الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الخامس: الآثار الواردة في الهداية والضلال
.
473 -
حدثني محمد قال: حدثنا شعيب بن محرز قال: حدثنا صالح المري قال: سمعت يزيد الرقاشي يقول: "بلغنا أن عامر بن عبد اللَّه لما احتضر بكى، فقيل له: ما يبكيك؟ قال: هذا الموت غاية الساعين، وإنا للَّه وإنا إليه راجعون، واللَّه ما أبكي جزعا من الموت، ولكن أبكي على حرّ النهار وبرد الليل، وإني أستعين باللَّه على مصرعي هذا بين يديه"
(1)
.
474 -
أنبأنا إسحاق بن إبراهيم، أنا علي بن بزيع الهلالي، عن أبي حمزة الهجيمي قال: قال عامر بن عبد قيس: "إلهي خلقتني ولم تؤمرني في خلقي، وتميتني ولا تلمني، وخلقت معي عدوًّا وجعلته يجري مني مجرى الدم، وجعلته يراني ولا أراه، ثم قلت لي: استمسك، إلهي، كيف أستمسك إن لم تمسكني؟ إلهى في الدنيا الغموم والأحزان، وفي الآخرة العقاب والحساب، فأين الراحة والفرح"
(2)
.
475 -
نا محمد بن أبي عمر المكي، وأحمد بن إبراهيم، عن عبد اللَّه
(1)
إسناده ضعيف منقطع، فيه صالح المري وقد سبق (174) ويزيد يرويه بلاغا، المحتضرين (140) رقم (177)، ومن طريقه البيهقي في شعب الإيمان (3/ 414) رقم (3924)، وكذا ابن عساكر في تاريخ دمشق (26/ 39).
(2)
إسناده لين؛ شيخ المصنف ذكره ابن حبان في الثقات (8/ 464) وقال: "يروي عن أبي حمزة الهجيمي عن عامر بن عبد قيس الحكايات"، الهم والحزن (70) رقم (95)، وأبو نعيم في الحلية (2/ 88)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (26/ 37).
ابن يزيد القرئ، نا سعيد بن أبي أيوب، حدثني عبد اللَّه بن الوليد قال: سمعت عبد الرحمن بن حجيرة يحدث عن عبد اللَّه بن مسعود يقول: "إنكم من الليل والنهار في آجال منقوصة، وأعمال محفوظة، من زرع خيرا يوشك أن يحصد رغبة، ومن زرع شرا يوشك أن يحصد ندامة، ولكل زارع مثلما زرع، لا يسبق بطيء بحظّه، ولا يدرك حريص ما لم يقدَّر له، فمن أعطي خيرا فاللَّه أعطاه، ومن وقي شرا فاللَّه وقاه، المتقون سادة، والعلماء قادة، ومجالسهم ريادة"
(1)
.
476 -
حدثني يوسف بن موسى، ثنا عبد اللَّه بن وهب، عن خالد ابن وردان، عن محمد بن كثير أنه كان يقول:"اللهم إنك سألتنا من أنفسنا ما لا نملك، فأعطنا من أنفسنا ما يرضيك عنّا، حتى تأخذ رضى نفسك من أنفسنا؛ إنك على كل شيء قدير"
(2)
.
(1)
إسناده لين؛ مداره على عبد اللَّه بن الوليد وهو التجيبي لين الحديث التقريب (3715)، الليالي والأيام (16 - 17) رقم (6)، والأثر فيه طمس استدركه المحقق من نثر الدر كما قال (1/ 422)، والباقي لم يهتد إليه ووقع الأثر عنده من قول ابن عباس رضي الله عنه، ثم وقفت عليه عند ابن عساكر كاملا فلله الحمد والمنة فقد أخرجه من طريق المصنف في تاريخ دمشق (33/ 176) فنقلت السند منه، وأخرجه كذلك الطبراني في الكبير (9/ 105) رقم (8553) وقال الهيثمي في المجمع (1/ 125):"رجاله موثقون"، وأبو نعيم في الحلية (1/ 134)، والبيهقي في المدخل إلى السنن الكبرى (295) عن أبي عبد الرحمن المقرئ به، وذكره الذهبي في السير (1/ 497).
(2)
إسناده حسن، خالد بن وردان ليس به بأس كما في الجرح والتعديل (3/ 356)، =
477 -
حدثنا سويد بن سعيد، ثنا الحكم بن سنان قال: كان مالك ابن دينار يقول: "اللهم أنت أصلحت الصالحين فأصلحنا حتى نكون صالحين"
(1)
.
478 -
حدثني الحسين بن عبد الرحمن، حدثني محمد بن القاسم خراط العنبر
(2)
عن سفيان بن عيينة قال: "بينما أنا أطوف بالبيت وإلى جانبي أعرابي، وهو ساكت، فلما أتمّ طوافه جاء إلى المقام فصلى ركعتين، ثم جاء فقام بحذاء البيت، فقال: إلهي من أولى بالزلل والتقصير مني، وقد خلقتني ضعيفا، ومن أولى بالعفو عني منك، وعلمك فِيَّ سابق، وقضاؤك بي محيط، أطعتك بإذنك، والمنة لك، وعصيتك بعلمك، والحجة لك، فأسألك بوجوب حجّتك عليّ وانقطاع حجتي، وفقري إليك وغناك عني، إلا ما غفرت لي، قال سفيان: ففرحت فرحا ما أعلم متى فرحت مثله حين سمعته يتكلم بهؤلاء الكلمات"
(3)
.
= محاسبة النفس (111 - 112) رقم (93)، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (55/ 145)، وفي طبقات المحدثين بأصبهان (3/ 224) عن أبي هريرة.
(1)
إسناده ضعيف؛ فيه الحكم بن سنان وهو ضعيف التقريب (1452)، التوبة (75) رقم (67)، وأبو نعيم في الحلية (2/ 380)، ومن طريق المصنف البيهقي في شعب الإيمان (5/ 468) رقم (7315)، وكذا ابن عساكر في تاريخ دمشق (56/ 425).
(2)
الصواب محمد بن القاسم العنبري كما في الحلية (7/ 304).
(3)
إسناده لين، فيه محمد بن القاسم لم أعرفه، والأثر حسن بطرقه، التوبة (88) رقم (90)، واللالكائي في شرح اعتقاد أهل السنة (4/ 723) رقم (1186 - 1188) =
479 -
حدثنا عبد اللَّه بن الهيثم الدوري، أخبرنا شعيب بن حرب، حدثنا الوليد بن نمير بن أوس الأشعري، عن أبيه
(1)
قال: "كانوا يقولون: الأدب من الآباء، والصلاح من اللَّه"
(2)
.
480 -
حدثني محمد قال: حدثني عمر بن حفص قال: حدثني سكين ابن مكين -رجل من بني عج- قال: "كانت بيننا وبينه قرابة - يعني ورّادا، فسألت أختا له أصغر منه، قال: قلت: كيف كان ليله؟ قالت: بكاء عامة الليل وتضرع، قلت: فما كان طُعمه؟ قالت: قرص في أول الليل، وقرص في آخره عند السحر، قلت: فتحفظين من دعائه شيئًا؟ قالت: نعم، كان إذا كان أو قريب من طلوع الفجر سجد، ثم بكى، ثم
= من طرق عن سفيان بن عيينة والثوري، وأبو نعيم في الحلية (7/ 304) من طريق المصنف، والبيهقي في شعب الإيمان (3/ 500) رقم (4197) عن ابن عيينة، وذكره ابن الجوزي في صفة الصفوة (4/ 409)، وابن قدامة في المغني (5/ 269) مطولا، ونسبه اليافعي في مرهم العلل المضلة (147) إلى البيهقي واستشهد به في القدر فليراجع.
(1)
هو نمير بن أوس الأشعري، ويقال الأشجعي، قاضي دمشق، لا تصح له صحبة كما حققه ابن عبد البر، كان قليل الحديث، مات سنة (15 هـ) أو عشرين أو إحدى وعشرين، الإصابة (6/ 511).
(2)
إسناده لين، الوليد بن نمير مقبول التقريب (7510)، العيال (536) رقم (357)، والمزي في تهذيب الكمال (7/ 490)، وذكره ابن كثير في البداية والنهاية (9/ 329) من قول نمير نفسه.
قال: مولاي عبدك يحب الاتّصال بطاعتك، فأعنه عليها بتوفيقك أيها المنّان، مولاي عبدك يحبّ اجتناب سخطك فأعنه على ذلك بمنّك عليه أيها المنان، مولاي عبدك عظيم الرجاء لخيرك، فلا تقطع رجاءه يوم يفرح بخيرك الفائزون، قالت: فلا يزال على هذا ونحوه حتى يصبح، قالت: وكان قد كلّ من الاجتهاد، وتغيّر لونه جدا"
(1)
.
481 -
حدثني محمد قال: حدثنا يحيى بن السكن قال: حدثنا أيوب
(2)
بن محمد العجلي، عن يحيى بن أبي كثير قال:"لما حضر عمر بن عبد العزيز الموت بكى، فقيل له: ما يبكيك يا أمير المؤمنين؟ أبشر؛ فإن اللَّه قد أحيا بك سننا، وأظهر بك عدلا، فبكى ثم قال: أليس أوقف فأُسأل عن أمر هذا الخلق؟ فواللَّه لو رأيت أني عدلت فيهم لخفت على نفسي أن لا تقوم بحجّتها بين يدي اللَّه إلا أن يلقنها حجتها، فكيف بكثير مما صنعنا؟ قال: ثم فاضت عيناه، فلم يلبث إلا يسيرا بعدها حتى مات رحمه الله"
(3)
.
(1)
فيه سكين لم أجده، وذكر المحقق اختلافا في اسمه واسم أبيه في مصادر التخريج فلعله مصحف واللَّه أعلم، الرقة والبكاء (193) رقم (270)، وذكره ابن الجوزي في صفة الصفوة (3/ 162)، وابن قدامة في الرقة والبكاء (305).
(2)
ذكر المحقق أن الاسم مطموس ولم يبق منه إلا الحرف الأول وهو الألف، قلت: واستدركته من تاريخ دمشق.
(3)
إسناده ضعيف، فيه أيوب بن محمد العجلي اليمامي ضعفه ابن معين وغيره، انظر لسان الميزان (1/ 487)، المحتضرين (83) رقم (89)، ومن طريقه ابن عساكر في =
482 -
حدثني عبد الرحمن بن صالح، حدثنا محمد بن فضيل، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن عبيد اللَّه بن عبد الرحمن القرشي، عن عبد اللَّه بن عكيم قال:"خطبنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه فقال: اعلموا عباد اللَّه أنكم تغدون وتروحون في أجل قد غيب عنكم علمه، فإن استطعتم أن ينقضي وأنتم في عمل اللَّه فافعلوا، ولن تستطيعوا ذلك إلا باللَّه، فسارعوا في مهل أعماركم من قبل أن تقضى آجالكم، فيردّكم إلى أسوأ أعمالكم"
(1)
.
483 -
قال محمد بن الحسين: حدثني خلف بن إسماعيل قال: "سمعت رجلا مبتلى من هؤلاء الزمنى يقول: وعزّتك لو أمرت هوام الأرض فقسمتني مضغا، ما ازددت لك بتوفيقك إلا صبرا، وعنك بمنِّك وحمدك إلا رضا، قال خلف: وكان الجذام قد قطع يديه ورجليه، وعامة بدنه"
(2)
.
= تاريخ دمشق (45/ 254)، والغزالي في إحياء علوم الدين (4/ 697).
(1)
إسناده ضعيف؛ مداره على عبد الرحمن بن إسحاق وهو ضعيف التقريب (3823)، قصر الأمل (131) رقم (195)، وابن أبي شيبة في المصنف (7/ 91) رقم (34431)، هناد في الزهد (1/ 283) رقم (34431)، والحاكم في المستدرك (2/ 283 - 284) وقال:"حديث صحيح الإسناد"، وتعقبه الذهبي بقوله:"عبد الرحمن بن إسحاق كوفي ضعيف"، وأبو نعيم في الحلية (1/ 35)، والبيهقي في شعب الإيمان (7/ 364) رقم (10/ 594)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (30/ 330)، ونسبه السيوطي في الدر (8/ 120) إلى عبد بن حميد وابن المنذر.
(2)
فيه إسماعيل بن خلف، ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (3/ 373) ولم يذكر =
484 -
ذكر الحسين بن عبد الرحمن قال: قال ابن السماك: "تباركت يا عظيم، لو كانت المعاصي التي عصيتها طاعة أُطعت فيها، ما زاد على النعماء التي تبتليها
(1)
، وإنك لتزيد في الإحسان إلينا كأن الذي أتيناه من الإساءة إحسان، فلا أنت بكثرة الإساءة منا تدع الإحسان، ولا نحن بكثرة الإحسان منك إلينا عن الاساءة نقلع، أبيت إلا إحسانا وأبينا إلا إساء واجتراء، فمن ذا الذي يحصي نعمك، ويقوم بإحسانك وبأداء شكرك، إلا بتوفيقك ونعمك، ولقد فكّرت في طاعة المطيعين، فوجدت رحمتك مقدمة لطاعتهم، ولولا ذلك لما وصلوا إليها، فنسألك بالرحمة المتقدّمة للمطيعين قبل طاعتهم لما مننت على العاصين بعد معصيتهم"
(2)
.
485 -
حدثني إبراهيم بن عبد اللَّه قال: حدثني محمد بن إسماعيل بن عياش قال: حدثني أبي قال: حدثني صفوان بن عمرو، عن شريح بن عبيد
= فيه جرحا ولا تعديلا، ونسبه بقوله:"الخزاعي"، لكن وقع في الحلية (7/ 8) نسبته بقوله:"البرزاني" فاللَّه أعلم، الرضا عن اللَّه بقضائه والتسليم بأمره (67) رقم (66).
(1)
كذا في طبعتي السيد وشاحونة، واستغربها مجدي السيد، لكنها وردت في مخطوطة الظاهرية (ل 197 أ):"النعماء التي تنيلنيها"، وصححت في الهامش إلى:"النعم التي تنيلها"، ولعلها الأقرب.
(2)
إسناده ضعيف، شيخ المصنف مقبول التقريب (1336)، وأظنه منقطعًا بينه وبين ابن السماك؛ لأنه لم يذكر في شيوخه، مع أنهما من طبقة واحدة تقريبا، وليس في السند تصريح بالسماع واللَّه أعلم، حسن الظن باللَّه (80) رقم (91).
وغيره قال: "كان مروان بن الحكم
(1)
إذا ذكر الإسلام قال: بنعمة ربي لا بما قدّمت يديّ ولا بإرادتي، إني كنت خاطئا"
(2)
.
486 -
حدثني محمد بن إسحاق المسيّبي المخزومي قال: حدثنا أنس ابن عياض، عن يزيد بن أبي عبيد قال: قال سلمة بن الأكوع: "كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وأصحابه في سفر نحو حنين ذاهبين فقال رجل: يا عامر بن سنان
(3)
أسمعنا من هَنَاتِك
(4)
فنزل عامر فقال:
واللَّه لولا أنت ما اهتدينا
…
ولا تصدّقنا ولا صلّينا
فاغفر لذاك اليوم ما أتينا
…
وثبّت الأقدام إن لاقينا
(1)
هو مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية، أبو عبد الملك الأموي المدني، ولد على عهد النبي، ولم يره، اسكتتبه عثمان رضي الله عنه، ولي الخلافة في آخر سنة (64 هـ)، ومات سنة (65 هـ) وله ثلاث أو إحدى وستون سنة، لا تثبت له صحبة، أسد الغابة (1/ 1003)، التقريب (6567).
(2)
إسناده منقطع والأثر صحيح، محمد بن إسماعيل بن عياش لم يسمع من أبيه انظر التقريب (5772) والجرح والتعديل (7/ 189)، وإن كان هنا صرح بالسماع فاللَّه أعلم، لكن تابعه عند ابن أبي عاصم أبو اليمان وهو الحكم بن نافع البهراي ثقة ثبت، التقريب (1472)، الشكر (126) رقم (118)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (1/ 394) رقم (547).
(3)
هو عامر بن سنان بن عبد اللَّه بن قشير الأسلمي، المعروف بابن الأكوع، عم سلمة ابن عمرو بن الأكوع، ويقال أخوه، استشهد يوم خيبر، الإصابة (3/ 582)، الوافي بالوفيات (1/ 2321).
(4)
أي من كلماتك أو أراجيزك، كما في لسان العرب (15/ 365).