الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
56 - باب في النَّصيحة
4918 -
حدَّثنا الربيعُ بن سليمان المؤذَّن، حدَّثنا ابنُ وهب، عن سُليمان -يعني ابنَ بلال- عن كثيرِ بن زيدٍ، عن الوليد بن رباح
(1)
= وأخرجه البخاري (6064) و (6724)، ومسلم (2563) من طرق عن أبي هريرة. وبعضهم يزيد فيه على بعض.
وهو في "مسند أحمد"(7337) و (10001)، و "صحيح ابن حبان"(5687).
وقوله: "إياكم والظن"، قال السندي في "حاشيته على المسند": أي: سوء الظن، قيل: وهو أن يعقِدَ قلبه عليه بسبب لا يلزم منه ذلك لا مجرد الوسوسة، ولا إذا تحقق سببه، انتهى.
وجاء عند الترمذي بإثر روايته للحديث، قال: سمعت عبد بن حميد يذكرُ عن بعض أصحاب سفيان، قال: قال سفيان: الظَّن ظنّانِ: فظنُّ إثمٌ، وظن ليس بإثمِ، فأما الظَّنُّ الذي هو إثمٌ، فالذي يظُنُّ ظنّاً ويتكلّمُ به، وأما الظَّنُّ الذي ليس بإثمٍ، فالذي يظنُّ ولا يتكلمُ به.
وعلق السندي بعد أن نقل كلام الترمذي عن عبد بن حمد قلت (أي السندي): كأنه أخذه من قوله: "فإنه أكذب الحديث"، ولا يكون حديثاً إلا بالتكلم، ولعل معنى كونه أكذب أنه كثيراً ما يكون كذباً مع اعتقاد صاحبه أنه صِدْقٌ، فصار بذلك أقبحَ من كذب لا يعتقد صاحبُه صدق نفسه، والله تعالى أعلم.
وقال الخطابي في "معالم السنن" 4/ 123، قوله:"إيام والظن": يريد إياكم وسوء الظن وتحقيقه دون مبادئ الظنون التي لا تملك.
وقوله: "لا تجسسوا"، معناه: لا تبحثوا عن عيوب الناس، ولا تتبعوا أخبارهم.
والتحسس بالحاء: طلب الخبر، ومنه قوله تعالى:{بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ} [يوسف: 87]، ويقال: تجسست الخبر وتحسست بمعنى واحد.
(1)
قال المزي في "التهذيب": رباح بن الوليد بن يزيد بن نمران الذَّماري، ويقال: الوليد بن رباح، والصواب ألاول في قول أبي داود وغيره. وقد سلف قول أبى داود فيه عند الحديث رقم (4905).
عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:"المؤمِنُ مرآةُ المؤمِنِ، والمؤمِنُ أخو المؤمن: يكُفُّ عليه ضَيْعَتَه، ويَحُوطُه مِن وَرائه"
(1)
.
(1)
إسناده حسن من أجل كثير بن زيد -وهو الأسلمي- فهو صدوق حسن الحديث. ابن وهب: هو عبد الله. والحديث حسنه الحافظ العراقي في "تخريج الإحياء" 2/ 182، وأقره المناوي.
وهو عند ابن وهب في "جامعه"(237)، ومن طريقه أخرجه البيهقي في "السنن" 8/ 167، وفي "الشعب"(7239)، وفي "الأداب"(103).
وأخرجه القضاعي في" مسند الشهاب"(126) من طريق منصور بن سلمة الخزاعي، عن سليمان بن بلال، به. بلفظ:" المؤمن أخو المؤمن".
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(239)، والبزار (8109) ، وأبو الشيخ في "التوبيخ"(54)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(125) من طرق عن كثير بن زيد، به. ولفظ أبي الشيخ والقضاعي:"المؤمن مرآة المؤمن".
وأخرجه ابن المبارك في "الزهد"(730)، وابن أبي شيبة 8/ 574، والترمذي (2542)، وأبو الشيخ في "الأمثال"(44)، والبغوي في "شرح السنة"(3513) من طريق عُبيد الله بن عبد الله بن موهب، عن أبي هريرة، بلفظ:"إن أحدكم مرآة أخيه، فإن رأى به أذى، فليُمِطهُ عنه" وفي سنده يحيى بن عُبيد الله القرشي التيمي ضعفه غير واحد من الأئمة.
وأخرجه موقوفاً ابنُ وهب في "جامعه"(203)، ومن طريقه البخاري في:"الأدب المفرد"(238)، وأبو الشيخ في "التوبيخ"(55) من طريق عبد الله بن رافع ، عن أبي هريرة. بلفظ: المؤمن مرآة أخيه، إذا رأى فيه عيباً أصلحه.
قال الخطابي: المعنى: أن المؤمن يحكي لأخيه المؤمن جميع ما يراه منه، فإن كان حسنا، زيَّنه له ليزداد منه، وإن كان قبيحاً نبهه عليه لينتهي عنه، كما روي عن عمر رضي الله عنه: رحم الله من أهدى الي عيوبي.
وضَيعَة الرجل ما يكون سبب معاشه من صناعة أو غلة أو حرفة أو تجارة أو غير ذلك. =