الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكره الذهبي؛ ثم ساق له هذا الحديث. وقال:
"هذا منكر".
4894
- (يا علي! أنت سيد في الدنيا، سيد في الآخرة، حبيبك حبيبي، وحبيبي حبيب الله، وعدوك عدوي، وعدوي عدو الله، والويل لمن أبغضك بعدي) .
موضوع
أخرجه ابن عدي (308/ 2) ، والحاكم (3/ 127-128) ، والخطيب (4/ 41-42)، وابن عساكر (12/ 134/ 2-135/ 1) من طرق عن أبي الأزهر أحمد بن الأزهر: أخبرنا عبد الرزاق: أنبأ معمر عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:
نظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى علي فقال
…
فذكره. وقال الحاكم:
"صحيح على شرط الشيخين، وأبو الأزهر - بإجماعهم - ثقة، وإذا انفرد الثقة بحديث؛ فهو على أصلهم صحيح"!!
وتعقبه الذهبي بقوله:
"قلت: هذا وإن كان رواته ثقات؛ فهو منكر، ليس ببعيد من الوضع؛ وإلا لأي شيء حدث به عبد الرزاق سراً، ولم يجسر أن يتفوه به لأحمد وابن معين والخلق الذين رحلوا إليه، وأبو الأزهر ثقة".
قلت: يشير الذهبي بتحديث عبد الرزاق بالحديث سراً إلى ما رواه الحاكم عقب الحديث، والخطيب - وسياقه أتم - قال: قال أبو الفضل: فسمعت أبا حاتم يقول: سمعت أبا الأزهر يقول:
خرجت مع عبد الرزاق إلى قريته، فكنت معه في الطريق، فقال لي: يا أبا الأزهر! أفيدك حديثاً ما حدثت به غيرك؟! قال: فحدثني بهذا الحديث.
ثم روى الخطيب بسنده عن أحمد بن يحيى بن زهير التستري قال:
لما حدث أبو الأزهر النيسابوري بحديثه عن عبد الرزاق في الفضائل؛ أخبر يحيى بن معين بذلك، فبينا هو عنده في جماعة أهل الحديث؛ إذ قال يحيى بن معين: من هذا الكذاب النيسابوري الذي حدث عن عبد الرزاق بهذا الحديث؟! فقام أبو الأزهر فقال: هو ذا أنا، فتبسم يحيى بن معين وقال: أما إنك لست بكذاب، وتعجب من سلامته. وقال: الذنب لغيرك في هذا الحديث".
قلت: ويؤيد قول ابن معين هذا؛ أن أبا الأزهر قد توبع عليه؛ فقد قال الخطيب:
"قلت: وقد رواه محمد بن حمدون النيسابوري عن محمد بن علي بن سفيان النجار عن عبد الرزاق؛ فبرىء أبو الأزهر من عهدته؛ إذ قد توبع على روايته".
قلت: فانحصرت العلة في عبد الرزاق نفسه، أو في معمر، وكلاهما ثقة محتج بهما في "الصحيحين"، لكن هذا لا ينفي العلة مطلقاً:
أما بالنسبة لمعمر؛ فقد بين وجه العلة فيه: أبو حامد الشرقي؛ فقد روى الخطيب بسند صحيح عنه:
أنه سئل عن حديث أبي الأزهر هذا؟ فقال:
"هذا حديث باطل، والسبب فيه: أن معمراً كان له ابن أخ رافضي، وكان معمر يمكنه من كتبه، فأدخل عليه هذا الحديث، وكان معمر رجلاً مهيباً لا يقدر
عليه أحد في السؤال والمراجعة، فسمعه عبد الرزاق في كتاب ابن أخي معمر! ".
قلت: فهذا - إن صح - علة واضحة في أحاديث معمر في فضائل أهل البيت، ولكني في شك من صحة ذلك؛ لأنني لم أر من ذكره في ترجمة معمر؛ كالذهبي والعسقلاني وغيرهما. والله أعلم.
ثم رأيت الذهبي قد حكى ذلك عن أبي حامد الشرقي، وابن حجر أيضاً؛ لكن في ترجمة أبي الأزهر، فقال الذهبي - بعد أن وثقه -:
"ولم يتكلموا فيه إلا لروايته عن عبد الرزاق عن معمر حديثاً في فضائل علي يشهد القلب بأنه باطل، فقال أبو حامد (فذكر كلامه ملخصاً ثم قال) . قلت: وكان عبد الرزاق يعرف الأمر، فما جسر يحدث بهذا الأثر إلا سراً؛ لأحمد بن الأزهر ولغيره؛ فقد رواه محمد بن حمدون عن
…
فبرىء أبو الأزهر من عهدته".
وأما بالنسبة لعبد الرزاق؛ فإعلاله بن أقرب؛ لأنه وإن كان ثقة؛ فقد تكلموا في تحديثه من حفظه دون كتابه؛ فقال البخاري:
"ما حدث به من كتابه فهو أصح". وقال الدارقطني:
"ثقة، لكنه يخطىء على معمر في أحاديث". وقال ابن حبان:
"كان ممن يخطىء إذا حدث من حفظه؛ على تشيع فيه". وقال ابن عدي في آخر ترجمته:
"ولم يروا بحديثه بأساً؛ إلا أنهم نسبوه إلى التشيع، وقد روى أحاديث في الفضائل مما لا يوافقه عليه أحد من الثقات، فهذا أعظم ما رموه به، وأما في باب الصدق؛ فإني أرجو أنه لا بأس به؛ إلا أنه قد سبق منه أحاديث في فضائل أهل البيت ومثالب آخرين؛ مناكير". وقال الذهبي في ترجمته من "الميزان":
"قلت: أوهى ما أتى به: حديث أحمد بن الأزهر - وهو ثقة -: أن عبد الرزاق حدثه - خلوة من حفظه -: أنبأنا معمر
…
(قلت: فساق الحديث، وقال) .
قلت: ومع كونه ليس بصحيح؛ فمعناه صحيح؛ سوى آخره، ففي النفس منها! وما اكتفى بها حتى زاد:
"وحبيبك حبيب الله، وبغيضك بغيض الله، والويل لمن أبغضك".
فالويل لمن أبغضه؛ هذا لا ريب فيه، بل الويل لمن يغض منه، أو غض من رتبته، ولم يحبه كحب نظرائه من أهل الشورى، رضي الله عنهم أجمعين".
والحديث؛ أورده السيوطي في "ذيل الأحاديث الموضوعة"(ص 61) ، ونقل كلام الخطيب المتقدم، ثم قال:
"وقد أورده ابن الجوزي في "الواهيات"، وقال: إنه موضوع، ومعناه صحيح، قال: فالويل لمن تكلف وضعه؛ إذ لا فائدة في ذلك".
وكذا في "تنزيه الشريعة" لابن عراق (1/ 398) .
(تنبيه) : أورد الشيعي هذا الحديث في "مراجعاته"(ص 175) من رواية الحاكم؛ وقال:
"وصححه على شرط الشيخين"!!
ولم ينقل - كعادته - رد الذهبي عليه، وإنما نقل المناقشة التي جرت بين ابن معين وأبي الأزهر من رواية الحاكم، وفي آخرها قول ابن الأزهر:
"فحدثني (عبد الرزاق) - والله - بهذا الحديث لفظاً، فصدقه يحيى بن معين واعتذر إليه"!