الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
4762 -
حدَّثنا مُسدَّدٌ، حدَّثنا يحيى، عن شعبةَ، عن زياد بن عِلاقة
عن عَرْفَجة، قال: سَمِعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم -يقول: "ستكونُ في أُمَّتي هَناتُ وهَنَاتٌ وهَنَاتٌ، فمَنْ أراد أن يفرّقَ أمرَ المسلمين وهُمْ جميع، فاضربوه بالسيف، كائناً مَن كان"
(1)
.
31 - باب في قتل الخوارج
(2)
4763 -
حدَّثنا محمدُ بنُ عُبيد ومحمدُ بن عيسى -المعنى- قالا: حدَّثنا حمادُ بن زيد، عن أيوبَ، عن محمدٍ، عن عَبيدةَ
(1)
إسناده صحيح، مسدد: هو ابن مسرهد، ويحيى: هو ابن سعيد القطان، وشعبة: هو ابن الحجاج.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(3471) عن عمرو بن علي، عن يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (1852)(59) من طريق محمَّد بن جعفر، عن شعبة، به.
وأخرجه مسلم (1852)(59)، والنسائي في "الكبرى"(3469) و (3470) من طرق عن زياد بن علاقة، به. وزاد النسائي في روايته الأولى:"فإن يد الله على الجماعة، وإن الشيطان مع من فارق الجماعة يركض".
وأخرجه بنحوه مسلم (1852) من طريق وقدان العبدي، عن عرفجة، به.
وهو في "مسند أحمد"(18295)، و"صحيح ابن حبان"(4577).
وقوله:"وهنات": جمع هنة، والمراد بها هنا الفتك والأمور الحادثة.
و" جميع"، قال السندي: أي: مجتمعون على إمام واحد.
قال الإِمام النووي في "شرح مسلم" 12/ 241: فيه الأمر بقتال من خرج على الإِمام، أو أراد تفريق كلمة المسلمين ونحو ذلك، ويُنهى عن ذلك، فإن لم ينته قوتِل، وإن لم يندفع شَرُّه إلا بقتله، فقُتِلَ كان هدراً.
(2)
الخوراج: جمع خارجة، أي: طائفة خرجوا عن الدين، وهم قوم مبتدعون سموا بذلك؛ لأنهم خرجوا على خيار المسلمين، وقال الشهرستاني في "الملل والنحل": =
أن عليّاً ذَكَر أهل النَّهروان فقال: فيهم رجلٌ مُودَنُ اليد أو مُخدَجُ اليد، أو مَثْدُونُ اليد - لولا أن تَبطَرُوا لنبَّاتكم ما وَعَدَ الله عز وجل
= كل من خرج على الإِمام الحق (كالإمام علي رضي الله عنه فهو خارجي سواء في زمن الصحابة أو بعدهم؟ وقال أبو بكر بن العربي الخوارج صنفان: أحدهما: يزعم أن عثمان وعلياً وأصحاب الجمل وصفين وكل من رضي بالتحكيم كفار. والصنف الآخر يزعم أن كل من أتى كبيرة فهو كافر مخلد في النار أبداً، ولهم مقالات خاصة مثل تكفير العبد بالكبيرة، وجواز كون الإِمام من غير قريش. . . قال في "إرشاد الساري" 10/ 87: وذهب أكثر أهل الأصول من أهل السنة إلى أن الخوارج فساق، وأن حكم الإِسلام يجري عليهم لتلفظهم بالشهادتين، ومواظبتهم على أركان الإِسلام، انما فسقوا بتكفيرهم المسلمين مستندين إلى تأويل فاسد، وجرهم ذلك إلى استباحة دماء مخالفيهم وأموالهم، والشهادة عليهم بالكفر والشرك.
وقال القاضي عياض: كادت هذه المسألة أن تكون أشد إشكالاً عند المتكلمين من غيرها حتى سأل الفقيه عبد الحق الإِمام أبا المعالي عنها، فاعتذر بأن إدخال كافر في الملة، إخراج مسلم منها عطية في الدين، قال: وقد توقف قبله القاضي أبو بكر الباقلاني، وقال: لم يصرح القوم بالكفر، انما قالوا أقوالاً تؤدي إلى الكفر.
وقال الغزالي في كتاب "التفرقة بين الإيمان والزندقة": الذي ينبغي الاحتراز عن التكفير ما وَجَدَ إليه سبيلاً، فإن استباحة دماء المسلمين المصلين المقرين بالتوحيد خطأ، والخطأ فى ترك ألف كافر في الحياة أهون من الخطأ فى سفك دم مسلم واحد.
ونقل الحافظ ابن حجر في "الفتح" 12/ 385 - 386 عن الإِمام الغزالي في كتابه "الوسيط" في حكم الخوارج وجهان: أحدهما: أنه كحكم أهل الردة، والثاني: أنه حكم أهل البغي، ورجح الرافعي الأول.
قال الحافظ: وليس الذي قاله مضطرداً فى كل خارجي، فإنهم على قسمين:
أحدهما من تقدم ذكره، والثاني: من خرج في طلب الملك لا الدعاء إلى معتقده، وهم على قسمين أيضاً: قسم خرجوا غضباً للدين، من أجل جور الولاة وترك عملهم بالسنة النبوية فهؤلاء أهل حق ومنهم الحسن بن علي وأهل المدينة في الحرة والقراء الذين خرجوا على الحجاج، وقسم خرجوا لطلب الملك فقط سواء كان فيهم شبهة أم لا وهم البغاة.
الذين يقتلونَهم على لسان محمدٍ صلى الله عليه وسلم، قال: قلت: أنتَ سَمعْتَ هذا منه؟ قال: قال: إي ورَبِّ الكعبة
(1)
.
4764 -
حدَّثنا محمدُ بنُ كثيرِ، أخبرنا سفيان، عن أبيه، عن ابن أبي نُعْمٍ
عن أبي سعيدِ الخُدريّ، قال: بَعَثَ عليٌّ إلى النبِّي صلى الله عليه وسلم بذُهيْبةٍ في تُربَتها، فقسمها بين أربعة: بين الأقرع بن حابسٍ الحنظلى ثم
(1)
إسناده صحيح. أيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني، وعبيدة: هو ابن عمرو السلماني.
وأخرجه مسلم (1066) عن محمَّد بن أبي بكر المقدسي، عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (1066)، وابن ماجه (167) من طريق إسماعيل ابن علية، عن أيوب، به.
وأخرجه مسلم (1066)، والنسائي في "الكبرى"(8519) من طريق عبد الله بن عون، والنسائي (8520) من طريق عوف، كلاهما عن محمَّد بن سيرين، به.
وهو في "مسند أحمد"(626)، و "صحيح ابن حبان"(6938).
وانظر حديث علي الآتي (4767) و (4768).
قوله: "مُخدج اليد"، قال السندي على "حاشية المسند": بخاء معجمة ثم دال مهملة ثم جيم: اسم مفعول من أخدج، أي: ناقص اليد، أي: قصيرها. وكذا "مودن اليد" بالدال المهملة لفظا ومعنى.
و"مثدون": كمفعول، بثاء مثلثة ودال مهملة، أي: صغير اليد مجتمعها، والمثدون: الناقص الخلق.
وقوله: "لولا أن تبطروا" كتفرحوا لفظاً ومعنى، والمراد: لولا خشيةُ أن تفرحوا فرحاً يؤدي إلى ترك الأعمال وكثرة الطغيان
…
والنهروان: كورة واسعة بين بغداد وواسط من الجانب الشرقي حدها الأعلى متصل ببغداد، وكان بها وقعة لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه مع الخوارج مشهورة.
المجاشعيِّ، وبين عُيينة بن بدرٍ الفَزَارىِّ، وبينَ زيد الخيل الطائيِّ، ثم أحد بني نبهانَ، وبين علقمةَ بن عُلاثةَ العامرىِّ، ثم أحد بني كلاب، قال: فغضِبَتْ قريشٌ والأنصارُ، وقالت: يُعطي صَناديدَ أهلِ نجدٍ، ويَدَعُنا، فقال:"إنما أتألَّفهم" قال: فاقبلَ رجلٌ غائرُ العينين، مشرفُ الوجنَتين ناتئ الجبين، كثُّ اللحية محلوق، قال: اتق الله يا محمَّد، فقال:"مَنْ يطيعُ الله إذا عصيتُه، أيامنني الله على أهلِ الأرضِ ولا تأمنوني؟! " قال: فسألَ رَجلٌ قَتْله أحسبه خالدَ بن الوليد، قال: فمنعه، قال: فلما وَلَّى، قال:" إنّ مِن ضِئضِئ هذا- أو في عَقِبِ هذا- قوماً يقرؤون القرآنَ لا يُجاوزُ حَناجِرَهم، يَمرُقُون من الإِسلام مُروقَ السَّهم من الرَّميّة، يقتلون أهلَ الإِسلام، ويدَعُونَ أهلَ الأوثانِ، لئئن أنا أدركتُهم لأقتُلنَهم قَتلَ عاد"
(1)
.
(1)
إسناده صحيح. سفيان: هو ابن سعيد بن مسروق الثوري، وابن أبي نعم: هو عبد الرحمن.
وعلقه البخاري (3344) وقال، قال ابن كثير (وهو محمَّد شيخ أبي داود) عن سفيان، بهذا الإسناد، ووصله عنه في تفسير سورة براءة برقم (4667) ولم يسقه بتمامه.
وأخرجه البخاري (7432)، والنسائي في "الكبرى"(3550) من طريق عبد الرزاق، والبخاري (7432) عن قبيصة، كلاهما عن سفيان الثوري، به.
وأخرجه مسلم (1064)(143)، والنسائي في "الكبرى"(2370) و (11157) من طريق أبي الأحوص سلام بن سليم، عن سعيد بن مسروق والد سفيان، به.
وأخرجه البخاري (4351)، ومسلم (1064) من طريق عمارة بن القعقاع، عن عبد الرحمن بن أبي نعم، به.
وهو في "مسند أحمد"(11008)، و"صحيح ابن حبان"(25). =
4765 -
حدَّثنا نصرُ بن عاصم الأنطاكيُّ، حدَّثنا الوليدُ ومبشِّرُ بنُ إسماعيل الحلبيُّ، عن أبي عمرو -قال يعني الوليد: حدَّثنا أبو عمرو- حدَّثني قتادة
عن أبي سعيدِ الخدريِّ وأنس بن مالكِ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:"سيكونُ في أمَّتي اختلافٌ وفُرقة، قومٌ يُحسنون القِيلَ ويُسيئون الفعلَ، يقرؤون القرآنَ، لا يُجاوزُ تراقيَهُم، يَمرُقون من الدّينِ مُروقَ الَّسَّهْم من الرَّميَّة، لا يَرجِعونَ حتى يَرتدَّ على فُوقِه، هم شرُّ الخلْق والخليقة، طُوبى لمن قَتَلَهُمْ وقتلوه، يَدْعُون إلى كتاب الله وليسوا منه في شيء، مَن قاتَلَهم كانَ أولى بالله منهم " قالوا: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما سيماهُم؟ قال:"التحليق"
(1)
.
= قوله: زيد الخيل: وسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد الخير، وهو زيد بن مهلهل، قَدِمَ على رسول الله صلى الله عليه وسلم في وفد طيّئ سنة تسع فأسلم.
والصناديد: واحده صنديد، وهو السيد الشجاع، وكل عظيم غالب صنديد.
وقوله: "من ضِئضى هذا"، قال ابن الأثير في "النهاية": الضِئضئ: الأصل.
يقال: ضِئضِى صِدق، وضُؤضُو صِدق. وحكى بعضهم ضِئضيءٌ، بوزن قِنديل، يريد أنه يخرج من نَسلِه وعَقِبه. ورواه بعضهم بالضاد المهملة. وهو بمعناه.
وقال الخطابي: الضئضى: الأصل يريد أنه يخرج من نسله الذي هو أصلهم، أو يخرج من أصحابه وأتباعه الذين يقتدون به، ويبنون رأيهم ومذهبهم على أصل قوله.
والمروق: الخروج من الشيء والنفوذ إلى الطرف الأقصى منه.
والرمية: هي الطريدة التي يرميها الرامي.
(1)
إسناده عن أنس صحيح، بإسناده عن قتادة فيه انقطاع، فإنه لم يسمع من أبي سعيد الخدري، انما سمع هذا الحديث عن أبي المتوكل الناجي عن أبي سعيد، أخرجه الحاكم في "مستدركه" 2/ 148. الوليد: هو ابن مسلم، وأبو عمرو: هو عبد الرحمن ابن عمرو الأوزاعي.
وأخرجه أبو يعلى (3117) في "مسنده" عن أحمد بن إبراهيم الدورقي، عن مبشر بن إسماعيل وحده، بهذا الإسناد. =
4766 -
حدَّثنا الحسنُ بنُ عليٍّ، حدَّثنا عبدُ الرزاق، أخبرنا معمر، عن قتادة
عن أنس بن مالكِ أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، نحوه، قال:"سيماهُمُ التَّحليقُ والتَّسبيدُ، فإذا رأيتموهُم فأنيموهم"
(1)
.
= وأخرجه أحمد في "مسنده"(13338)، والبيهقي في "السنن" 8/ 171 من طريق أبي المغيرة، والبيهقي 8/ 171 من طريق الولبد بن مزيد، والحاكم في "المستدرك" 2/ 148 من طريق بشر بن بكر، ثلاثتهم عن الأوزاعي، به.
وأخرجه أبو يعلى (2963) عن سويد بن سعيد، عن الوليد بن مسلم، به. ولم يذكر فيه أبا سعيد الخدري.
وأخرجه كذلك الحاكم في "المستدرك" 2/ 147 - 148، والبيهقي في "الدلائل" 6/ 430 من طريق محمَّد بن كثير المصيصي، والآجري في "الشريعة" ص 25 من طريق يزيد بن يوسف، كلاهما عن الأوزاعي، به.
وأخرجه مختصراً أبو يعلى (3908) من طريق مبارك بن سحيم، عن عبد العزيز ابن صهيب، عن أنس. ومبارك متروك.
وانظر حديث أبي سعيد السالف قبله.
وحديث أنس الآتي بعده.
وقوله: "سيماهم"، قال النووي في "شرح مسلم" 7/ 148: السيما: العلامة وفيها ثلاث لغات: القصر وهو الأفصح، وبه جاء القرآن، والمد، والثالثة السيمياء بزيادة ياء مع المد لا غير.
والمراد بالتحليق: حلق الرؤوس، واستدل به بعض الناس على كراهة حلق الرأس ولا دلالة فيه، وإنما هو علامة لهم، والعلامة قد تكون بحرام وقد تكون بمباح كما قال النبي-صلى الله عليه وسلم:"آيتهم رجل أسود إحدى عضديه مثل ثدي المرأة" ومعلوم أن هذا ليس بحرام وقد ثبت في "سنن أبي داود" بإسناد على شرط البخاري ومسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى صبيا قد حلق بعض رأسه، فقال:"احلقوه كله أو اتركوه كله" وهذا صريح في إباحة حلق الرأس لا يحتمل تأويلاً. قال أصحابنا: حلق الرأس جائز بكل حال لكن إن شق عليه تعهده بالدهن والتسريح استحب حلقه، وإن لم يشق استحب تركه.
(1)
إسناده صحيح.
قال أبو داود: التَسبيدُ: استئصال الشَّعر
(1)
.
4767 -
حدَّثنا محمدُ بنُ كثيرِ، أخبرنا سفيانُ، حدَّثنا الأعمشُ، عن خيثمةَ، عن سويد بن غَفَلَة قال:
قال عليٌّ: إذا، حدَّثتكم، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثاً فلأَنْ أخِرَّ من السما، أحبُ إلىَّ من أن أكذِبَ عليه، وإذا حدَّثتكم فيما بيني وبينكم فإنما الحربُ خَدْعَةٌ، سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول:" يأتي في آخِرِ الزمان قوم حُدَثاءُ الأسنانِ، سُفَهاء الأحلامِ، يقولون مِن خيرِ قولِ البريَّة، يَمرُقونَ من الإِسلامِ كما يَمرُقُ السَّهمُ مِن الرَّميه، لا يجاوز إيمانُهُم حَناجِرَهم، فاينما لقيتُموهُم فاقتلُوهم، فإنّ قتلَهُم أجز لمن قَتلَهم يومَ القيامة
(2)
.
= وأخرجه ابن ماجه (175) عن الحسن بن علي، عن عبد الرزاق، بهذا الإسناد.
وهو في "مسند أحمد"(13036).
وانظر ما قبله.
(1)
مقالة أبي داود هذه أثبتناها من (1) و (ب) و (هـ)، وهي في رواية ابن الأعرابي وابن العبد، و"التسبيد"، قال ابن الأثير في "النهاية": هو الحلق واستئصال الشعَر، كما فسره أبو داود بإثر الحديث. وقيل: هو ترك التَّدَهن وغسل الرَّأس.
وتفسيره بهذا أولى هنا، ليكون مغايراً للتحليق المعطوف عليه. قال الشيخ محيي الدين عبد الحميد: وعلى كل حال فهذه العبارة كناية عن كون هؤلاء القوم يبالغون في الإخشيشان والتقشف وعدم المبالاة بظواهرهم زعماً منهم أن هذا داخل في باب الزهد والتقوى.
قوله: "فأنيموهم"، أى: اقتلوهم.
(2)
إسناده صحيح. سفيان: هو الثوري، والأعمش: هو سيمان بن مهران، وخيثمة: هو ابن عبد الرحمن بن أبي سبرة. =
4768 -
حدَّثنا الحسنُ بنُ علي، حدَّثنا عبدُ الرزَّاق، عن عبد المَلك بن أبي سُليمان، عن سَلَمَة بن كُهَيل
أخبرني زيدُ بن وهب الجهنيُّ، أنه كان في الجيش الذين كانوا مع على، الذين ساروا إلى الخوارج، فقال على: أيُّها الناسُ: إني سَمِعت رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول:"يخرُجُ قومٌ من أمَّتي يقرؤون القرآن، ليست قراءتُكم إلى قراءتهم شيئاً، ولا صلاتُكم إلى صلاتهم شيئاً، ولا صيامُكم إلى صيامهم شيئاً، يقرؤون القرآنَ يحسَبُون أنه لهم وهو عليهم، لا تُجاوزُ صلاتُهم تراقيَهم، يَمرُقونَ من الإِسلام كما يَمرُقُ السَّهمُ من الرَّميّة، لو يعلَم الجيشُ الذين يُصيبونَهم ما قُضِيَ لهم على لسانِ نبيِّهم صلى الله عليه وسلم لنَكَلوا عن العمل، وآية ذلك أن فيهم رجلاً له عَضُد وليست له ذراعٌ، على عَضُدِه مثلُ حَلَمةِ الثدي، عليه شعَرَات بيض"، أفتذهبون إلى معاوية وأهل الشام، وتَتْركون هؤلاء يخلُفُونكم في
= وأخرجه البخاري (3611) و (5057) عن محمَّد بن كثير، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (1066)، والنسائي في "الكبرى"(3551) من طريق عبد الرحمن ابن مهدي، ومسلم (1066) من طريق عيسى بن يونس، كلاهما عن سفيان الثوري، به.
وأخرجه البخاري (6930)، ومسلم (1066)(154)، والنسائي في "الكبرى"(8510) من طرق عن الأعمش، به.
وأخرجه بنحوه النسائي (8511) من طريق أبي إسحاق، و (8512) من طريق أبي قيس الأودي، كلاهما عن سويد بن غفلة، به.
وهو في "مسند أحمد"(616)، و"صحيح ابن حبان"(6739).
وانظر ما بعده.
وقوله: "حدثاء الأسنان"، قال السندي في "حاشيته على المسند"، أي: صغار
الأسنان (وهو كناية عن الشباب وأول العمر) فإن حداثة السنّ محل للفساد عادة.
وقوله: "سفهاء الأحلام"، أي: ضعاف العقول.
ذَراريِّكم وأموالكم؟ والله إني لأرجُو أنْ يكونوا هؤلاء القومَ، فإنّهم قد سَفَكُوا الدَّمَ الحرامَ، وأغاروا في سَرْح النّاس، فسيروا على اسم الله، قال سلمةُ بن كُهَيل: فنزَّلَني زيدُ بنُ وهبِ منزلاً منزلاً، حتى مَرَّ بنا على قنطرةٍ، قال: فلما التَقَيْنا وعلى الخوارج يومئذٍ عبد الله ابن وهْب الرَّاسبىُّ، فقال لهم: ألقُوا الرماحَ وسُلُّوا السُّيوفَ من جُفونها، فإني أخاف أن يُناشِدُوكم كما نَاشَدُوكم يومَ حَرُوراء، قال: فوحَّشُوا برماحهم، واستلُّوا السُّيوفَ، وشَجَرَهم الناسُ برماحِهِم، قال: وقَتَلُوا بعضَهُم على بعضِهم، قال: وما أُصيبَ من الناسِ يومئذٍ إلا رجلان، فقال عليٍّ: التمِسُوا فيهم المُخْدَجَ، فلم يَجِدُوا، فقام عليٌّ بنفسه، حتى أتى ناساً قد قُتِل بعضُهُم على بعض، فقال: أخرجُوهُم، فوجدوه مما يلي الأرض، فكَبَّر، وقال: صَدَقَ الله، وبلَّغ رسولُه، فقام إليه عَبيدةُ السَّلمانىُّ، فقال: يا أميرَ المؤمنين، آللهِ الذي لا اله إلا هو لقد سَمِعتَ هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: إيْ، والله الذي لا إله إلا هو، حتى استحلَفَه ثلاثاً، وهو يَحلِف
(1)
.
(1)
إسناده صحيح.
وأخرجه مسلم (1066) عن عبد بن حميد، والنسائي في "الكبرى"(8518) عن العباس بن عبد العظيم، كلاهما عن عبد الرزاق، بهذا الإسناد.
وأخرجه مختصراً وبنحوه النسائي في "الكبرى"(8517) من طريق موسى بن قيس، عن سلمة بن كهيل، به.
وأخرجه مختصراً النسائي في "الكبرى"(8516) من طريق الأعمش، عن زيد بن وهب، به.
وهو في "مسند أحمد"(706). =
4769 -
حدَّثنا محمدُ بنُ عُبيدٍ، حدَّثنا حمادُ بنُ زيد، عن جميل بن مرة، حدَّثنا أبو الوضيء، قال:
قال عليٌّ: اطلُبُوا المُخدَجَ، فذكرَ الحديث، فاستخرجوه من تحتِ القتلى في طينٍ، قال أبو الوضيء: فكأني أنظُرُ إليه حَبَشِىٌّ عليه قُرَيطِقٌ له، إحدى يَدَيه مثل ثَدي المرأة، عليها شُعَيراتٌ مثلُ شُعيراتِ التي تكون على ذَنَبِ اليَرْبُوع
(1)
َ.
= وأخرجه بنحوه مسلم (1066)، والنسائي في "الكبرى"(8559) من طريق بسر ابن سعيد، عن عبيد الله بن أبي رافع، عن علي. وهو عند ابن حبان في "صحيحه"(6939).
وأخرجه النسائي (8513) من طريق إبراهيم بن عبد الأعلى، عن طارق بن زياد، عن علي. وهو بنحوه. وهو في "مسند أحمد"(848).
وأخرجه بنحوه النسائي (8515) من طريق عاصم بن كليب، عن أبيه كليب، عن علي. وهو في "مسند أحمد"(1378) و (1379).
وانظر حديث علي السالف أيضاً (4763) من طريق عَبيدة السلماني عنه.
وانظر ما بعده.
وقوله: " فوحَّشُوا"، قال الخطابي في" معالم السنن" 4/ 335: فوحشوا برماحهم معناه: رَموْا بها على بُعدٍ، يقال للإنسان إذاكان في يده شيءٌ ، فرمى به على بعد قد وحش به، ومنه قول الشاعر:
إن أنتم لم تطلبوا بأخيكم
…
فضعوا السلاحَ ووحُشُوا بالأبرَق
وقوله:"وشجرهم الناس برماحهم"، يريد: أنهم دافعوهم بالرماح وكفوهم عن أنفسهم بها، يقال: شجرت الدابة بلجامها، إذا كلففتها به، وقد يكون أيضاً معناه: أنهم شبكوهم بالرماح، فقتلوهم من الاشتجار، وهو الاختلاط والاشتباك.
(1)
إسناده صحيح. أبو الوضيء: هو عباد بن نُسيب.
وأخرجه الطيالسي (169) عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد. =
4770 -
حدَّثنا بِشرُ بن خالدٍ، حدَّثنا شَبابةُ بن سَوَّار، عن نُعَيم بن حكيم
عن أبي مريم، قال: إن كانَ ذلك المُخْدَجُ لمعنا يومئذٍ في المسجد، نُجالِسُه باللَّيل والنَّهار، وكان فقيراً، ورأيتُه مع المساكين يشهدُ طعامَ علىّ مع الناس، وقد كلسوتُهُ بُرنُساً لي
(1)
.
قال أبو مريم: وكان المُخْدَجُ يُسمَّى نافعاً ذا الثُّديَّة، وكان في يده مثل ثَدْي المرأة، على رأسِه حَلَمة مثلُ حلمةِ الثَّدْي، عليه شُعيراتٌ مثلُ سِبالةِ السِّنُّور.
قال أبو داود: هو عند الناس اسمه حُرْقُوص
(2)
.
= وأخرجه أحمد في "مسنده"(1179) و (1188)، وأبو يعلى (480) و (555) من طرق عن حماد بن زيد، به.
وأخرجه أحمد في "مسنده"(1189) و (1197)، والحاكم في "المستدرك" 4/ 531 - 533 من طريق يزيد بن أبي صالح، عن أبي الوضيء، به. ورواية الحاكم مطولة.
وانظر ما قبله، وما بعده.
وقوله: عليه قُريطق، قال ابن الأثير في "النهاية": هو تصغير قُرْطَق، أي: قَبَاء، وهو تعريب: كُرْتَه، وقد تُضَم طاؤه. وإبدال القاف من الهاء في الأسماء المُعَرَّبة كثير، كالبَرَق، والباشَق، والمُنشُق.
واليربوع: هو حيوان صغير على هيئة الجُرذ الصغير، وله ذنب طويل ينتهي بخصلة من الشعر، وهو قصير اليدين طويل الرجلين، لونه كلون الغزال.
(1)
قول أبي مريم -وهو الثقفي، واسمه: قيس- إسناده حسن. ونعيم بن حكيم: صدوق حسن الحديث. وباقى رجاله ثقات.
(2)
مقالة أبي داود هذه أثبتاها من (هـ)، وأشار هناك إلى أنها في رواية أبي عيسى الرملي.