الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فلا أدري: أهذا الاختلاف نسخ "المسند"، أم سهو من الناقل؟!
4613
- (دخلت أمة الجنة بقضها وقضيضها؛ كانوا لا يكتوون، ولا يسترقون، وعلى ربهم يتوكلون) .
ضعيف جداً
أخرجه ابن الأعرابي في "المعجم"(ق 46/ 1 - خط) و (1/ 450/ 470 - ط) : أخبرنا محمد: أخبرنا شعيب بن حرب: أخبرنا عثمان بن واقد: أخبرنا سعيد بن أبي سعيد مولى المهري عن أبي هريرة مرفوعاً.
ومن هذا الوجه: أخرجه ابن حبان (1409 - موارد)، وتمام في "الفوائد" (ق 82/ 1 - خط) و (3/ 245/ 1025 - ترتيب الفوائد) من طرق أخرى عن محمد ابن عيسى بن حيان: حدثنا شعيب بن حرب به.
وهذا إسناد ضعيف جداً؛ ابن حبان هذا - وهو المدائني البغدادي -؛ قال الدارقطني والحاكم:
"متروك".
وأما البرقاني؛ فوثقه. وكذا ابن حبان (9/ 143) !
ولم يعبأ بذلك الذهبي؛ فإنه لما أورده في "المغني"؛ لم يحك هذا التوثيق، وإنما ذكر ترك الدارقطني والحاكم له. وزاد فيه وفي "الميزان":
"وقال آخر: كان مغفلاً".
لكنه قد توبع؛ فقال الطبراني في "المعجم الأوسط"(2/ 210/ 1/ 8249) : حدثنا موسى بن هارون: حدثنا الحسن بن الحكم العرني: أخبرنا شعيب بن حرب به. وقال:
"لم يروه عن سعيد مولى المهري إلا عثمان بن واقد، تفرد به شعيب بن حرب".
قلت: هو ثقة من رجال البخاري، والعلة ممن فوقه، أو دونه - وهو الحسن بن الحكم العرني -، وهو غير معروف؛ إلا أنه يغلب على ظني أنه الحسن بن الحسين العرني؛ فإنه من هذه الطبقة وكوفي، روى عن شريك القاضي الكوفي وغيره. قال الذهبي في "الميزان":
"قال أبو حاتم: لم يكن بصدوق عندهم. وقال ابن عدي: لا يشبه حديثه حديث الثقات. وقال ابن حبان: يأتي عن الأثبات بالملزقات ويروي المقلوبات".
فأقول: وعلى هذا؛ فيكون اسم "الحكم" والد "الحسن" قد تحرف من "الحسين"، وهذا ممكن لبعض الشبه بين الاسمين كما ترى، كما أن نسبته "العرني" قد تحرفت في "مجمع البحرين" إلى ما يشبه نسبة "القطراني"!
وإنما قلت: "يشبه" لأن ما بعد الراء غير ظاهر في مصورة "المجمع" التي عندي.
فإذا صح ما ذكرت من التحريف فهو السبب - والله أعلم - في خفاء حاله على الهيثمي؛ فقال في "مجمع الزوائد"(5/ 109) :
"رواه الطبراني في "الأوسط"، وفيه من لم أعرفه"!
يشير إلى الحسن هذا. والله أعلم.
وأما العلة من فوق؛ فقد كشف عنها ابن حبان نفسه في "ثقاته"(6/ 363) ؛ فقال في ترجمة سعيد بن أبي سعيد المهري:
"كنيته أبو السميط. روى عن أبيه وإسحاق مولى زائدة. روى عنه أسامة بن زيد وحرملة بن عمران".
قلت: وكذا في "تاريخ البخاري"(2/ 1/ 474/ 1586) . ثم قال ابن حبان:
"وليس هذا بسعيد بن أبي سعيد المقبري، ذاك أدخلناه في التابعين، وهذا في أتباع التابعين".
وهذا يعني أنه منقطع بين سعيد هذا وأبي هريرة، فهذه علة أخرى غير ضعف الراوي عن شعيب، فيتعجب من ابن حبان كيف أورد حديثه هذا في "صحيحه"؟! ومن شروط الصحيح عنده - كغيره من المحدثين - الاتصال وعدم الانقطاع!
وهذا من الأدلة الكثيرة على أنه لم يتمكن من الوفاء بالشروط التي وضعها لكتابه "الصحيح" وبينها في مقدمته، ومقدمة كتابه الآخر "الثقات". ولتفصيل هذا مجال آخر؛ أرجو أن أوفق لبيانه إن شاء الله تعالى.
(تنبيه) : كنت خرجت حديثاً آخر لسعيد هذا في "الصحيحة"(1228) ؛ لكنه من روايته عن أبيه أبي سعيد، فهو متصل، ومن مخرجيه هناك ابن حبان، فلعل هذا - أعني: ابن حبان - لم يتنبه لعدم ورود أبي سعيد في حديث الترجمة، فتوهم أنه متصل أيضاً! والله أعلم.
ونستفيد من إسناده فائدة قد تكون هامة، وهي أن لسعيد هذا راوياً آخر عنه؛ وهو عثمان بن واقد، فيضم إلى أسامة بن زيد وحرملة بن عمران؛ اللذين ذكرهما البخاري وابن حبان في الرواة عنه كما سبق، ولعلهما لم يذكراه معهما لعدم صحة الإسناد إليه كما تقدم. والله أعلم.
هذا؛ وقد أشار ابن عبد البر في "التمهيد"(5/ 266 و 273) إلى تليينه، وهو حري بذلك؛ لانقطاعه على الأقل.