الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
120 - باب في العَصبِيَّهّ
5117 -
حدَّثنا النّفَيلىُّ، حدَّثنا زُهيرٌ، حدَّثنا سماكُ بنُ حَرْب، عن عبدِ الرحمن بن عبدِ الله بنِ مسعودٍ
عن أبيه، قال: مَن نَصَرَ قومَه على غيرِ الحق فهو كالبعير الذي ردِيَ فهو يُنْزَعُ بِذَنَبِه
(1)
.
5118 -
حدَّثنا ابنُ بشارِ، حدَّثنا أبو عامرِ، حدَّثنا سفيانُ، عن سماك بنِ حربٍ، عن عبدِ الرحمن بنِ عبدِ الله
عن أبيه، قال: انتهيتُ إلى النبي-صلى الله عليه وسلم، وهو في قُبَّةٍ من أدَمٍ، فذكر نحوَه
(2)
.
(1)
حديث حسن، وسيأتي بعده موصولاً. النُّفيلى: هو عبد الله بن محمَّد القضاعي، وزهير: هو ابن معاوية الجُعفي.
وأخرجه أحمد في "مسنده"(3726)، والطيالسي (344)، والبيهقي 10/ 234 من طريق شعبة، عن سماك بن حرب، به. وقال شبة في رواية أحمد: وأَحْسبُه قد رفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وهذا الحديث مثل في ذم الحميّة والتعاون على العصبية، قال الخطابي: ينزع بذنبه. معناه: أنه قد وقع في الإثم وهلك كالبعير إذا تردّى في بئر، فصار يُنزَعُ بذنبه، فلا يقدَر على خلاصه.
(2)
إسناده حسن عند من يصحح سماع عبد الرحمن من أبيه، وضعيف عند من يقول: إنه لم يسمع منه إلا اليسير، فقد مات أبوه وعمره ست سنوات، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير سماك بن حرب فمن رجال مسلم، وأخرج له البخاري تعليقاً، وحديثه يرقى إلى رتبة الحسن. ابن بشار: هو محمَّد العبدي، وأبو عامر: هو عبد الملك بن عمرو العقدي، وسفيان: هو الثوري.
وأخرجه أحمد في "مسنده"(3801)، وأبو يعلى في "مسنده"(5304)، والبيهقي في "الكبرى" 10/ 234، من طريق أبي عامر، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن حبان (5942) من طريق سفيان، به. =
5119 -
حدَّثنا محمودُ بنُ خالدٍ الدِّمشقيُّ، حدَّثنا الفريابيُّ، حدَّثنا سلمةُ ابنُ بِشير الدمشقيُّ، عن بنتِ واثلةَ بنِ الأسقع
أنها سَمِعَتْ أباهَا يقولُ: قلت: يا رسولَ اللهِ، ما العَصَبِيَّةُ؟ قال:"أن تُعِينَ قومَكَ على الظُّلم"
(1)
.
5120 -
حدَّثنا أحمدُ بنُ عمرو بنِ السَّرحٍ، حدَّثنا أيوبُ بنُ سُويد، عن أُسَامَةَ بنِ زيد، أنه سَمعَ سعيدَ بن المسيِّب يُحدث
عن سُراقةَ بنِ مالك بنِ جُعْشُمِ المُدْلِجِيّ، قال: خطبنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فقال: "خَيرُكُم المُدَافِعُ عن عَشِيرته ما لم يأثَم"
(2)
.
= وأخرجه الطيالسي (344)، ومن طريقه البيهقي 10/ 234 عن عمرو بن ثابت بن هرمز، و 10/ 234 من طريق إسرائيل، والرامهرمزي في "أمثال الحديث" ص 105 - 106 من طريق حفص بن جميع، ثلاثتهم عن سماك، به. وقد تحرف عند الطيالسي:"عمرو بن ثابت" إلى: "حمزة بن ثابت".
(1)
حديث حسن، سلمة بن بشر روى عنه جمع وذكره ابن حبان في "الثقات" وهو متابع. وبنت واثلة بن الأسقع، واسمها: فَسيلة، ويقال: جميلة، وبه ترجم المزي في "التهذيب"، ويقال: خُصيلة، روى عنها جمع وذكرها ابن حبان في"الثقات".
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (236)، ومن طريقه المزي في "تهذيب الكمال" 11/ 267 - 268 عن الحسين بن إسحاق التستري، عن محمود بن خالد الدمشقي، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن ماجه (3949)، وأحمد (16986)، ومن طريقه الطبراني في "الكبير" 22/ (955) عن زياد بن الربيع، عن عباد بن كثير الشامي، عن امرأة فهم يقال لها: فسيلة بنت واثلة بن الأسقع، أنها قالت: سمعت أبي
…
فذكره. وعباد بن كثير ضعيف.
وفي الباب عن ابن مسعود، وهو الحديث السالف قبل هذا.
وآخر عن أنس، عند أحمد (11949).
(2)
إسناده ضعيف، لضعف أيوب بن سُوَيد -وهو الَّرمْليُّ-. أسامة بن زيد: هو الليثيُّ. =
قال أبو داود: أيوب بن سُويد ضعيف
(1)
.
5121 -
حدَّثنا ابنُ السَّرحٍ، حدَّثنا ابنُ وهبٍ، عن سعيدِ بنِ أبي أيوبَ، عن محمَّد بنِ عبدِ الرحمن المكّيِّ -يعني ابنَ أبي لَبيبةَ-، عن عَبدِ الله بنِ أبي سليمان
عن جُبيرِ بنِ مُطعِمِ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"ليسِ منَّا من دَعا إلى عصبيّةٍ، وليس مِنا من قاتل على عَصبيّةٍ، وليس منا من مات على عصبيّة"
(2)
.
= وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(6993)، وفي "الصغير"(1020)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(7605)، والبغوي في "شرح السنة"(3542) من طريقين عن أيوب بن سويد، بهذا الإسناد.
وقد روى البخاري في "صحيحه"(3906) قصة سُراقة في إدراكه النبي صلى الله عليه وسلم-لما هاجر إلى المدينة ودعا النبي صلى الله عليه وسلم عليه حتى ساخت رجلاً فرسه، ثم إنه طلب منه الخَلاص وأن لا يدل عليه، ففَعل وكتب له أماناً، وأسلم يوم فتح مكة ومات في خلافة عثمان سنة أربع وعشرين، وقيل: بعد عثمان، وله خبرُ طريفٌ مع أمير المؤمنين عمر بن الخطاب في "سنن البيهقي" 6/ 357 - 358، فانظره.
(1)
مقالة أبي داود هذه أثبتناها من (أ) وهامش (هـ)، وأشار في (أ) إلى أنها في رواية ابن العبد. وفي (هـ) إشارة إلى أنها في رواية ابن الأعرابي ورواية عن اللؤلؤي من طريق أبي ذر.
(2)
إسناده ضعيف لضعف محمَّد بن عبد الرحمن بن أبي لَبِيبَة، ثم إن عبد الله ابن أبي سليمان لم يسمع من جبير كما جزم به المصنف بإثر الحديث. ابن السرح: هو عمرو بن عبد الله، وابن وَهْب: هو عبدْ الله المصري.
وأخرجه البيهقي في "الآداب"(207) من طريق أبي داود، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 3/ 1005، والبغوي في "شرح السُّنة"(3543)
من طريق سيد بن أبي أيوب، به.
لكن الحديث صحيح بمعناه وأتم منه من حديث أبي هريرة فقد أخرجه مسلم (1848)، وابن ماجه (3948)، والنسائي في "الكبرى"(3566) من حديث أبي هريرة،=
قال أبو داود: هذا مرسلٌ، عبد الله بن أبي سليمان لم يسمع من جبير
(1)
.
51221 -
حدَّثنا أبو بكر بنُ أبي شيبةَ، حدَّثنا أبو أُسامةَ، عن عَوفٍ، عن زياد بنِ مِخراقٍ، عن أبي كِنانةَ
عن أبي موسَى، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "ابنُ أُخْتِ القَوْمِ منهم"
(2)
.
= مرفوعاً: ولفظ مسلم:" من خرح من الطاعة، وفارق الجماعة فمات، مات ميتة جاهلية، ومن قاتل تحت راية عُمَّيَّةٍ، يَغضَبُ لِعَصَبَة، أو يَدْعُو إلى عَصَبةٍ، أو يَنْصُرُ عَصَبةً، فَقُتِل، فَقِتلةٌ جاهليةٌ، ومن خرج على أمتي يضربُ بَرَّها وفاجرها ولا يَنحاشُ من مؤمنها، ولا يفي لذي عهدٍ عهده، فليس مني، ولستُ منه". وهو في "مسند أحمد"(7944)، و"صحيح ابن حبان"(4580).
وآخر من حديث جندب بن عبد الله البجلي عند مسلم (1850)، والنسائي في "الكبرى" (3567). ولفظه: (من قتل تحت راية عُمية يدعو عصبية، أو ينصر عصبية، فقتلة جاهلية". عمية بكسر العين وضمها والميم مكسورة مشددة والياء أيضاً مشددة.
قال الأمام أحمد: هو الأمر الأعمى الذي لا يتبين وجهه، وقال إسحاق بن راهويه: هذا في تهارج القوم، وفتل بعضهم بعضاً، وكأنه من التعمية والتلبيس.
وقال صاحب "بذل المجهود" 20/ 61 في تفسير "ليس منا من دعا إلى عصبية": أي: جمعهم إليها ليعينوه على الباطل والظلم، "وليس منا من مات على عصبية": والمراد بالموت عليها بأن تكون مضمرة في قلبه، ومرغوبة عنده وإن لم يصرع أحداً ولم يقاتل فيه أحداً.
(1)
مقالة أبي داود هذه أثبتناها من (أ) وهامش (هـ)، وأشار في (أ) إلى أنها في رواية أبي الحسن ابن العبد. ونقلها عنه أيضاً المزي في "تهذيب الكمال" 15/ 66.
(2)
حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، لجهالة أبي كنانة -وهو القرشي-
أبو أسامة: هو حماد بن أسامة القرشي، وعوف: هو ابن أبي جميلة. =
5123 -
حدَّثنا محمدُ بنُ عبدِ الرحيم البزّاز، حدَّثنا الحسينُ بنُ محمدٍ، حدَّثنا جريرُ بنُ حازمِ، عن محمَّد بنِ إسحاقَ، عن داودَ بنِ حُصين، عن عبد الرحمن ابن أبي عُقبة
عن أبي عُقبة -وكان مولى من أهل فارس- قال: شَهِدْتُ معَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم-أُحُداً، فضربتُ رجلاً من المشركين، فقلتُ: خُذْها مني وأنا الغلامُ الفارسيُّ، فالتفَتَ إلى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فقال: "فهلا
= وأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" 9/ 61، وأحمد في "مسنده"(19541)، والمزي في ترجمة أبي كنانة من "تهذيب الكمال" 34/ 228 - 229، والبزار (1582 - كشف الأستار) من طريق عوف، بهذا الإسناد. ضمن قصة الأنصار خلا ابن أبي شيبة.
وله شاهد من حديث أنس بن مالك عند البخاري (6762)، ومسلم (1059)(133)، والترمذي (4240)، والنسائي في "الكبرى"(2402) و (2403). وهو في "مسند أحمد"(12187)، وابن حبان في "صحيحه"(4501). وانظر بقية شواهده في المسند.
ولفظ البخاري "ابن أخت القوم منهم أو من أنفسهم" قال العيني في "عمدته" 23/ 259: احتج به من قال بتوريث ذوي الأرحام، وبه قال شريح والشعبي والنخعي ومسروق وعلقمة بن الأسود وطاووس والثوري وابن أبي ليلى والحسن بن صالح وأبو حنيفة وأبو يوسف ومحمد بن الحسن، وأحمد بن حنبل، وإسحاق ويحيى بن آدم، وغيرهم من الأئمة، وهو قول عامة الصحابة، منهم: علي بن أبي طالب، وابن مسعود، وابن عباس في أشهر الروايتين عنه، ومعاذ بن جبل، وأبو الدرداء، وأبو عبيدة بن الجراح والخلفاء الأربعة، على ما قاله أبو حازم.
وذهب عثمان بن عفان، وزيد بن ثابت، وعبد الله بن الزبير رضى الله تعالى عنهم إلى أنه لا ميراث لذوي الارحام، فمن مات ولم يخلف وارثاً ذا فرض أو عصبة فماله لبيت المال وبه أخذ مالك والأوزاعي ومكحول وسعيد بن المسيب والشافعي وأهل المدينة وأهل الظاهر. وقالوا: إن المراد بقول: "من أنفسهم" وكذا "منهم" في المعاونة والانتصار والبرِّ والشفقة ونحو ذلك، لا في الميراث.