المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌المطلب الثالث: الآثار الواردة في أنواع التسليم والرضا بالقدر وعلاقته بالأسباب - الآثار المروية عن أئمة السلف في العقيدة من خلال كتب ابن أبي الدنيا - جـ ٢

[حميد بن أحمد نعيجات]

فهرس الكتاب

- ‌الفصل الرابع: الآثار الواردة في القدر

- ‌المبحث الأول: الآثار الواردة في حتمية القدر ووجوب وقوعه

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث الثاني: الآثار الواردة في القبضتين من أهل الجنة والنار

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث الثالث: الآثار الواردة في النهي عن الخصومة في القدر

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث الرابع: الآثار الواردة في مراتب القضاء والقدر

- ‌المطلب الأول: الآثار الواردة في مرتبة العلم

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب الثالث [*]: الآثار الواردة في مرتبة الكتابة

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب الثاني: الآثار الواردة في مرتبة المشيئة

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب الرابع: الآثار الواردة في مرتبة الخلق

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث الخامس: الآثار الواردة في الهداية والضلال

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث السادس: الآثار الواردة في نفي الجور عن اللَّه (العدل الإلهي)

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث السابع: الآثار الواردة في الرضا بالقضاء والقدر

- ‌المطلب الأول: الآثار الواردة في تعريفه

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب الثاني: الآثار الواردة في فضله

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب الثالث: الآثار الواردة في أنواع التسليم والرضا بالقدر وعلاقته بالأسباب

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب الرابع: الآثار الواردة في معنى موافقة المشيئة

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب الخامس: الآثار الواردة في علاقة الرضا بالمعرفة

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب السادس: الآثار الواردة في الفرق بين الرضا بالقدر والصبر عليه، وبين العزم على ذلك

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث الثامن: الآثار الواردة في ذم القدرية والتحذير منهم

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث التاسع: الآثار الواردة في براءة الحسن البصري من القدر

- ‌التحليل والتعليق

- ‌الباب الثالث: الآثار الواردة في مباحث الإيمان

- ‌الفصل الأول: الآثار الواردة في تعريف الإيمان

- ‌التحليل والتعليق

- ‌الفصل الثاني: الآثار الواردة في الزيادة والنقصان

- ‌التحليل والتعليق

- ‌الفصل الثالث: الآثار الواردة في الاستثناء

- ‌التحليل والتعليق

- ‌الفصل الرابع: الآثار الواردة في الإسلام والإيمان

- ‌التحليل والتعليق

- ‌القول الأول: من قال بالترادف بينهما

- ‌القول الثاني: قول من قال بالتغاير

- ‌القول الثالث: قول من قال بالتلازم بينهما

- ‌الفصل الخامس: الآثار الواردة في الأسماء والأحكام

- ‌المبحث الأول: الآثار الواردة في الأسماء

- ‌المطلب الأول: الآثار الواردة في أنواع الكفر

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب الثاني: الآثار الواردة في الحجاج بن يوسف

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب الثالث: الآثار الواردة في الولاء والبراء

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث الثاني: الآثار الواردة في الأحكام

- ‌المطلب الأول: الآثار الواردة في حكم عصاة الموحدين

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب الثاني: الآثار الواردة في أطفال المشركين

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب الثالث: الآثار الواردة في توبة القاتل

- ‌التحليل والتعليق

- ‌الباب الرابع: الآثار الواردة في الصحابة والإمامة

- ‌الفصل الأول: الآثار الواردة في الصحابة عموما، والخلفاء الراشدين خاصة

- ‌المبحث الأول: الآثار الواردة في فضائل الصحابة عموما

- ‌أولا: الآثار الواردة في أفضليتهم وخيريتهم وأسبقيتهم

- ‌ثانيا: الآثار الواردة في جهادهم ودفاعهم عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وحبهم له

- ‌ثالثا: الآثار الواردة في الألفة والتحاب فيما بينهم

- ‌رابعا: الآثار الواردة في كريم أفعالهم، ومحاسن أخلاقهم

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث الثاني: الآثار الواردة في النهي عن سبهم

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث الثالث: الآثار الواردة في فضائل أبي بكر الصديق رضي الله عنه

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث الرابع: الآثار الواردة في فضائل عمر بن الخطاب رضي الله عنه

- ‌أولا: الآثار الواردة في زهده وورعه

- ‌ثانيا: الآثار الواردة في عدله وخوفه في خلافته

- ‌ثالثا: الآثار الواردة في ثناء الناس عليه

- ‌رابعا: الآثار الواردة في بعض كراماته

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث الخامس: الآثار الواردة في في فضائل عثمان بن عفان رضي الله عنه

- ‌أولا: الآثار الواردة في بعض مناقبه

- ‌ثانيا: الآثار الواردة في صبره في محنته

- ‌ثالثا: الآثار الواردة في ثناء الناس عليه

- ‌رابعا: بعض كراماته

- ‌خامسا: براءة الصحابة من دمه

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث السادس: الآثار الواردة في فضائل علي بن أبي طالب رضي الله عنه

- ‌أولا: الآثار الواردة في تقدم إسلامه

- ‌ثانيا: الآثار الواردة في ثناء الناس عليه

- ‌ثالثا: الآثار الواردة في بعض كراماته

- ‌رابعا: الآثار الواردة في زهده وورعه وعبادته

- ‌خامسا: الآثار الواردة في جهاده وشجاعته

- ‌التحليل والتعليق

- ‌الفصل الثاني: الآثار الواردة في فضائل بقية العشرة رضي الله عنهم

- ‌المبحث الأول: الآثار الواردة في فضائل سعيد بن العاص رضي الله عنه

- ‌المبحث الثاني: الآثار الواردة في فضائل سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه

- ‌المبحث الثالث: الآثار الواردة في فضائل عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه

- ‌المبحث الرابع: الآثار الواردة في فضائل طلحة رضي الله عنه

- ‌المبحث الخامس: الآثار الواردة في فضائل أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه

- ‌المبحث السادس: الآثار الواردة في فضائل الزبير رضي الله عنه

- ‌الفصل الثالث: الآثار الواردة في فضائل بعض أهل البيت رضي الله عنهم

- ‌المبحث الأول: الآثار الواردة في فضائل العباس رضي الله عنه

- ‌المبحث الثاني: الآثار الواردة في فضائل الحسن بن علي رضي الله عنه

- ‌المبحث الثالث: الآثار الواردة في فضائل الحسين بن علي رضي الله عنه

- ‌المبحث الرابع: الآثار الواردة في فضائل عبد اللَّه بن جعفر رضي الله عنه

- ‌المبحث الخامس: الآثار الواردة في فضائل عبد اللَّه بن عباس رضي الله عنه

- ‌المبحث السادس: الآثار الواردة في فضائل عبيد اللَّه بن العباس رضي الله عنه

- ‌المبحث السابع: الآثار الواردة في فضائل عائشة رضي الله عنها

- ‌المبحث الثامن: الآثار الواردة في فضائل زينب بنت جحش رضي الله عنها

- ‌الفصل الرابع: الآثار الواردة في فضائل بقية الصحابة رضي الله عنهم

- ‌المبحث الأول: الآثار الواردة في فضائل عبد اللَّه بن سعيد بن العاص رضي الله عنه

- ‌المبحث الثاني: الآثار الواردة في فضائل مصعب بن عمير رضي الله عنه

- ‌المبحث الثالث: الآثار الواردة في فضائل ذي البجادين رضي الله عنه

- ‌المبحث الرابع: الآثار الواردة في فضائل عكرمة بن أبي جهل رضي الله عنه

- ‌المبحث الخامس: الآثار الواردة في فضائل بلال بن رباح رضي الله عنه

- ‌المبحث السادس: الآثار الواردة في فضائل أبي بن كعب رضي الله عنه

- ‌المبحث السابع: الآثار الواردة في فضائل البراء رضي الله عنه

- ‌المبحث الثامن: الآثار الواردة في فضائل خالد بن الوليد رضي الله عنه

- ‌المبحث التاسع: الآثار الواردة في فضائل سعد بن عبادة رضي الله عنه

- ‌المبحث العاشر: الآثار الواردة في فضائل أبي الدرداء رضي الله عنه

- ‌المبحث الحادي عشر: الآثار الواردة في فضائل سلمان رضي الله عنه

- ‌المبحث الثاني عشر: الواردة في فضائل الأشعث بن قيس رضي الله عنه

- ‌المبحث الثالث عشر: الآثار الواردة في فضائل لبيد بن ربيعة رضي الله عنه

- ‌المبحث الرابع عشر: الآثار الواردة في فضائل أبي موسى رضي الله عنه

- ‌المبحث الخامس عشر: الآثار الواردة في فضائل حجر بن عدي رضي الله عنه

- ‌المبحث السادس عشر: الآثار الواردة في فضائل أسامة بن زيد رضي الله عنه

- ‌المبحث السابع عشر: الآثار الواردة في فضائل حسان بن ثابت رضي الله عنه

- ‌المبحث الثامن عشر: الآثار الواردة في فضائل حكيم بن حزام رضي الله عنه

- ‌المبحث التاسع عشر: الآثار الواردة في فضائل أبي هريرة رضي الله عنه

- ‌المبحث العشرون: الآثار الواردة في فضائل عبد اللَّه بن عامر ابن كريز رضي الله عنه

- ‌المبحث الحادي والعشرون: الآثار الواردة في فضائل معاوية رضي الله عنه

- ‌المبحث الثاني والعشرون: الآثار الواردة في فضائل قيس بن سعد رضي الله عنه

- ‌المبحث الثالث والعشرون: الآثار الواردة في فضائل عبد اللَّه ابن عمرو رضي الله عنه

- ‌المبحث الرابع والعشرون: الآثار الواردة في فضائل عبد اللَّه ابن الزبير رضي الله عنه

- ‌المبحث الخامس والعشرون: الآثار الواردة في فضائل عبد اللَّه ابن عمر رضي الله عنه

- ‌المبحث السادس والعشرون: الآثار الواردة في فضائل طلحة ابن البراء رضي الله عنه

- ‌المبحث السابع والعشرون: الآثار الواردة في فضائل سهل بن سعد رضي الله عنه

- ‌المبحث الثامن والعشرون: الآثار الواردة في فضائل زيد بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه

- ‌المبحث التاسع والعشرون: الآثار الواردة في فضائل صعصعة رضي الله عنه

- ‌المبحث الثلاثون: الآثار الواردة في فضائل علبة بن زيد رضي الله عنه

- ‌المبحث الحادي والثلاثون: الآثار الواردة في فضائل النعمان ابن قوقل رضي الله عنه

- ‌المبحث الثاني والثلاثون: الآثار الواردة في فضائل أبي معلق رضي الله عنه

- ‌المبحث الثالث والثلاثون: الآثار الواردة في فضائل أسماء رضي الله عنها

- ‌الفصل الخامس: الآثار الواردة في مسائل الإمامة والفتن

- ‌المبحث الأول: الآثار الواردة في الإمامة

- ‌المطلب الأول: الآثار الواردة في وجوب طاعة الحكام

- ‌المطلب الثاني: الآثار الواردة في تحريم طاعة الحكام في المعصية، والإنكار بالقلب عنه العجز

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب الثالث: الآثار الواردة في النهي عن الطعن في الأمراء

- ‌المطلب الرابع: الآثار الواردة في النهي عن منازعة الملوك الأمر

- ‌المطلب الخامس: تحريم الخروج على الحكام

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب السادس: الآثار الواردة في المنهج العام للسلف في الإنكار على الحكام

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب السابع: الآثار الواردة في النهي عن التفرق والتحزب

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث الثاني: الآثار الواردة في التحذير من الخروج

- ‌المطلب الأول: الآثار الواردة في التحذير من الفتن والدماء، والتنازل عن الأمر خشية وقوعها

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب الثاني: الآثار الواردة في الخوف من فتح باب الخروج على الأمة

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب الثالث: الآثار الواردة في علاقة الغوغاء بالخروج

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب الرابع: الآثار الواردة في أن مآل الخروج إلى الفرقة والاختلاف

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب الخامس: الآثار الواردة في عدم الجدوى من الخروج

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب السادس: الآثار الواردة في خوف العواقب السيئة المترتبة على الخروج

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب السابع: الآثار الواردة في الخوف من الانتكاس وعدم الصبر على الابتلاء بعد الخروج

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب الثامن: الآثار الواردة في ظلم الحكام عقوبة لا تستقبل بالسيف، بل بالتوبة والتضرع

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب التاسع: الآثار الواردة في توبة الخارج على الحكام

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث الثالث: الآثار الواردة في موقف المسلم من الفتنة

- ‌المطلب الأول: الآثار الواردة في لزوم البيوت في الفتن

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب الثاني: الآثار الواردة في ندم من حضر في قتال فتنة

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب الثالث: الآثار الواردة في الارتحال عن بلد الفتنة

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب الرابع: الآثار الواردة في التعوذ من الفتن وتمني الموت قبل وقوعها

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث الرابع: الآثار الواردة في موقف الخوارج من أهل السنة

- ‌المطلب الأول: الآثار الواردة في تكفيرهم لخيار المسلمين

- ‌المطلب الثاني: الآثار الواردة في تقربهم إلى اللَّه -بزعمهم- بقتل المسلمين

- ‌المطلب الثالث: الآثار الواردة في أذيتهم لأهل السنة

- ‌التحليل والتعليق

الفصل: ‌المطلب الثالث: الآثار الواردة في أنواع التسليم والرضا بالقدر وعلاقته بالأسباب

‌المطلب الثالث: الآثار الواردة في أنواع التسليم والرضا بالقدر وعلاقته بالأسباب

.

512 -

حدثني أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم العبدي، حدثنا عامر ابن صالح، عن هشام بن عروة، عن أبيه

(1)

: "أنه خرج إلى الوليد بن عبد الملك حتى إذا كانوا بوادي القرى

(2)

وجد في رجله شيئًا، فظهرت به قرحة، وكانوا على رواحل فأرادوه أن يركب محملا فأبى عليهم، فرحلوا ناقة له بمحمل فركبها ولم يركب محملا قبل ذلك، فلما أصبح تلا هذه الآية:{مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا}

(3)

، حتى فرغ منها، فقال: لقد أنعم اللَّه على هذه الأمة في هذه المحامل بنعمة لا يؤدّون شكرها، وترقّى في رجله الوجع، حتى قدم على الوليد، فلما رآه الوليد قال: يا أبا عبد اللَّه اقطعها؛ فإني أخاف أن يبالغ فوق ذلك، قال: فدونك، فدعا له الطبيب، فقال له: اشرب المُرقِد

(4)

، قال: لا أشرب

(1)

هو عروة بن الزبير بن العوام بن خويلد الأسدي، أبو عبد اللَّه المدني، ثقة فقيه مشهور، له أخبار في العبادة وتلاوة القرآن والتجلد، مات سنة (94 هـ) على الصحيح ومولده في أوائل خلافة عثمان، مشاهير علماء الأمصار (64)، التقريب (5461).

(2)

هو واد بين المدينة والشام من أعمال المدينة كثير القرى، فتحها النبي عنوة ثم صولحوا على الجزية، معجم البلدان (5/ 345).

(3)

سورة فاطر، الآية (2).

(4)

دواء يُرْقِد من يشربه، مختار الصحاح (267)، وهو المعروف اليوم بالبنج ونحوه.

ص: 626

مُرقِدا أبدا

(1)

، قال: فعذرها الطبيب واحتاط بشيء من اللحم مخافة أن يبقى منها شيء فيرقى، فأخذ منشارا فأمسّه بالنار واتّكأ له عروة، فقطعها من نصف الساق، فما زاد على أن يقول: حسّ حسّ

(2)

، فقال الوليد: ما رأيت شيخا قط أصبر من هذا

(3)

، وأصيب عروة بابن له يقال له: محمد في ذلك السفر، ودخل اصطبل دواب من الليل ليبول، فركضته بغلة فقتلته، وكان من أحب ولده إليه

(4)

، ولم يُسمَع من عروة في ذلك كلمة، حتى رجع فلما كان بوادي القرى قال:{لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا}

(5)

، اللهم كان لي بنون سبعة، فأخذت منهم واحدا وأبقيت ستة، وكانت لي أطراف أربعة فأخذت مني طرفا وبقيت ثلاث، وأيمك لئن ابتليت لقد عافيت، ولئن أخذت لقد أبقيت، فلما قدم المدينة جاء رجل من قومه

(1)

وفي رقم (164): "ما كنت لأشرب شيئًا يحول بيني وبين ذكر ربي عز وجل"، وفي (164):"واللَّه ما يسرني أن هذا الحائط وقاني ألمها"، وفي رقم (172):"إنما ابتلاني ليرى صبري فأعارض أمره بدفع"، قلت: وهذا إذا كان ترك شيئًا محرما وصبر، أما شيئًا مباحا فلا يكون دفعا بل هو مقارعة الأقدار بالأقدار واللَّه أعلم.

(2)

"أخذها بيده وقال: اللهم إنك تعلم أني لم أنقلها إلى معصية لك قط" رقم (137)، وانظر رقم (140)، وفي رقم (140) أنه:"أمر بها فغسلت، وطيبت، ولفت في قبطية، ثم بعث بها إلى مقابر المسلمين".

(3)

"وعاش بعد ذلك سنين، وكان من أصبر الناس" رقم (136).

(4)

وفي رقم (165) أنه: "كان حسن الوجه".

(5)

سورة الكهف، من الآية (62).

ص: 627

يقال له عطاء بن ذويب فقال: يا أبا عبد اللَّه واللَّه ما كنا نحتاج أن نسابق بك، ولا أن نصارع بك، ولكنا كنا نحتاج إلى رأيك، والأنس بك، فأما ما أصبت به فهو أمر ذخره اللَّه لك، وأما ما كنا نحب أن يبقى لنا منك فقد بقى

(1)

"

(2)

.

513 -

حدثنا محمد بن علي بن الحسن، قال: حدثنا: إبراهيم بن الأشعث، قال: قال فضيل بن عياض: "ما اهتممت لرزق أبدا، أو قال: "إني لأستحيي من ربي أن أحزن لرزقي بعد رضائه"

(3)

.

(1)

وكانت هذه التعزية بعد رجوعه إلى المدينة وقوله: "لا أدخل المدينة إنما أنا بها بين شامت بنكبة، أو حاسد على نعمة، فمضى إلى قصره بالعقيق. . . "، وفيها قوله:"يا عيسى ما عزّاني أحد بمثل ما عزيتني" انظر رقم (166).

(2)

إسناده ضعيف جدا؛ عامر بن صالح هو الزبيري متروك الحديث، وأفرط فيه ابن معين فكذبه، وكان عالما بالأخبار التقريب (3113)، والأثر صحيح بمجموع طرقه -غير طريق المصنف لضعفها الشديد- وبعضها حسن والآخر منها صحيح، المرض والكفارات (115 - 117) رقم (139)، والأثر أخرجه من طرق متعددة وكرره عدة مرات مختصرا ومطولا وفي كل طريق تقريبا لفظة زائدة أو عبارة جديدة أشرت إليها في موضعها من هذا الأثر -الذي جعلته أصلا- بحاشية مستقلة، الهم والحزن (54) رقم (28)، والبيهقي في شعب الإيمان (7/ 197) رقم (9978)، وكذا ابن عساكر في تاريخ دمشق (40/ 262)، وذكره الذهبي في السير (4/ 430).

(3)

إسناده حسن، فيه ابن الأشعث وقد سبق (233)، القناعة والتعفف (53) رقم (106).

ص: 628

514 -

حدثني يعقوب بن إبراهيم العبدي، ومحمد بن عباد العكلي، قالا: حدثنا يحيى بن عبد الملك عن أبي غنية قال: ثنا زمعة قال: كتب بعض بني أمية إلى أبي حازم يعزم عليه أن يرفع إليه حوائجه فكتب إليه: "أما بعد: فقد جاءني كتابك تعزم عليّ إلا رفعت فيه إليك حوائجي، وهيهات رفعت حوائجي إلى من لا تقضى

(1)

الحوائج دونه، فما أعطاني منها قبلت، وما أمسك عني منها رضيت"

(2)

.

515 -

حدثنا هارون بن عبد اللَّه قال: حدثنا محمد بن الحسن المخزومي قال: حدثني القاسم بن نافع، عن جسر، عن عامر بن عبد قيس قال: "ما أبالي ما فاتني من الدنيا بعد آيات في كتاب اللَّه قوله: {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ}

(3)

، وقوله:{مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ}

(4)

،

(1)

قراءتها في المخطوط هكذا بعد تأمل، ووردت في المطبوع "تعتصر"، ووردت في الحلية "تختزل"، وفي تاريخ دمشق "يختزل"، وعند البيهقي "تحجب"، ولعل الأقرب ما ذكرته وهو محتمل في المخطوط واللَّه أعلم.

(2)

إسناده ضعيف، فيه زمعة وهو الجندي ضعيف التقريب (2046)، لكن الأثر حسن فقد تابعه ابن عيينة عند البيهقي، القناعة والتعفف (47) رقم (86)، وابن السني في القناعة رقم (10)، وأبو نعيم في الحلية (3/ 237)، والبيهقي في شعب الإيمان (2/ 313) رقم (1915) وذكره برقم (1301) دون إسناد، وبرقم (7407)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (22/ 28، 32).

(3)

سورة هود، الآية (6).

(4)

سورة فاطر، من الآية (2).

ص: 629

قوله: {وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (17)}

(1)

"

(2)

.

516 -

حدثنا الحسين قال: حدثنا إسحاق بن إسماعيل وأحمد بن إبراهيم قالا: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم قال: أخبرني زياد بن أبي حسان: أنه شهد عمر بن عبد العزيز حين دفن ابنه عبد الملك قال: "فلما سوّي عليه قبره بالأرض، وجعلوا في قبره خشبتين من زيتون، إحداهما عند رأسه، والأخرى عند رجليه، ثم جعل بينه وبين القبلة، ثم استوى قائما، وأحاط به الناس فقال: رحمك اللَّه يا بني، فقد كنت برا بأبيك، وما زلت منذ وهبك اللَّه لي مسرورا بك، ولا واللَّه ما كنت قط أشد سرورا ولا أرجى لحظي من اللَّه فيك منذ وضعتك في الموضع الذي صيّرك اللَّه إليه،

(1)

سورة الأنعام، الآية (17).

(2)

إسناده ضعيف، فيه جسر بن فرقد ذكره ابن الجوزي في الضعفاء والمتروكين (1/ 28) وقال:"ضعيف"، انظر لسان الميزان (2/ 104)، لكنه توبع عند البيهقي وغيره فالأثر حسن، الرضا عن اللَّه بقضائه والتسليم بأمره (80) رقم (88)، والبيهقي في شعب الإيمان (2/ 112) رقم (1326) بلفظ مقارب، وابن عساكر في تاريخ دمشق (26/ 35)، وذكره السيوطي في الدر (7/ 5) ونسبه إلى ابن المنذر، وذكره ابن الجوزي في صفة الصفوة (3/ 207)، وذكره ابن خلكان في وفيات الأعيان (4/ 49) وعلق بقوله:"وكان ولده المذكور شابا سريا، من كبار الصالحين، وهو معدود في جملة من قتلهم محبة الباري سبحانه وتعالى، وهم مذكورون في جزء سمعناه قديما، ولا أذكر الآن من مؤلفه".

ص: 630

فرحمك اللَّه، وغفر لك ذنبك، وجزاك بأحسن عملك وتجاوز عن سيّئه، ورحم كل شافع يشفع لك بخير من شاهد وغائب، رضينا بقضاء اللَّه وسلمنا لأمره، والحمد للَّه رب العالمين، ثم انصرف"

(1)

.

517 -

حدثنا الحسين بن علي بن يزيد قال: قال رجل لفتح الموصلى

(2)

: ادع اللَّه فقال: "اللهم هَبْنا عطاءك، ولا تكشف عنا غطاءك، وارضنا بقضائك"

(3)

.

518 -

حدثنا إسحاق بن إسماعيل قال: حدثنا وكيع، عن سفيان، عن أبي حيان التيمي قال: "دخلوا على سويد بن مثعبة

(4)

-وكان من

(1)

إسناده ضعيف جدا، فيه زياد بن أبي حسان أورده ابن الجوزي في الضعفاء والمتروكين (1/ 299)، وانظر لسان الميزان (2/ 494)، الرضا عن اللَّه بقضائه والتسليم بأمره (78) رقم (84)، وأحمد في الزهد (300 - 301)، ومن طريقه أبو نعيم في الحلية بسياق أطول (5/ 356)، وكذا ابن أبي جرادة في بغية الطلب في تاريخ حلب (3949)، وأخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (19/ 138)(37/ 52)، جميعهم بطرق عن زياد به.

(2)

هو فتح بن سعيد الموصلي، شيخ الصوفية انظر ترجمته في الحلية (8/ 292)، وتاريخ الإسلام (1/ 1652).

(3)

إسناده حسن، شيخ المصنف صدوف التقريب (1345)، الرضا عن اللَّه بقضائه والتسليم بأمره (78) رقم (85)، ومن طريقه أبو نعيم في الحلية (8/ 293).

(4)

هو سويد بن مثعبة اليربوعي من بني تميم، وكان من أصحاب الخطط الذين اختطوا بالكوفة أيام عمر بن الخطاب، وكان كبيرا، ولم يرو عن عمر شيئًا، وكان عابدا مجتهدا، طبقات ابن سعد (6/ 160).

ص: 631

أفاضل أصحاب عبد اللَّه- وأهله تقول له: نفسي فداؤك، أما نطعمك؟ أما نسقيك؟ قال: فأجابها بصوت له ضعيف: دبرت الحراقف

(1)

، وطالت الضجعة، واللَّه ما يسرّني أن اللَّه نقصني منه قدر قلامة"

(2)

.

519 -

حدثني محمد بن عباد بن موسى، عن محمد بن مسعر اليربوعي قال: حدثنا عطيّة بن سليمان قال: "صليت الجمعة ثم انصرفت، فجلست إلى يونس بن عبيد حتى صلينا العصر، فقال: هل لكم في جنازة فلان؟ فمشينا ناحية بني سعد فصلينا على جنازة، ثم قال: هل لكم في فلان العابد نعوده؟ فأتينا رجلا قد وقعت فيه الخبيثة حتى أبدت عن أضراسه، فكان إذا أراد أن يتكلّم دعا بقعب

(3)

من ماء، وبقطنة فيبلّ لسانه حتى يبتلّ، ثم يتكلّم بكلمات يحسن فيهن، فلما دخلنا عليه دعا بالقَدَح ليفعل ما كان يفعل، فبينما هو بلّ لسانه إذ سقطت حدقتاه في القدح، فأخذ بهما، فمسهما بيده، ثم قال: إني لأجد فيهما دسما، وما

(1)

قال ابن منظور في لسان العرب (9/ 46): "الحرقفة عظم الحجبة، وهي رأس الورك، يقال للمريض إذا طالت ضجعته: دبرت حراقفه. . . والجمع الحراقف".

(2)

إسناده صحيح، الرضا عن اللَّه بقضائه والتسليم بأمره (73) رقم (78)، والمرض والكفارات برقم (197)، ونعيم في زيادات الزهد لابن المبارك برقم (463)، وابن سعد في الطبقات (6/ 160)، وأحمد في الزهد (359)، وابن الجوزي في المنتظم (5/ 47)، وذكره في صفة الصفوة (4/ 14)، وكذا في الثبات عند الممات (49)، وابن منظور في شرح كلمة "الحراقف" انظر الهامش السابق.

(3)

القعب هو القدح الضخم الغليظ الجافي، انظر لسان العرب (11/ 235).

ص: 632

كنت أظنه بقى فيهما، ثم استقبل القبلة فقال: الحمد للَّه الذي أعطانيهما فأمتعني بهما شبابي وصحّتي، حتى إذا فنيت أيامي وحضر أجلي، أخذهما مني ليبدلني بهما إن شاء اللَّه خيرا منهما، فقال له يونس: قد كنا تهيّأنا لنعزّيك، فنحن الآن نستهنئك، فقال خيرا ودعا"

(1)

.

520 -

حدثني علي بن الحسين قال: "كان رجل بالمصيصة

(2)

ذاهب النصف الأسفل لم يبق منه إلا روحه في بعض جسده، ضرير على سرير مثقوب، فدخل عليه داخل فقال له: كيف أصبحت يا أبا محمد؟ قال: ملك الدنيا، منقطع إلى اللَّه ما لي إليه من حاجة إلا أن يتوفّاني على الإسلام"

(3)

.

521 -

حدثني سلمة بن شبيب قال: حدثنا سهل بن عاصم قال: حدثنا محمد بن عيينة، عن مخلد بن حسين قال: "كان بالبصرة رجل يقال

(1)

إسناده ضعيف، فيه عطية بن سليمان مجهول التقريب (4651)، الرضا عن اللَّه بقضائه والتسليم بأمره (67 - 68) رقم (68)، وذكره ابن الجوزي في صفة الصفوة (4/ 14 - 15).

(2)

مدينة على شاطئ جيحان، من ثغور الشام، بين أنطاكية وبلاد الروم، تقارب طرسوس، وكانت من مشهور ثغور الإسلام، قد رابط بها الصالحون قديما، وبها بساتين كثيرة، يسقيها جيحان، معجم البلدان (5/ 145).

(3)

إسناده صحيح، الرضا عن اللَّه بقضائه والتسليم بأمره (66) رقم (65)، ومن طريقه أبو نعيم في الحلية (10/ 182)، وكذا ابن أبي جرادة في بغية الطلب في تاريخ حلب (10/ 4617)، وذكره ابن الجوزي في صفة الصفوة (4/ 287).

ص: 633

له: شداد، أصابه الجذام فتقطّع، فدخل عليه عوّاده من أصحاب الحسن فقالوا له: كيف تجدك؟ قال: بخير، قال: أما إنه ما فاتني جزئي بالليل منذ سقطت، وما بي إلا أني لا أقدر على أن أحضر صلاة الجماعة"

(1)

.

522 -

حدثني محمد بن عباد بن موسى، عن الحسن بن علي البصري

(2)

قال: "أصبح أعرابي وقد مات له أباعر كثير فقال:

لا والذي أنا عبد في عبادته

لولا شماتة أعاديه أظن

(3)

فما سرّني أن إبلى في مباركها

وأن شيئًا قضاه اللَّه لم يكن

(4)

(1)

إسناده حسن، محمد بن عيينة هو الفزاري مقبول التقريب (6252)، لكن قال ابن سعد في الطبقات (7/ 491):"كان عالما"، فلعل مثل هذه القصص مقبولة عنه واللَّه أعلم، لا سيما وأن الترمذي حسن حديثه في السنن برقم (2677)، الرضا عن اللَّه بقضائه والتسليم بأمره (48) رقم (41)، وأبو نعيم في الحلية (1/ 146)، وذكره ابن الجوزي رحمه الله في صفة الصفوة (3/ 364).

(2)

هو الحسن بن علي بن راشد الواسطي نزيل البصرة، صدوق رمي بشيء من التدليس التقريب (1268)، وليس الهذلي المجهول كما استظهره المحقق السلفي، لأن هذا الأخير روى عن سقط وروى عنه سقط كما في الجرح والتعديل (3/ 21)، لا سيما وأن الراوي عنه قيل فيه:"وأصله كوفي، ويقال: واسطي، وكان صاحب أخبار وحفظ لأيام الناس" كما في ترجمته من تهذيب الكمال.

(3)

كذا في طبعة مصطفى عطا، وفي طبعة السلفي "لولا لسماره اعداد وبى أحن" هكذا، وقرأتها من المخطوطة الظاهرية "ل 164 ب":"لولا شماتة أعداء ذوي إحن" وهو الأولى واللَّه أعلم.

(4)

إسناده حسن، فيه شيخُ شيخِ المصنف وقد سبق قريبا، الرضا عن اللَّه بقضائه والتسليم بأمره (26 - 27) رقم (11).

ص: 634

523 -

حدثنا علي بن الجعد قال: أخبرنا معاوية، عن الأعمش، عن أبي ظبيان، عن علقمة {يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ}

(1)

قال: "هي المصيبة تصيب الرجل فيعلم أنها من عند اللَّه فيسلّم لها ويرضى"

(2)

.

524 -

حدثت عن إسحاق بن موسى الخطمي قال: حدثنا محمد بن زائدة أبو هشام الكوفي، عن رقبة قال:"قيل لإبراهيم التيمي وهو في الديماس: لو دعوت اللَّه عز وجل أن يفرج عنك؟ قال: إني لأستحي أن أدعو اللَّه أن يفرج عني مما لي فيه أجر"

(3)

.

525 -

حدثني علي بن الجعد وإسحاق بن إسماعيل قالا: ثنا سفيان ابن عيينة، عن أبي السوداء، عن أبي مجلز قال: قال عمر بن الخطاب: "ما أبالي على أي حال أصبحت، على ما أحب، أو على ما أكره؛ لأني لا

(1)

سورة التغابن، من الآية (11).

(2)

إسناده صحيح، الرضا عن اللَّه بقضائه والتسليم بأمره (23 - 24) رقم (7)، وابن جرير في تفسيره (28/ 123)، والبيهقي في السنن الكبرى (4/ 66)، وشعب الإيمان (7/ 196) رقم (9976)، وأشار إلى أنه يروى عن ابن مسعود قلت: وهو في البخاري عنه معلقا انظر فتح الباري (8/ 652) وتغليق التعليق (4/ 342 - 343)، والسيوطي في الدر المنثور (8/ 184) ونسبه لعبد بن حميد وابن المنذر والبيهقي في شعب الإيمان، وذكره ابن كثير (4/ 376) ونسبه لابن جرير وابن أبي حاتم في التفسير.

(3)

إسناده منقطع ورجاله ثقات، الفرج بعد الشدة (86) رقم (60)، ومن طريقه البيهقي في شعب الإيمان (7/ 200) رقم (9989).

ص: 635

أرى الخير فيما أحب أو فيما أكره"

(1)

.

526 -

حدثنا إبراهيم بن سعيد، حدثنا أبو أسامة، عن الأعمش، عن إبراهيم قال:"إن لم يكن لنا خير فيما نكره، لم يكن لنا خير فيما نحب"

(2)

.

527 -

حدثني عبد الرحمن بن صالح، حدثني أبو روح قال: قال ابن عيينة: "ما يكره العبد خير له مما يحب؛ لأن ما يكرهه يهيّجه الدعاء، وما يحبّه يلهيه"

(3)

.

528 -

حدثني محمد بن الحسين، حدثني عمار بن عثمان، حدثني بشر بن بشارة المجاشعي وكان من العابدين قال: "قلت لعابد: أوصني، قال: ألق نفسك مع القدر حيث ألقاك، فهو أحرى أن يفرغ قلبك، وأن

(1)

إسناده منقطع؛ فإن أبا مجلز لم يدرك عمر بن الخطاب، انظر تحفة التحصيل (340)، الفرج بعد الشدة (57) رقم (13)، والرضا عن اللَّه بقضائه (65 - 66) رقم (30)، وابن المبارك في الزهد (143) رقم (425)، وأحمد في العلل (1/ 447)، وذكره أبو نعيم في الحلية (7/ 271)، وكذا البغوي في شرح السنة (14/ 306).

(2)

إسناده صحيح، الفرج بعد الشدة (57) رقم (14)، الإشراف (142) رقم (71)، وأورده التنوخي في الفرج بعد الشدة (1/ 145).

(3)

فيه أبو روح وسيأتي (651)، الفرج بعد الشدة (61 - 62) رقم (21)، ومن طريقه البيهقي في شعب الإيمان (7/ 211) رقم (10033)، وأورده التنوخي في الفرج بعد الشدة (1/ 146) عن المصنف.

ص: 636

يقل همّك، وإياك أن تسخطك ذلك، فيحل بك السخط، وأنت عنه في غفلة لا تشعر به"

(1)

.

529 -

حدثني علي بن أبي مريم، عن أبي خالد يزيد بن تميم قال: "لما أدخل إبراهيم التيمي سجن الحجاج، رأى قوما مقرّنين في السلاسل، إذا قاموا قاموا معا، وإذا قعدوا قعدوا معا، فقال: يا أهل بلاء اللَّه في نعمته، ويا أهل نعمة اللَّه في بلائه، إن اللَّه عز وجل قد رآكم أهلا ليبليتكم، فأروه

(2)

أهلا للصبر، فقالوا: من أنت رحمك اللَّه؟ قال: أنا ممن يتوقع من البلاء مثل ما أنتم عليه، فقال أهل السجن: ما نحب أنَّا أُخرجنا"

(3)

.

(1)

إسناده حسن، عمار بن عثمان هو الحلبي أورده ابن حبان في الثقات (8/ 518):"يروى الرقائق، سمع جعفر بن سليمان الضبعي وأهل العراق، روى عنه محمد بن الحسين البرجلاني"، قلت: كل من وقفت على تعليقه من المحققين اكتفى بذكر توثيق ابن حبان، بل بعض المحققين لم يعرفه أصلا، لكى وقفت على توثيق قوى له من الإمام أحمد، بل وتأسفه على عدم الرواية عنه، نقله المقدسي في المختارة (5/ 11 - 12)، فلله الحمد والمنة، الفرج بعد الشدة (62 - 63) رقم (24)، والرضا عن اللَّه بقضائه مطولا برقم (72)، ومن طريقه البيهقي في شعب الإيمان (1/ 224) رقم (218)، وأبو نعيم في الحلية (10/ 133)، وذكره ابن الجوزي في صفة الصفوة (4/ 246).

(2)

كذا وفي طبعة أبو حذيفة "فرآوه"، ولعلها: فراؤوه، واللَّه أعلم.

(3)

إسناده حسن شيخ المصنف سبق (154)، ويزيد بن تميم لعله الذي ذكره الحافظ في الإصابة (3/ 652)، وانظر تاريخ دمشق (65/ 134) واللَّه أعلم، الفرج بعد الشدة (82) رقم (55)، وانظر رقم (57).

ص: 637