الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال أبو داود: أبو عبد الله: هذا حذيفةُ.
80 - باب الرجل يقول: أما بعد
4973 -
حدَّثنا أبو بكر بنُ أبي شيبةَ، حدَّثنا محمدُ بنُ فُضَيل، عن أبي حيَّان، عن يزيدَ بن حيَّان
عن زيد بن أرقم: أن النبيَّ- صلى الله عليه وسلم خَطَبَهم، فقال:"أمَّا بَعْدُ"
(1)
.
81 - باب في حفظ المَنْطِق
4974 -
حدَّثنا سليمانُ بنُ داود، أخبرنا ابنُ وهبٍ، أخبرني الليثُ بنُ سعدٍ، عن جعفرِ بن ربيعة، عن الأعرج
= الرجل أمام كلامه، ويتوصل به إلى حاجته من قولهم:"زعموا" بالمطية التي يتوصل بها إلى الموضع الذي يؤمه ويقصده.
وإنما يقال: "زعموا" في حديث لا سند له، ولا ثبت فيه، وإنما هو شيء يُحكى على الألسن على سبيل البلاغ، فذم النبي صلى الله عليه وسلم من الحديث ما كان هذا سبيله، وأمر بالتثبت فيه، والتوثيق لما يحكيه من ذلك، فلا يروبه حتى يكون معزوّاً ومروياً عن ثقة.
(1)
إسناده صحيح. أبو حيان: هو يحيى بن سعيد بن حيان.
وأخرجه في أول حديث غدير خُمِّ الطويل مسلم (2408)(36) عن أبي بكر بن أبي شيبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (2408)(36) من طريق إسماعيل بن إبراهيم، ومسلم (2408)(36)، والنسائي في "الكبرى"(8119) من طريق جرير، كلاهما عن أبي حيان، به.
وأخرجه مسلم (2408)(37) من طريق سعيد بن مسروق، عن يزيد، به.
وهو في "مسند أحمد"(19265)، و"شرح السنة"(3913) للبغوي.
وعلى هامش "مختصر المنذري": قوله ي: أما بعد: رواه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم سعد بن أبي وقاص وابن مسعود، وعبد الله والفضل ابنا العباس، وابن عمرو بن العاص وأبو سعيد الخدري، وجابر بن عبد الله، وأبو هريرة، وأبو سفيان بن حرب، وأنس بن مالك، وعقبة بن عامر، وجرير بن عبد الله البجلي، وجماعة كثيرة سواهم.
عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:"لا يقولَنَّ أحدُكم: الكَرْم، فإن الكَرْمَ الرَّجُلُ المُسلِمُ، ولكن قولوا: حَدَائِقُ الأعْناب"
(1)
.
(1)
إسناده صحيح. ابن وهب: هو عبد الله، والأعرج: هو عبد الرحمن بن هرمز.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(11580) عن يونس بن عبد الأعلى، والنسائي أيضاً (11580) عن وهب بن بيان كلاهما عن عبد الله بن وهب، بهذا الإسناد. وأخرجه بنحوه مسلم (2247)(9) من طريق عبد الله بن ذكوان (أبو الزناد)، عن الأعرج، به.
وأخرجه بنحوه البخاري (6182) و (6183)، ومسلم (2247)(6) و (7) و (8) و (10) من طرق عن أبى هريرة.
وهو في "مسند أحمد"(7257) و (7959)، و"صحيح ابن حبان"(5832) وما بعده.
قال الخطابي في "معالم السنن" 4/ 130 - 131: إنما نهاهم عن تسمية هذه الشجرة كرماً؛ لأن هذا الاسم عندهم مشتق من الكَرَم، والعرب تقول: رجل كَرَم، بمعنى: كريم، وقوم كَرَم، أي: كرام، ومنه قول الشاعر:
فتنبو العينُ عن كرَم عِجافِ
ثم تسكن الراء منه، فيقال: كَرْم.
فاشفق صلى الله عليه وسلم أن يدعوهم حسن اسمها إلى شرب الخمر المتخذة من ثمرها، فسلبها هذا الاسم، وجعله صفة للمسلم الذي يتوقى شربها، ويمنع نفسه الشهوة فيها عزة وتكرماً.
وقد ذكرت هذا في كتاب "غريب الحديث" وأشبعت شرحه هناك.
وقال الزمخشرى في "الفائق" 3/ 257، ونقله عنه ابن الأثير في "جامع الأصول" 11/ 752 - 753: أراد النبي-صلى الله عليه وسلم-أن يقرر ويشدِّد ما في قوله عز وجل: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات: 13] بطريقة أنيقة، ومسلك لطيف، ورمزٍ خلوب، فيُصِرُّ أن هذا النوع من غير الأناسي، المسمى بالاسم المشق من الكرم: أنتم أحِقَّاء بأن لا تؤهلوه لهذه التسمية، ولا تُطلقوها عليه، ولا تسلموها له غيرةَ للمسلم التقي، وربأً به أن يُشارك فيما سماه الله به، واختصه بأن جعله صفته، فضلاً أن تسموا بالكَرْم من ليس بمسلم، =