الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الخامس والعشرون: الآثار الواردة في فضائل عبد اللَّه ابن عمر رضي الله عنه
-.
876 -
حدثني محمد بن عباد بن موسى قال: أخبرنا زيد بن الحباب قال: أخبرني أبو كعب بيّاع الحرير قال: أخبرنا أنس بن سيرين: "أن عبد اللَّه بن عمر اشتهى سمكا طريا، فأتي به على رأس أميال من المدينة قد شوي له، وجعل له خبز رقاق، فأتي به عند إفطاره على خوان، فجعل ينظر فيه فقال: اذهبوا به إلى يتامى بني فلان، فقالت له صاحبته: خذ منه شهوتك، ثم نذهب به إلى يتامى بني فلان، قال: اذهبوا به إلى يتامى بني فلان، فإنه إذا أخذوا منه شهوتهم فقد أخذت منه شهوتي، فرددت عليه، فكلّ ذلك يقولها مثل ذلك"
(1)
.
877 -
حدثنا يحيى بن يوسف الزمّي قال: أخبرنا أبو المليح، عن ميمون بن مهران، عن نافع قال: "كان ابن عمر يجمع أهله على جفنة كل ليلة، فربما جاء سائل، فيأخذ ابن عمر نصيبه من الثريد فيدفعه إليه، ثم يرجع وقد أُكل ما في الجفنة، فإن كنت أكلتُ -أي نافع- منها شيئا فقد
(1)
إسناده لين؛ شيخ المصنف صدوق يخطئ كما سيأتي (974)، الجوع (173 - 174) رقم (290)، وابن سعد في الطبقات (4/ 165) بلفظ قريب وهو أعجب منه في الكرم حيث فاوضته زوجته رضي الله عنها على أن يأكل وترضي هي الفقير بشيء بدل السمكة فماكسهم الفقر حتى أخذ دينارا على أن يترك السمكة، وبعدها أعطاه السمكة مع الدينار رضي الله عنه، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (31/ 142) من طريق حبيب بن أبي مرزوق -وهو ثقة فاضل من السابعة، التقريب (1113) - أن ابن عمر فذكره بنحوه، وهو معضل.
أكل منها ابن عمر، ثم يصبح -أي نافع- صائما"
(1)
.
878 -
حدثني أبو عبد الرحمن القرشي، حدثني خالد بن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص، عن أبيه قال: قال عمر بن الخطاب: "ما من أهل ولا مال ولا ولد إلا وأنا أحب أن أقول عليه: إنا للَّه وإنا إليه راجعون، إلا عبد اللَّه بن عمر؛ فإني أحب أن يبقى في الناس بعدي"
(2)
.
879 -
حدثني سريج، حدثنا هشيم، عن منصور، عن ابن سيرين قال:"جاء رجل إلى ابن عمر فقال: ألا نصنع لك جوارش؟ قال: لأي شيء الجورش؟ قال: شيء إذا كظك الطعام فأكلت منه سهّل عليك ما تجد، قال ابن عمر: ما شبعت منه أربعة أشهر، وما ذاك بأني لا أكون أجده، ولكن عهدت أقواما يجوعون مرة، ويشبعون مرة"
(3)
.
(1)
إسناده صحيح، الجوع (57) رقم (50)، وفي هذا المعنى أي أن ابن عمر رضي الله عنه كان لا يأكل حتى يأكل معه المساكين، ولا يردّ سائلا حتى عرف السائلون ذلك عنه فصاروا يترقبون خروجه ليتبعوه على أن يعطيهم، أورد ابن أبي الدنيا عدة آثار فانظر رقم:(52، 53، 54، 55، 56، 59).
(2)
إسناده حسن، خالد بن سعيد صدوق التقريب (1649)، العيال (302) رقم (146).
(3)
إسناده منقطع؛ فإن ابن سيرين لم يسمع من ابن عمر انظر جامع التحصيل (264)، والأثر صحيح من طريق البيهقي رواه بإسناد رجاله ثقات، إصلاح المال (106) رقم (365)، والجوع برقم (59) وانظر فيه رقم:(57، 58، 76، 91)، وأحمد في الزهد (189)، وأبو نعيم في الحلية (1/ 300)، والبيهقي في شعب الإيمان (5/ 38) رقم (5686)، وفي التدوين في أخبار قزوين (2/ 91)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (31/ 150)، وذكره الذهبي في السير (3/ 222).
880 -
حدثني خالد بن خداش، حدثني مالك بن أنس، عن الزهري، عن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه قال:"كان لا يعرف البِرُّ في عمر ولا ابن عمر، حتى يقولا أو يفعلا"
(1)
.
881 -
حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن كثير العبدي قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن عبدا اللَّه بن عمر، عن زيد بن أسلم قال:"قال رجل لابن عمر: إن فلانا يسبّك، قال: إني وأخي عاصما لا نسابّ الناس"
(2)
.
882 -
حدثني الحسن بن علي بن مالك، نا أحمد بن عمرو بن السرح، أنا ابن وهب، أخبرني حُييّ بن عبد اللَّه، عن أبي عبد الرحمن الحبلي قال: "كنت جالسا مع عبد اللَّه بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ورجل من أهل اليمن يطوف بأمه يحملها بين كتفيه حتى إذا قضى طوافه بالبيت وضعها بالأرض فدعاه ابن عمر فقال: ما هذه المرأة منك؟ قال: هي
(1)
إسناده حسن، شيخ المصنف صدوق يخطئ التقريب (1633)، وله متابع عند ابن عساكر، الإخلاص والنية (62) رقم (38)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (31/ 114) من طريق الزبير بن بكار عن محمد بن الضحاك به، وانظر في ترجمة هذا المتابع التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة (2/ 488).
(2)
إسناده ضعيف، فيه عبد اللَّه بن عمر العمري المكبر ضعيف عابد التقريب (3513)، الإشراف (276) رقم (366)، والبخاري في التاريخ الكبير (3/ 140) دون القصة، والمزي في تهذيب الكمال (4/ 16) مطولا، وقبله (4/ 15) مختصرا، وابن عبد البر في الاستيعاب (2/ 784)، جميعهم من طريق ابن المبارك بسنده وفيه عبد اللَّه بن سلمة الهذلي لم أقف له على ترجمة.
والدتي، فقال عبد اللَّه: لوددت أني أدركت أمي فطفت بها كما طفت بأمك، وليس لي من الدنيا إلا هذه النعلان"
(1)
.
883 -
حدثنا علي بن الجعد، أخبرني شعبة، عن عبد اللَّه بن عمران قال: سمعت مجاهدا يقول: "صحبت ابن عمر وأنا أريد أن أخدمه، فكان هو الذي يخدمني"
(2)
.
(1)
إسناده حسن، رجاله ثقات ما عدا حيي بن عبد اللَّه وهو المعافري متكلم فيه، وقال الحافظ:"صدوق يهم" التقريب (1615)، لكن الأثر من رواية ابن وهب عنه وهو ثقة، وقد ذكر ابن عدي أنه لا بأس به إذا روى ثقة عنه، انظر ميزان الاعتدال (1/ 624)، الكامل (2/ 450)، مكارم الأخلاق (67) رقم (264).
(2)
إسناده حسن، وهو أثر مشهور، رجاله ثقات ما عدا عبد اللَّه بن عمران وهو تصحيف ورد كذلك في كلا طبعتي الكتاب، وصوابه عبيد اللَّه بالتصغير وهو القريعي، ثم وجدته غير مصحف عند المصنف في كتابه الإشراف (317) رقم (454)، ذكره ابن حبان في الثقات (4/ 89) وقال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (5/ 329):"شيخ"، إلا أن الطحاوي في شرح معاني الآثار (2/ 169) روى من طريق شعبة عنه حديثا وفيه قول شعبة عنه:"حدثني شيخ كخير الشيوخ"، مكارم الأخلاق (79) رقم (317)، والإشراف كما سبق، وأحمد في الزهد (193)، والخلال في السنة (1/ 222) رقم (262)، وأبو نعيم في الحلية (3/ 285 - 286)، والخطيب في الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع (2/ 241) رقم (1728)، من طرق عن شعبة عن عبد اللَّه بن عمران عن مجاهد به، وذكره الذهبي في السير (3/ 214)، وابن الجوزي في صفة الصفوة (4/ 452)، وذكر الذهبي من أوجه خدمته رضي الله عنه له أنه كان يأخذ له بركاب دابته.