الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
"حسن غريب"!
والأول أليق بحال رشدين بن سعد؛ فإنه ضعيف.
4826
- (يخرج ناس من المشرق فيوطئون للمهدي. يعني: سلطانه) .
ضعيف
أخرجه ابن ماجه (2/ 519) ، والفسوي في "المعرفة"(2/ 497) عن ابن لهيعة عن أبي زرعة عمرو بن جابر الحضرمي عن عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي مرفوعاً.
قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ لضعف ابن لهيعة وأبي زرعة الحضرمي؛ كما قال البوصيري (250/ 1) .
قلت: وأما الفسوي؛ فذكر الحضرمي في ثقات التابعين المصريين! خلافاً للنسائي وغيره؛ فقال:
"ليس بثقة". وقال ابن حبان:
"لا يحتج بخبره". وقال الحافظ:
"ضعيف".
4827
- (يدعى أحدهم، فيعطى كتابه بيمينه، ويمد له في جسمه ستون ذراعاً، ويبيض وجهه، ويجعل على رأسه تاج من لؤلؤ يتلألأ، فينطلق إلى أصحابه، فيرونه من بعيد، فيقولون: اللهم! ائتنا بهذا، وبارك لنا في هذا، حتى يأتيهم، فيقول: أبشروا، لكل رجل منكم مثل هذا.
وأما الكافر؛ فيسود وجهه، ويمد له في جسمه ستون ذراعاً على صورة آدم، فيلبس تاجاً، فيراه أصحابه، فيقولون: نعوذ بالله من شر هذا، اللهم! لا تأتنا هذا، قال: فيأتيهم فيقولون: اللهم! أخزه، فيقول: أبعدكم الله؛ فإن لكل رجل منكم مثل هذا) .
ضعيف
أخرجه الترمذي (2/ 193) ، وأبو يعلى (4/ 1459) ، وعنه ابن حبان (2588 - موارد) ، وأبو نعيم في "الحلية"(9/ 16)، والحاكم (2/ 242-243) من طريق إسماعيل السدي عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم:
في قوله عز وجل: (يوم ندعو كل أناس بإمامهم) قال
…
فذكره. وقال الترمذي:
"حديث حسن غريب، والسدي: اسمه إسماعيل بن عبد الرحمن"! وقال الحاكم:
"صحيح على شرط مسلم"! ووافقه الذهبي!
قلت: والد إسماعيل - وهو عبد الرحمن بن أبي كريمة - ليس من رجال مسلم، ثم هو مجهول الحال، كما في "التقريب". وقد قال الذهبي نفسه في "الميزان":
"ما روى عنه سوى ولده".
قلت: ونحوه في "تهذيب الحافظ"، فحقه - إذن - أن يقول فيه:
"مجهول العين"! فلتأمل.
تنبيهان:
الأول: مع ما سبق من الإشارة إلى أن الحديث عند المذكورين من طرق عن (إسماعيل السدي) ؛ فإني أرى من الفائدة أن ألفت النظر إلى خلاف وقع في شيخ أبي يعلى فيه في المصورة التي عزوت إليها، وكذا في نسخة أخرى (ق 279/ 2)، ومثلها النسخة المطبوعة (11/ 3-5- تحقيق الأخ حسين الداراني) ؛ ففيها كلها قال أبو يعلى:
"حدثنا الحارث بن سريج
…
"! ووقع في رواية ابن حبان إياه عنه في "الموارد" (2588) :
"حدثنا سريج بن يونس
…
"، وكذا في "الإحسان" (16/ 346) !
وكلا الشيخين قالا: "حدثنا عبد الرحمن بن مهدي
…
"! وإذا رجعنا إلى ترجمة كل منهما؛ وجدنا أنهما يرويان عن عبد الرحمن بن مهدي، وعنهما أبو يعلى؛ فلا أدري هل الخلاف ناشىء من النساخ، أو أن لأبي يعلى فيه شيخين؟! وهذا مما أستبعده.
فإن كان الصواب من هذا الاختلاف (الحارث بن سريج) ؛ فيكون إسناد أبي يعلى ضعيفاً إلى عبد الرحمن السدي؛ لأن الحارث هذا؛ قال ابن عدي:
"ضعيف، يسرق الحديث".
ومع هذا الجرح المفسر من هذا الحافظ، والمؤيد بقول ابن معين في رواية:
"ليس بشيء". وقول النسائي:
"ليس بثقة".
لم يعبأ بذلك كله المعلق على "الموارد"(11/ 5) ؛ فزعم أنه حسن الحديث؛ اعتماداً منه على توثيق ابن معين إياه في رواية، وابن حبان (8/ 183) ؛ جاهلاً أو متجاهلاً قاعدة:"الجرح المفسر مقدم على التعديل"! وله من مثل هذه المخالفة الشيء الكثير. ويأتي ذكر أحدها قريباً.
والتنبيه الآخر: أن عبد الرحمن أبا إسماعيل - وهو السدي -؛ قد ذكر فيه ثلاثة أقوال في اسم والده، فقيل: هو (ابن أبي كريمة)، وقيل: هو (ابن نهشل)، وقيل: إن أبا كريمة كنية عبد الرحمن بن نهشل! ثم قال:
"وذكره ابن حبان في "الثقات"، وأخرج له في "صحيحه" أحاديث (1) ؛ من رواية ابنه عنه عن أبي هريرة"!
قلت: ومع ذلك؛ فلم يورده ابن حبان في "الثقات" على وجه من تلك الوجوه الثلاثة، وإنما على وجه رابع! فقال في (التابعين) منه (5/ 108) :
"عبد الرحمن بن أبي ذئب السدي.. عنه ابنه إسماعيل".
قلت: فكأنه - لهذا الاضطراب في اسم أبيه - لم ينسبه البخاري في "التاريخ"، وتبعه ابن أبي حاتم في "كتابه"، ولم يذكروا جميعاً له راوياً غير ابنه؛ فهو مجهول كما تقدم.
وأما المعلق على "مسند أبي يعلى"(11/ 5) ؛ فقال:
"إسناده حسن، الحارث بن سريج بينا أنه حسن الحديث عند رقم (1103) ، وعبد الرحمن بن أبي كريمة لم أر فيه جرحاً، ووثقه ابن حبان"!!
(1) قلت: لم أر له في " الإحسان " إلا هذا، وإلا حديثا آخر في سماع الميت قوع النعال (7/388/3118) ! وهذا له فيه إسناد آخر حسن، ومتنه مطوّل، وهو في " الموارد "(781) .