الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
4803 -
حدَّثنا النُّفيليّ، حدَّثنا زهيرٌ، حدَّثنا حُميدٌ
عن أنس، بهذه القصة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إنَّ حقّاً على اللهِ عز وجل أن لا يرتفع شي من الدُنيا إلا وضعَه" (
1).
10 -
باب في كراهية التمادح
4804 -
حدَّثنا أبو بكر بنُ أبي شيبةَ، حدَّثنا وكيع، حدَّثنا سفيانُ، عن منصور، عن إبراهيمَ
= وعلقه البخاري بإثر الحديث (2872) عن موسى بن إسماعيل التبوذكي، بهذا الإسناد.
وهو في "مسند أحمد"(13659).
وانظر ما بعده.
وقوله:"العضباء"، قال ابن الأثير في "النهاية": هو علم لها منقول من قولهم: ناقة عضباء، أي: مشقوقة الأذن، ولم تكن مشقوقة الأذن. وقال الزمخشري: هو منقول من قولهم: ناقة عضباء، وهي القصيرة اليد.
والقعود من الإبل، قال ابن الأثير: ما أمكن أن يُركب، وأدناه أن يكون له سنتان، ثم هو قعود إلى أن يُثني، فيدخل في السنة السادسة، ثم هو جَمَل.
(1)
إسناده صحيح. النفيلي: هو عبد الله بن محمَّد بن علي، وزهير: هو ابن معاوية، وحميد: هو ابن أبي حميد.
وأخرجه البخاري (2872) و (6501) عن مالك بن إسماعيل، عن زهير، بهذا الاسناد.
وأخرجه البخاري (6501)، والنسائي في "الكبرى"(4413) و (4417)، والطحاوي في "شرح شكل الآثار، (1903)، والبغوي في شرح "السنة" (2652) من طرق عن حميد، به.
وهو في "مسند أحمد"(12015)، و "صحيح ابن حبان"(703).
وانظر ما قبله.
عن همَّام، قال: جاء رجلٌ فأثنى على عثمانَ في وجهِهِ، فأخذ المقدادُ بنُ الأسود تراباً، فحثا في وجهِهِ، وقال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم-ِ: "إذا لقِيتُمُ المَدَّاحِينَ فاحثُوا في وجُوهِهِمُ الترابَ"
(1)
.
(1)
إسناده صحيح. سفيان: هو الثوري، ومنصور: هو ابن المعتمر، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وهمام: هو ابن الحارث.
وأخرجه مسلم (3002) من طريق عبيد الله بن عبيد الله، عن سفيان، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (3002) من طريق شعبة، عن منصور، به.
وأخرجه مسلم (3002) من طريق الأعمش، عن إبراهيم، به.
وأخرجه مسلم (3002)، وابن ماجه (3742)، والترمذي (2555) من طريق حبيب بن أبي حبيب، عن مجاهد، عن أبي معمر عبد الله بن سخبرة، عن المقداد.
وهو في "مسند أحمد"(23823) و (23824) و (23827).
قال الإِمام الخطابي في " معالم السنن" 4/ 111: المدَّاحون هم الذين اتخذوا مدحَ الناس عادة، وجعلوه بِضاعة يستأكلون به الممدوحَ ويفتنونَه، فأما مَن مدح الرجلَ على الفِعل الحَسَنُ، والأمرِ المحمود يكون منه، ترغيبا له في أمثاله، وتحريضاً للناس على الاقتداء به في أشباهه، فليس بمدَّاح، وإن كان قد صار مادحاً بما تكلم به من جميلِ القولِ فيه. وقد استعمل المقدادُ الحديثَ على ظاهره، وحمله على وجهه في تناول عين التراب بيده، وحثيه على وجه المادح.
وقد يتأول أيضاً على وجه آخر وهو أن يكون معناه الخيبة والحرمان، أي: من تعرض لكم بالمدح والثناء، فلا تعطوه، واحرمره، كنى بالتراب عن الحرمان، كقولهم: ما في يده إلا التراب، وكقوله:"إذا جاءك يطلب ثمن الكلب، فاملأ كفه تراباً".
وقد أدرج الإِمام النووي في "شرح مسلم" 18/ 126 الأحاديث التي ذكرها مسلم في المدح تحت: باب النهي عن المدح إذا كان فيه إفراط، وخيف منه فتنة الممدوح، ثم قال: ذكر مسلم في هذا الباب الأحاديث الواردة في النهي عن المدح، وقد جاءت أحاديث كثيرة في "الصحيحين" بالمدح في الوجه، قال العلماء: وطريق الجمع بينهما أن النهي محمول على المجازفة في المدح والزيادة في الأوصاف، أو على من يخاف =
4805 -
حدَّثنا أحمدُ بنُ يونس، حدَّثنا أبو شهابٍ، عن الحذَّاءِ عن عبدِ الرحمن بن أبي بكرة
عن أبيهِ: أن رجلاً أثنى على رجلٍ عند النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له:"قطعتَ عُنُقَ صَاحبِكَ" ثلاثَ مراتٍ، ثم قال:"إذا مدَحَ أحدُكُم صاحبَهُ لا محالةَ فليقُل: إني أحسِبُه، كما يُرِيد أن يقولَ، ولا أُزكِّيه على اللهِ عز وجل"
(1)
.
= عليه فتنة من إعجاب ونحوه إذا سمع المدح، وأما من لا يخاف عليه ذلك، لكمال تقواه ورسوخ عقله ومعرفته، فلا نهي في مدحه في وجهه إذا لم يكن فيه مجازفة، بل إن كان يحصل بذلك مصلحة كنَشطِه للخير، والازدياد منه، أو الدوام عليه أو الاقتداء به كان مستحباً، والله أعلم.
(1)
إسناده صحيح. أبو شهاب: هو عبد ربه بن نافع، والحذاء: هو خالد بن مهران، ووالد عبد الرحمن: هو نفيع بن الحارث.
وأخرجه البخاري (2662) و (6061) و (6162)، ومسلم (3000)، وابن ماجه (3744)، والنسائي في "الكبرى"(9997) من طرق عن شعبة، عن خالد الحذاء، بهذا الإسناد. ولم يذكر النسائي في روايته أبا بكرة والد عبد الرحمن، وهي في رواية محمَّد بن جعفر -وهو الراوي نفسه في حديث النسائي- عند أحمد (20422)، ومسلم (3500)، وفات الحافظ المزي أن يذكر رواية النسائي في "التحفة"(11678)، وكذا لم يذكره في قسم المراسيل منها، ولم يتعقبه الحافظ ابن حجر في أي من الموضعين على ذلك.
وهو في "مسند أحمد"(20422)، و" "صحيح ابن حبان" (5766).
وقوله: "قطعت عنق صاحبك"، قال السندي، أي: أهلكته، حيث إنه يؤدي إلى الاغترار بذلك والعجب به، وفيه هلاك لدينه. وقال النووي في "شرح مسلم" 18/ 127: وقد يكون من جهة الدنيا لما يشتبه عليه من حاله بالاعجاب.
وقوله: "أحسبه"، أي: أظنه.
"ولا أزكيه على الله"، قال النووي: أي: لا أقطع على عاقبة أحد ولا ضميره، لأن ذلك مغيَّب عنا، ولكن أحسِب وأظن لوجود الظاهر المقتضي لذلك.
4806 -
حدَّثنا مُسَدَّدُ، حدَّثنا بشرُّ -يعني ابن المُفضَّل- حدَّثنا أبو مَسْلَمةَ سعيدُ بنُ يزيد، عن أبي نضرَةَ، عن مطرّف قال:
قال أبي: انطلقتُ في وفدِ بني عامرٍ إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فقلنا: أنتَ سيّدُنا، فقال:"السَّيدُ الله" قلنا: وأفضلُنا فَضْلاً، وأعظَمُنا طَوْلاً، فقال:"قولوا بِقَولكم، أو بعضِ قولكم، ولا يَسْتَجْرِيَنَّكُم الشَيطانُ"
(1)
.
(1)
إسناده صحيح. أبو نضرة: هو المنذر بن مالك بن قُطَعَة، ومطرف: هو ابن عبد الله بن الشّخّير.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(10005) عن حمد بن مسعدة، عن بشر بن المفضل، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي (10003) من طريق قتادة، و (10004) من طريق غيلان بن جرير، كلاهما عن مطرف، به.
وهو في "مسند أحمد"(16307).
وقوله: "السيد الله" قال السندي في "شرحه على المسند": أشار إلى أن اسم السيد يطلق على المالك، وهذه الصفة حقيقة لله تعالى، ففي إطلاقه إيهامٌ تَركه أوْلى.
نعم، قد يطلق على معانٍ يصح بها إطلاقه على غيره تعالى أيضاً، لكن تركه أقرب، سيما إذا كان فيه خوف الافتخار.
وقال الحَلِيمي في تفسير لفظة "السيد" من كتابه "المنهاج في شعب الأيمان" 1/ 192: ومعناه المحتاجُ إليه على الاطلاقِ، فإن سيدَ الناس هو رأسُهم الذي إليه يرجعون، وبأمره يعملون، وعن رأيه يصدرون، ومن قوله يستمدون، فإذا كانت الملائكة والإنسُ والجن خلقاً للباري جَلَّّ ثناؤه ولم يكن بهم غُنيةٌ عنه في بدء أمرهم وهو الوجود. إذ لو لم يوجدهم لم يُوجَدوا، ولا في الابقاء بعد الإيجاد، ولا في العوارض العارضة أثناء البقاء، كان حقاً له جل ثناؤه أن يكون سيداً، وكان حقاً عليهم أن يدعوه بهذا الاسم.
وقوله:: "طَوْلا" بالفتح، أي: سَعَة وقدرة لنفاذ حكمك فيهم.
وقوله: "ولا يستجرينكم الشيطان"، قال ابن الأثير: أي: لا يَستَغلِبَنَّكَم فيتَّخذَكم جَرياً، أي: رسولاً ووكيلاً. وذلك أنهم كانوا مَدَحوه فكَرِه لهم المبالغة في المدح، =