الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قلت: وهذا موضوع؛ آفته الأنطاكي هذا؛ قال الذهبي:
"روى عن رواد بن الجراح خبراً باطلاً أو منكراً في ذكر المهدي (يعني: هذا) . قال عبد الرحمن بن حمدان الجلاب: هذا باطل، ومحمد الصوري (يعني: الأنطاكي) لم يسمع من رواد، وكان هذا غالياً في التشيع". قال الحافظ في "اللسان":
"وهذا الكلام - برمته - منقول من "كتاب الأباطيل" للجورقاني. ومحمد بن إبراهيم؛ قد ذكره ابن حبان في (الثقات) ".
قلت: فإن ثبت أنه ثقة؛ فالعلة من رواد بن الجراح؛ فإنه - وإن كان صدوقاً؛ فقد كان - اختلط بآخره فترك؛ كما في "التقريب"، فيكون الحديث من تخاليطه.
4685
- (الموت كفارة لكل مسلم) .
موضوع
وله طريقان عن أنس:
الأولى: عن أبي بكر محمد بن أحمد المفيد قال: نبأنا أحمد ابن عبد الرحمن السقطي قال: نبأنا يزيد بن هارون قال: أنبأنا عاصم الأحول عنه مرفوعاً.
أخرجه أبو المظفر الجوهري في "العوالي الحسان"(ق 161/ 1) ، وأبو نعيم في "الحلية"(3/ 121) و "الفوائد"(5/ 217/ 1-2) ، وعنه الخطيب في "التاريخ"(1/ 247) ، وكذا الديلمي (4/ 88) ، وابن الجوزي في "الموضوعات"(3/ 218) ، وابن عساكر في "التاريخ"(14/ 361/ 1-2) ، وابنه القاسم في "التعزية"(2/ 216/ 1) ، والحافظ في "اللسان"(1/ 211) .
وهذا إسناد مجهول؛ أورده الخطيب في ترجمة أبي بكر المفيد، وقال:
"روى مناكير عن مشايخ مجهولين، منهم أحمد بن عبد الرحمن السقطي، روى عنه جزءاً عن يزيد بن هارون. والسقطي هذا مجهول، ولا أعلم أحداً من البغداديين وغيرهم عرفه ولا روى عنه سوى المفيد، وأكثر أحاديث السقطي عن يزيد صحاح ومشاهير؛ إلا هذا الحديث، وهو إنما يحفظ من رواية مفرج بن شجاع الموصلي عن يزيد". وقال الذهبي في ترجمة السقطي:
"شيخ لا يعرف إلا من جهة المفيد، روى عن يزيد خبراً موضوعاً".
قلت: يشير إلى هذا. وقال في المفيد:
"وهو متهم".
ووافقه الحافظ. وقال ابن الجوزي:
"حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فإن أبا بكر المفيد ضعيف جداً، والسقطي مجهول".
وأما رواية مفرج بن شجاع؛ فقال أبو علي الصواف في "الفوائد"(3/ 167/ 2) : حدثنا بشر بن موسى: حدثنا مفرج بن شجاع: حدثنا يزيد بن هارون به. ومن طريق الصواف: أخرجه أبو نعيم في "فوائده".
وأخرجه ابن شاذان في "مشيخته الصغرى"(53/ 1) ، والقضاعي في "مسند الشهاب"(7/ 1/ 1) ، والخطيب أيضاً، وعنه ابن الجوزي. وقالا:
"قال الأزدي: مفرج بن شجاع واهي الحديث. ومفرج في عداد المجهولين، والحديث عن يزيد شاذ، مع أنه قد روي عن نصر بن علي الجهضمي أيضاً عن يزيد، وليس بثابت عنه. ورواه إسماعيل بن يحيى بن عبيد الله التيمي عن
الحسن بن صالح عن عاصم الأحول. وإسماعيل كان كذاباً. ورواه أصرم بن غياث النيسابوري عن عاصم الأحول. وأصرم لا تقوم به حجة".
قلت: وقد وصل رواية أصرم: أبو نعيم في "أخبار أصبهان"(2/ 231) ؛ لكن وقع فيه حفص بن غياث!
والظاهر أنه تحريف من بعض الناسخين أو الطابع.
وأما أصرم بن غياث؛ فقال أحمد والبخاري والرازي والدارقطني:
"منكر الحديث".
وتابعه حفص بن عبد الرحمن عن عاصم الأحول به.
أخرجه العقيلي في "الضعفاء"(125 و 438) من طريق داود بن المحبر عن خضر بن جميل قال: حدثنا حفص
…
وقال:
"خضر وحفص مجهولان، وحديثهم غير محفوظ، قد روي بغير هذا الإسناد من وجه لين".
قلت: وداود بن المحبر متروك متهم بالوضع.
وقوله: "خضر" تصحيف، والصواب أنه "نضر"؛ كما قال الحافظ.
والطريق الأخرى: يرويه الحسن بن عمرو بن شفيق: أخبرنا أصرم بن عتاب عن حميد قال: سمعت أنس بن مالك يقول
…
فذكره موقوفاً عليه.
أخرجه القاسم بن عساكر.
وأصرم بن عتاب لم أعرفه؛ بل الظاهر أن (عتاب) محرف من (غياث) ، وقد عرفت أنه منكر الحديث.