الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
"ليس بثقة ولا مأمون".
ووافقه الحافظ العسقلاني.
4898
- (يا فاطمة! أما ترضين أن الله عز وجل اطلع إلى أهل الأرض فاختار رجلين: أحدهما أبوك، والآخر بعلك؟!) .
موضوع
روي من حديث أبي هريرة، وعبد الله بن عباس، وأبي أيوب الأنصاري، وعلي الهلالي، ومعقل بن يسار.
1-
أما حديث أبي هريرة؛ فيرويه أبو بكر محمد بن أحمد بن سفيان الترمذي: حدثنا سريج بن يونس: حدثنا أبو حفص الأبار: حدثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال:
قالت فاطمة رضي الله عنها: يا رسول الله! زوجتني من علي بن أبي طالب وهو فقير لا مال له؟! فقال
…
فذكره.
أخرجه الحاكم (3/ 129) ؛ وصححه على شرط البخاري ومسلم؛ كما في "تلخيص الذهبي"، فقد سقط التصحيح من "المستدرك"!! ثم تعقبه الذهبي بقوله:
"قلت: بل موضوع على سريج".
قلت: وذلك؛ لأن سريجاً ثقة من رجال الشيخين، وكذلك من فوقه؛ غير أبي حفص الأبار - واسمه عمر بن عبد الرحمن -؛ وهو ثقة.
فأحدهم لا يحتمل مثل هذا الحديث الموضوع؛ فالمتهم به أبو بكر الترمذي هذا.
وبذلك جزم الذهبي في "الميزان"؛ وقال:
"ولعله الباهلي".
ووافقه الحافظ في "اللسان"؛ إلا أنه قال:
"وجزم الحسيني بأنه غير الباهلي".
2-
وأما حديث ابن عباس؛ فيرويه إبراهيم بن الحجاج قال: أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عنه به.
أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير"(1)(3/ 111/ 2) ، والخطيب في "التاريخ"(4/ 195-196)، وابن عساكر (12/ 91/ 2-92/ 1) . وقال الخطيب:
"حديث غريب من رواية عبد الله بن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس. وغريب من حديث معمر بن راشد عن ابن أبي نجيح، تفرد بروايته عنه عبد الرزاق، وقد رواه عن عبد الرزاق غير واحد".
قلت: وإبراهيم بن الحجاج هذا؛ قال الذهبي:
"نكرة لا يعرف، والخبر الذي رواه باطل، وما هو بالسامي (2) ولا بالنيلي، ذانك صدوقان".
قلت: وهما أقدم طبقة منه.
ثم ساق له هذا الحديث، وقال:
(1) هو عنده من طريق آخر؛ وفيه كلام؛ فانظر " زوائد تاريخ بغداد على الكتب الستة "(545) . (الناشر)
(2)
بالمهملة. ووقع في " الميزان " و " اللسان " بالمعجمة! وهو تحريف.
"تابعه عبد السلام بن صالح - أحد الهلكى - عن عبد الرزاق".
وأقره الحافظ في "اللسان".
ومتابعة عبد السلام بن صالح؛ أخرجها الثلاثة المذكورون، وكذا ابن عدي في ترجمة عبد الرزاق من "الكامل"(309/ 1) .
وتابعه أحمد بن عبد الله بن يزيد الهشيمي: حدثنا عبد الرزاق به.
أخرجه الخطيب، وعنه ابن عساكر.
قلت: والهشيمي هذا هو من رواة حديث: "أنبأنا مدينة العلم
…
"، وقد مضى بيان حاله هناك برقم (2955) ، وأنه كذاب؛ فراجعه.
ثم قال ابن عدي: حدثنا الحسن بن عثمان التستري قال: أخبرنا محمد بن سهل البخاري: أخبرنا عبد الرزاق بإسناده نحوه. وقال:
"وهذا يعرف بأبي الصلت الهروي عن عبد الرزاق. وابن عثمان هذا ليس بذاك الذي حدثناه عن البخاري"!
كذا قال! وفي آخر كلامه غموض لعله من الناسخ! وقد عقد للتستري هذا ترجمة خاصة؛ قال فيه (93/ 2-94/ 1) :
"كان يضع الحديث، ويسرق حديث الناس، سألت عبد ان الأهوازي عنه؟ فقال: كذاب".
وأبو الصلت متهم أيضاً، وهو صاحب الحديث المشار إليه آنفاً برقم (2955) ؛ فأغنى عن إعادة الكلام عليه.
ولعل التستري سرق هذا الحديث منه؛ فإنه به يعرف؛ كما تقدم عن ابن عدي.
وجملة القول؛ أن الحديث لم يروه ثقة عن عبد الرزاق.
ولو أنه ثبت عنه؛ لبقي فيه علة أخرى تقدح في صحته، وهي احتمال أن يكون هذا الحديث أيضاً مما أدخله ابن أخي معمر في كتب معمر؛ فإنه كان رافضياً، كما تقدم حكاية أمره عن أبي حامد الشرقي في الحديث (4894) ، فراجعه.
3-
وأما حديث أبي أيوب؛ فأورده السيوطي في "ذيل الأحاديث الموضوعة"(ص 58) - وتبعه ابن عراق في "تنزيه الشريعة"(ص 396) - من رواية الطبراني عن حسين الأشقر: حدثنا قيس بن الربيع عن الأعمش عن عباية (1) بن ربعي عنه مرفوعاً به، وزاد:
"فأوحي إلي، فأنكحته، واتخذته وصياً". وقال السيوطي:
"حسين الأشقر متهم. وقيس بن الربيع لا يحتج به. وعباية بن ربعي؛ قال العقيلي: شيعي غال ملحد".
4-
وأما حديث علي الهلالي؛ فأورده السيوطي أيضاً في "ذيل الموضوعة"(ص 65) - وتبعه ابن عراق في "التنزيه"(ص 403-404) - من رواية الطبراني أيضاً - من طريق الهيثم بن حبيب: حدثنا سفيان بن عيينة عن علي بن علي الهلالي عن أبيه قال:
دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في شكاته التي قبض فيها؛ فإذا فاطمة عند رأسه، فبكت حتى ارتفع صوتها، فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم طرفه إليها؛ فقال:
(1) الأصل: (عبابة) ! والتصويب من " التنزيه "، و " الضعفاء " للعقيلي (ص 343) ، و " الميزان "، و " اللسان ".
ووقع في طبعة الخانجي لـ " الميزان ": (عباس) ! وهو خطأ مطبعي.
"يا حبيبتي فاطمة! ما الذي يبكيك؟! ". قالت: أخشى الضيعة من بعدك! فقال:
"يا حبيبتي! أما علمت أن الله تبارك وتعالى اطلع إلى أهل الأرض اطلاعة فاختار منها أباك
…
" الحديث نحو حديث أبي أيوب، وفيه ذكر الحسن والحسين والمهدي. وقال السيوطي وابن عراق:
"قال الذهبي: هذا موضوع. والهيثم بن حبيب هو المتهم بهذا الحديث".
قلت: ذكره الذهبي في ترجمة الهيثم من "الميزانط. فتعقبه الحافظ في "اللسان" بقوله:
"والهيثم بن حبيب المذكور؛ ذكره ابن حبان في الطبقة الرابعة من (الثقات) "!
وأقول: تساهل ابن حبان في توثيق المجهولين معروف مشهور عند أهل العلم بهذا الشأن، فإن ثبت أنه ثقة؛ فالعلة ممن فوقه، وهو علي بن علي الهلالي؛ فإني لم أجد من ذكره.
وأبوه نفسه غير معروف إلا في هذا الحديث؛ فقد أورده الحافظ في "الإصابة" لهذا الحديث من رواية الطبراني أيضاً - يعني: في "الكبير" -، ثم قال:
"وأخرجه في "الأوسط" وقال: إنه لا يروى إلا بهذا الإسناد".
5-
وأما حديث معقل؛ فيرويه خالد بن طهمان، عن نافع بن أبي نافع عنه قال:
وضأت النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم؛ فقال:
"هل لك في فاطمة رضي الله عنها تعودها؟! ". فقلت: نعم؛ فقام متوكئاً علي، فقال: