الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
4935
- (والذي بعثني بالحق! ما أخرتك إلا لنفسي، وأنت مني بمنزلة هارون من موسى؛ غير أنه لا نبي بعدي، وأنت أخي ووارثي. قال علي: وما أرث منك يا رسول الله؟! قال: ما ورثت الأنبياء من قبلي. قال: وما ورثت الأنبياء من قبلك؟ قال: كتاب ربهم وسنة نبيهم. وأنت معي في قصري في الجنة، مع فاطمة ابنتي. وأنت أخي ورفيقي. ثم تلا: (إخواناً على سرر متقابلين) : المتحابين في الله؛ ينظر بعضهم إلى بعض) .
ضعيف
أخرجه عبد الله بن أحمد في "زوائد فضائل الصحابة"(1085)، وابن عساكر (12/ 69/ 1) من طريق عبد المؤمن بن عباد قال: يزيد بن معن عن عبد الله بن شرحبيل (زاد ابن عساكر: عن رجل من قريش) عن زيد بن أبي أوفى قال:
دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم مسجده، فقال:
"أين فلان بن فلان؟ ". فجعل ينظر في وجوه أصحابه
…
(فذكر الحديث في المؤاخاة، وفيه) فقال علي: لقد ذهب روحي وانقطع ظهري، حين رأيتك فعلت بأصحابك ما فعلت غيري؛ فإن كان هذا من سخط علي؛ فلك العتبى والكرامة! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
…
فذكره.
قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ عبد المؤمن هذا؛ قال أبو حاتم (3/ 1/ 66) :
"ضعيف الحديث". وقال البخاري (3/ 2/ 117) :
"لا يتابع على حديثه".
وذكره الساجي، وابن الجارود في "الضعفاء":
والرجل القرشي؛ لم يسم.
وعبد الله بن شرحبيل - وهو ابن حسنة وهو القرشي -؛ قال ابن أبي حاتم (2/ 2/ 81-82) :
"روى عن عثمان بن عفان، وعبد الرحمن بن أزهر. روى عنه الزهري".
وكذا في "التاريخ" للبخاري (3/ 1/ 117) ؛ إلا أنه زاد:
"وسعد بن إبراهيم".
قلت: فقد روى عنه ثلاثة: الزهري وسعد بن إبراهيم ويزيد بن معن - الراوي عنه هذا الحديث -؛ ولكني لم أجد ليزيد هذا ترجمة! لكن قال الحافظ - في ترجمة زيد من "الإصابة" -:
"ولحديثه طرق عن عبد الله بن شرحبيل. وقال ابن السكن: روي حديثه من ثلاث طرق ليس فيها ما يصح. وقال البخاري: لا يعرف سماع بعضهم من بعض، ولا يتابع عليه، رواه بعضهم عن ابن أبي خالد عن عبد الله بن أبي أوفى، ولا يصح".
والحديث من أحاديث الشيعي في "مراجعاته"(ص 147،148) ؛ التي ساقها مساق المسلمات كعادته؛ لموافقته لهواه! ولكنه غفل عن دلالته على ما فيه من الموافقة في قوله:
"ما ورثت الأنبياء من قبلي: كتاب ربهم وسنة نبيهم" - لحديث أبي بكر الصديق رضي الله عنه:
"لا نورث، ما تركنا صدقة".
وهذا مما أنكرته الشيعة على الصديق رضي الله عنه، وطعنوا فيه ما شاء لهم هواهم وضلالهم؛ لأنه لم يورث السيدة فاطمة رضي الله عنها؛ عملاً بهذا الحديث المتفق عليه عنه، وقد رواه جمع آخر من الصحابة الكرام رضي الله عنهم مثل: عمر وعثمان وسعد وطلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف وعائشة وغيرهم، فانظر المجلد الخامس من "الصحيحة" رقم (2038) ؛ الأمر الذي يدل على كذب الشيعة وجهلهم، وفي مقدمتهم ابن المطهر الحلي، فقد زعم في "منهاجه" (ص 35) :
أن أبا بكر انفرد بهذا الحديث!
ولقد أحسن الرد عليه وبسط القول فيه شيخ الإسلام ابن تيمية - جزاه الله خيراً - في "منهاج السنة" في ثمان صفحات كبار (2/ 157-165) ، فليراجعه من أحب أن يزداد معرفة بحقيقة ما عليه الشيعة من أكاذيب وضلالات.
ومن ذلك: أنني رأيت الكليني في كتابه "الكافي" - الذي يعتبره الشيعة كـ "صحيح البخاري" عندنا - روى فيه بإسناده (1/ 32) عن أبي عبد الله (هو جعفر ابن محمد الصادق رحمه الله قال:
"إن العلماء ورثة الأنبياء؛ لم يورثوا درهماً ولا ديناراً؛ وإنما ورثوا أحاديثهم، فمن أخذ بشيء منها؛ فقد أخذ حظاً وافراً".
فهذا يؤيد حديث الصديق الأكبر رضي الله عنه، ويؤكد ما تقدم من تحاملهم عليه.
وحديث أبي عبد الله الصادق: هو عندنا مرفوع في "صحيح ابن حبان" وغيره؛ في آخر حديث؛ أوله: