الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الأول: الآثار الواردة في فضائل سعيد بن العاص رضي الله عنه
-.
762 -
حدثني سليمان بن منصور الخزاعي، نا أبو سفيان الحميري، عن عبد الحميد بن جعفر الأنصاري
(1)
قال: "قدم أعرابي في أربع ديات حملها فقيل له: عليك بالحسن بن علي، عليك بعبد اللَّه بن جعفر، عليك بسعيد ابن العاص، عليك بعبد اللَّه بن العباس، فدخل المسجد فرأى رجلا يخرج معه جماعة فقال: من هذا؟ فقيل: سعيد بن العاص، قال: هذا أحد أصحابي الذين ذكروا لي، فمشى معه فأخبره بالذي قدم له، ومن ذكر له، وأنه أحدهم، وهو ساكت عنه لا يجيبه، فلما بلغ باب منزله قال لخازنه: قل لهذا الأعرابي فليأت بمن يحمل له، فقيل له: ايت بمن يحمل لك، قال: عافا اللَّه سعيدا، إنما سألناك ورقا، ولم نسألك تمرا، قال: ويحك، ايت بمن يحمل لك، فأخرج له أربعين ألفا، فاحتملها الأعرابي، فمضى إلى البادية، ولم يلق غيره"
(2)
.
763 -
حدثني سليمان بن أبي شيخ
(3)
قال: "قتل أبان بن سعيد بن العاص يوم أجنادين شهيدا، وقتل خالد بن سعيد بن العاص يوم مرج
(1)
هو عبد الحميد بن جعفر بن عبد اللَّه بن الحكم بن رافع الأنصاري، صدوق رمي بالقدر، وربما وهم، مات سنة (153 هـ)، التقريب (3756).
(2)
إسناده حسن، وأبو سفيان الحميري هو سعيد بن يحيى صدوق وسط أيضًا التقريب (2430)، مكارم الأخلاق (116 - 117) رقم (443)، والمزي في تهذيب الكمال (3/ 174) من طريق شيخ المصنف به.
(3)
هو سليمان بن أبي شيخ، واسم أبي شيخ منصور بن سليمان، ويكنى أبا أيوب الواسطي، سكن ببغداد، وكان عالما بالنسب والتواريخ وأيام الناس وأخبارهم، وكان صدوقا، تاريخ بغداد (9/ 50).
الصُّفَر شهيدا وكانت امرأته أم حكيم بنت الحارث بن هشام، دخل بها بمرج الصفر فخرج وهو عروس فقاتل فقتل، وخرجت هي بعمود فقتلت سبعة من الروم، وكانت قبله تحت ابن عمها عكرمة بن أبي جهل فقتل عنها يوم فحل، فلما انقضت عدّتها خطبها يزيد بن أبي سفيان وخالد بن سعيد، فحطّت إلى خالد، ثم تزوّجها عمر بن الخطاب، فهي التي تسحّر عندها عبد الرحمن بن الحارث؛ لأن أم عبد الرحمن فاطمة بنت الوليد بن المغيرة ماتت قبل ذلك بدهر وهي أم أم حكيم، واستشهد قبل ذلك الحكم بن سعيد بن العاص يوم مؤتة مع جعفر بن أبي طالب، واستشهد مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يوم حصن الطائف سعيد بن العاص"
(1)
.
764 -
حدثني محمد بن عبّاد العكلي قال: سمعت عبد العزيز الأمويّ يحدث عن أهل بيته قال: "ولد سعيد بن العاص أبو أحيحة ثمانية رجال لم يمت أحد منهم على فراشه، فقتل ثلاثة مع المشركين، قتل أحيحة يوم الفجار، وقتل العاص بن سعيد بن العاص وعبيدة بن العاص يوم بدر، وقتل سعيد يوم الطائف، وقتل الحكم بن سعيد يوم اليمامة، وكان يعلّم الحكمة بالمدينة، قتل خالد يوم مرج الصفّر، وهو الذي يقول:
مَن فارس كره الكماة يصرني
…
رمحا إذا نزلوا بمرج الصُفَّر
وقتل أبان وعمرو يوم أجنادين، قال ابن الكلبي: قتل عمرو يوم
(1)
إسناده معضل، الإشراف (246 - 247) رقم (302).
فحل
(1)
"
(2)
.
765 -
أخبرني أبو زيد النميري، نا أبو سلمة الغفاري، أخبرني عبد الرحمن بن عبد اللَّه أحد بني عدي بن كعب قال: "أقبل سعيد بن العاص يوما يمشى وحده في المسجد فقام إليه رجل من قريش فمشى عن يمينه، فلما بلغا دار سعيد التفت إليه سعيد فقال: ما حاجتك؟ قال: لا حاجة لي، رأيتك تمشى وحدك فوصلتك، فقال سعيد لقَهْرَمَانِه
(3)
أبي كعب: ماذا لنا عندك؟ قال: ثلاثون ألفا، قال: ادفعها إليه"
(4)
.
766 -
أخبرني أبو زيد، حدثني محمد بن يحيى الكناني قال:"اشترى سعيد بن العاص دارا من قوم من الأنصار يقال لهم آل أبي المعلى من بني زريق بمائة ألف، وهي الدار التي فيها اليوم السجن، قال: فندموا فاستقالوه فأقالهم، ثم ندموا فاستعادوه فقبل الدار وبعث إليهم بمائة ألف أخرى"
(5)
.
(1)
سار المسلمون إليها بعد وقعة أجنادين، وهي من أرض الأردن قرب بيسان، انتصر فيها المسلمون بعد قتال شديد، تاريخ الطبري (2/ 355).
(2)
إسناده ضعيف، فيه إبهام أهل بيت عبد العزيز الأموي، الإشراف (247 - 248) رقم (303).
(3)
هو كالخازِن والوكيل الحافظ لما تحت يده، والقائم بأُمور الرجل بلغة الفرس، لسان العرب (12/ 496).
(4)
إسناده ضعيف؛ فيه أبو سلمة وهو أيوب بن عمر وسيأتي (861) الكلام عليه وهو ضعيف، مكارم الأخلاق (90 - 91) رقم (373).
(5)
إسناده حسن وهو منقطع؛ فإن الكناني وهو ثقة لم يصب من ضعفه كما في التقريب (6430)، ولم يدرك سعيدا؛ فإن بين وفاتيهما حوالي (150 سنة)، مكارم الأخلاق (86) رقم (352).