في فيها فمسحت به خمارها، وإن عمر جاء فقال: ما هذه الريح؟ فأخبرته خبرها، فقال: تطيبين بطيب المسلمين؟ فانتزع خمارها، فجعل يقول بخمارها في التراب ثم يشمه ثم يصب عليه الماء ثم يقول به في التراب، حتى ظن أن

(1)

إسناده صحيح، الورع (113 - 114) رقم (188)، إصلاح المال (247) رقم (216)، وأخرجه أحمد في الزهد (116)، وابن الجوزي في مناقب عمر (105 - 106)، وذكر أصل القصة في تهذيب التهذيب (2/ 258).

ص: 816

ريحه قد ذهبت، ثم جاءتها العطارة مرة أخرى فباعت منها فوزنت لها فعلق بأصبعها منها شيء فقالت بأصبعها في فيها ثم قالت بأصبعها في التراب، فقالت العطارة: ما هكذا صنعت أول مرة، فقالت: أَوَمَا علمت ما لقيت منه؟ لقيت منه كذا ولقيت وكذا وكذا"

(1)

.

693 -

حدثني سلم بن جنادة قال: حدثنا سليمان بن عبد العزيز بن أبي ثابت القرشي قال: حدثنا أبي، عن عبد اللَّه بن جعفر، عن أبيه، عن المسور بن مخرمة قال: "قال كعب لعمر: يا أمير المؤمنين، اعهد فإنك ميت في ثلاثة أيام، فقال عمر: اللَّه إنك تجد عمر بن الخطاب في التوراة؟ قال: اللهم لا، ولكن أجد صفتك وحليتك، قال: وعمر لا يحسّ أجلا ولا وجعا، فلما مضت ثلاثٌ طعنه أبو لؤلؤة، فجعل يدخل عليه المهاجرون والأنصار فيسلمون عليه، ودخل في الناس كعب، فلما نظر إليه عمر قال:

فأوعدني كعبٌ ثلاثا يعدّها

ولا شكّ أن القول ما قال كعب

وما بي حذار الموت إني لميّت

ولكن حذار الذنب يتبعه الذنب

(2)

(1)

الأثر حسن لغيره، الورع (74 - 75) رقم (90)، رجاله ثقات وشيخ المصنف الظاهر أنه محمد بن عبد اللَّه بن بزيع البصري فإنه من شيوخ ابن أبي الدنيا وكذلك هو من الرواة عن معتمر بن سليمان كما في تهذيب الكمال (6/ 364)، وأخرج أحمد في الزهد (37) عن نعيم عن العطارة مثله، وبلفظ آخر بسند حسن (ص 37).

(2)

إسناده ضعيف جدا، فيه عبد العزيز بن أبي ثابت متروك، احترقت كتبه فحدث من حفظه فاشتد غلطه، وكان عارفا بالأنساب التقريب (4142)، المحتضرين (53 - 54) رقم (41)، وابن شبة في اخبار المدينة (2/ 63)، وابن جرير في تاريخ الأمم والملوك (2/ 560) وفيه قصة طويلة في مقتله رضي الله عنه، والآجري في كتاب الشريعة =

ص: 817

694 -

حدثنا أبو خيثمة، حدثنا يزيد بن هارون، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب: "أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما نفر من منى، أناخ بالأبطَح

(1)

، ثم كوّمه من بطحاء فألقى عليها طرف ردائه، ثم استلقى، ورفع يديه إلى السماء، ثم قال: اللهم كبرت سني، وضعفت قوّتي، وانتشرت رعيّتي، فاقبضني إليك غير مضيّع، ولا مفرّط، فما انسلخ ذو الحجّة حتى طعن فمات رحمه الله"

(2)

.

695 -

حدثنا داود بن عمرو الضبي، حدثنا محمد بن مسلم، عن عمرو بن دينار، عن سليمان بن يسار، عن عمر بن الخطاب أنه قال:

= (4/ 1924) رقم (1399)، ومن طريق المصنف ابن عساكر في تاريخ دمشق (44/ 408)، وذكره المالقي في التمهيد والبيان في مقتل الشهيد عثمان (143)، وأصل القصة في البخاري (7/ 59) دون قول كعب لعمر رضي الله عنهما.

(1)

يضاف إلى مكة وإلى منى؛ لأن المسافة بينه وبينهما واحدة، وربما كان إلى منى أقرب، وهو المحصب، وهو خيف بني كنانة، وقد قيل إنه ذو طوى وليس به، معجم البلدان (1/ 74).

(2)

إسناده صحيح، قال الزرقاني في شرح الموطأ (4/ 177):"رواية سعيد عن عمر تجري مجرى المتصل؛ لأنه رآه وقد صحح بعض العلماء سماعه منه قاله أبو عمر"، وانظر التمهيد (23/ 92)، مجابو الدعوة (64) رقم (24)، الحلية (1/ 54)، ومالك في الموطأ (2/ 824) رقم (1506)، وابن سعد في الطبقات (3/ 334)، وابن شبة في أخبار المدينة (2/ 53)، والفاكهي في أخبار مكة (3/ 80)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (1/ 107) رقم (90)، والحاكم في المستدرك (3/ 98)، وأبو نعيم في الحلية (1/ 54)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (44/ 396)، وانظر فتح الباري (10/ 128) وفيه شرح طيب عليه.

ص: 818