المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌المبحث الثاني: الآثار الواردة في النهي عن سبهم - الآثار المروية عن أئمة السلف في العقيدة من خلال كتب ابن أبي الدنيا - جـ ٢

[حميد بن أحمد نعيجات]

فهرس الكتاب

- ‌الفصل الرابع: الآثار الواردة في القدر

- ‌المبحث الأول: الآثار الواردة في حتمية القدر ووجوب وقوعه

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث الثاني: الآثار الواردة في القبضتين من أهل الجنة والنار

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث الثالث: الآثار الواردة في النهي عن الخصومة في القدر

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث الرابع: الآثار الواردة في مراتب القضاء والقدر

- ‌المطلب الأول: الآثار الواردة في مرتبة العلم

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب الثالث [*]: الآثار الواردة في مرتبة الكتابة

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب الثاني: الآثار الواردة في مرتبة المشيئة

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب الرابع: الآثار الواردة في مرتبة الخلق

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث الخامس: الآثار الواردة في الهداية والضلال

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث السادس: الآثار الواردة في نفي الجور عن اللَّه (العدل الإلهي)

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث السابع: الآثار الواردة في الرضا بالقضاء والقدر

- ‌المطلب الأول: الآثار الواردة في تعريفه

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب الثاني: الآثار الواردة في فضله

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب الثالث: الآثار الواردة في أنواع التسليم والرضا بالقدر وعلاقته بالأسباب

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب الرابع: الآثار الواردة في معنى موافقة المشيئة

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب الخامس: الآثار الواردة في علاقة الرضا بالمعرفة

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب السادس: الآثار الواردة في الفرق بين الرضا بالقدر والصبر عليه، وبين العزم على ذلك

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث الثامن: الآثار الواردة في ذم القدرية والتحذير منهم

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث التاسع: الآثار الواردة في براءة الحسن البصري من القدر

- ‌التحليل والتعليق

- ‌الباب الثالث: الآثار الواردة في مباحث الإيمان

- ‌الفصل الأول: الآثار الواردة في تعريف الإيمان

- ‌التحليل والتعليق

- ‌الفصل الثاني: الآثار الواردة في الزيادة والنقصان

- ‌التحليل والتعليق

- ‌الفصل الثالث: الآثار الواردة في الاستثناء

- ‌التحليل والتعليق

- ‌الفصل الرابع: الآثار الواردة في الإسلام والإيمان

- ‌التحليل والتعليق

- ‌القول الأول: من قال بالترادف بينهما

- ‌القول الثاني: قول من قال بالتغاير

- ‌القول الثالث: قول من قال بالتلازم بينهما

- ‌الفصل الخامس: الآثار الواردة في الأسماء والأحكام

- ‌المبحث الأول: الآثار الواردة في الأسماء

- ‌المطلب الأول: الآثار الواردة في أنواع الكفر

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب الثاني: الآثار الواردة في الحجاج بن يوسف

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب الثالث: الآثار الواردة في الولاء والبراء

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث الثاني: الآثار الواردة في الأحكام

- ‌المطلب الأول: الآثار الواردة في حكم عصاة الموحدين

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب الثاني: الآثار الواردة في أطفال المشركين

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب الثالث: الآثار الواردة في توبة القاتل

- ‌التحليل والتعليق

- ‌الباب الرابع: الآثار الواردة في الصحابة والإمامة

- ‌الفصل الأول: الآثار الواردة في الصحابة عموما، والخلفاء الراشدين خاصة

- ‌المبحث الأول: الآثار الواردة في فضائل الصحابة عموما

- ‌أولا: الآثار الواردة في أفضليتهم وخيريتهم وأسبقيتهم

- ‌ثانيا: الآثار الواردة في جهادهم ودفاعهم عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وحبهم له

- ‌ثالثا: الآثار الواردة في الألفة والتحاب فيما بينهم

- ‌رابعا: الآثار الواردة في كريم أفعالهم، ومحاسن أخلاقهم

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث الثاني: الآثار الواردة في النهي عن سبهم

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث الثالث: الآثار الواردة في فضائل أبي بكر الصديق رضي الله عنه

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث الرابع: الآثار الواردة في فضائل عمر بن الخطاب رضي الله عنه

- ‌أولا: الآثار الواردة في زهده وورعه

- ‌ثانيا: الآثار الواردة في عدله وخوفه في خلافته

- ‌ثالثا: الآثار الواردة في ثناء الناس عليه

- ‌رابعا: الآثار الواردة في بعض كراماته

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث الخامس: الآثار الواردة في في فضائل عثمان بن عفان رضي الله عنه

- ‌أولا: الآثار الواردة في بعض مناقبه

- ‌ثانيا: الآثار الواردة في صبره في محنته

- ‌ثالثا: الآثار الواردة في ثناء الناس عليه

- ‌رابعا: بعض كراماته

- ‌خامسا: براءة الصحابة من دمه

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث السادس: الآثار الواردة في فضائل علي بن أبي طالب رضي الله عنه

- ‌أولا: الآثار الواردة في تقدم إسلامه

- ‌ثانيا: الآثار الواردة في ثناء الناس عليه

- ‌ثالثا: الآثار الواردة في بعض كراماته

- ‌رابعا: الآثار الواردة في زهده وورعه وعبادته

- ‌خامسا: الآثار الواردة في جهاده وشجاعته

- ‌التحليل والتعليق

- ‌الفصل الثاني: الآثار الواردة في فضائل بقية العشرة رضي الله عنهم

- ‌المبحث الأول: الآثار الواردة في فضائل سعيد بن العاص رضي الله عنه

- ‌المبحث الثاني: الآثار الواردة في فضائل سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه

- ‌المبحث الثالث: الآثار الواردة في فضائل عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه

- ‌المبحث الرابع: الآثار الواردة في فضائل طلحة رضي الله عنه

- ‌المبحث الخامس: الآثار الواردة في فضائل أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه

- ‌المبحث السادس: الآثار الواردة في فضائل الزبير رضي الله عنه

- ‌الفصل الثالث: الآثار الواردة في فضائل بعض أهل البيت رضي الله عنهم

- ‌المبحث الأول: الآثار الواردة في فضائل العباس رضي الله عنه

- ‌المبحث الثاني: الآثار الواردة في فضائل الحسن بن علي رضي الله عنه

- ‌المبحث الثالث: الآثار الواردة في فضائل الحسين بن علي رضي الله عنه

- ‌المبحث الرابع: الآثار الواردة في فضائل عبد اللَّه بن جعفر رضي الله عنه

- ‌المبحث الخامس: الآثار الواردة في فضائل عبد اللَّه بن عباس رضي الله عنه

- ‌المبحث السادس: الآثار الواردة في فضائل عبيد اللَّه بن العباس رضي الله عنه

- ‌المبحث السابع: الآثار الواردة في فضائل عائشة رضي الله عنها

- ‌المبحث الثامن: الآثار الواردة في فضائل زينب بنت جحش رضي الله عنها

- ‌الفصل الرابع: الآثار الواردة في فضائل بقية الصحابة رضي الله عنهم

- ‌المبحث الأول: الآثار الواردة في فضائل عبد اللَّه بن سعيد بن العاص رضي الله عنه

- ‌المبحث الثاني: الآثار الواردة في فضائل مصعب بن عمير رضي الله عنه

- ‌المبحث الثالث: الآثار الواردة في فضائل ذي البجادين رضي الله عنه

- ‌المبحث الرابع: الآثار الواردة في فضائل عكرمة بن أبي جهل رضي الله عنه

- ‌المبحث الخامس: الآثار الواردة في فضائل بلال بن رباح رضي الله عنه

- ‌المبحث السادس: الآثار الواردة في فضائل أبي بن كعب رضي الله عنه

- ‌المبحث السابع: الآثار الواردة في فضائل البراء رضي الله عنه

- ‌المبحث الثامن: الآثار الواردة في فضائل خالد بن الوليد رضي الله عنه

- ‌المبحث التاسع: الآثار الواردة في فضائل سعد بن عبادة رضي الله عنه

- ‌المبحث العاشر: الآثار الواردة في فضائل أبي الدرداء رضي الله عنه

- ‌المبحث الحادي عشر: الآثار الواردة في فضائل سلمان رضي الله عنه

- ‌المبحث الثاني عشر: الواردة في فضائل الأشعث بن قيس رضي الله عنه

- ‌المبحث الثالث عشر: الآثار الواردة في فضائل لبيد بن ربيعة رضي الله عنه

- ‌المبحث الرابع عشر: الآثار الواردة في فضائل أبي موسى رضي الله عنه

- ‌المبحث الخامس عشر: الآثار الواردة في فضائل حجر بن عدي رضي الله عنه

- ‌المبحث السادس عشر: الآثار الواردة في فضائل أسامة بن زيد رضي الله عنه

- ‌المبحث السابع عشر: الآثار الواردة في فضائل حسان بن ثابت رضي الله عنه

- ‌المبحث الثامن عشر: الآثار الواردة في فضائل حكيم بن حزام رضي الله عنه

- ‌المبحث التاسع عشر: الآثار الواردة في فضائل أبي هريرة رضي الله عنه

- ‌المبحث العشرون: الآثار الواردة في فضائل عبد اللَّه بن عامر ابن كريز رضي الله عنه

- ‌المبحث الحادي والعشرون: الآثار الواردة في فضائل معاوية رضي الله عنه

- ‌المبحث الثاني والعشرون: الآثار الواردة في فضائل قيس بن سعد رضي الله عنه

- ‌المبحث الثالث والعشرون: الآثار الواردة في فضائل عبد اللَّه ابن عمرو رضي الله عنه

- ‌المبحث الرابع والعشرون: الآثار الواردة في فضائل عبد اللَّه ابن الزبير رضي الله عنه

- ‌المبحث الخامس والعشرون: الآثار الواردة في فضائل عبد اللَّه ابن عمر رضي الله عنه

- ‌المبحث السادس والعشرون: الآثار الواردة في فضائل طلحة ابن البراء رضي الله عنه

- ‌المبحث السابع والعشرون: الآثار الواردة في فضائل سهل بن سعد رضي الله عنه

- ‌المبحث الثامن والعشرون: الآثار الواردة في فضائل زيد بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه

- ‌المبحث التاسع والعشرون: الآثار الواردة في فضائل صعصعة رضي الله عنه

- ‌المبحث الثلاثون: الآثار الواردة في فضائل علبة بن زيد رضي الله عنه

- ‌المبحث الحادي والثلاثون: الآثار الواردة في فضائل النعمان ابن قوقل رضي الله عنه

- ‌المبحث الثاني والثلاثون: الآثار الواردة في فضائل أبي معلق رضي الله عنه

- ‌المبحث الثالث والثلاثون: الآثار الواردة في فضائل أسماء رضي الله عنها

- ‌الفصل الخامس: الآثار الواردة في مسائل الإمامة والفتن

- ‌المبحث الأول: الآثار الواردة في الإمامة

- ‌المطلب الأول: الآثار الواردة في وجوب طاعة الحكام

- ‌المطلب الثاني: الآثار الواردة في تحريم طاعة الحكام في المعصية، والإنكار بالقلب عنه العجز

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب الثالث: الآثار الواردة في النهي عن الطعن في الأمراء

- ‌المطلب الرابع: الآثار الواردة في النهي عن منازعة الملوك الأمر

- ‌المطلب الخامس: تحريم الخروج على الحكام

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب السادس: الآثار الواردة في المنهج العام للسلف في الإنكار على الحكام

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب السابع: الآثار الواردة في النهي عن التفرق والتحزب

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث الثاني: الآثار الواردة في التحذير من الخروج

- ‌المطلب الأول: الآثار الواردة في التحذير من الفتن والدماء، والتنازل عن الأمر خشية وقوعها

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب الثاني: الآثار الواردة في الخوف من فتح باب الخروج على الأمة

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب الثالث: الآثار الواردة في علاقة الغوغاء بالخروج

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب الرابع: الآثار الواردة في أن مآل الخروج إلى الفرقة والاختلاف

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب الخامس: الآثار الواردة في عدم الجدوى من الخروج

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب السادس: الآثار الواردة في خوف العواقب السيئة المترتبة على الخروج

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب السابع: الآثار الواردة في الخوف من الانتكاس وعدم الصبر على الابتلاء بعد الخروج

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب الثامن: الآثار الواردة في ظلم الحكام عقوبة لا تستقبل بالسيف، بل بالتوبة والتضرع

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب التاسع: الآثار الواردة في توبة الخارج على الحكام

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث الثالث: الآثار الواردة في موقف المسلم من الفتنة

- ‌المطلب الأول: الآثار الواردة في لزوم البيوت في الفتن

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب الثاني: الآثار الواردة في ندم من حضر في قتال فتنة

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب الثالث: الآثار الواردة في الارتحال عن بلد الفتنة

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب الرابع: الآثار الواردة في التعوذ من الفتن وتمني الموت قبل وقوعها

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث الرابع: الآثار الواردة في موقف الخوارج من أهل السنة

- ‌المطلب الأول: الآثار الواردة في تكفيرهم لخيار المسلمين

- ‌المطلب الثاني: الآثار الواردة في تقربهم إلى اللَّه -بزعمهم- بقتل المسلمين

- ‌المطلب الثالث: الآثار الواردة في أذيتهم لأهل السنة

- ‌التحليل والتعليق

الفصل: ‌المبحث الثاني: الآثار الواردة في النهي عن سبهم

‌المبحث الثاني: الآثار الواردة في النهي عن سبهم

.

642 -

حدثنا علي بن الجعد، ثنا شعبة عن يحيى بن الحصين قال: سمعت طارقا رضي الله عنه قال: "كان بين سعد وخالد رضي الله عنهما كلام، فذهب رجل يقع في خالد رضي الله عنه عند سعد رضي الله عنه، فقال: "مه، إن ما بيننا لم يبلغ ديننا"

(1)

.

643 -

نا الحسن بن أبي الربيع، أنا عبد الرزاق، أنا معمر، عن الزهري، عن عبد اللَّه بن صفوان قال: "قال رجل يوم صفين

(2)

: اللهم العن أهل الشام، فقال عليّ: لا تسبّ أهل الشام جما غفيرا؛ فإن فيها الأبدال فإن فيها الأبدال فإن فيها الأبدال"

(3)

.

(1)

الأثر صحيح، الغيبة والنميمة (103) رقم (111)، وأخرجه: أحمد في فضائل الصحابة (2/ 751) رقم (1311)، وابن أبي شيبة في المصنف (5/ 230) رقم (25535)، و (6/ 199) رقم (30642)، وأبو نعيم في الحلية (1/ 94)، والطبراني في المعجم الكبير (4/ 106) رقم (3810)، وأورده ابن الجوزي في صفة الصفوة (1/ 360)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (7/ 223):"رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح".

(2)

موضع بقرب الرقة على شاطئ الفرات، من الجانب الغربي، بين الرقة وبالس، وكانت وقعة صفين بين علي ومعاوية رضي الله عنهما في سنة (37 هـ)، معجم البلدان (3/ 414).

(3)

إسناده حسن، شيخ المصنف صدوق التقريب (1300)، الأولياء (30) رقم (70)، وابن المبارك في الجهاد رقم (192)، ومعمر في الجامع كما في المصنف (11/ 249) =

ص: 780

644 -

حدثنا خالد بن خداش وغيره، عن حماد بن زيد، عن علي بن زيد بن جدعان قال: "كنت جالسا إلى سعيد بن المسيّب

(1)

، فقال: يا أبا الحسن مر قائدك يذهب بك فتنظر إلى وجه هذا الرجل وإلى جسده، فانطلق، قال: فإذا وجهه وجه زنجيّ، وجسده أبيض، فقال سعيد: إني أتيت على هذا وهو يسبّ طلحة والزبير وعليا رحمة اللَّه عليهم، فنهيته فأبى، فقلت: إن كنت كاذبا فسوّد اللَّه وجهك، فخرجت في وجهه

= رقم (20455)، وأحمد في فضائل الصحابة (2/ 905) رقم (1726)، والفسوي في المعرفة والتاريخ (2/ 176)، والمقدسي في المختارة (2/ 11 - 112) رقم (485 - 486)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (1/ 337 - 340) واستقصى طرقه وبين بعض الفوائد الإسنادية فيها، وبلفظ مقارب الحاكم في المستدرك (4/ 553) وقال:"صحيح الإسناد ولم يخرجاه" ووافقه الذهبي، وصححه الألباني أيضا موقوفا في الضعيفة (6/ 565).

وقد ورد هذا الأثر بطرق مرفوعا وموقوفا، استقصاها السيوطي في الحاوي للفتاوي في رسالة خاصة (2/ 455 - 472)، وكذا العجلوني في كشف الخفاء (1/ 26)، ولا يصح رفعه كما في نص غير واحد من العلماء، انظر بحثا ضافيا للألباني في الضعيفة (2/ 339 - 341) مع الموضع السابق.

(1)

هو سعيد بن المسيب بن حزن بن أبي وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم القرشي المخزومي، أحد العلماء الأثبات، الفقهاء الكبار، اتفقوا على أن مرسلاته أصح المراسيل، وقال ابن المديني: لا أعلم في التابعين أوسع علما منه، مات بعد التسعين وقد ناهز الثمانين، التقريب (2396).

ص: 781

قرحة، فاسودّ وجهه"

(1)

.

645 -

حدثني ابن أبي رحمه الله

(2)

قال: حدثنا وضاح بن حسان قال: عن أبي المحيّاة يحيى بن يعلى، عن عمر بن الحكم، عن عمه قال:"خرجنا نريد مكة. . . ومعنا رجل يسبّ أبا بكر وعمر رضي الله عنهما، فنهيناه فلم ينته، فانطلق لبعض حاجته فاجتمع عليه الدَّبر، فاستغاث، فأغثناه، فحملت علينا، فرجعنا، فلم تقلع عنه حتى قطّعته"

(3)

.

646 -

حدثني سويد بن سعيد، عن أبي المحيّاة التيمي، حدثني مؤذن عنك!

(4)

قال: "قال خرجت أنا وعمي إلى مكران

(5)

، فكان معنا رجل

(1)

إسناده ضعيف، علي بن زيد بن جدعان ضعيف التقريب (4768)، مجابو الدعوة (99 - 100) رقم (68)، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (25/ 125)، وابن سعد في الطبقات (5/ 137)، وذكره الذهبي في السير (4/ 242).

(2)

كذا والمراد أب المصنف، كما ذكر المحقق.

(3)

إسناده ضعيف، فيه وضاح بن حسان انظر لسان الميزان (6/ 220)، لكن وقع السند عند ابن عساكر من طريق المصنف عن سويد بن سعيد به، وفيه إبهام عم عمر بن الحكم، العقوبات (200) رقم (313)، وأحمد في فضائل الصحابة (1/ 233) رقم (286)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (30/ 402)، وذكره الطبري في الرياض النضرة (1/ 369).

(4)

لعلها: "مؤذن عكا" كما في بعض مصادر التخريج.

(5)

مُكْران ولاية واسعة تشتمل على مدن وقرى، وهذه الولاية بين كرمان من غربيها وسجستان شماليها والبحر جنوبيها والهند في شرقيها، والغالب عليها المفاوز والضر والقحط، أما مَكْران فهى موضع ببلاد العرب، معجم البلدان (5/ 179 - 180).

ص: 782

يسبّ أبا بكر وعمر رضي الله عنهما، فنهيناه فلم ينته، فقلنا: اعتزلنا، فاعتزلنا، فلما دنا خروجنا ندَّ منا، فقلنا: لو صحبنا حتى نرجع إلى الكوفة، فلقينا غلام له، فقلنا له: قل لمولاك يعود إلينا، فقال: إن مولاي قد حدث به أمر عظيم، قد مسخت يداه يدي خنزير، قال: فأتيناه فقلنا: ارجع إلينا، قال: إنه قد حدث بي أمر عظيم، وأخرج ذراعيه، فإذا هما ذراعا خنزير، قال: فصحبنا حتى انتهينا إلى قرية من قرى السواد كثيرة الخنازير، فلما رآها صاح صيحة ووثب، فمُسخ خنزيرا، وخفي علينا، فجئنا بغلامه ومتاعه إلى الكوفة"

(1)

.

647 -

أخبرنا يحيى بن يوسف الزمي، أخبرنا شعيب بن صفوان، عن عبد الملك بن عمير

(2)

قال: "كان بالكوفة رجل يعطي الأكفان، فمات رجل، فقيل له فأخذ كفنا وانطلق، حتى دخل على الميت وهو مسجى، فتنفّس وألقى الثوب عن وجهه وقال: غرّوني، أهلكوني، النار النار، فقلنا له: قل: لا إله إلا اللَّه، قال: لا أستطيع أن أقولها، قيل: ولم؟ قال: لشتمي

(1)

إسناده ضعيف، فيه شيخ المصنف وقد سبق (167)، وإبهام المؤذن، مجابو الدعوة (100) رقم (69)، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (30/ 402)، والطبري في الرياض النضرة (1/ 369)، وذكره الحصني عن المصنف في دفع شبه من شبه وتمرد (89).

(2)

هو عبد الملك بن عمير بن سويد اللخمي، حليف بني عدي الكوفي، ثقة فصيح عالم، تغير حفظه، وربما دلس، مات سنة (136 هـ) وله مائة وثلاث سنين، التقريب (4200).

ص: 783

أبا بكر وعمر"

(1)

.

648 -

ذكر الوليد بن شجاع بن الوليد السكوني، أخبرنا أبي قال: "سمعت خلف بن حوشب

(2)

يقول: "مات رجل بالمدائن

(3)

فلما غطوا عليه ثوبه قام بعض القوم، وبقي بعضهم، فحرك الثوب أو فتحرك الثوب، فقال به فكشفه عنه فقال: "قوم مخضبة لحاهم في هذا المسجد يعني مسجد المدائن، يلعنون أبا بكر وعمر، ويتبرّؤون منهما، الذين جاؤوني يقبضون

(1)

إسناده لين؛ شعيب بن صفوان هو الكاتب مقبول التقريب (2819)، والأثر صحيح بطرقه، فقد كرره بسندين آخرين أحدهما صحيح إلى صاحب القصة وهو بشير أبو الخصيب وهو صاحب الأكفان حيث بلغ من اهتمام الراوي عنه وهو خلف بن تميم وهو صدوق، أنه سأل عنه وقال:"قلت: يا أبا الخصيب هذا الحديث الذي حدثتني بمشهد منك؟ قال: نعم، بصر عيني، وسمع أذني، قال خلف: فسألت عنه فذكروا عنه خيرا" قلت: لم أجد له ترجمة سوى أن ابن ماكولا ذكره في الإكمال (1/ 287): وقال: "روى عنه خلف بن خليفة خبرا حكاه ابن أبي الدنيا في من عاش بعد الموت"، من عاش بعد الموت (23 - 24) رقم (16)، ورقم (18) وفيه:"لعن اللَّه مشيخة الكوفة، غروني. . "، (19) أطول، وابن جرير في الرياض النضرة رقم (266)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (44/ 388).

(2)

هو خلف بن حوشب الكوفي، ثقة مات بعد (140 هـ)، التقريب (1728).

(3)

المدائن اسم لموضع بالعراق، كان مسكن الملوك من الأكاسرة الساسانية وغيرهم، فكان كل واحد منهم إذا ملك بنى لنفسه مدينة إلى جنب التي قبلها، وسماها باسم، فأولها المدينة العتيقة التي لزاب، ثم مدينة الإسكندر، ثم طيسفون من مدائنها، ثم اسفانبر، ثم مدينة يقال لها رومية، فسميت المدائن بذلك، وهي الآن قرية صغيرة، بينها وبين بغداد ستة فراسخ، معجم البلدان (5/ 74 - 75).

ص: 784

روحي يلعنونهم ويتبرؤون منهم، قلنا: يا فلان لعلك بليت من ذلك بشيء؟ فقال: أستغفر اللَّه، ثم كان كأنما كانت الحصاة فرمي بها"

(1)

.

649 -

حدثنا عيسى بن عبد اللَّه مولى بني تميم، عن شيخ من قريش من بني هاشم قال:"رأيت رجلا بالشام قد اسودّ نصف وجهه، وهو يغطّيه، فسألته عن سبب ذلك، فقال: نعم، قد جعلت للَّه عليّ أن لا يسألني عن تلك أحد إلا أخبرته، كنت شديد الوقيعة في علي بن أبي طالب رضي الله عنه كثير الذكر له بالمكروه، فبينا أنا ذات ليلة نائم، أتاني آت في منامي، فقال: أنت صاحب الوقيعة في علي، وضرب شقّ وجهي، فأصبحت وشقّ وجهي أسود هكذا"

(2)

.

650 -

حدثني أحمد بن أبي أحمد، عن أبي بكر بن محمد بن المغير، حدثني محمد بن علي السمان قال: سمعت رضوان السمان

(3)

قال: "كان لي جار في منزلي وسوقي، يشتم أبا بكر وعمر رضي الله عنهما قال: فكثر الكلام بيني وبينه، فلما كان ذات يوم شتمهما وأنا حاضر، فوقع بيني

(1)

إسناده حسن؛ شجاع صدوق ورع له أوهام التقريب (2765)، من عاش بعد الموت (24) رقم (17)، وابن جرير في الرياض النضرة (264)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (1/ 367).

(2)

إسناده ضعيف لإبهام الشيخ القرشي، المنامات (109) رقم (220) ورقم (292)، مقتل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه (26) رقم (8)، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (42/ 533)، وذكره ابن القيم في الروح (1/ 189) عن المصنف.

(3)

سيأتي أنه من الأخيار وأهل السنة، ولم أجد له ترجمة.

ص: 785

وبينه كلام، حتى تناولني وتناولته، فانصرفت إلى منزلي وأنا مغموم حزين، ألوم نفسي، قال: فنمت وتركت العشاء من الغم، فرأيت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في منامي من ليلتي، فقلت: يا رسول اللَّه، فلان جاري في منزلي وسوقي، وهو يسبّ أصحابك؟ قال: مَن مِن أصحابي؟ قلت: أبا بكر وعمر، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: خذ هذه المُدْيَة فاذبحه بها، قال: فأخذته فأضجعته فذبحته، فرأيت كأن يدي قد أصابت من دمه، قال: فألقيت المدية، وأهويت بيدي إلى الأرض أمسحها، فانتبهت وأنا أسمع الصراخ من نحو داره، فقلت: انظروا ما هذا الصراخ؟ قالوا: مات فلان فجاءة، فلما أصبحت نظرت إليه، فإذا خط موضع الذبح"

(1)

.

651 -

حدثني محمد بن إدريس الحنظلي قال: حدثني أحمد بن عبد الأعلى قال: أخبرني أبو روح

(2)

-رجل من الشيعة- قال: "كنا بمكة في المسجد

(1)

إسناده فيه من لم أعرفه، أحمد بن أبي أحمد أظنه الخليفة المعتضد واللَّه أعلم فقد أدبه المصنف، وقد رجح المحققان عبد القادر ومجدي السيد أنه أحمد بن حرب ولم أجد من ذكره في شيوخ المصنف واللَّه أعلم، لكن تابعه الحسين بن الأسود عند أحمد، المنامات (108 - 109) رقم (219)، وأحمد في فضائل الصحابة (1/ 299) رقم (394)، ونسبه ابن القيم في الروح (2/ 499 العموش) للقيرواني في كتاب البستان من قول بعض السلف، وذكره الحصني في دفع شبه من تمرد (87) وقال:"ومن ذلك: ما أخبر به علي بن محمد قال: سمعت رضوان اليماني وكان من الأخيار وأهل السنة" وفيه تزكية لرضوان ونسبته إلى اليمن.

(2)

لم أجد له ترجمة.

ص: 786