الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(تنبيه) : أورد الشيعي في "مراجعاته"(ص 148) طرفاً من هذا الحديث، وعزاه للحاكم؛ وقال:
"وأخرجه الذهبي في "تلخيصه"؛ مسلماً بصحته"!!
قلت: وهذا من تدليساته الكثيرة؛ فإن الذهبي سكت عليه، والحاكم نفسه لم يصرح بصحة إسناده - على خلاف عادته -، وإنما سكت عليه أيضاً، فتنبه!!
ثم رأيته أفصح بالكذب فقال (ص 222) - بعد أن ذكر طرفه الأول والأخير منه -:
"هذه الكلمة بعين لفظها ثابتة عن علي، أخرجها الحاكم في صفحة (126) ، من الجزء (3) من "المستدرك" بالسند الصحيح على شرط البخاري ومسلم، واعترف الذهبي في "تلخيصه" بذلك"!!
4949
- (أنشدكم الله! هل فيكم أحد آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبينه - إذ آخى بين المسلمين - غيري؟ قالوا: اللهم! لا) .
موضوع
أخرجه ابن عبد البر في "الاستيعاب"(3/ 1098) من طريق زياد ابن المنذر عن سعيد بن محمد الأزدي عن أبي الطفيل قال:
لما احتضر عمر؛ جعلها شورى بين علي وعثمان وطلحة والزبير وعبد الرحمن ابن عوف وسعد. فقال لهم علي
…
فذكره.
قلت: وهذا موضوع؛ آفته زياد بن المنذر؛ قال الحافظ:
"رافضي؛ كذبه يحيى بن معين".
وسعيد بن محمد الأزدي؛ لم أجد من ذكره، وإني لأخشى أن يكون هو
محمد بن سعيد الأسدي - ويقال: الأزدي -؛ وهو المصلوب بالزندقة؛ فقد قيل: إنهم قلبوا اسمه على مئة وجه، فيكون هذا الوجه من تلك الوجوه؛ قلبه - تعمية لأمره - هذا الرافضي الكذاب. والله أعلم.
والحديث؛ احتج به الشيعي، وعزاه لابن عبد البر؛ وكفى!!
ثم وجدت للحديث طريقين آخرين:
الأول: عن يحيى بن المغيرة الرازي: حدثنا زافر عن رجل عن الحارث بن محمد عن أبي الطفيل عامر بن واثلة الكناني قال:
كنت على الباب يوم الشورى، فارتفعت الأصوات بينهم، فسمعت علياً يقول:
بايع الناس أبا بكر؛ وأنا - والله! - أولى بالأمر منه وأحق منه، فسمعت وأطعت؛ مخافة أن يرجع الناس كفاراً، يضرب بعضهم رقاب بعض بالسيف! ثم بيع الناس عمر، وأنا - والله! - أولى بالأمر منه وأحق به منه، فسمعت وأطعت؛ مخافة أن يرجع الناس كفاراً، يضرب بعضهم رقاب بعض بالسيف! ثم أنتم تريدون أن تبايعوا عثمان! إذن أسمع وأطيع؛ إن عمر جعلني في خمسة نفر أنا سادسهم؛ لا يعرف لي فضلاً عليهم في الصلاح، ولا يعرفونه لي، كلنا فيه شرع سواء، وأيم الله
…
ثم قال: نشدتكم الله أيها النفر! جميعاً: أفيكم أحد آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم غيري؟ قالوا: اللهم! لا. ثم قال: نشدتكم الله
…
أفيكم أحد له مثل زوجتي فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالوا: لا
…
الحديث.
أخرجه العقيلي في ترجمة الحارث هذا من "الضعفاء"(ص 74-75)، ومن طريقه ابن عساكر (12/ 174/ 2-175/ 1) . وقالا:
"فيه رجلان مجهولان: رجل لم يسمه زافر، والحارث بن محمد".
ثم ساقه من طريق آخر عن محمد بن حميد قال: حدثنا زافر: حدثنا الحارث بن محمد عن أبي الطفيل عن علي
…
فذكر الحديث نحوه. قال العقيلي:
"وهذا عمل محمد بن حميد، أسقط الرجل؛ أراد أن يجود الحديث. والصواب ما قال يحيى بن المغيرة ويحيى ثقة وهذا الحديث لا أصل له عن علي".
وقال الذهبي - عقب قول العقيلي: "أراد أن يجوده" -:
"قلت: فأفسده، وهو خبر منكر". ثم ساقه بتمامه إلا قليلاً من آخره؛ فقال:
"وذكر الحديث؛ فهذا غير صحيح، وحاشا أمير المؤمنين من قول هذا".
قلت: وقال الحافظ في "اللسان":
"ولعل الآفة في هذا الحديث من زافر".
قلت: وهو ابن سليمان القهستاني؛ قال الحافظ:
"صدوق كثير الأوهام".
قلت: وسواء كانت الآفة منه أو ممن فوقه؛ فلا شك في أن الحديث موضوع لا أصل له؛ كما صرح بذلك العقيلي، وأشار إلى ذلك الذهبي بتبرئته علياً رضي الله عنه من قوله.
وكذلك جزم بوضعه الحافظ ابن عساكر، واستدل على ذلك ببعض فقراته؛ كما يأتي قريباً إن شاء الله تعالى.
والطريق الآخر: عن مثنى أبي عبد الله عن سفيان الثوري عن أبي إسحاق السبيعي عن عاصم بن ضمرة وهبيرة. وعن العلاء بن صالح عن المنهال بن عمرو عن عباد بن عبد الله الأسدي. وعن عمرو بن واثلة قالوا: