الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
4934
- (وأما أنت يا علي! فأنت مني بمنزلة هارون من موسى؛ إلا النبوة) .
منكر بهذا السياق
أخرجه ابن عساكر (12/ 101/ 1) عن عبد الله بن شبيب: حدثني ابن أبي أويس: حدثني محمد بن إسماعيل: حدثني عبد الرحمن بن أبي بكر عن إسماعيل بن عبد الله بن جعفر عن أبيه قال:
لما قدمت ابنة حمزة المدين ة؛ اختصم فيها علي وجعفر وزيد. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"قولوا؛ أسمع". فقال زيد: هي ابنة أخي وأنا أحق بها، وقال علي: ابنة عمي وأنا جئت بها، وقال جعفر: ابنة عمي وخالتها عندي، قال:
"خذها يا جعفر! أنت أحقهم بها". فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لأقضين بينكم. أما أنت يا زيد! فمولاي وأنا مولاك. وأما أنت يا جعفر! فأشبهت خلقي وخلقي. وأما أنت يا علي
…
" الحديث.
قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ آفته عبد الرحمن بن أبي بكر - وهو ابن أبي مليكة التيمي المدني -؛ ضعفه جماعة. وقال أحمد، والبخاري:
"منكر الحديث". وقال النسائي:
"متروك الحديث".
قلت: وهذا إن سلم من عبد الله بن شبيب؛ فإنه واه؛ قال أبو أحمد الحاكم: "ذاهب الحديث"؛ كما في "الميزان".
واعلم أن هذه القصة صحيحة ثابتة في "صحيح البخاري" في مواطن - منها
(عمرة القضاء) - من رواية إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء رضي الله عنه؛ لكن ليس فيه ذكر المنزلة، وإنما هو بلفظ:
وقال لعلي: "أنت مني وأنا منك".
وكذلك أخرجه النسائي في "الخصائص"(ص 36-37) ، والبيهقي في "السنن"(8/ 5)، والترمذي أيضاً (2/ 299) ؛ إلا أنه لم يسق من القصة إلا قوله هذا لعلي رضي الله عنه؛ ولكنه أشار إليها؛ فقال:
"وفي الحديث قصة".
أخرجوه كلهم من رواية عبيد الله بن موسى عن إسرائيل به.
ولعبيد الله هذا إسناد آخر؛ فإنه قال: أنبأ إسرائيل عن أبي إسحاق عن هبيرة ابن يريم وهانىء بن هانىء عن علي قال:
لما خرجنا من مكة؛ اتبعتنا ابنة حمزة
…
الحديث بتمامه، وفيه:
وقال لي: "أنت مني وأنا منك".
أخرجه الحاكم (3/ 120) . وقال:
"صحيح الإسناد"! ووافقه الذهبي!
وفيه نظر بينته في "الإرواء"(2190) .
وتابعه جمع عن إسرائيل به؛ وقد خرجتهم في المصدر المذكور آنفاً.
وكل هؤلاء رووه بلفظ:
"أنت مني وأنا منك".
وخالفهم القاسم بن يزيد الجرمي فقال: عن إسرائيل
…
بلفظ:
"أنت مني بمنزلة هارون، وأنا منك".
ذكره النسائي في "الخصائص"(ص 14) معلقاً؛ فقال: رواه القاسم بن يزيد المخزومي (كذا) عن إسرائيل به.
وتابعه زكريا بن أبي زائدة وغيره عن أبي إسحاق: وحدثني هانىء بن هانىء وهبيرة بن يريم به.
أخرجه البيهقي.
والخلاصة؛ أن المحفوظ في هذه القصة إنما هو قوله صلى الله عليه وسلم:
"أنت مني وأنا منك"، وأن ذكر المنزلة فيه منكر؛ لتفرد الجرمي به دون سائر الثقات من أصحاب إسرائيل، مع عدم معرفتنا لحال الإسناد إليه، ولتفرد عبد الرحمن بن أبي بكر به في حديث عبد الله بن جعفر. والله تعالى ولي التوفيق.
وقد رويت القصة بسياق آخر، وفيه:
"وأما أنت يا علي! فأخي، وأبو ولدي، ومني، وإلي
…
"!
أخرجه الحاكم (3/ 217) من طريق محمد بن إسحاق عن يزيد بن عبد الله ابن قسيط، عن محمد بن أسامة بن زيد عن أبيه أسامة بن زيد
…
فذكر القصة. وقال الحاكم:
"صحيح على شرط مسلم"! ووافقه الذهبي!
قلت: وذلك من أوهامهما؛ فإن ابن إسحاق إنما أخرج له مسلم مقروناً بغيره، ثم هو مدلس؛ وقد عنعنه، فأنى له الصحة؟!