الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المطلب الثالث: الآثار الواردة في أذيتهم لأهل السنة
.
963 -
حدثني أبي رحمه الله، عن هشام بن محمد قال: قال لي أبو بكر ابن عياش: سألت أبا حصين وعاصم بن بهدلة والأعمش وغيرهم، فقلت:"أخبركم أحد أنه صلَّى على عليٍّ، أو شهد دفنه؟ قالوا: لا، فسألت أباك محمد بن السائب فقال: أُخرج به ليلا، خرج به الحسن والحسين وابن الحنفيّة وعبد اللَّه بن جعفر، وعددٌ من أهل بيتهم، فدُفن في ظهر الكوفة، قال: فقلت لأبيك: لِمَ فُعل به ذلك؟ قال: خافوا أن تنبشه الخوارج أو غيرهم"
(1)
.
964 -
حدثني محمد بن الحسين، حدثني راشد أبو يحيى بن راشد، حدثني عصام بن زيد -رجل من مزينة- قال: "كان رجل من الخوارج يغشى مجلس الحسن فيؤذيهم، فقيل للحسن: يا أبا سعيد ألا تكلّم الأمير حتى يصرفه عنا؟ قال: فسكت عنهم، قال: فأقبل ذات يوم والحسن جالس مع أصحابه، فلما وافى قال: اللهم قد علمت أذاه لنا، فاكفناه بما شئت، قال: فخرّ واللَّه الرجل من قامته، فما حمل إلى أهله إلا ميتا على سرير، فكان الحسن إذا ذكره بكى،
(1)
إسناده ضعيف جدا؛ فيه الكلبي وقد سبق مرارا، مقتل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه (72) رقم (81)، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (42/ 566)، وذكره ابن تغري بردي في النجوم الزاهرة (1/ 120).
وقال: ما كان أغرّه باللَّه"
(1)
.
965 -
أخبرني العباس بن هشام، عن أبيه، عن عوانة بن الحكم قال: قال عبد الملك بن مروان لجلسائه: "من كان أشجع العرب؟ فقالوا: عمير -شبث- فعدوا فرسانا من فرسان العرب، فقال عبد الملك: أشجع العرب رجل جمع بين سكينة وعائشة، وأمه أحمد بنت سيّد كلب، ولي العراق فأصاب ألف ألفٍ وألف ألفٍ، فخذله أهل العراق، وعرضنا عليه الأمان فأبى أن يقبله ومضى حتى قتل، مصعب بن الزبير، لا من قطع الجسور هاهنا مرة، وهاهنا مرة
(2)
، ثم قال: متى تغدو حواضن قريش مثل مصعب"
(3)
.
(1)
فيه راشد أبو يحيى لعله راشد بن يحيى المعافري انظر تعجيل المنفعة (123)، وأما عصام بن زيد المزيني فهو مقبول، التقريب (4613) لكن ذكر البخاري في الأدب المفرد (224) أن عبد الرحمن بن شيبة أثنى عليه خيرا، مجابو الدعوة (117) رقم (93)، ومن طريقه اللالكائي في كرامات الأولياء (9/ 232) رقم (166)، وذكره ابن رجب في جامع العلوم والحكم (1/ 368).
(2)
فيه إشارة إلى أن ما يقوم به بعض الجهلة من الخارجين على الحكام في زمننا هذا من قطع الطريق، والسطو على الضعفة، والعمل في الظلام ليس من شيم العرب، ولا من عمل الأبطال، ناهيك عن حكم الشرع فيه، فلا يغترن أحد من شقشقتهم بأن فلانا بطل ورجل! يغرّون به صغار العقول وحدثاء الأسنان والغوغاء من الناس، ولذلك تجدهم سرعان ما ينهارون ويضعفون بل ويتخلّون عن أبسط مبادئهم عند القبض عليهم وتعرضهم لأدنى محنة وابتلاء واللَّه المستعان على تقلبات الزمان.
(3)
إسناده ضعيف جدا؛ فيه العباس وأبوه الكلبي وقد سبقا مرارا، مكارم الأخلاق (45 - 46) =