الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأما كون ما روى صحيحاً في نفسه أو لا؛ فهذا أمر يعود إلى النظر في إسناده الذي روى الحديث به؛ فإن صح فبها؛ وإلا فإن مجرد روايته إياه لا تكون تصحيحاً له؛ كما لا يخفى، شأنه في ذلك شأن كل أئمة الحديث الذين لم يتقيدوا برواية الصحيح فقط.
وكم من حديث رواه الثعلبي هذا، وهو مطعون فيه عند العلماء، ومنه حديث الترجمة هذا؛ فقد قال الحافظ ابن حجر - بعد أن ضعف الحديث من طريق أخرى في نزول الآية المذكورة في علي، كما تقدم برقم (4921) -؛ قال الحافظ (ص 56-57 ج4) :
"ورواه الثعلبي من حديث أبي ذر مطولاً، وإسناده ساقط".
ومضى كلام شيخ الإسلام مفصلاً في إبطاله تحت الحديث (4921) .
وقد حكم ابن عدي بوضع الطرف الأول منه من رواية أخرى.
وكذلك الذهبي، بل حلف بالله على وضعه! وقد سبق تخريجها برقم (357) .
4959
- (أيها الناس! إني قد كرهت تخلفكم وتنحيكم عني؛ حتى خيل إلي أنه ليس شجرة أبغض إلي من شجرة تليني؛ لكن علي بن أبي طالب أنزله الله مني بمنزلتي منه؛ رضي الله عنه كما أنا عنه راض؛ فإنه لا يختار على قربي ومحبتي شيئاً) .
منكر
أخرجه ابن عساكر (12/ 116/ 1-2) من طريق عبد الله بن صالح: أخبرنا ابن لهيعة عن بكر بن سوادة وابن هبيرة عن قبيصة بن ذؤيب وأبي سلمة عن جابر بن عبد الله قال:
خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ حتى نزل (خم)(1) ؛ فتنحى الناس عنه، ونزل معه علي بن أبي طالب، فشق على النبي صلى الله عليه وسلم تأخر الناس عنه، فأمر علياً فجمعهم. فلما اجتمعوا قام فيهم، وهو متوسد على علي بن أبي طالب، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال
…
فذكره. ثم قال:
"من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم! وال من والاه، وعاد من عاداه". وابتدر الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، يبكون ويتضرعون إليه، ويقولون: يا رسول الله! إنما تنحينا؛ كراهية أن نثقل عليك، فنعوذ بالله من سخط الله وسخط رسوله! فرضي عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك. فقال أبو بكر: يا رسول الله! استغفر لنا جميعاً. فقال لهم:
"أبشروا؛ فوالذي نفسي بيده! ليدخلن الجنة من أصحابي سبعون ألفاً بغير حساب، ومع كل ألف سبعون ألفاً، ومن بعدهم مثلهم أضعافاً". قال أبو بكر: يا رسول الله! زدنا - وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم في موضع رمل -. فحفن بيديه من ذلك الرمل ملء كفيه، ثم قال:
"هكذا". قال أبو بكر: زدنا يا رسول الله! ففعل مثل ذلك ثلاث مرات. فقال أبو بكر: زدنا يا رسول الله! فقال عمر: ومن يدخل النار بعد الذي سمعنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعد ثلاث حنفات من الرمل من الله؟! فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم! فقال:"والذي نفسي بيده! ما يفي بهذا أمتي حتى يوفى عدتهم من الأعراب".
قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ لسوء حفظ ابن لهيعة.
ونحوه عبد الله بن صالح.
والمتن منكر.
(1) كتب الشيخ رحمه الله فوق هذا المتن: " الصحيحة "(1750) "، وسيشير إليه الشيخ بعد قليل. (الناشر)