الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
17 - باب في القدر
4691 -
حدَّثنا موسى بنُ إسماعيل، قال: عبدُ العزيز بن أبي حازم حدَّثني بمنًى، عن أبيه عن ابن عمر، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:" القَدَريَّة مَجُوسُ هذه الأمة: إنْ مَرِضُوا فلا تَعودُوهُم، وإن ماتوا فلا تَشْهدوهُمْ"
(1)
.
4692 -
حدَّثنا محمدُ بنُ كثير، أخبرنا سفيانُ، عن عُمَرَ بن محمَّد، عن عُمَرَ مولى غُفْرة، عن رجلِ من الأنصار
عن حُذيفة، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "لكلِّ أمَّة مجوسٌ، ومجوسُ هذه الأمة الذين يقولون: لا قَدَرَ، مَن مات منهم فلا تشهدوا جنازته، ومَنْ مرضَ منهم فلا تَعُودُوهم، وهم شِيعةُ الدَّجَّال، وحَقٌّ على الله أن يُلحِقَهم بالدَّجَّال"
(2)
.
(1)
إسناده ضعيف، أبو حازم: هو سلمة بن دينار، قال المنذري في "مختصر سنن أبي داود" 7/ 58: هذا منقطع، أبو حازم سلمة بن دينار لم يسمع من ابن عمر، وقد روي هذا الحديث من طرق، عن ابن عمر ليس فيها شيء يثبت.
وأخرجه الحاكم في "المستدرك" 1/ 85، والبيهقي في السنن" 10/ 203 من طريق موسى بن إسماعيل، بهذا الإسناد.
وانظر بسط الكلام عليه، وأحاديث الباب فيه، في "مسند" الإِمام أحمد حديث رقم (5584). فانظره لزاماً.
وانظر حديث حذيفة الآتي.
(2)
إسناده ضعيف، عمر مولى غُفرة -وهو ابن عبد الله المدني- ضعيف وقد اضطرب في إسناده، والرجل من الأنصار مجهول. سفيان: هو الثوري، وعمر بن محمَّد: هو ابن زيد العمري المدني. =
4693 -
حدَّثنا مُسدَّدٌ، أن يزيدَ بن زُرَيع ويحيى بن سعيدٍ حَدَّثاهم، قالا: حدَّثنا عوفٌ، حدَّثنا قَسامةُ بن زُهيرٍ
حدَّثنا أبو موسى الأشعرىُّ، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "إنّ الله خَلَق آدمَ مِن قبضةٍ قبضها من جميعِ الأرضِ، فجاءَ بنوآدَمَ على قَدْرِ الأرض: جاء منهم الأحمرُ، والأبيضُ، والأسودُ، وبين ذلك، والسَّهلُ، والحَزْنُ، والخبيثُ، والطَّيِّبُ- زاد في حديث يحيى: وبين ذلك". والإخبار في حديث يزيد
(1)
.
4694 -
حدَّثنا مُسدَّدُ بن مُسَرهَدٍ، حدَّثنا المُعتمرُ، سمعتُ منصورَ بن المعتمر يُحدِّث، عن سعْد بن عُبيدة، عن عبدِ الله بن حبيبٍ أبي عبد الرحمن السُّلميِّ
عن عليّ قال: كُنَّا في جنازةٍ فيها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ببقيع الغَرْقَدِ، فجاءَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فجلس ومعه مِخْصَرَةٌ، فجعلَ ينكتُ بالمخصَرَةِ في الأرض، ثم رَفَعَ رأسَه، فقال:"ما منكم مِنْ أحَدٍ، ما مِنْ نفسٍ منفوسَةٍ إلا قد كُتِبَ مكانُها من النار أو من الجنة، إلا قَدْ كُتبتْ شقيةً أو سعيدةً"، قال: فقال رجلٌ من القوم: يا نبيَّ الله، أفلا نَمكُثُ
= وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(329) من طريق شعيب بن حرب، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد"(1155) من طريق الفضل بن دكين، كلاهما عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. وسقط من سند مطبوع "السنة": عمر بن محمَّد.
وانظر تمام تخريجه والتعليق عليه في "مسند أحمد"(23456).
وانظر حديث ابن عمر السالف قبله.
(1)
إسناده صحيح، مسدد: هو ابن مسرهد، وعوف: هو ابن أبي جميلة.
وأخرجه الترمذي (3188) من طرق عن عوف بن أبي جميلة، بهذا الإسناد، وقال: هذا حديث حسن صحيح.
وهو في "مسند أحمد"(19582)، و "صحيح ابن حبان"(6160) و (6181).
على كتابنا، وندَع العمل، فمن كان من أهل السَّعادة ليكونَنَّ إلى السعادة، ومَنْ كان من أهل الشِّقوَة ليكونَنَّ إلى الشَّقوة؟ قال:"اعملُوا فكل مُيسَّرٌ: أما أهل السَّعادة فيُيسَّرُون للسعادة، وأما أهلُ الشِّقوةِ فييسَّرُون للشِّقوة"، ثم قال نبيُّ الله صلى الله عليه وسلم:{فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (7) وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى (8) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (9) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى} [الليل:5 - 10]
(1)
.
(1)
إسناده صحيح، المعتمر: هو ابن سليمان.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(11614) عن محمَّد بن عبد الأعلى، عن المعتمر بن سليمان، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (1362)، ومسلم (2647)(6) من طريق جرير، و (2647)(6) من طريق أبي الأحوص، و (2647)(7) من طريق شبة، والترمذي (3638) من طريق زائدة بن قدامة، أربعهم عن منصور، به.
وأخرجه مسلم (2647)(7)، وابن ماجه (78)، والترمذي (2270)، والنسائي في "الكبرى"(11615) من طريق الأعمش، عن سعد، به. وروايتهم أخصر مما هنا.
وهو في "مسند أحمد"(621)، و"صحيح ابن حبان"، (334) و (335).
قوله: أفلا نَمكُثُ على كتابنا، هذا لفظ مسلم، ولفظ البخاري: أفلا نتّكِلُ على كتابنا، قال البغوي في "شرح السنة" 1/ 133 بتحقيقنا: ذكر الخطابي على هذا الحديث كلاماً معناه: قال: قولهم: أفلا نتكل على كتابنا وندع العمل؟ مطالبة منهم بأمر يوجب تعطيل العبودية، وذلك أن إخبار النبي-صلى الله عليه وسلم-عن سابق الكتاب إخبار عن غيب علم الله سبحانه وتعالى فيهم، وهو حجة عليهم، فرام القوم أن يتخذوه حجّة لأنفسهم في ترك العمل، فاعلمهم النبي-صلى الله عليه وسلم أن ها هنا أمرين لا يُبطِلُ أحدُهما الآخر: باطن هو العلة الموجبة في حكم الربوبية، وظاهر هو السِّمة اللازمة في حق العبودية، وهو أمارةٌ مَخِيْلَةٌ غير مفيدةٍ حقيقةَ العلم، ويشبه أن يكون -والله أعلم- إنما عوملوا بهذه المعاملة، وتُعبِّدوا بهذا التعبد، ليتعلق خوفهم بالباطن المغيب عنهم، ورجاؤهم بالظاهر البادي لهم، والخوف والرجاء مَدْرَجَتا العبودية، ليستكملوا بذلك صفة الإيمان، وبين لهم =
4695 -
حدَّثنا عُبيدُ الله بن مُعاذِ، حدَّثنا أبي، حدَّثنا كَهْمَسٌ، عن ابن بُريدة
عن يحيى بن يَعمَر، قال: كان أولَ مَنْ تَكلَّم في القَدَرِ بالبصرة معبدٌ الجُهني، فانطلقتُ أنا وحُميدُ بن عبد الرحمن الحميرىُّ حاجَّين، أو مُعتمرين، فقلنا: لو لقينا أحداً من أصحابِ رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألناه عما يقولُ هؤلاء في القَدَر، فوفَّقَ الله لنا عبدَ الله بن عمر داخلاً في المسجد، فاكتنفتُه أنا وصاحبي، فظننتُ أن صاحبي سَيَكِلُ الكلامَ إليَّ، فقلت: أبا عبد الرحمن، إنه قد ظَهرَ قِبَلَنا ناسٌ يقرؤونَ القرآن، ويَتَقفَّرُونَ العلمَ، يزعمون أنْ لا قَدَرَ، والأمْرُ أُنُفٌ، فقال: إذا لقيتَ أولئك فأخبرْهم أني بريءٌ منهم، وهُمْ برآء منّي، والذي يَحلفُ به عبد الله بن عُمر، لو أن لأحدِهم مثلَ أُحدِ ذهباً فأنفقه، ما قبله الله منه حتى يؤمن بالقَدَرِ، ثم قال: حدَّثني عمر بن الخطاب، قال: بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ طَلَع علينا رَجلٌ شديدُ بياض الثيابِ شديدُ سوادِ الشَّعَر، لا يُرى عليه أثَرُ السفَر ولا نَعرفُه، حتى
= أن كلَّ ميسَّرٌ لما خلق له، وأن عمله في العاجل دلِيل مصيره في الآجل، وتلا قوله سبحانه وتعالى: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى
…
وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى}، وهذه الأمور في حكم الظاهر، ومن وراء ذلك علم الله عز وجل فيهم، وهو الحكيم الخبير، لا يُسأل عما يفعل وهم يُسألون.
واطلب نظيره في أمرين: من الرزق المقسوم مع الأمر بالكسب، ومن الأجل المضروب في العمر مع المعالجة بالطب، فإنك تجد المغيب فيهما علة موجبة، والظاهر البادي سبباً مخيلاً، قد اصطلح الناس خواصُّهم وعوامُّهم على أن الظاهر فيها لا يترك بالباطن، هذا معنى كلام الخطابي رحمه الله.
المخصرة: عصا خفيفة يختصرها الإنسان يمسكها بيده، والنفس المنفوسة: هي المولودة. والمنفوس: الطفل الحديث الولادة، يقال: نُفِسَتِ المرأة: إذا ولدت، ونُفِسَت: إذا حاضت، ويقال: إنما سميت المرأة نفساء لسيلان الدم، والنفس: الدم.
جَلَسَ إلى النبيّ-صلى الله عليه وسلم فاسنَد رُكبتَيه إلى رُكبتَيه ووضَع كفَّيْه على فَخِذَيه، ثم قال: يا محمَّد، أخبرني عن الإِسلام، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:"الإِسلامُ أن تَشهَدَ أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، وتُقيمَ الصَّلاةَ، وتُؤتيَ الزَّكاة، وتصومَ رمضانَ، وتَحُجَّ البيت إن اسْتَطعْتَ إليه سبيلاً"، قال: صدقتَ، قال: فعَجِبْنا له يسالُه ويُصدّقه، قال: فأخبرني عن الإيمان" قال: "أن تؤمِنَ بالله، وملائكته، وكُتُبه، ورُسِله، واليوم الآخر، وتؤمنَ بالقدرِ خَيرِه وشَرّه" قال: صَدَقْتَ، قال: فأخبرني عن "الإحسان" قال: "أن تَعبدَ الله كأنَّكَ تراه، فإن لم تكُنْ تَراه فإنَّه يَراكَ"، قال: فأخبرْني عن السَّاعة، قال:"ما المسؤولُ عنها بأعلمَ من السَّائل"، قال: فأخبرْني عن أمارَتها، قال:"أن تَلِدَ الأمَةُ رَبَّتها، وأن تَرَى الحُفاةَ العُراةَ العَالَة رِعاءَ الشاءِ يتطاولونَ في البُنيان"، قال: ثم انطلَقَ، فلبثتُ ثلاثاً، ثم قال:"يا عُمرُ، هل تدري من السَّائل؟ " قلت: الله ورسوله أعلمُ، قال:"فإنه جبريلُ، أتاكُم يعلَّمُكم دينكم"
(1)
.
(1)
إسناده صحح، معاذ: هو ابن معاذ بن نصر العنبري، كهمس: هو ابن الحسن، وابن بريدة: هو عبد الله.
وأخرجه مسلم (8)(1) عن عبيد الله بن معاذ، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي (2796) عن محمَّد بن المثنى، عن معاذ بن معاذ، به.
وأخرجه مسلم (8)(1)، وابن ماجه (63)، وأبو الحسن القطان في زياداته على "سنن ابن ماجه" بإثر الحديث (63)، والترمذي (2794) و (2795)، والنسائي في "المجتبى" 8/ 97 - 101 من طرق عن كهمس، به. ولفظ ابن ماجه والنسائي دون قصة القدر في أوله.
وأخرجه مسلم (8)(2) من طريق مطر الوراق، عن عبد الله بن بريدة، به.
وأخرجه مسلم (8)(4) من طريق سليمان بن طرخان، عن يحيى بن يعمر، به. =
4696 -
حدَّثنا مُسدَّدٌ، حدَّثنا يحيى، عن عثمانَ بن غياثٍ، حدَّثني عبد الله ابن بريدَة، عن يحيى بن يَعمَرَ وحُمَيدِ بن عبد الرحمن
لقينا عبدَ الله بن عمر، فذكرنا له القدرَ وما يقولون فيه، فذكر نحوه، زاد: قال: وسأله رجلٌ من مُزينة، أو جُهينة، فقال: يا رسول الله، فيم العَملُ؟ أفي شيءِ قد خلا أو مضى، أو في شيء يُستأنَفُ الآنَ؟ قال:"في شيءٍ قد خلا ومَضَى" فقالَ الرجلُ أو بعض القوم: ففيم العمَلُ؟ قال: "إن أهلَ الجنة يُيسَّرُون لعملِ أهلِ الجنَّة، وإن أهلَ النارِ يُيسَّرونَ لعمَلِ أهلِ النار"
(1)
.
= وهو في "مسند أحمد"(184) و (367)، و"صحيح ابن حبان"(168) و (173). وانظر لاحقيه.
قال الخطابي: قوله: يتقفرون العلم. معناه: يطلبونه، ويتبعون أثره، والتقفر: تتبع أثر الشىء.
وقوله: والأمر أنف يريد مستأنف لم يتقدم فيه شيء من قدر أو مشيئة، يقال: كلاٌ أُنف: إذا كان وافياً لم يرع منه شيء وروضة أنف بمعناه.
والعالة: الفقراء، وأحدهم عائل، يقال: عال الرجل يعيل: إذا افتقر، وعال أهله يعولهم: إذا مار أهله، وأعال الرجل يُعيل: إذا كثر عياله.
قال الحافظ ابن جب وهو بصدد شرح هذا الحديث في "جامع العلوم والحكم" ص 108: والتحقيق في الفرق بين الإيمان والإِسلام: أن الإيمان: هو تصديق القلب واقراره ومعرفته، والإِسلام: هو استسلام العبد لله وخضوعه وانقياده له، وذلك يكون بالعمل وهو الدين، كما سمى الله تعالى في كتابه الإِسلام ديناً، وفي حديث جبريل سمى النبي-صلى الله عليه وسلم الإِسلام والإيمان والإحسان ديناً، وهذا أيضاً مما يدل على أن أحد الاسمين إذا أفرد، دخل فيه الآخر، وإنما يفرق بينهما حيث قرن أحد الإسمين بالآخر، فيكون حينئذ المراد بالإيمان: جنس تصديق القلب، وبالإِسلام جنس العمل.
(1)
إسناده صحيح، يحيى: هو ابن سعيد القطان.
وأخرجه مسلم (8)(3) من طريق حى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وانظر ما قبله وما بعده.
4697 -
حدَّثنا محمود بن خالدٍ، حدَّثنا الفريابيُّ، عن سفيان، حدَّثنا علقمة ابن مرثد، عن سليمانَ بن بريدة، عن ابن يعمر، بهذا الحديث يزيدُ وينقصُ قال: فما الإِسلام؟ قال: "إقامُ الصلاة، وايتاءُ الزَكاة، وحَجُّ البيت، وصومُ شهرِ رمضانَ، والاغتسالُ من الجنابة"
(1)
.
قال أبو داود: علقمةُ مُرجىءٌ
(2)
.
(1)
إسناده صحيح. الفريابي: هو محمَّد بن يوسف. وذكر أبي داود هذا الإسناد بإثر الطريقين السابقين يوهم أنه من رواية ابن عمر عن أبيه عمر، والصواب في رواية سفيان هذه أنها من حديث ابن عمر عن النبي-صلى الله عليه وسلم دون ذكر أبيه عمر، هكذا أخرجه أحمد في "مسنده"(374) عن أبي نعيم الفضل ابن دكين، عن سفيان الثوري، عن علقمة بن مرثد، عن سليمان بن بريدة، عن ابن يعمر، قال قلت لابن عمر: إنا نسافر في الآفاق، فنلقى قوماً يقولون: لا قدر، فقال ابن عمر: إذا لقيتموهم فأخبروهم أن عبد الله بن عمر منهم بري، وأنهم منه براء -ثلاثاً- ثم أنشأ يقول يُحدِّثُ: بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاء رجل فذكر من هيئته
…
فذكر الحديث ولم يذكر أباه عمر.
وأخرجه ابن خزيمة في "صحيحه"(1) من طريق المعتمر بن سليمان، عن أبيه، عن يحيى بن يعمر، عن عبد الله بن عمر، عن عمر.
وأخرجه دون ذكر عمر النسائي في "الكبرى"(5852) من طريق شريك، عن الركين بن الربيع، عن يحيى بن يعمر، به.
وأخرجه أيضاً (5852) من طريق شريك، عن عطاء بن السائب، عن ابن بريدة، عن ابن عمر.
وقال الترمذي في "سننه" بإثر الحديث (2796): وقد رُوي هذا الحديث عن ابن عمر، عن النبي-صلى الله عليه وسلم، والصحيح هو ابن عمر، عن عمر، عن النبي-صلى الله عليه وسلم. وانظر لاحقيه.
(2)
وَصفُه بالارجاء تابع فيه شيخَه الإمامَ أحمد، ولم نَرَ من وصفه بذلك غيرهما. والإرجاء كما يقول الإِمام الذهبي: مذهب لعدة من جِلّة العلماء لا ينبغي التحامل على قائله، وعلقمة هذا قد احتج به الشيخان ووثقه غير واحد من الأئمة، حتى الامامُ أحمد وصفه أنه ثقة ثبت الحديث كما في "العلل" 2/ 321.
4698 -
حدَّثنا عثمانُ بنُ أبي شيبةَ، حدَّثنا جريرٌ، عن أبي فروةَ الهَمْدانىِّ، عن أبي زُرعةَ بن عَمرو بن جرير
عن أبي ذر وأبي هريرة، قالا: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يَجْلِسُ بين ظهريْ أصحابه، فيجيءُ الغريبُ، فلا يدري أيُّهُم هو حتى يسأل، فطلَبْنا إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم أن نجعلَ له مجلساً يعرفُه الغريبُ إذا أتاه، قال: فبنَيْنا له دُكاناً من طينٍ، فجلسَ عليه، وكنا نَجلِسُ بجَنَبَتَيْه، وذكر نحو هذا الخبر، فاقبلَ رجُلٌ، وذَكَر هيئَتَهُ، حتى سَلَّم من طَرفِ السِّماط، فقال: السلامُ عليك يا محمَّد، قال: فردَّ عليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم
(1)
.
4699 -
حدَّثنا محمدُ بنُ كثير، أخبرنا سفيان، عن أبي سنانٍ، عن وَهْبِ ابن خالد الحمصىِّ
(1)
إسناده صحيح، جرير: هو ابن عبد الحميد، أبو فروة الهمداني: هو عروة ابن الحارث.
وأخرجه البخاري في "خلق أفعال العباد"(189)، والنسائي في "المجتبى"
8/ 101 - 103، وفي "الكبرى"(5843) من طرق عن جرير بن عبد الحميد، بهذا الإسناد. ورواية البخاري مقتصرة على قصة السؤال عن الإيمان" ورواية النسائي في "الكبرى" مقتصرة على قصة الدكان.
وأخرجه البخاري (50)، ومسلم (9)(5) و (6)، وابن ماجه (64) و (4044) من طريق أبي حيان، ومسلم (10)(7) من طريق عمارة بن القعقاع، كلاهما عن أبي زرعة، عن أبي هريرة وحده. وروايتهم جميعاً دون قصة الدكان، ورواية ابن ماجه الثانية اقتصرت على السؤال عن أشراط الساعة.
وهو في "مسند أحمد"(9501)، و"صحيح ابن حبان" (159). والدكان: هي الدكة المبنية للجلوس عليها.
قوله: حتى سَلَّم من طرف السِّماط، قال ابن الأثير في "النهاية"، السِّماط: الجماعة من الناس والنخل، والمراد به في الحديث: الجماعة الذين كانوا جلوساً عن جانبيه.
عن ابن الدَّيلميِّ، قال: أتيتُ أبيَّ بن كعب فقلت له: وقع في نفسِي شيء من القَدَرِ، فحدّثْني بشيءٍ لعلَّ الله عز وجل أن يُذهِبَه من قلبي، قال: لو أنَّ الله عذَّبَ أهل سماواتِه وأهلَ أرضه، عذبَهم وهو غيرُ ظالم لهم، ولو رَحِمَهم، كانت رحمتُه خيراً لهم من أعمالهم، ولو أنفقتَ مثل أحُدٍ ذهباً في سبيل الله ما قبلَه الله منكَ حتى تؤمنَ بالقَدَر، وتعلَمَ أن ما أصابَكَ لم يَكُنْ ليُخطئَكَ، وأنَّ ما أخْطاكَ لم يكُنْ ليُصيبكَ، ولو مُتَّ على غير هذا لدخلتَ النارَ، قال: ثم أتيتُ عبدَ الله بن مسعود، فقال مثل ذلك، قال: ثم أتيتُ حذيفةَ بن اليمان، فقال مثل ذلك، قال: ثم أتيتُ زيدَ بن ثابت، فحدثني عن النبىِّ صلى الله عليه وسلم مثل ذلك
(1)
.
(1)
إسناده قوي، أبو سنان: واسمه سعيد بن سنان البرجمي يَنْحطُّ عن رتبه الثقة. وهو موقوف في هذا السند من حديث أبي بن كعب، وعبد الله بن مسعود، وحذيفة بن اليمان، ومرفوع من حديث زيد بن ثابت. وابن الديلمي: هو عبد الله بن فيروز.
وأخرجه ابن ماجه (77) من طريق إسحاق بن سليمان، عن أبي سنان، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 18/ (556) عن عبد الله بن أحمد، عن محمَّد بن مصطفى، عن محمَّد بن شعيب، عن سعيد بن عبد الرحمن بن يزيد بن رقيش الأسدي، عن أبي الأسود الدؤلي، عن عمران بن حصين وعبد الله بن مسعود وأبي بن كعب، مرفوعاً. وإسناده حسن.
وأخرجه الطبراني (10564) من. طريق عمر بن عبد الله مولى غفرة، عن أبي الأسود الدؤلي، عن عمران بن حصين، فحدثه به موقوفاً. ثم قال أبو الأسود، فأتيت عبد الله بن مسعود فسألته، فقال عبد الله لأبي بن كعب: يا أبا المنذر، حدثه، فقال أبي: يا أبا عبد الرحمن حدثه، فحدث ابن مسعود بمثل حديث عمران بن حصين، عن النبي-صلى الله عليه وسلم. وعمر بن عبد الله ضعيف كثير الإرسال.
ولم يذكر في كلا الروايتين قوله: وتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك
…
إلخ.
وهو في "مسند أحمد"(21589)، و"صحيح ابن حبان"(727).
وانظر حديث عبادة الآتي بعده.
4700 -
حدَّثنا جعفرُ بنُ مسافر الهُذلىُّ، حدَّثنا يحيى بن حسَّان، حدَّثنا الوليدُ بن رباحٍ، عن إبراهيمَ بن أبي عَبْلَة، عن أبي حفصةَ، قال:
قال عبادةُ بن الصَّامت لابنه: يا بُنيَّ إنَّك لن تَجِدَ طعمَ حقيقةِ الإيمان حتّى تَعلمَ أن ما أصابَكَ لم يكُنْ ليُخْطئَكَ، وما أخطَاكَ لم يكُنْ ليُصيبَك، سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول:"إن أوَّلَ ما خلقَ الله القلمُ، فقال له: اكتُبْ، قال: ربَّ، وماذا أكتُبُ؟ قال: اكتُبْ مقاديرَ كل شيءٍ حتى تقومَ الساعةُ"، يا بني، إني سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول:"مَنْ ماتَ على غير هذا فليسَ منىّ"
(1)
.
(1)
حديث حسن، أبو حفصة: هو حبيش بن شريح، لم يرو عنه غير اثنين، وذكره
ابن حبان في "الثقات"، وجعفر بن مسافر: صدوق ربما أخطأ، وباقي رجاله ثقات.
الوليد بن رباح يقال فيه: رباح بن الوليد.
وأخرجه الترمذي (2294) و (3607) عن يحيى بن موسى، عن أبي داود الطيالسي، عن عبد الواحد بن سليم، قال: قدمت مكة، فلقيت عطاء بن أبي رباح فقلت له: يا أبا محمَّد
…
فذكر في موضعه الأول قصة إلى أن قال، قال عطاء: لقيت الوليد بن عبادة بن الصامت صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسألته: ما كانت وصية أبيك عند الموت
…
وساقه بنحو حديثنا. وإسناده ضعيف لضعف عبد الواحد بن سليم.
وقال الترمذي بإثر الحديث الأول: حديث غريب، وفي موضعه الثاني، قال: حديث حسن صحيح غريب.
وأخرجه أحمد في "مسنده"(22705) من طريق الليث بن سعد، عن معاوية بن صالح بن حدير، عن أيوب بن زياد، عن عبادة بن الوليد بن عبادة، عن أبيه الوليد قال: دخلت على عبادة وهو مريض
…
فذكره بنحوه. وإسناده حسن.
وانظر تمام تخريجه والتعليق عليه وأحاديث الباب فيه.
وقوله في حديثنا: "من مات على غير هذا فليس مني" هكذا جاء مرفوعاً هنا عن النبي-صلى الله عليه وسلم، وقد جاء في رواية الترمذي، وأحمد موقوفاً على عبادة بلفظ: وإن مت ولست على ذلك، دخلت النار.
4701 -
حدَّثنا مُسدّدُ، حدَّثنا سفيانُ (ح).
وحدَّثنا أحمدُ بنُ صالحٍ -المعنى- حدَّثنا سفيانُ بن عُيينة، عن عمرو بن دينار، سمع طاووساً يقول:
سمعتُ أبا هريرة يُخبرُ عن النبيِّ-صلى الله عليه وسلم، قال:"احتجَّ آدم وموسى، فقال موسى: يا آدمُ أنت أبونا خيَّبْتنا، وأخرجْتَنا من الجنة، فقال آدم: أنتَ موسى اصْطَفاكَ الله بكلامِه، وخَطَّ لكَ التوراةَ بيدِه تلُومُني على أمرٍ قَدَّرَهُ على، قبلَ أن يخلُقَني باربعينَ سنةً؟ فحَجَّ آدَمُ موسى فحجَّ اَدمُ موسى"
(1)
.
(1)
إسناده صحيح.
وأخرجه البخاري (6614)، ومسلم (2652)(13)، وابن ماجه (80)، والنسائي في "الكبرى"(11123) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (3409) و (4736) و (4738) و (7515)، ومسلم (2652)(14)(15)، والترمذي (2268)، والنسائي في "الكبرى"(10918) و (10919) و (10994) و (11065) و (11122) و (11266) و (11379) من طرق عن أبي
هريرة. وبعضهم يزيد فيه على بعض.
وهو في "مسند أحمد"(7387)، و"صحيح ابن حبان"(6179) و (6180).
قال الإِمام الخطابي في "معالم السنن" 4/ 322: قد يحسب كثير من الناس أن معنى القدر من الله والقضاء منه معنى الاجبار والقهر للعبد على ما قضاه وقدره، ويتوهم أن فَلْجَ آدم في الحجةِ على موسى إنما كان مِن هذا الوجه، وليس الأمرُ في ذلك على ما يتوهمونه، وإنما معناه: الإخبارُ عن تقدم علم الله سبحانه بما يكونُ مِن أفعال العباد وأكسابهم، وصدورها عن تقدير منه، وخلقٍ لها خيرها وشرها.
والقدر: اسم لما صار مقدوراً عن فعل القادر، كما الهدمُ والقبضُ والنشر أسماء لما صدر عن فعل الهادم والقابض والناشر، يقال: قدَرْتُ الشيءَ وقدَّرتُه خفيفةً وثقيلة بمعنى واحد. =
قال أحمدُ بنُ صالح: عن عمرو، عن طاووس، سمع أبا هريرة.
4702 -
حدَّثنا أحمدُ بنُ صالحٍ، حدَّثنا ابنُ وهبٍ، أخبرني هشامُ بن سعْدٍ، عن زيد بن أسلمَ، عن أبيه
أن عُمرَ بن الخطاب قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ موسى قال؟ يا ربَّ، أرنا آدم الذي أخرجنا ونفسَه من الجنة، فأراه الله عز وجل آدمَ، فقال: أنتَ أبونا آدمُ؟ فقال له آدمُ: نعم، قال: أنتَ الذي نَفَخَ اللهُ
= والقضاء في هذا معناه: الخلق، كقوله تعالى:{فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ} [فصلت: 12]، أي: خلفهن.
وإذا كان الأمر كذلك، فقد بقي عليهم من وراء علم الله فيهم أفعالهم وأكسابهم ومباشرتهم تلك الأمور، وملابستهم إياها عن قصد وتعمدٍ وتقديم إرادة واختيار، فالحجة إنما تلزمهم بها، واللائمة تلحقهم عليه.
وقال ابن أبي العز فيّ "شرحه للعقيدة الطحاوية" 1/ 136 - بتحققن - عن هذا الحديث: نتلقاه بالقبولِ والسمعِ والطاعةِ، لصحته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا نتلقاه بالرد والتكذيب لراويه كما فعلت القدرية، ولا بالتأويلات الباردة، بل الصحيح أن آدم لم يحتج بالقضاء والقدر على الذنب، وهو كان أعلمَ بربه وذنبه، بل آحاد بنيه من المؤمنين لا يحتج بالقدر، فإنه باطل، وموسى عليه السلام، كان أعلمَ بأبيه وبذنبه من أن يلوم آدم عليه السلام على ذنب قد تاب منه وتاب الله عليه، واجتباه وهداه، وإنما وقع اللوم على المصيبة التي أخرجت أولاده من الجنة، فاحتج آدم عليه السلام بالقدر على المصيبة، لا على الخطيئة، فإن القدر يُحتَجّ به عند المصائب، لا عند المعايب.
وهذا المعنى أحسن ما قيل في الحديث، فما قُدِّر من المصائب يجب الاستسلام له، فإنه من تمام الرضا بالله رباً، وأما الذنوب فليس للعبد أن يُذنب، وإذا أذنب فعليه أن يستغفر ويتوب، فيتوب من المعايبِ ويصبُر على المصائب، قال تعالى:{فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ} [غافر: 55]، وقال تعالى:{وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا} [آل عمران: 120].
وانظر حديث عمر الآتي بعده.
فيكَ من روحه، وعلَّمَكَ الأسماء كُلَّها، وأمرَ الملائكةَ فسَجَدُوا لكَ؟ قال: نعم، قال: فما حَمَلكَ على أن أخرجْتَنا ونفسَك من الجنَّة؟ قال له آدمُ: ومَنْ أنتَ؟ قال: أنا موسى، قال: أنتَ نبيُّ بني إسرائيلَ الذي كلمك الله من وراءِ الحِجابِ، لم يجعل بَينكَ وبينَه رَسولاً من خلقِه؟ قال: نعم، قال: أفما وجدْتَ أن ذلك كان في كتاب الله قبلَ أن أُخْلَقَ؟ قال: نعم، قال: فيمَ تلومُني في شيءِ سَبَقَ من الله عز وجل فيه القضاء قَبلي؟ قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك:: "فحجَّ آدمُ موسى، فحجَّ آدمُ موسى"
(1)
.
4703 -
حدَّثنا عبدُ الله بن مَسلمة القعنبيُّ، عن مالكٍ، عن زيد بن أبي أُنَيسَة، أن عبدَ الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب أخبره، عن مسلم ابن يَسارِ الجهنىِّ
أن عمر بن الخطاب سُئِلَ عن هذه الآية: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ} [الأعراف: 172]- قال: قرأ القعنبيُ الآية - فقال
(1)
إسناده حسن، هشام بن سعد حسن في المتابعات والشواهد وهذا منها. ابن وهب: هو عبد الله. أسلم: هو مولى عمر.
وأخرجه الدارمي في "خلق أفعال العباد" ص 87 - 88 عن الأصبغ بنِ الفرج المصري، وأبو يعلى في "مسنده"(343) عن الحارث بن مسكين المصري، كلاهما عن عبد الله بن وهب، بهذا الإسناد.
وأخرجه البزار (2146 - كشف الأستار) من طريق عبد الله بن بريدة، وأبو يعلى في "مسنده"(244) من طريق الرديني بن أبي مجلز، كلاهما عن يحيى بن يعمر، عن ابن عمر، عن عمر، بنحوه. وإسناده حسن.
ويشهد له ما قبله من حديث أبي هريرة، وهو في "المسند، (7387). وانظر تمام أحاديث الباب فيه.
عمر: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم سُئِلَ عنها، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:"إنَّ الله عز وجل خلق آدمَ، ثم مَسَح ظهرَه بيمينه، فاستخرج منه ذرِّيةَ، فقال: خلقْتُ هؤلاء للجنة، وبعَمَلِ اْهلِ الجنةِ يعمَلُونَ، ثم مَسَحَ ظَهرَه، فاستَخْرَج منه ذرِّيّةً، فقال: خلقتُ هؤلاء للنار، وبعملِ أهلِ النار يعملون" فقال رجل: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ففيم العملُ؟ فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله إذا خلق العبدَ للجنةِ استعمَلَه بعمل أهلِ الجنة، حتى يموتَ على عملٍ من أعمالِ أهلِ الجنة، فيُدخِلُه به الجنةَ، وإذا خَلَقَ العبدَ للنار استعمله بعمل أهلِ النَّارِ، حتى يموتَ على عملٍ من أعمالِ أهلِ النار، فيدخِلُه به النارَ
(1)
.
(1)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، مسلم بن يسار الجهني لم يسمع من عمر، ثم إنه لم يوثقه غيرُ ابن حبان والعجلي، ولم يرو عنه غير عبد الحميد بن عبد الرحمن ابن زيد بن الخطاب، فهو في عداد المجهولين. مالك: هو ابن أنس.
وأخرجه الترمذي (3330) من طريق عن، والنسائي في "الكبرى"(11126) عن قتيبة بن سعيد، كلاهما، عن مالك بن أنس، بهذا الإسناد.
وهو في "مسند أحمد"(311)، و "صحيح ابن حبان"(6166).
قال ابن عبد البر فى "التمهيد" 6/ 3: هذا الحديث منقطع بهذا الإسناد؛ لأن مسلم بن يسار هذا لم يلق عمر بن الخطاب .... ، ولكن معنى هذا الحديث قد صح عن النبي-صلى الله عليه وسلم من وجوه كثيرة ثابتة يطول ذكرها.
ومن شواهده حديث عمران بن حصين عند أحمد (19834)، والبخاري (6596)، وعلي عند البخاري (4949)، وجابر عند مسلم (2648)، وعبد الرحمن بن قتادة السلمي عند أحمد (17660)، وصححه ابن حبان (338).
قال الترمذي بإثر الحديث: هذا حديث حسن، ومسلم بن يسار لم يسمع من عمر، وقد ذكر بعضهم في هذا الإسناد بين مسلم بن يسار وبين عمر رجلاً. قلنا: الرجل هو نعيم بن ربيعة كما سيأتي في رواية أبي داود الآتية بعد هذا الحديث.
4704 -
حدَّثنا محمدُ بنُ المصفَّى، حدَّثنا بقية، حدَّثني عُمرُ بن جعثم
(1)
القرشيُّ، حدَّثني زيد بن أبي أُنيسةَ، عن عبد الحميد بن عبد الرحمن، عن مسلم بن يَسارٍ، عن نُعيم بن ربيعة، قال:
كنت عندَ عمرَ بن الخطاب، بهذا الحديث، وحديث مالكِ أتَمُّ
(2)
.
4705 -
حدَّثنا القعنبيُّ، حدَّثنا المُعتمرُ، عن أبيه، عن رَقَبةَ بنِ مَصْقلة، عن أبي إسحاقَ، عن سعيد بن جُبيير، عن ابنِ عباسٍ
عن أُبيِّ بن كعب قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "الغلامُ الذي قَتَلَه الخَضِرُ طُبِعَ كافراً، ولو عاشَ لأرهَقَ أبويه طغياناً وكفراً"
(3)
.
(1)
تحرف اسمه في أصولنا الخطية إلى: عمر بن جعفر، والتصويب من هامش
(د)، ومن مصادر ترجمته.
(2)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف. بقية: هو ابن الوليد ضعيف يدلس تدليس التسوية، ونعيم بن ربيعة مجهول، فقد تفرد بالرواية عنه مسلم بن يسار، وذكره ابن حبان وحده في "الثقات"، وقال الذهبي في "الميزان": لا يُعرف.
وانظر تمام تخريجه والكلام عليه في "مسند أحمد" عند الحديث رقم (311)،
فقد فصلنا القول فيه.
وانظر ما قبله.
(3)
إسناده صحيح. القعنبي: هو عبد الله بن مسلمة، والمعتمر: هو ابن سيمان ابن طرخان، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي.
وأخرجه مسلم (2661)(29) عن عبد الله بن مسلمة بن قعنب، بهذا الإسناد.
وأخرجه مطولاً مسلم (2380)(171)(172)، والنسائي في "الكبرى"(11244) عن محمَّد بن عبد الأعلى، عن المعتمر بن سليمان، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي (3417) من طريق عبد الجبار بن العباس، عن أبي إسحاق، به. وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب.
وهو في "مسند أحمد"(21118) و (21122)، و"صحيح ابن حبان"(102) و (6221). وانظر لاحقيه.
4706 -
حدَّثنا محمودُ بن خالد، حدَّثنا الفريابيُّ، عن إسرائيل، حدَّثنا أبو إسحاقَ، عن سعيد بن جُبيرٍ، عن ابنِ عباس
حدَّثنا أبيُّ بن كعب، قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول في قوله: {وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ} [الكهف: 80]: "وكان طُبِعَ يومَ طُبِعَ كافراً"
(1)
.
4707 -
حدَّثنا محمدُ بنُ مِهرانَ الرازيُّ، حدَّثنا سفيانُ بن عُيينة، عن عمرو، عن سعيد بن جُبير، قال: قال ابن عباس:
حَذَثني أبيُّ بن كعب، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أبْصَرَ الخضِرُ غلاماً يلعَبُ مع الصِّبيان، فتناولَ رأسَه فقَلَعه، فقال موسى:{أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً} الآية [الكهف: 74]
(2)
.
(1)
إسناده صحيح، الفريابي: هو محمَّد بن يوسف، وإسرائيل: هو ابن يونس، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي.
وأخرجه مطولاً النسائي في "الكبرى" من طريق عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، بهذا الإسناد.
وانظر ما قبله، وما بعده.
(2)
إسناده صحيح، عمرو: هو ابن دينار.
وأخرجه مطولاً البخاري (122) و (3401) و (4725) و (4726) و (4727)، ومسلم (2380)(170)، والترمذي (3416)، والنسائي في "الكبرى"(11245) من طرق عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه مطولاً البخاري (4726) من طريق يعلي بن مسلم، عن سعيد بن جبير، به.
وانظر سابقيه.
وقوله تعالى: {أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً} [الكهف: 74]، كذا وقع في رواية أبى داود، ووقع في بعض روايات البخاري (زاكية) وهما قراءتان سبعيتان، قال في "حجة القراءات" ص 424 قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو:(زاكية) بالألف، وقرأ الباقون (زكية) بغير ألف.
4708 -
حدَّثنا حفصُ بنُ عمر النَّمَرىُّ، حدَّثنا شعبةُ.
وحدَّثنا محمدُ بنُ كثيرِ، أخبرنا سفيانُ -المعنى واحد، والإخبار في حديث سفيان- عن الأعمش، حدَّثنا زيدُ بنُ وهبٍ
حدَّثنا عبدُ الله بنُ مسعودٍ قال: حدَّثنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادِقُ المصدوقُ: "إنّ خَلقَ أحدِكُمُ يُجمَعُ في بَطنِ أُمِّه أربعين يوماً، ثم يكونُ عَلَقَةَ مِثْلَ ذلك، ثم يكونُ مُضغةَ مِثلَ ذلك، ثمِ يُبعَثُ إليه مَلَكٌ، فيُؤمَرُ باربعِ كلماتٍ: فيكتُبُ رِزقَه وأجَلَه وعَمَله، ثم يكتُبُ: شقي أو سعيدٌ، ثم يَنفُخُ فيه الروحَ، فإن أحدَكُم ليَعمَلُ بعَمَلِ أهلِ الجنةِ حتى ما يكونُ بينَه وبينها إلا ذِراعٌ، أو قِيدُ ذراعٍ، فيَسبِقُ عليه الكتابُ، فيعملُ بعملِ أهلِ النار، فيدخلُها، وإن أحدكم ليَعمَلُ بعملِ أهل النار حتى ما يكونَ بينه وبينها إلا ذراعٌ، أو قِيدُ ذِرَاعٍ، فيسبقُ عليه الكتابُ، فيعملُ بعمَلِ أهلِ الجنة فيدخُلُها"
(1)
.
(1)
إسناده صحيح، وسفيان: هو الثوري.
وأخرجه البخارى (6594) و (7454)، ومسلم (2643)(1) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (3208) و (3332)، ومسلم (2643)(1)، وابن ماجه (76)، والترمذي (2271 - 2273)، والنسائي مختصراً في "الكبرى"(11182) من طرق عن الأعمش، به.
وأخرجه النسائي (11182) من طريق سلمة بن كهيل، عن زيد بن وهب، به.
وهو في "مسند أحمد"(3624)، و"صحيح ابن حبان"(6174). وانظر تمام التعليق عليه فيهما.
قوله:"ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك" رواية مسلم: "ثم يكون في ذلك علقة مثل ذلك، ثم يكون في ذلك مضغة مثل ذلك". =
4709 -
حدَّثنا مُسدَّدٌ، حدَّثنا حمادُ بنُ زَيدٍ، عن يزيدَ الرِّشكِ، حدَّثنا مُطرِّفُ
عن عمرانَ بن حُصَين، قال: قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: يا رسولَ الله، أعُلِمَ أهلُ الجنة من أهل النار؟ قال:"نعم" لما قال: ففيمَ يعمَلُ العاملون؟ قال: "كلّ مُيَسّرٌ لما خُلِقَ له"
(1)
.
4710 -
حدَّثنا أحمدُ بن حنبل، حدَّثنا عبدُ الله بنُ يزيدَ المُقرِىٌّ أبو عبد الرحمن، حَدّثني سعيدُ بنُ أبي أيوبَ، حدَّثني عطاءُ بنُ دينارٍ، عن حكيم ابن شَريكٍ الهُذليِّ، عن يحيى بن ميمونِ الحضرميِّ، عن ربيعةَ الجُرَشىِّ، عن أبي هريرة
عن عُمرَ بن الخطاب، عن النبيِّ- صلى الله عليه وسلم -قال:"لا تُجالسوا أهلَ القدر، ولا تُفاتِحُوهُم"
(2)
.
= وقد تولى شرح حديث ابن مسعود الحافظ ابن رجب في "جامع العلوم والحكم" بتحقيقنا (الحديث الرابع) 1/ 153 - 157، وجمع بينه وبين حديث حذيفة بن أسيد عند مسلم (2645)، فأرجع إليه فإنه نفيس.
(1)
إسناده صحيح، مسدد: هو ابن مسرهد، ومطرف: هو ابن عبد الله بن الشخير.
وأخرجه مسلم (2649)(9) عن يحيى بن يحيى، عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (6596) و (7551)، ومسلم (2649)(9) من طرق عن يزيد الرشك، به. ولفظ البخاري في موضعه الثاني: عن عمران قال: قلت: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يعمل العاملون، قال:"كل ميسر لما خلق له".
وهو في "مسند أحمد"(19834)، و"صحيح ابن حبان"(333).
وانظر عن هذا الحديث لزاماً كلام الإِمام الخطابي الذي نقل معناه الإِمام البغوي في "شرح السنة" 1/ 133.
(2)
إسناده ضعيف، لجهالة حكيم بن شريك الهذلي كما قال أبو حاتم، نقله عنه الذهبي في "الميزان" 1/ 586، وابن حجر في "التقريب".
وأخرجه أحمد في "مسنده"(206) عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ، بهذا الإسناد. =