الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الأول: الآثار الواردة في فضائل الصحابة عموما
.
أولا: الآثار الواردة في أفضليتهم وخيريتهم وأسبقيتهم
.
621 -
أنبأنا علي بن الجعد، أخبرني عمرو بن شمر، حدثني إسماعيل السُّدِّي قال: سمعت أبا أراكة قال: "صلّيت مع علي بن أبي طالب صلاة الفجر، فلما انفتل عن يمينه مكث كأن عليه كآبة، حتى إذا كانت الشمس على حائط المسجد قيد رمح قال: واللَّه لقد رأيت أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فما أرى اليوم شيئا يشبههم، لقد كانوا يصبحون شعثا غبرا، بين أعينهم أمثال ركب المعزى، قد باتوا للَّه سجّدا وقياما، يتلون كتاب اللَّه، يراوحون بين جباههم وأقدامهم، فإذا أصبحوا فذكروا اللَّه مادوا كما تميد الشجر في يوم الريح
(1)
، وهملت أعينهم حتى تبلّ ثيابهم، واللَّه لكأن القوم باتوا غافلين، ثم نهض، فما رئى بعد ذلك مُفْتَرًّا يضحك حتى ضربه ابن ملجم عدو اللَّه الفاسق"
(2)
.
622 -
حدثنا يوسف بن موسى قال: حدثنا جرير، عن خلف بن
(1)
أي تحرك بشدة، تاج العروس (1/ 2283).
(2)
إسناده ضعيف جدا؛ مداره على عمرو بن شمر وهو الجعفي رافضي متهم انظر لسان الميزان (4/ 366)، مقتل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه (25) رقم (6) كسابقه، والتهجد وقيام الليل رقم (205)، وأبو نعيم في الحلية (1/ 76) ووقع عنده عن رجل من جعفى عن السدي به، والخطيب في موضح أوهام الجمع والتفريق (2/ 330)، وابن كثير في البداية والنهاية (8/ 6) وقال:"ومن كلامه الحسن رضي الله عنه"، وابن عساكر في تاريخ دمشق (42/ 492).
حوشب، عن الحسن البصري قال: كان يقول: إني أدركت صدر هذه الأمة ثم طال بي عمر حتى أدركتكم، فوالذي لا إله غيره لَهُم كانوا أبصر في دينهم بقلوبهم منكم في دنياكم بابصاركم، ولَهُم كانوا فيما أحلَّ
(1)
اللَّه لهم أزهد منكم فيما حرّم اللَّه عليكم، ولَهُم كانوا من حسناتهم ألا تقبل منهم أشدّ شفقة منكم من سيئاتكم أن تؤخذوا بها"
(2)
.
623 -
حدثنا أبو كريب قال: حدثنا ثابت بن الوليد بن جميع قال: حدثني أبي، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: "كان أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ليسوا بالمنخزقين
(3)
ولا متماوتين، يتناشدون الأشعار، ويجلسون في مجالسهم، ويذكرون جاهليتهم، فإن أريد إنسان منهم على شيء من أمر
(1)
في المطبوع (أجلَّ).
(2)
إسناده حسن، شيخ المصنف صدوق كما سيأتي (730)، الإشراف (260) رقم (333)، وأورده الذهبي في السير من طريق آخر عن الحسن (4/ 286)، وذكره ابن الجوزي في صفة الصفوة (3/ 227) مختصرا، وورد معناه عن ابن مسعود وهو مشهور عنه، وكأن سند المؤلف فيه سقط بعد الحسن واللَّه أعلم، انظر: مستدرك الحاكم (4/ 315) وقال: "صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه"، شعب الإيمان (7/ 374)، الزهد لابن المبارك (173).
(3)
كذا في المطبوع، وهو مصحف والصواب:"بالمنحزقين"، والمتحزق هو المتقبض، والمتشدد على ما في يده ضنكا، والبخيل جدا، ويروى بالخاء والراء، كتاب العين (3/ 38)، الفائق (1/ 301)، تاج العروس (1/ 6249)، غريب الحديث للخطابي (3/ 49)، وغريب الحديث لابن الجوزي (1/ 211).
دينه دارت عيناه فترى حماليقها
(1)
غضبا"
(2)
.
624 -
حدثنا محمد الحارث الخزاز، حدثنا سيار، حدثنا جعفر، حدثنا صاحب لنا كان يختلف معنا إلى مالك بن دينار قال:"رأيت مالك ابن دينار في المنام فقلت: يا أبا يحيى ما صنع اللَّه بك؟ قال: خيرا، لم نر مثل العمل الصالح، لم نر مثل الصحابة الصالحين، لم نر مثل مجالس السلف الصالح، لم نر مثل مجالس الصالحين"
(3)
.
625 -
حدثني أحمد بن المقدام قال: حدثنا المعتمر بن سليمان، عن ليث صاحب السقاية قال: حدثني إبراهيم بن خلف الوهبي: "أن رجلا من بني عجل، ورجلا من بني حنيفة افتخرا فقاما إلى يحيى بن أبي كثير
(1)
حماليق العين بياضها، وحملق إليه نظر شديدا، لسان العرب (10/ 69).
(2)
إسناده لين والأثر حسن، الوليد بن جميع صدوق يهم رمي بالتشيع التقريب (7482)، الإشراف (191) رقم (186)، وابن أبي شيبة في المصنف (5/ 278) رقم (26058)، و (7/ 158) رقم (34957)، ومن طريقه أحمد في الزهد (215)، والبخاري في الأدب المفرد (195) رقم (555)، وأبو نعيم في الحلية (9/ 194)، والخطابي في غريب الحديث (3/ 49)، والذهبي في السير (11/ 238)، وأورده الحافظ في الفتح (10/ 540) من طريق ابن أبي شيبة وحسن سنده، وكذلك الألباني في الصحيحة (1/ 796 - 798).
(3)
إسناده لين فيه إبهام صاحب القصة، المنامات (104 - 105) رقم (208)، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (56/ 443) ولفظه:"لم ير مثل العمل الصالح، لم ير مثل الصحابة الصالحين، لم ير مثل السلف الصالح، لم ير مثل مجالس الصالحين".
ليقضي بينهما، فقال: إن مثلي لا يقضي في مثل هذه، ولكن لو خيّرت قبائل العرب لاخترت أن أكون من قريش، فإن حيل دون ذلك لاخترت أن أكون رجلا من الأنصار، ولو حيل دون ذلك لاخترت أن أكون رجلا من بني عجل، فقال إبراهيم: ليتني سألته لم اختار أن يكون من بني عجل؟ فلقيت بعدُ يزيد بن سيدان فحدّثته هذا الحديث وقال
(1)
: ليتني علمت تفسيره، فقال: أنا أخبرك؟ إن يحيى قال: إن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال يوم ذي قار: "هزمت الميمنة، هزمت الميسرة، هذه بنو عجل تقتل الأعاجم، أرى عجل قومٌ ميامين، اللهم اجبر عظمهم"
(2)
.
626 -
حدثنا عبد الرحمن بن صالح، نا معاوية، عن الأعمش، عن عمارة بن عمير، عن عبد الرحمن بن يزيد قال: قال عبد اللَّه: "أنتم أكثر صلاة، وأكثر صياما، وأكثر جهادا من أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وهم كانوا خيرا منكم، قالوا: فيم ذاك يا أبا عبد الرحمن؟ قال: كانوا أزهد منكم في الدنيا، وأرغب في الآخرة"
(3)
.
(1)
لعلها: وقلت.
(2)
فيه صاحب السقاية وشيخه لم أقف عليهما، والحديث معضل، الإشراف (284) رقم (382)، أما بلاء بني عجل في يوم ذي قار فهو أمر مشهور، انظر الإصابة (1/ 360)، الرحيق المختوم (26 - 27)، السيرة النبوية في ضوء المصادر الأصلية (60 - 61).
(3)
إسناده صحيح، ذم الدنيا (32) رقم (68)، ورقم (176) من طريق آخر، وابن المبارك في الزهد رقم (501)، وابن أبي شيبة في المصنف (7/ 106) رقم (34550)، وهناد في الزهد (1/ 320) رقم (575)، وابن بشر في الزهد وصفة =
627 -
ثنا عبد الرحمن بن صالح، نا المحاربي، عن مبارك، عن الحسن قال:"إن أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كانوا أكياسا، عملوا صالحا، وأكلوا طيبا، وقدّموا فضلا، ولم ينافسوا أهل الدنيا في دنياهم، ولم ينافسوهم في عزها، ولم يجزعوا لذُلِّها، أخذوا صفوها، وتركوا كدرها، واللَّه ما تعاظم في أنفسهم حسنة عملوا، ولا تصغر في أنفسهم سيئة"
(1)
.
628 -
حدثنا محمد بن عبيد اللَّه
(2)
، نا يونس بن محمد، نا المعتمر بن سليمان قال: كتب ليث: من ليث بن أبي سليم
(3)
إلى سليمان بن طرخان: "سلام عليك، . . . حدثني من أدرك أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أنهم قالوا: كنا إذا أسلمنا أقبلنا على الآخرة، وتركنا الدنيا لأهل الشرك، وإن الناس اليوم أقبلوا على أمر دنياهم، وتركوا أمر آخرتهم"
(4)
.
= الزاهدين رقم (56)، والحاكم في المستدرك (4/ 315) وقال:"صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه" ووافقه الذهبي، والطبراني في الكبير (9/ 153) رقم (8768)، وقال الهيثمي في المجمع (10/ 325):"رواه الطبراني وفيه عمارة بن يزيد صاحب ابن مسعود ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات"، وأبو نعيم في الحلية (1/ 136).
(1)
إسناده لين، فيه عنعة المحاربي وقد سبق (179) أنه مدلس، ذم الدنيا (71) رقم (174)، والبيهقي في شعب الإيمان (7/ 374) رقم (10633).
(2)
هو المعروف بابن المنادى صدوق من صغار العاشرة، التقريب (6153).
(3)
هو ليث بن أبي سليم بن زنيم، صدوق اختلط جدا ولم يتميز حديثه فترك، كان ذا صلاة وصيام وعلم كثير، مات سنة (148 هـ)، الكاشف (2/ 151)، التقريب (5685).
(4)
إسناده حسن؛ شيخ المصنف صدوق، ذم الدنيا (138 - 139) رقم (419).
629 -
حدثنا إسحاق بن إسماعيل قال: حدثنا وكيع، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس، عن سعد بن أبي وقاص قال: "لقد رأيتنا مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وما طعامنا إلا ورق الحُبْلة والسَّمُر
(1)
، حتى إن أحدنا ليضع كما تضع العنز، ما له خلط
(2)
"
(3)
.
630 -
حدثنا خالد بن خداش قال: حدثنا مهدي بن ميمون، عن محمد بن سيرين قال: إن كان الرجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يأتي عليه ثلاثة أيام لا يجد شيئا، فيأخذ الجلدة فيشويها فيأكلها، فإذا لم يجد شيئا أخذ حجرا فشدّ به صلبه"
(4)
.
631 -
حدثنا علي بن الجعد الجوهري قال: أخبرني المبارك بن فضالة، عن الحسن قال: "خطب عتبة بن غزوان
(5)
الناس بالبصرة فقال في
(1)
هو ورق السمر يشبه اللوبياء، وقيل: هو ثمر العِضاه، والسمر شجر من العضاه وهو كل شجر له شوك، غريب الحديث للخطابي (2/ 140).
(2)
أي لا يَخْتَلِط نَجْوُهُم بعضُه ببعض، لجفافه ويُبْسِه، النهاية في غريب الحديث (2/ 141).
(3)
إسناده صحيح، الجوع (106) رقم (163)، والأثر في صحيح البخاري (9/ 594 فتح) رقم (5412).
(4)
إسناد حسن؛ شيخ المصنف صدوق يخطئ كما سبق (12)، لكن تابعه الأسود بن عامر وهو ثقة، التقريب (508)، الجوع (62 - 63) رقم (61)، وابن أبي شيبة في المصنف (7/ 226) رقم (35545) عن الأسود بن عامر به، وقال المنذري في الترغيب والترهيب (4/ 109):"رواه ابن أبي الدنيا في الجوع بإسناد جيد".
(5)
هو عتبة بن غَزْوان بن جابر المازني، حليف بني عبد شمس، صحابي جليل، مهاجري =
خطبته: لقد رأيتني سابع سبعة مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قريبا من شهر رمضان، ما لنا طعام إلا ما نصيب من أوراق الشجر، حتى قرحت أشداقنا
(1)
من أكل الشجر، ولقد رأيتني التقطت بُرْدَة
(2)
فشققتها بيني وبين سعد بن مالك
(3)
"
(4)
.
632 -
حدثني أزهر بن مروان الرقاشي قال: أخبرنا غسّان بن بُرزين قال: حدثني راشد أبو محمد الحماني قال: قال ابن عمر: "لقد أتى علينا زمان وما أحد أحقّ بديناره ودرهمه من أخيه المسلم"
(5)
.
= بدري، وهو أول من اختط البصرة، مات سنة (17 هـ) ويقال بعدها الإصابة (4/ 438)، التقريب (4438).
(1)
جمع شدق وهو جانب الفم، مختار الصحاح (354).
(2)
البُرْدَةُ كساء أسود مربع، فيه صغر، تلبسه الأعراب، والجمع بُرَدٌ، مختار الصحاح (73).
(3)
الظاهر أنه سعد بن أبي وقاص، وليس سعد بن مالك أبا سعيد الخدري؛ فإن سعد ابن أبي وقاص واسم أبي وقاص مالك، متقدم جدا، وهو سعد بن أبي وقاص -مالك- بن وهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب الزهري، أبو إسحاق، أحد العشرة، وأول من رمى بسهم في سبيل اللَّه، ومناقبه كثيرة، مات بالعقيق سنة (55 هـ) على المشهور وهو آخر العشرة وفاة، وأما أبو سعيد الخدري فهو أصغر منه فإنه استصغر يوم أحد، الإصابة (3/ 73)، التقريب (2259)(2253).
(4)
إسناده ضعيف فيه المبارك بن فضالة وقد سبق (93) أنه يدلس ويسوي، الجوع (105) رقم (162)، والخطبة في صحيح مسلم (4/ 2278) رقم (2967).
(5)
إسناده حسن؛ فيه راشد الحماني وهو صدوق ربما أخطأ التقريب (1867)، العقوبات (33) رقم (24)، الإخوان (204) رقم (157)، ولم يشر المحققان إلى المصدر الآخر، وابن أبي شيبة في المصنف (5/ 341) رقم (26705)، وأحمد في =