المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌أولا: الآثار الواردة في أفضليتهم وخيريتهم وأسبقيتهم - الآثار المروية عن أئمة السلف في العقيدة من خلال كتب ابن أبي الدنيا - جـ ٢

[حميد بن أحمد نعيجات]

فهرس الكتاب

- ‌الفصل الرابع: الآثار الواردة في القدر

- ‌المبحث الأول: الآثار الواردة في حتمية القدر ووجوب وقوعه

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث الثاني: الآثار الواردة في القبضتين من أهل الجنة والنار

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث الثالث: الآثار الواردة في النهي عن الخصومة في القدر

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث الرابع: الآثار الواردة في مراتب القضاء والقدر

- ‌المطلب الأول: الآثار الواردة في مرتبة العلم

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب الثالث [*]: الآثار الواردة في مرتبة الكتابة

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب الثاني: الآثار الواردة في مرتبة المشيئة

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب الرابع: الآثار الواردة في مرتبة الخلق

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث الخامس: الآثار الواردة في الهداية والضلال

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث السادس: الآثار الواردة في نفي الجور عن اللَّه (العدل الإلهي)

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث السابع: الآثار الواردة في الرضا بالقضاء والقدر

- ‌المطلب الأول: الآثار الواردة في تعريفه

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب الثاني: الآثار الواردة في فضله

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب الثالث: الآثار الواردة في أنواع التسليم والرضا بالقدر وعلاقته بالأسباب

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب الرابع: الآثار الواردة في معنى موافقة المشيئة

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب الخامس: الآثار الواردة في علاقة الرضا بالمعرفة

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب السادس: الآثار الواردة في الفرق بين الرضا بالقدر والصبر عليه، وبين العزم على ذلك

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث الثامن: الآثار الواردة في ذم القدرية والتحذير منهم

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث التاسع: الآثار الواردة في براءة الحسن البصري من القدر

- ‌التحليل والتعليق

- ‌الباب الثالث: الآثار الواردة في مباحث الإيمان

- ‌الفصل الأول: الآثار الواردة في تعريف الإيمان

- ‌التحليل والتعليق

- ‌الفصل الثاني: الآثار الواردة في الزيادة والنقصان

- ‌التحليل والتعليق

- ‌الفصل الثالث: الآثار الواردة في الاستثناء

- ‌التحليل والتعليق

- ‌الفصل الرابع: الآثار الواردة في الإسلام والإيمان

- ‌التحليل والتعليق

- ‌القول الأول: من قال بالترادف بينهما

- ‌القول الثاني: قول من قال بالتغاير

- ‌القول الثالث: قول من قال بالتلازم بينهما

- ‌الفصل الخامس: الآثار الواردة في الأسماء والأحكام

- ‌المبحث الأول: الآثار الواردة في الأسماء

- ‌المطلب الأول: الآثار الواردة في أنواع الكفر

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب الثاني: الآثار الواردة في الحجاج بن يوسف

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب الثالث: الآثار الواردة في الولاء والبراء

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث الثاني: الآثار الواردة في الأحكام

- ‌المطلب الأول: الآثار الواردة في حكم عصاة الموحدين

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب الثاني: الآثار الواردة في أطفال المشركين

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب الثالث: الآثار الواردة في توبة القاتل

- ‌التحليل والتعليق

- ‌الباب الرابع: الآثار الواردة في الصحابة والإمامة

- ‌الفصل الأول: الآثار الواردة في الصحابة عموما، والخلفاء الراشدين خاصة

- ‌المبحث الأول: الآثار الواردة في فضائل الصحابة عموما

- ‌أولا: الآثار الواردة في أفضليتهم وخيريتهم وأسبقيتهم

- ‌ثانيا: الآثار الواردة في جهادهم ودفاعهم عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وحبهم له

- ‌ثالثا: الآثار الواردة في الألفة والتحاب فيما بينهم

- ‌رابعا: الآثار الواردة في كريم أفعالهم، ومحاسن أخلاقهم

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث الثاني: الآثار الواردة في النهي عن سبهم

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث الثالث: الآثار الواردة في فضائل أبي بكر الصديق رضي الله عنه

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث الرابع: الآثار الواردة في فضائل عمر بن الخطاب رضي الله عنه

- ‌أولا: الآثار الواردة في زهده وورعه

- ‌ثانيا: الآثار الواردة في عدله وخوفه في خلافته

- ‌ثالثا: الآثار الواردة في ثناء الناس عليه

- ‌رابعا: الآثار الواردة في بعض كراماته

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث الخامس: الآثار الواردة في في فضائل عثمان بن عفان رضي الله عنه

- ‌أولا: الآثار الواردة في بعض مناقبه

- ‌ثانيا: الآثار الواردة في صبره في محنته

- ‌ثالثا: الآثار الواردة في ثناء الناس عليه

- ‌رابعا: بعض كراماته

- ‌خامسا: براءة الصحابة من دمه

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث السادس: الآثار الواردة في فضائل علي بن أبي طالب رضي الله عنه

- ‌أولا: الآثار الواردة في تقدم إسلامه

- ‌ثانيا: الآثار الواردة في ثناء الناس عليه

- ‌ثالثا: الآثار الواردة في بعض كراماته

- ‌رابعا: الآثار الواردة في زهده وورعه وعبادته

- ‌خامسا: الآثار الواردة في جهاده وشجاعته

- ‌التحليل والتعليق

- ‌الفصل الثاني: الآثار الواردة في فضائل بقية العشرة رضي الله عنهم

- ‌المبحث الأول: الآثار الواردة في فضائل سعيد بن العاص رضي الله عنه

- ‌المبحث الثاني: الآثار الواردة في فضائل سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه

- ‌المبحث الثالث: الآثار الواردة في فضائل عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه

- ‌المبحث الرابع: الآثار الواردة في فضائل طلحة رضي الله عنه

- ‌المبحث الخامس: الآثار الواردة في فضائل أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه

- ‌المبحث السادس: الآثار الواردة في فضائل الزبير رضي الله عنه

- ‌الفصل الثالث: الآثار الواردة في فضائل بعض أهل البيت رضي الله عنهم

- ‌المبحث الأول: الآثار الواردة في فضائل العباس رضي الله عنه

- ‌المبحث الثاني: الآثار الواردة في فضائل الحسن بن علي رضي الله عنه

- ‌المبحث الثالث: الآثار الواردة في فضائل الحسين بن علي رضي الله عنه

- ‌المبحث الرابع: الآثار الواردة في فضائل عبد اللَّه بن جعفر رضي الله عنه

- ‌المبحث الخامس: الآثار الواردة في فضائل عبد اللَّه بن عباس رضي الله عنه

- ‌المبحث السادس: الآثار الواردة في فضائل عبيد اللَّه بن العباس رضي الله عنه

- ‌المبحث السابع: الآثار الواردة في فضائل عائشة رضي الله عنها

- ‌المبحث الثامن: الآثار الواردة في فضائل زينب بنت جحش رضي الله عنها

- ‌الفصل الرابع: الآثار الواردة في فضائل بقية الصحابة رضي الله عنهم

- ‌المبحث الأول: الآثار الواردة في فضائل عبد اللَّه بن سعيد بن العاص رضي الله عنه

- ‌المبحث الثاني: الآثار الواردة في فضائل مصعب بن عمير رضي الله عنه

- ‌المبحث الثالث: الآثار الواردة في فضائل ذي البجادين رضي الله عنه

- ‌المبحث الرابع: الآثار الواردة في فضائل عكرمة بن أبي جهل رضي الله عنه

- ‌المبحث الخامس: الآثار الواردة في فضائل بلال بن رباح رضي الله عنه

- ‌المبحث السادس: الآثار الواردة في فضائل أبي بن كعب رضي الله عنه

- ‌المبحث السابع: الآثار الواردة في فضائل البراء رضي الله عنه

- ‌المبحث الثامن: الآثار الواردة في فضائل خالد بن الوليد رضي الله عنه

- ‌المبحث التاسع: الآثار الواردة في فضائل سعد بن عبادة رضي الله عنه

- ‌المبحث العاشر: الآثار الواردة في فضائل أبي الدرداء رضي الله عنه

- ‌المبحث الحادي عشر: الآثار الواردة في فضائل سلمان رضي الله عنه

- ‌المبحث الثاني عشر: الواردة في فضائل الأشعث بن قيس رضي الله عنه

- ‌المبحث الثالث عشر: الآثار الواردة في فضائل لبيد بن ربيعة رضي الله عنه

- ‌المبحث الرابع عشر: الآثار الواردة في فضائل أبي موسى رضي الله عنه

- ‌المبحث الخامس عشر: الآثار الواردة في فضائل حجر بن عدي رضي الله عنه

- ‌المبحث السادس عشر: الآثار الواردة في فضائل أسامة بن زيد رضي الله عنه

- ‌المبحث السابع عشر: الآثار الواردة في فضائل حسان بن ثابت رضي الله عنه

- ‌المبحث الثامن عشر: الآثار الواردة في فضائل حكيم بن حزام رضي الله عنه

- ‌المبحث التاسع عشر: الآثار الواردة في فضائل أبي هريرة رضي الله عنه

- ‌المبحث العشرون: الآثار الواردة في فضائل عبد اللَّه بن عامر ابن كريز رضي الله عنه

- ‌المبحث الحادي والعشرون: الآثار الواردة في فضائل معاوية رضي الله عنه

- ‌المبحث الثاني والعشرون: الآثار الواردة في فضائل قيس بن سعد رضي الله عنه

- ‌المبحث الثالث والعشرون: الآثار الواردة في فضائل عبد اللَّه ابن عمرو رضي الله عنه

- ‌المبحث الرابع والعشرون: الآثار الواردة في فضائل عبد اللَّه ابن الزبير رضي الله عنه

- ‌المبحث الخامس والعشرون: الآثار الواردة في فضائل عبد اللَّه ابن عمر رضي الله عنه

- ‌المبحث السادس والعشرون: الآثار الواردة في فضائل طلحة ابن البراء رضي الله عنه

- ‌المبحث السابع والعشرون: الآثار الواردة في فضائل سهل بن سعد رضي الله عنه

- ‌المبحث الثامن والعشرون: الآثار الواردة في فضائل زيد بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه

- ‌المبحث التاسع والعشرون: الآثار الواردة في فضائل صعصعة رضي الله عنه

- ‌المبحث الثلاثون: الآثار الواردة في فضائل علبة بن زيد رضي الله عنه

- ‌المبحث الحادي والثلاثون: الآثار الواردة في فضائل النعمان ابن قوقل رضي الله عنه

- ‌المبحث الثاني والثلاثون: الآثار الواردة في فضائل أبي معلق رضي الله عنه

- ‌المبحث الثالث والثلاثون: الآثار الواردة في فضائل أسماء رضي الله عنها

- ‌الفصل الخامس: الآثار الواردة في مسائل الإمامة والفتن

- ‌المبحث الأول: الآثار الواردة في الإمامة

- ‌المطلب الأول: الآثار الواردة في وجوب طاعة الحكام

- ‌المطلب الثاني: الآثار الواردة في تحريم طاعة الحكام في المعصية، والإنكار بالقلب عنه العجز

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب الثالث: الآثار الواردة في النهي عن الطعن في الأمراء

- ‌المطلب الرابع: الآثار الواردة في النهي عن منازعة الملوك الأمر

- ‌المطلب الخامس: تحريم الخروج على الحكام

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب السادس: الآثار الواردة في المنهج العام للسلف في الإنكار على الحكام

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب السابع: الآثار الواردة في النهي عن التفرق والتحزب

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث الثاني: الآثار الواردة في التحذير من الخروج

- ‌المطلب الأول: الآثار الواردة في التحذير من الفتن والدماء، والتنازل عن الأمر خشية وقوعها

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب الثاني: الآثار الواردة في الخوف من فتح باب الخروج على الأمة

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب الثالث: الآثار الواردة في علاقة الغوغاء بالخروج

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب الرابع: الآثار الواردة في أن مآل الخروج إلى الفرقة والاختلاف

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب الخامس: الآثار الواردة في عدم الجدوى من الخروج

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب السادس: الآثار الواردة في خوف العواقب السيئة المترتبة على الخروج

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب السابع: الآثار الواردة في الخوف من الانتكاس وعدم الصبر على الابتلاء بعد الخروج

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب الثامن: الآثار الواردة في ظلم الحكام عقوبة لا تستقبل بالسيف، بل بالتوبة والتضرع

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب التاسع: الآثار الواردة في توبة الخارج على الحكام

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث الثالث: الآثار الواردة في موقف المسلم من الفتنة

- ‌المطلب الأول: الآثار الواردة في لزوم البيوت في الفتن

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب الثاني: الآثار الواردة في ندم من حضر في قتال فتنة

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب الثالث: الآثار الواردة في الارتحال عن بلد الفتنة

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب الرابع: الآثار الواردة في التعوذ من الفتن وتمني الموت قبل وقوعها

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث الرابع: الآثار الواردة في موقف الخوارج من أهل السنة

- ‌المطلب الأول: الآثار الواردة في تكفيرهم لخيار المسلمين

- ‌المطلب الثاني: الآثار الواردة في تقربهم إلى اللَّه -بزعمهم- بقتل المسلمين

- ‌المطلب الثالث: الآثار الواردة في أذيتهم لأهل السنة

- ‌التحليل والتعليق

الفصل: ‌أولا: الآثار الواردة في أفضليتهم وخيريتهم وأسبقيتهم

‌المبحث الأول: الآثار الواردة في فضائل الصحابة عموما

.

‌أولا: الآثار الواردة في أفضليتهم وخيريتهم وأسبقيتهم

.

621 -

أنبأنا علي بن الجعد، أخبرني عمرو بن شمر، حدثني إسماعيل السُّدِّي قال: سمعت أبا أراكة قال: "صلّيت مع علي بن أبي طالب صلاة الفجر، فلما انفتل عن يمينه مكث كأن عليه كآبة، حتى إذا كانت الشمس على حائط المسجد قيد رمح قال: واللَّه لقد رأيت أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فما أرى اليوم شيئا يشبههم، لقد كانوا يصبحون شعثا غبرا، بين أعينهم أمثال ركب المعزى، قد باتوا للَّه سجّدا وقياما، يتلون كتاب اللَّه، يراوحون بين جباههم وأقدامهم، فإذا أصبحوا فذكروا اللَّه مادوا كما تميد الشجر في يوم الريح

(1)

، وهملت أعينهم حتى تبلّ ثيابهم، واللَّه لكأن القوم باتوا غافلين، ثم نهض، فما رئى بعد ذلك مُفْتَرًّا يضحك حتى ضربه ابن ملجم عدو اللَّه الفاسق"

(2)

.

622 -

حدثنا يوسف بن موسى قال: حدثنا جرير، عن خلف بن

(1)

أي تحرك بشدة، تاج العروس (1/ 2283).

(2)

إسناده ضعيف جدا؛ مداره على عمرو بن شمر وهو الجعفي رافضي متهم انظر لسان الميزان (4/ 366)، مقتل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه (25) رقم (6) كسابقه، والتهجد وقيام الليل رقم (205)، وأبو نعيم في الحلية (1/ 76) ووقع عنده عن رجل من جعفى عن السدي به، والخطيب في موضح أوهام الجمع والتفريق (2/ 330)، وابن كثير في البداية والنهاية (8/ 6) وقال:"ومن كلامه الحسن رضي الله عنه"، وابن عساكر في تاريخ دمشق (42/ 492).

ص: 760

حوشب، عن الحسن البصري قال: كان يقول: إني أدركت صدر هذه الأمة ثم طال بي عمر حتى أدركتكم، فوالذي لا إله غيره لَهُم كانوا أبصر في دينهم بقلوبهم منكم في دنياكم بابصاركم، ولَهُم كانوا فيما أحلَّ

(1)

اللَّه لهم أزهد منكم فيما حرّم اللَّه عليكم، ولَهُم كانوا من حسناتهم ألا تقبل منهم أشدّ شفقة منكم من سيئاتكم أن تؤخذوا بها"

(2)

.

623 -

حدثنا أبو كريب قال: حدثنا ثابت بن الوليد بن جميع قال: حدثني أبي، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: "كان أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ليسوا بالمنخزقين

(3)

ولا متماوتين، يتناشدون الأشعار، ويجلسون في مجالسهم، ويذكرون جاهليتهم، فإن أريد إنسان منهم على شيء من أمر

(1)

في المطبوع (أجلَّ).

(2)

إسناده حسن، شيخ المصنف صدوق كما سيأتي (730)، الإشراف (260) رقم (333)، وأورده الذهبي في السير من طريق آخر عن الحسن (4/ 286)، وذكره ابن الجوزي في صفة الصفوة (3/ 227) مختصرا، وورد معناه عن ابن مسعود وهو مشهور عنه، وكأن سند المؤلف فيه سقط بعد الحسن واللَّه أعلم، انظر: مستدرك الحاكم (4/ 315) وقال: "صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه"، شعب الإيمان (7/ 374)، الزهد لابن المبارك (173).

(3)

كذا في المطبوع، وهو مصحف والصواب:"بالمنحزقين"، والمتحزق هو المتقبض، والمتشدد على ما في يده ضنكا، والبخيل جدا، ويروى بالخاء والراء، كتاب العين (3/ 38)، الفائق (1/ 301)، تاج العروس (1/ 6249)، غريب الحديث للخطابي (3/ 49)، وغريب الحديث لابن الجوزي (1/ 211).

ص: 761

دينه دارت عيناه فترى حماليقها

(1)

غضبا"

(2)

.

624 -

حدثنا محمد الحارث الخزاز، حدثنا سيار، حدثنا جعفر، حدثنا صاحب لنا كان يختلف معنا إلى مالك بن دينار قال:"رأيت مالك ابن دينار في المنام فقلت: يا أبا يحيى ما صنع اللَّه بك؟ قال: خيرا، لم نر مثل العمل الصالح، لم نر مثل الصحابة الصالحين، لم نر مثل مجالس السلف الصالح، لم نر مثل مجالس الصالحين"

(3)

.

625 -

حدثني أحمد بن المقدام قال: حدثنا المعتمر بن سليمان، عن ليث صاحب السقاية قال: حدثني إبراهيم بن خلف الوهبي: "أن رجلا من بني عجل، ورجلا من بني حنيفة افتخرا فقاما إلى يحيى بن أبي كثير

(1)

حماليق العين بياضها، وحملق إليه نظر شديدا، لسان العرب (10/ 69).

(2)

إسناده لين والأثر حسن، الوليد بن جميع صدوق يهم رمي بالتشيع التقريب (7482)، الإشراف (191) رقم (186)، وابن أبي شيبة في المصنف (5/ 278) رقم (26058)، و (7/ 158) رقم (34957)، ومن طريقه أحمد في الزهد (215)، والبخاري في الأدب المفرد (195) رقم (555)، وأبو نعيم في الحلية (9/ 194)، والخطابي في غريب الحديث (3/ 49)، والذهبي في السير (11/ 238)، وأورده الحافظ في الفتح (10/ 540) من طريق ابن أبي شيبة وحسن سنده، وكذلك الألباني في الصحيحة (1/ 796 - 798).

(3)

إسناده لين فيه إبهام صاحب القصة، المنامات (104 - 105) رقم (208)، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (56/ 443) ولفظه:"لم ير مثل العمل الصالح، لم ير مثل الصحابة الصالحين، لم ير مثل السلف الصالح، لم ير مثل مجالس الصالحين".

ص: 762

ليقضي بينهما، فقال: إن مثلي لا يقضي في مثل هذه، ولكن لو خيّرت قبائل العرب لاخترت أن أكون من قريش، فإن حيل دون ذلك لاخترت أن أكون رجلا من الأنصار، ولو حيل دون ذلك لاخترت أن أكون رجلا من بني عجل، فقال إبراهيم: ليتني سألته لم اختار أن يكون من بني عجل؟ فلقيت بعدُ يزيد بن سيدان فحدّثته هذا الحديث وقال

(1)

: ليتني علمت تفسيره، فقال: أنا أخبرك؟ إن يحيى قال: إن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال يوم ذي قار: "هزمت الميمنة، هزمت الميسرة، هذه بنو عجل تقتل الأعاجم، أرى عجل قومٌ ميامين، اللهم اجبر عظمهم"

(2)

.

626 -

حدثنا عبد الرحمن بن صالح، نا معاوية، عن الأعمش، عن عمارة بن عمير، عن عبد الرحمن بن يزيد قال: قال عبد اللَّه: "أنتم أكثر صلاة، وأكثر صياما، وأكثر جهادا من أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وهم كانوا خيرا منكم، قالوا: فيم ذاك يا أبا عبد الرحمن؟ قال: كانوا أزهد منكم في الدنيا، وأرغب في الآخرة"

(3)

.

(1)

لعلها: وقلت.

(2)

فيه صاحب السقاية وشيخه لم أقف عليهما، والحديث معضل، الإشراف (284) رقم (382)، أما بلاء بني عجل في يوم ذي قار فهو أمر مشهور، انظر الإصابة (1/ 360)، الرحيق المختوم (26 - 27)، السيرة النبوية في ضوء المصادر الأصلية (60 - 61).

(3)

إسناده صحيح، ذم الدنيا (32) رقم (68)، ورقم (176) من طريق آخر، وابن المبارك في الزهد رقم (501)، وابن أبي شيبة في المصنف (7/ 106) رقم (34550)، وهناد في الزهد (1/ 320) رقم (575)، وابن بشر في الزهد وصفة =

ص: 763

627 -

ثنا عبد الرحمن بن صالح، نا المحاربي، عن مبارك، عن الحسن قال:"إن أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كانوا أكياسا، عملوا صالحا، وأكلوا طيبا، وقدّموا فضلا، ولم ينافسوا أهل الدنيا في دنياهم، ولم ينافسوهم في عزها، ولم يجزعوا لذُلِّها، أخذوا صفوها، وتركوا كدرها، واللَّه ما تعاظم في أنفسهم حسنة عملوا، ولا تصغر في أنفسهم سيئة"

(1)

.

628 -

حدثنا محمد بن عبيد اللَّه

(2)

، نا يونس بن محمد، نا المعتمر بن سليمان قال: كتب ليث: من ليث بن أبي سليم

(3)

إلى سليمان بن طرخان: "سلام عليك، . . . حدثني من أدرك أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أنهم قالوا: كنا إذا أسلمنا أقبلنا على الآخرة، وتركنا الدنيا لأهل الشرك، وإن الناس اليوم أقبلوا على أمر دنياهم، وتركوا أمر آخرتهم"

(4)

.

= الزاهدين رقم (56)، والحاكم في المستدرك (4/ 315) وقال:"صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه" ووافقه الذهبي، والطبراني في الكبير (9/ 153) رقم (8768)، وقال الهيثمي في المجمع (10/ 325):"رواه الطبراني وفيه عمارة بن يزيد صاحب ابن مسعود ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات"، وأبو نعيم في الحلية (1/ 136).

(1)

إسناده لين، فيه عنعة المحاربي وقد سبق (179) أنه مدلس، ذم الدنيا (71) رقم (174)، والبيهقي في شعب الإيمان (7/ 374) رقم (10633).

(2)

هو المعروف بابن المنادى صدوق من صغار العاشرة، التقريب (6153).

(3)

هو ليث بن أبي سليم بن زنيم، صدوق اختلط جدا ولم يتميز حديثه فترك، كان ذا صلاة وصيام وعلم كثير، مات سنة (148 هـ)، الكاشف (2/ 151)، التقريب (5685).

(4)

إسناده حسن؛ شيخ المصنف صدوق، ذم الدنيا (138 - 139) رقم (419).

ص: 764

629 -

حدثنا إسحاق بن إسماعيل قال: حدثنا وكيع، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس، عن سعد بن أبي وقاص قال: "لقد رأيتنا مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وما طعامنا إلا ورق الحُبْلة والسَّمُر

(1)

، حتى إن أحدنا ليضع كما تضع العنز، ما له خلط

(2)

"

(3)

.

630 -

حدثنا خالد بن خداش قال: حدثنا مهدي بن ميمون، عن محمد بن سيرين قال: إن كان الرجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يأتي عليه ثلاثة أيام لا يجد شيئا، فيأخذ الجلدة فيشويها فيأكلها، فإذا لم يجد شيئا أخذ حجرا فشدّ به صلبه"

(4)

.

631 -

حدثنا علي بن الجعد الجوهري قال: أخبرني المبارك بن فضالة، عن الحسن قال: "خطب عتبة بن غزوان

(5)

الناس بالبصرة فقال في

(1)

هو ورق السمر يشبه اللوبياء، وقيل: هو ثمر العِضاه، والسمر شجر من العضاه وهو كل شجر له شوك، غريب الحديث للخطابي (2/ 140).

(2)

أي لا يَخْتَلِط نَجْوُهُم بعضُه ببعض، لجفافه ويُبْسِه، النهاية في غريب الحديث (2/ 141).

(3)

إسناده صحيح، الجوع (106) رقم (163)، والأثر في صحيح البخاري (9/ 594 فتح) رقم (5412).

(4)

إسناد حسن؛ شيخ المصنف صدوق يخطئ كما سبق (12)، لكن تابعه الأسود بن عامر وهو ثقة، التقريب (508)، الجوع (62 - 63) رقم (61)، وابن أبي شيبة في المصنف (7/ 226) رقم (35545) عن الأسود بن عامر به، وقال المنذري في الترغيب والترهيب (4/ 109):"رواه ابن أبي الدنيا في الجوع بإسناد جيد".

(5)

هو عتبة بن غَزْوان بن جابر المازني، حليف بني عبد شمس، صحابي جليل، مهاجري =

ص: 765

خطبته: لقد رأيتني سابع سبعة مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قريبا من شهر رمضان، ما لنا طعام إلا ما نصيب من أوراق الشجر، حتى قرحت أشداقنا

(1)

من أكل الشجر، ولقد رأيتني التقطت بُرْدَة

(2)

فشققتها بيني وبين سعد بن مالك

(3)

"

(4)

.

632 -

حدثني أزهر بن مروان الرقاشي قال: أخبرنا غسّان بن بُرزين قال: حدثني راشد أبو محمد الحماني قال: قال ابن عمر: "لقد أتى علينا زمان وما أحد أحقّ بديناره ودرهمه من أخيه المسلم"

(5)

.

= بدري، وهو أول من اختط البصرة، مات سنة (17 هـ) ويقال بعدها الإصابة (4/ 438)، التقريب (4438).

(1)

جمع شدق وهو جانب الفم، مختار الصحاح (354).

(2)

البُرْدَةُ كساء أسود مربع، فيه صغر، تلبسه الأعراب، والجمع بُرَدٌ، مختار الصحاح (73).

(3)

الظاهر أنه سعد بن أبي وقاص، وليس سعد بن مالك أبا سعيد الخدري؛ فإن سعد ابن أبي وقاص واسم أبي وقاص مالك، متقدم جدا، وهو سعد بن أبي وقاص -مالك- بن وهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب الزهري، أبو إسحاق، أحد العشرة، وأول من رمى بسهم في سبيل اللَّه، ومناقبه كثيرة، مات بالعقيق سنة (55 هـ) على المشهور وهو آخر العشرة وفاة، وأما أبو سعيد الخدري فهو أصغر منه فإنه استصغر يوم أحد، الإصابة (3/ 73)، التقريب (2259)(2253).

(4)

إسناده ضعيف فيه المبارك بن فضالة وقد سبق (93) أنه يدلس ويسوي، الجوع (105) رقم (162)، والخطبة في صحيح مسلم (4/ 2278) رقم (2967).

(5)

إسناده حسن؛ فيه راشد الحماني وهو صدوق ربما أخطأ التقريب (1867)، العقوبات (33) رقم (24)، الإخوان (204) رقم (157)، ولم يشر المحققان إلى المصدر الآخر، وابن أبي شيبة في المصنف (5/ 341) رقم (26705)، وأحمد في =

ص: 766