الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فقال الشيخ الأعظمي رحمه الله متعقباً قول الهيثمي المذكور في ثابت بن حماد: "وهو ضعيف جداً" -؛ قال الشيخ:
"وأنت ترى أن البزار وثقه"!
وأقول: ليس الأمر كما قال؛ بل الظاهر أن التوثيق من قول إبراهيم بن زكريا، وهو وإن كان وثقه ابن حبان (8/ 70) ؛ فقد ضعفه العقيلي بقوله - وذكر أنه (العجلي البصري) -:
"صاحب مناكير وأغاليط".
وقد فرق بينه وبين (إبراهيم بن زكريا الواسطي) ؛ وقال فيه:
"مجهول".
وكذلك فرق بينهما آخرون؛ منهم ابن حبان، فأورد الواسطي هذا في "ضعفائه". وقال الحافظ في "اللسان":
"وهو الصواب".
وإذا عرفت أن التوثيق المذكور هو من ذاك الضعيف - إبراهيم بن زكريا العجلي -؛ فلا غرابة بعد ذلك أن لا يلتفت أحد إلى هذا التوثيق، ولا يذكروه في ترجمته.
4850
- (لا بأس ببول ما أكل لحمه) .
ضعيف جداً
روي من حديث البراء بن عازب، وجابر بن عبد الله، وعلي ابن أبي طالب.
1-
أما حديث البراء؛ فيرويه سوار بن مصعب عن مطرف بن طريف عن أبي الجهم عنه.
أخرجه الدارقطني في "سننه"(ص 47)، وابن حزم في "المحلى" (1/ 181) . وقال:
"هذا خبر باطل موضوع؛ لأن سوار بن مصعب متروك عند جميع أهل النقل، متفق على ترك الرواية عنه، يروي الموضوعات". وقال الدارقطني:
"وسوار متروك، وقد اختلف عنه، فقيل عنه: ما أكل لحمه فلا بأس بسؤره".
ثم ساقه هو، والبيهقي (1/ 252) من طريق أخرى عن سوار به. وقال البيهقي:
"وسوار بن مصعب متروك".
وقد خالفه في إسناده من هو مثله أو شر منه؛ فرواه عن جابر وهو:
2-
أما حديث جابر؛ فيرويه عمرو بن الحصين: أخبرنا يحيى بن العلاء عن مطرف عن محارب بن دثار عنه مرفوعاً بلفظ:
"ما أكل لحمه؛ فلا بأس ببوله".
أخرجه الدارقطني، وتمام في "الفوائد"(164/ 1-2)، وابن الديباجي في "الفوائد" (2/ 82/ 2) . وقال الدارقطني:
"لا يثبت؛ عمرو بن الحصين ويحيى بن العلاء ضعيفان".
وعلقه البيهقي عنهما. وقال:
"وهما ضعيفان، ولا يصح شيء من ذلك".
قلت: بل هما متروكان متهمان بالوضع.
وقال ابن الملقن في "خلاصة البدر المنير"(5/ 2) :
"وإسناده ضعيف؛ عمرو بن الحصين - وهو العقيلي - واه بإجماعهم. ويحيى ابن العلاء أحاديثه موضوعة. وقاله ابن عدي. وقال أحمد: كذاب يضع الحديث".
3-
وأما حديث علي؛ فيرويه إسحاق بن محمد بن أبان النخعي: حدثني محمد بن موسى بن عبد الرحمن النخعي عن أبيه قال:
كنت على باب المهدي ومحمد بن زيد بن علي، فقال محمد بن زيد: حدثني أبي عن أبيه عن جده عنه مرفوعاً؛ بلفظ:
"لا بأس ببول الحمار؛ وكل ما أكل لحمه".
أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد"(5/ 288)، ومن طريقه أورده السيوطي في "اللآلىء المصنوعة" (2/ 2) . وقال:
"موضوع، والمتهم به إسحاق. وموسى وابنه مجهولان".
وكذا قال ابن عراق في "تنزيه الشريعة"(2/ 66) .
قلت: وإسحاق هذا؛ قال الذهبي:
"كذاب مارق من الغلاة.. كان خبيث المذهب يقول: إن علياً هو الله
…
ولم يذكره في "الضعفاء" أئمة الجرح في كتبهم، وأحسنوا؛ فإن هذا زنديق....".
(تنبيه) : استدل بحديثي الترجمة - عن البراء وجابر - الشيخ علي القاري في "الفتح"(1/ 253-254) لمذهب الإمام محمد بن الحسن في طهارة بول ما يؤكل لحمه، وعزاهما لأحمد والدارقطني! فأساء بذلك مرتين:
الأولى: عزوه لأحمد، وهو خطأ محض؛ فليس هو في "مسنده"؛ لا عن البراء ولا عن جابر. ولو كان فيه لأورده الهيثمي في "المجمع"؛ فإنه من اختصاصه!