الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
52 - باب النهي عن اللعْن
4905 -
حدَّثنا أحمدُ بنُ صالحٍ، حدَّثنا يحيى بن حسَّان، حدَّثنا الوليدُ بن رباحٍ، سمعت نِمرانَ يذكُرُ، عن أمِّ الدرداء، قالت:
سمعتُ أبا الدرداء يقول: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "أنَّ العَبدَ إذا لَعَنَ شيئاً صَعِدَتِ اللَّعنَةُ إلى السَّماء، فتُغلَقُ أبوابُ السماء دونَها، ثمّ تَهبِطُ إلى الأرض، فتُغلَقُ أبوابُها دونَها، ثم تأخذ يميناً وشمالاً، فإذا لم تَجِدْ مَسَاغاً رَجَعَت إلى الذي لُعِنَ، فإن كان لذلك أهلاً، وإلا رَجعت إلى قَائلها"
(1)
.
= كتب على ابن آدم حظه من الزنى، أدرك ذلك لا محالة، وزنى العين النظر، وزنى اللسان النُّطق، والنَّفسُ تَمَنّى وتشتهى، والفرج يُصدق ذلك أو يكذَّبهُ" واللفظ لأحمد. وفي "الصحيحين" عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي-صلى الله عليه وسلم-قال:"لا تباغضوا، ولا تحاسدوا، ولا تدابروا، ولا تقاطعوا، وكونوا عباد الله إخوانا، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث". البخاري (6065)، ومسلم (2559). وسيأتي عند المصنف برقم (4910).
قال الخطابي: الذفيفة: الخفيفة، يقال: رجل ذفيف خفيف. وأخرج أحمد (8894) من حديث عبد الله بن عَنَمَةَ قال: رأيت عمار بن ياسر دخل المسجد، فصلَّى، فأخفَّ الصلاة، قال: فلما خرج، قُمتُ إليه، فقلت: يا أبا اليقظان: لقد خففت، قال: فهل رأيتني انتقصت من حدودها شيئاً؟ قلت: لا، قال: فإني بادرت بها سهوة الشيطان، سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"إن العبد ليصلي الصلاة ما يكتب له منها إلا عشرها تسعها ثمنها سبعها سدسها خمسها ربعها ثلثها نصفها" وهو حديث صحيح.
(1)
إسناده محتمل للتحسين. نمران: وهو ابن عتبة الذِّماري: ذكره ابن حبان في "الثقات"، وروى عنه عياش بن يونس أبو معاذ والوليد بن رباح ابن أخيه، وروى عن أم الدرداه. وقال الحافظ في"التقريب": مقبول. وجَوَّوإسناده في "الفتح" 10/ 467.
وذكره السيوطي في "الجامع الصغير" وعزاه لأبي داود ورمز له بحسنه. =
قال أبو داود: قال مروانُ بنُ محمَّد: هو رباحُ بن الوليد، وسمع منه مروان، وذكر أن يحيى بنَ حسَّان وَهِمَ فيه.
4906 -
حدَّثنا مسلمُ بنُ إبراهيم، حدَّثنا هشامٌ، حدَّثنا قتادةُ، عن الحسنِ
عن سَمُرَةَ بن جُنْدُبٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"لا تلاعَنُوا بلعنةِ الله، ولا بغضبِ الله، ولا بالنار"
(1)
.
= وأخرجه البيهقي في "الشعب"(5162) من طريق المصنف، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي الدنيا في "الصمت"(384) من طريق الحسن بن عبد العزيز، عن يحيى بن حسان، به.
وله شاهد من حديث ابن مسعود أخرجه أحمد في "مسنده"(3876)، والبيهقي في "الشعب" (5163) وفيه:"إن اللعنة إذا وُجِّهَت إلى من وُجِّهت إليه، فإن أصابت عليه سبيلاً، أو وَجَدَت فيه مَسْلَكاً، وإلا قالت: يا ربِّ، وُجِّهْتُ إلى فُلان، فلم أجد عليه سبيلاً، ولم أجد فيه مسلكاً، فيقال لها: ارجعي من حيثُ جئتِ"، فخشيتُ أن تكونَ الخادمُ معذورةً، فترجعُ اللعنةُ، فاكونَ سَبَبَها. واسناده محتمل للتحسين.
ويشهد له حديث ابن عباس الآتي برقم (4908).
وأخرج البخاري (6047) و (6105)، ومسلم (110) من حديث ثابت بن الضحاك وفيه:" ولعن المؤمن كقتله". وهو في "المسند"(16385).
وعن أبي هريرة بلفظ: "لا ينبغي لصدِّيق أن يكون لعاناً". أخرجه مسلم (2597)، وهو في "المسند"(8447). وانظر تمام تخريجه فيه.
وعن عبد الله بن مسعود أخرجه أحمد في "مسنده"(3839)، والترمذي (2092) بلفظ:"ليس المؤمن بطعان، ولا بلعّان، ولا الفاحش البذي".
وعن ابن عمر بلفظ: "لا ينبغي للمؤمن أن يكون لعاناً"، أخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(309)، والترمذي (2138). واللفظ للبخاري.
(1)
حديث حسن لغيره، رجاله ثقات رجال الصحيح، إلا أن فيه عنعنة الحسن البصري. هشام: هو ابن أبي عبد الله الدستوائي. =
4907 -
حدَّثنا هارونُ بنُ زيد بن أبي الزَّرقاء، حدَّثنا أبي، حدَّثنا هشامُ بن سعْدِ، عن أبي حازمِ وزيدِ بن أسلمَ، أن أمِّ الدرداءِ قالت:
سمعتُ أبا الدرداء قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم -يقول: "لا يكونُ اللعَّانُونَ شُفَعاءَ، ولا شُهَداءَ"
(1)
.
=وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(320) عن مسلم، والترمذي (2591) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، كلاهما عن هشام، بهذا الإسناد.
وهو في "مسند أحمد"(20175).
وله شاهد مرسل بلفظه عند عبد الرزاق (19531)، ومن طريقه البغوي في "شرح السنة"(3557) من حديث حميد بن هلال مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم. ورجاله ثقات.
ويشهد له ما قبله، وقد ذكرنا فيه شواهد أخرى فانظرها هناك.
قال علي القاري في "مرقاة المفاتيح" 4/ 636: قوله: "لا تلاعنوا بلعنة الله" أي: لا يلعن بعضكم بعضاً فلا يقل أحد لمسلم معيّن: عليك لعنة الله، مثلاً.
"ولا بغضب الله" بأن يقول: غضب الله عليك. ولا "بالنار" بأن يقول: أدخلك الله النارَ، أو النار مثواك.
وقال الطِّيبي: أي: لا تَدعوا على الناس لما يُبعدهم الله من رحمته، إمَّا صريحاً كما تقولون: لعنة الله عليه، أو كناية كما تقولون: عليه غضب الله، أو أدخله الله النارَ، فقوله:"لا تلاعنوا" من باب عموم المجاز، لأنه في بعض أفراده حقيقة، وفي بعضه مجاز، وهذا مختصٌّ بمعيَّن؛ لأنه يجوز اللعن بالوصف الأعم كقوله: لعنة الله على الكافرين، أو بالأخصِّ كقوله: لعنة الله على كافر معيَّن مات على الكفر كفرعون وأبي جهل.
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل هشام بن سعد ففيه كلام ينزله عن رتبة الصحيح وإن كان من رجال مسلم وقد توبع. وباقي رجاله ثقات. أبو حازم: هو سلمة بن دينار.
وأخرجه مسلم (2598)(86) من طريق معاوية بن هشام، عن هشام بن سعد، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(316) من طريق محمَّد بن جعفر، ومسلم (2598)(85) من طريق حفص بن ميسرة، ومسلم (2598) من طريق معمر، ثلاثتهم عن زيد بن أسلم وحده، به، وعند مسلم قصة في أوله. =
4908 -
حدَّثنا مسلمُ بنُ إبراهيم، حدَّثنا أبان (ح)
وحدَّثنا زيدُ بنُ أخزَمَ الطائيُّ، حدَّثنا بِشْرُ بنُ عُمَرَ، حدَّثنا أبانُ بن يزيدَ العطارُ، حدَّثنا قتادةُ، عن أبي العالية، قال زيد:
عن ابنِ عباس: أن رجلاً لَعَنَ الريحَ -وقال مسلم: إنَّ رجلاً نازعَتْهُ الريحُ رداءَه على عهدِ النبيَّ- صلى الله عليه وسلم فلعَنَها- فقال النبيَّ- صلى الله عليه وسلم: (لا تَلْعَنْها فإنَّها مأمُورَةٌ، وإنه مَنْ لَعَنَ شيئاً ليسَ له بأهْلٍ رَجَعَتِ اللعنةُ عليه"
(1)
.
= وهو في "مسند" أحمد (7529)، و"صحيح" ابن حبان (5746).
قال البغوي في "شرح السنة" 13/ 135: قيل في قوله: " ولا شهداء" أي: لا يكونون في الجملة التي يُستشهدون يومَ القيامة على الأمم التي كذَّبت أنبياءهم عليهم السلام، لأن من فضيلة هذه الأمة أنهم يشهدون للأنبياء عليهم السلام بالتبليغ إذا كذبهم قومُهم.
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير زيد بن أخزم، فقد أخرج له البخاري وهو ثفة. وطريق مسلم بن إبراهيم مرسلة.
وأخرجه موصولاً الترمذي (2093) عن زيد بن أخزم، عن بشر بن عمر، بهذا الإسناد.
وهو عند ابن حبان في "صحيحه"(5745).
ويشهد له حديث أبي هريرة، عند أحمد في "مسنده"(7413)، وهو صحيح في المتابعات والشواهد، ولفظه:"لا تسبُّوا الريح، فإنها تجيء بالرحمة والعذاب، ولكن سلوا الله خيرها، وتعوذوا بالله من شرها".
وعن أبي بن كعب عند أحمد أيضاً في "مسنده"(21138)، ولفظه:"لا تسبوا الريح، فإذا رأيتم منها ما تكرهون، فقولوا: اللهم إنا نسألك من خير هذه الريح، ومن خير ما فيها، ومن خير ما أُرسلت به، ونعوذ بك من شرٌ هذه الريح، ومن شر ما فيها، ومن شر ما أُرسلت به". وهو حديث صحيح لغيره.