الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقسم وقع غلطاً لا عن قصد، وهذا شأن المخلطين والمضطربين [في] الحديث، كما حكم الحفاظ بالوضع على الحديث الذي أخرجه ابن ماجه في "سننه" وهو: "من كثرت صلاته
…
"؛ فإنهم أطبقوا على أنه موضوع، وواضعه لم يتعمد وضعه، وقصته في ذلك مشهورة".
ولذلك تعجب المناوي من صنيع السيوطي هذا؛ فقال:
"ومن العجب العجاب أن المؤلف قال في كتابه "أعذب المناهل": إن الحفاظ حكموا على هذا الحديث بالوضع، وأطبقوا على أنه موضوع. هذه عبارته، فكيف يورده في كتاب ادعى أنه صانه عما تفرد به وضاع؟ ! ".
4645
- (من كذب بالقدر؛ فقد كذب بما أنزل علي) .
ضعيف جداً
أخرجه العقيلي في ترجمة (سوار بن عبد الله بن قدامة) من "الضعفاء"(ص 174) قال: حدثنا أحمد بن عمرو قال: حدثنا محمد بن الحسين قال: حدثنا عبد الأعلى بن القاسم قال: حدثني سوار بن عبد الله العنبري عن كليب بن وائل عن ابن عمر مرفوعاً. وقال:
"سوار؛ قال سفيان (يعني: الثوري) : ليس بشيء. وقد روي في الإيمان بالقدر أحاديث صحاح. وأما هذا اللفظ؛ فلا يحفظ إلا عن هذا الشيخ"!
كذا قال! وخالفه ابن عدي فأورده في ترجمة سوار بن مصعب من "الكامل" فقال (ق 189/ 2-190/ 1) : حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز: حدثنا العلاء ابن موسى: حدثنا سوار بن مصعب عن كليب بن وائل به. وقال:
"هذا الحديث يرويه عن كليب سوار بن مصعب، وعامة ما يرويه غير محفوظ، وهو ضعيف كما ذكروه".
قلت: والعلاء بن موسى صدوق؛ كما في "التاريخ"(12/ 240-241) ، وكناه بأبي الجهم.
وتابعه أبو الربيع الزهراني - كما ذكر الذهبي في ترجمة ابن مصعب في "الميزان" - وساق له هذا الحديث في جملة ما أنكر عليه.
وتبعه على ذلك الحافظ في "اللسان"، وجزم بأن عزو الحديث في كتاب العقيلي "الضعفاء" لرواية سوار بن عبد الله وهم من بعض الرواة عنده.
وأشار الحافظ في ترجمة (ابن عبد الله) إلى هذا الحديث إشارة سريعة، لا يمكن فهم المراد منها إلا ممن وقف على كلامه حوله في ترجمة (ابن مصعب) ! فقال معللاً الوهم المذكور:
"لعله وقع في الرواية: "سوار" غير منسوب، ونسبه بعضهم فأخطأ؛ وإلا فهذا الحديث رويناه في "جزء أبي الجهم" عن سوار بن مصعب عن كليب؛ كما سيأتي قريباً، وهو المعروف بالرواية عن كليب".
والحديث؛ أورده الهيثمي في "مجمع الزوائد"(7/ 205) . وقال:
"رواه الطبراني في "الأوسط"، وفيه محمد بن الحسين القصاص؛ ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات".
قلت: ومحمد بن الحسين القصاص (1) ؛ هو محمد بن الحسين الذي في طريق
(1) لعله: (محمد بن الحُصَين) - بالصاد المهملة -؛ كما في " أوسط الطبراني "(8298) ، و" ضعفاء العقيلي "(2 / 542) ، وكذا وقع في حديث آخر في " الصحيحة "(1 / 555 / رقم 273) .
ووقع - بالسين المهملة - في " مجمع البحرين "(8 / 23) . (الناشر)
العقيلي المتقدمة، وقد بحثت عنه فلم أجد من ذكره! فالظاهر أن الوهم المذكور منه. والله أعلم.
(تنبيه) : نقل المناوي عن ابن الجوزي أنه قال (ولعله في كتابه "العلل") :
"حديث لا يصح، وفيه سوار بن عبد الله، قال أحمد والنسائي [و] يحيى: متروك. اهـ"!
وأقره المناوي!
قلت: وقد اختلط عليهما سوار بن مصعب بسوار بن عبد الله العنبري؛ فابن مصعب هو المتروك، وهو الذي قال فيه أحمد:
"متروك الحديث". وسئل عنه ابن معين؟ فقال:
"ضعيف ليس بشيء". وقال النسائي:
"متروك".
وأما العنبري؛ فلم نقف على من جرحه سوى الثوري؛ كما تقدم في نقل العقيلي عنه.
وقد خالفه جمع فوثقوه؛ فذكره ابن حبان في "الثقات"، وكذا ابن شاهين، وقال ابن المديني:
"ثقة"؛ كما في "اللسان".
وكذلك وثقه النسائي؛ كما في "تاريخ بغداد"(9/ 212)، وقال ابن عدي:
"أرجو أنه لا بأس به". وقال الذهبي - عقب جرح الثوري إياه -: