المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌7 - باب لزوم السنة - سنن أبي داود - ت الأرنؤوط - جـ ٧

[أبو داود]

فهرس الكتاب

- ‌أول كتاب السنة

- ‌1 - باب شرح السُّنَّة

- ‌2 - باب النَّهي، عن الجدال واتَّباع المتشابه من القرآن

- ‌3 - باب مجانبة أهل الأهواء وبُغضِهِم

- ‌4 - باب ترك السلام على أهل الأهواء

- ‌5 - باب النَّهي عن الجدال في القرآن

- ‌6 - باب في لزوم السُّنَّة

- ‌7 - باب لزوم السنة

- ‌8 - باب في التفضيل

- ‌9 - باب في الخلفاء

- ‌10 - باب في فضل أصحاب رسول الله-صلى الله عليه وسلم

- ‌11 - باب في النهي عن سبِّ أصحاب رسول الله-صلى الله عليه وسلم

- ‌12 - باب في استخلاف أبي بكر رضي الله عنه

- ‌13 - باب ما يدل على ترك الكلام في الفتنة

- ‌14 - باب في التخيير بين الأنبياء

- ‌15 - باب في ردِّ الأرجاء

- ‌16 - باب الدليل على زيادة الإيمان ونقصانه

- ‌17 - باب في القدر

- ‌18 - باب في ذرارىِّ المشركين

- ‌1).19 -باب في الجهمية

- ‌20 - باب في الرؤية

- ‌21 - باب في الرَّدِّ على الجهمية

- ‌22 - باب في القُرآن

- ‌23 - باب في الشفاعة

- ‌24 - باب ذكر البعث والصُّور

- ‌25 - باب في خلق الجنة والنار

- ‌26 - باب في الحَوضِ

- ‌27 - باب في المسألة في القبر وعذاب القبر

- ‌28 - باب في ذكر الميزان

- ‌29 - باب في الدَّجَّال

- ‌30 - باب في الخوارج

- ‌31 - باب في قتل الخوارج

- ‌32 - باب في قتال اللُّصوص

- ‌أول كتاب الأدب

- ‌1 - باب في الحلم وأخلاق النبي-صلى الله عليه وسلم

- ‌2 - باب في الوَقَار

- ‌3 - باب من كَظَمَ غيظاً

- ‌4 - باب ما يُقال عند الغَضَبِ

- ‌5 - باب في العفوِ والتجاوز

- ‌6 - باب في حُسن العِشرةِ

- ‌7 - باب في الحياء

- ‌8 - باب في حسن الخلق

- ‌9 - باب في كراهية الرِّفعةِ من الأُمور

- ‌1).10 -باب في كراهية التمادح

- ‌11 - باب في الرّفْق

- ‌12 - باب في شُكرِ المعروف

- ‌1).13 -باب في الجلوس في الطرقات

- ‌1).14 -باب في سَعَةِ المجلس

- ‌15 - باب في الجلوس ببن الظل والشمس

- ‌16 - باب في التَّحُلُق

- ‌17 - باب في الجلوس وسْطَ الحلْقة

- ‌18 - باب في الرجل يقوم للرجل عن مَجلِسه

- ‌19 - باب مَن يُؤمَر أن يُجالِسَ

- ‌20 - باب في كراهية المِراءِ

- ‌21 - باب الهَدْي في الكلام

- ‌22 - باب في الخطبة

- ‌23 - باب في تنزيلِ الناسِ مَنَازلَهم

- ‌24 - باب في الرجل يجلس بين الرجُلَين بغير إذنهما

- ‌25 - باب في جلوس الرجل

- ‌26 - باب في الجِلْسَةِ المكروهة

- ‌27 - باب النهي عن السَّمَر بعد العشاء

- ‌28 - باب الرجل يجلس متربعاً

- ‌29 - باب في التَّناجي

- ‌30 - باب إذا قام من مَجْلِسه ثم رجع

- ‌31 - باب كراهية أن يقوم الرجل من مجلسه ولا يذكر الله عز وجل

- ‌32 - باب في كفَّارةِ المجلس

- ‌33 - باب رفْع الحديثِ من المَجْلِس

- ‌34 - باب في الحذر مِن الناس

- ‌35 - باب في هَدْي الرَّجُلِ

- ‌36 - باب في الرجل يَضَعُ إحدى رجليه على الأخرى

- ‌37 - باب في نَقلِ الحديث

- ‌38 - باب في القَتَّات

- ‌39 - باب في ذي الوجهين

- ‌40 - باب في الغِيبَةِ

- ‌41 - باب من رَدَّ عن مسلم غِيبةً

- ‌42 - باب من ليس له غِيبة

- ‌43 - باب ما جاء(1)في الرجل يُحِلُّ الرجلَ قد اغتابه

- ‌44 - باب في النهي عن التجسُّسِ

- ‌45 - باب في السَّترِ على المسلم

- ‌46 - باب المُستبَّان

- ‌47 - باب في التواضع

- ‌48 - باب في الانتصار

- ‌49 - باب النهي عن سَبِّ الموتى

- ‌50 - باب النهي عن البغي

- ‌51 - باب في الحَسَد

- ‌52 - باب النهي عن اللعْن

- ‌53 - باب فيمن دعا على مَن ظَلَمَه

- ‌54 - باب فيمن يهجر أخاه المسلم

- ‌55 - باب في الظن

- ‌56 - باب في النَّصيحة

- ‌57 - باب في إصلاح ذات البين

- ‌58 - باب ضَربِ الدُّفِّ في العُرسِ والعيد

- ‌59 - باب كراهية الغناء والزَّمْر

- ‌60 - باب الحكم في المُخنَّثين

- ‌61 - باب اللعبِ بالبَنات

- ‌62 - باب في الأُرْجُوحَةِ

- ‌63 - باب في النهي عن اللعب بالنَّرد

- ‌64 - باب في اللعب بالحمام

- ‌65 - باب في الرَّحمة

- ‌66 - باب في النصيحة

- ‌67 - باب في المعونة للمسلم

- ‌68 - باب في تغيير الأسماء

- ‌69 - باب في تغيير الاسمِ القَبيح

- ‌70 - باب في الألقاب

- ‌71 - باب فيمن يتكنَّى بأبي عيسى

- ‌72 - باب في الرجل يقول لابن غيره: يا بُنىَّ

- ‌73 - باب في الرجل يتكنّى بأبي القاسم

- ‌74 - باب من رأى أن لا يُجْمَع بينهما

- ‌75 - باب في الرخصة في الجمع بينهما

- ‌76 - باب ما جاء في الرجل يتكنّى وليس له ولد

- ‌77 - باب في المرأة تُكَنَّى

- ‌78 - باب في المعاريض

- ‌79 - باب قول الرجل: زَعَمُوا

- ‌80 - باب الرجل يقول: أما بعد

- ‌81 - باب في حفظ المَنْطِق

- ‌82 - باب لا يقول المملوك: ربي وربتي

- ‌83 - باب لا يقال: خَبُثتْ نفسي

- ‌84 - باب

- ‌85 - باب في صلاة العَتَمة

- ‌86 - باب ما روي في الترخيص في ذلك

- ‌87 - باب في الكذب

- ‌88 - باب في حُسن الظن

- ‌89 - باب في العِدَةِ

- ‌90 - باب في المُتشبِّع بما لم بُعْطَ

- ‌91 - باب في المُزاحِ

- ‌92 - باب من يأخذ الشيء على المزاح

- ‌93 - باب في المُتشدَّقِ في الكلام

- ‌94 - باب ما جاء في الشِّعر

- ‌95 - باب في الرؤيا

- ‌96 - باب في التثاؤب

- ‌97 - باب في العُطَاس

- ‌98 - باب ما جاء في تشميت العاطس

- ‌99 - باب كم يُشمَّتُ العاطِسُ

- ‌1).100 -باب كيف بُشمَّتُ الذميُّ

- ‌1).ْ101 - باب فيمن يعطس ولا يحمدُ الله

- ‌أبواب النوم

- ‌102 - باب في الرجل ينبطحُ على بَطْنه

- ‌103 - باب في النوم على سَطحٍ غبرِ مُحَجَّرٍ

- ‌104 - باب في النوم على طَهارةٍ

- ‌105 - باب كيف يتوجه

- ‌1).106 -باب ما يُقالُ عند النوم

- ‌107 - باب ما يقولُ إذا تعارَّ من الليلِ

- ‌1).108 -باب التسبيح عند النوم

- ‌109 - باب ما يقول إذا أصبح

- ‌110 - باب ما يقولُ إذا رأى الهلالَ

- ‌111 - باب ما يقول إذا خرج من بيته

- ‌1).112 -باب ما يقول إذا هاجت الريحُ

- ‌1).113 -باب ما جاء في المطرِ

- ‌1).114 -باب ما جاء في الدِّيك والبهائِم

- ‌1).115 -باب في الصبيّ يُولد فَيُوَذَّنُ في أُذُنِه

- ‌116 - باب في الرجل يستعيذُ من الرجلِ

- ‌117 - باب في ردِّ الوسْوسة

- ‌118 - باب في الرجل ينتمي إلى غير مواليه

- ‌119 - باب التفاخُر بالأحساب

- ‌120 - باب في العَصبِيَّهّ

- ‌1).121 -باب إخبار الرجلِ الرّجلَ بمحبَّته إياه

- ‌1).122 -باب في المَشُورةِ

- ‌1).123 -باب في الدَّالِّ على الخَير كفاعِلِه

- ‌124 - باب في الهَوَى

- ‌125 - باب في الشفاعة

- ‌126 - باب فيمن يبدأ بنفسِه في الكتابِ

- ‌1).127 -باب كيف يُكتَبُ إلى الذميّ

- ‌128 - باب في بِرِّ الوالدين

- ‌1).129 -باب في فضل مَن عَالَ يتيماً

- ‌130 - باب في ضَمِّ اليتيم

- ‌1).131 -باب في حَقّ الجِوار

- ‌132 - باب في حَقّ المَمْلُوكِ

- ‌1).133 -باب ما جاء في المملوك إذا نصَح

- ‌134 - باب فيمن خَبَّبَ مملوكاً على مولاه

- ‌1).135 -باب في الاستئذان

- ‌136 - باب كيف الاستئذان

- ‌1).137 -باب كم مرةَ يُسلَّم الرجل في الاستئذان

- ‌1).138 -باب الرجل يستأذِنُ بالدقِّ

- ‌139 - باب الرجل يدقُّ الباب ولا يُسَلَّمُ

- ‌140 - باب في الرجل يُدْعى أيكونُ ذلك إذنَه

- ‌141 - باب الاستئذان في العَوْرَات الثلاث

- ‌1).142 -باب في إفشاء السلام

- ‌1).143 -باب كيف السلام

- ‌1).144 -باب فضل مَن بدأ السلامَ

- ‌1).145 -باب مَنْ أولى بالسلام

- ‌1).146 -باب الرجل يُفارِقُ صاحبَه، ثم يلْقاهُ، يُسلّم عليه

- ‌1).147 -باب في السلام على الصبيانِ

- ‌148 - باب السلام على النساء

- ‌1).149 -باب السلام على أهل الذمة

- ‌1).150 -باب في السَّلامِ إذا قامَ مِن المجلس

- ‌151 - باب كراهية أن يقول: عليك السلام

- ‌1).152 -باب ما جاء في رَدِّ الواحِد عن الجماعةِ

- ‌153 - باب في المصافحة

- ‌1).154 -باب في المُعَانقة

- ‌1).155 -باب في القيام

- ‌1).156 -باب في قُبْلَةِ الرجل وَلَدَهُ

- ‌157 - باب في قُبلةِ ما بينَ العينين

- ‌158 - باب في قُبْلةِ الخَدِّ

- ‌1).159 -باب قبلة اليَدِ

- ‌160 - باب قُبْلة الجسد

- ‌161 - باب في قُبْلَةِ الرِّجْلِ

- ‌162 - باب الرجل يقول: جعلني الله فِداكَ

- ‌1).163 -باب الرجل يقولُ للرجل: أنعَم اللهُ بك عَيناً

- ‌1).164 -باب الرجل يقول للرجل: حفظك الله

- ‌165 - باب الرجُل يقوم للرجُل يُعظِّمه بذلك

- ‌166 - باب الرجل يقول: فلانٌ يُقرئك السلامَ

- ‌1).167 -باب الرجلُ ينادي الرجُلَ فيقول: لبَّيك وسَعْدَيكَ

- ‌168 - باب في الرجل يقول للرجل: أضْحَكَ الله سنَّك

- ‌1).169 -باب في البناء

- ‌1).170 -باب في اتِّخاذِ الغُرَف

- ‌171 - باب في قطع السِّدْرِ

- ‌172 - باب في إماطة الأذى عن الطريق

- ‌173 - باب إطفاء النار بالليل

- ‌174 - باب في قَتل الحيّات

- ‌175 - باب في قتل الأوزاغ

- ‌176 - باب في قتل الذَّرِّ

- ‌1).177 -باب في قتل الضِّفْدَع

- ‌178 - باب في الخَذْفِ

- ‌1).179 -باب في الخِتان

- ‌180 - باب في مشي النساء مع الرجال في الطريق

- ‌181 - باب الرجل يَسُبُّ الدهرَ

الفصل: ‌7 - باب لزوم السنة

‌7 - باب لزوم السنة

4609 -

حدَّثنا يحى بنُ أيوب، حدَّثنا إسماعيلُ -يعني ابنَ جعفرٍ- قال: أخبرني العلاءُ بنُ عبد الرحمن - عن أبيه

عن أبي هريرة، أن رسولَ الله-صلى الله عليه وسلم قال:"مَنْ دعا إلى هدىً، كان له من الأجر مثلُ أجورِ مَنْ تَبِعَه لا يَنقُصُ ذلك من أجورِهم شيئاً، ومن دَعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثلُ آثام من تَبِعَه لا ذلك مِن آثامهم شيئاً"

(1)

.

4610 -

حدَّثنا عثمانُ بنُ أبي شيبةَ، حدَّثنا سفيانُ، عن الزهري، عن عامر ابن سعدٍ

= وفيه دليل على أن الحكم بظاهر الكلام، وأنه لا يُترك الظاهر إلى غيره ما كان له مساغ وأمكن فيه استعمال.

وقال النووي: المتنطعون: المتعمقون المغالون المجاوزون الحدود في أقوالهم وأفعالهم.

(1)

إسناده صحيح.

وأخرجه مسلم (2674)، وابن ماجه (206)، والترمذي (2868) من طريق العلاء بن عبد الرحمن، به.

وهو في "مسند أحمد"(9160)، و"صحيح ابن حبان"(112).

وأخرج ابن ماجه (204) من طريق محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال: جاء رجل إلى رسول الله-صلى الله عليه وسلم فحث عليه، فقال رجل: عندي كذا وكذا، قال: فما بقي في المجلس رجل إلا تصدق بما قل أو كثر، فقال رسول الله: "من استَنَّ خيراً فاستُنَّ به، كان له أجره كاملاً، ومن أجور من استن به، ولا ينقص من أجورهم شيئاً، ومن استَنَّ سنَّة سيئةً فاستُنَّ به فعليه وزره كاملاً، ومن أوزار الذي استَنَّ به، ولا ينقص من أوزارهم شيئاً.

وهو في "مسند أحمد"(10749).

ص: 19

عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ أعظم المسلمين في المسلمين جُرْماً مَنْ سأل عن أمرٍ لم يُحَرَّم، فحُرِّم على الناس من أجلِ مسألته"

(1)

.

4611 -

حدَّثنا يزيدُ بنُ خالدِ ابنِ عبد الله بن مَوْهَب الهَمْداني، حدَّثنا الليثُ، عن عُقَيل، عن ابنِ شهاب، أن أبا إدريس الخولانيَّ عائذَ الله أخبره

أن يزيدَ بنَ عَمِيرةَ -وكان من أصحاب معاذ بن جبل- أخبره، قال: كان لا يجلس مجلساً للذكر حين يجلس إلا قال: الله حَكَمٌ قِسْطٌ، هلك المُرتابون، فقال معاذ بن جبل يوماً: إن مِنْ ورائكم فِتَناً

(1)

إسناده صحيح. سفيان: هو ابن عيينة.

وأخرجه البخاري (7289)، ومسلم (2358) من طريق ابن شهاب الزهري، به.

وهو في "مسند أحمد"(1545)، و"صحيح ابن حبان"(110).

قال الخطابي: هذا في مسالة من يسأل عبثاً وتكلفاً فيما لا حاجة به إليه، دون من سأل سؤال حاجة وضرورة كمسألة بني إسرائيل في شأن البقرة. وذلك أن الله سبحانه أمرهم أن يذبحوا بقرة، فلو استعرضوا البقر، فذبحوا منها بقرة لأجزأتهم. كذلك قال ابن عباس رضي الله عنه في تفسير الآية، فما زالوا يسألون ويتعنتون حتى غلظت عليهم وأمروا بذبح البقرة على النعْت الذي ذكره الله في كتابه، فعظمت عليهم المؤنة، ولحقتهم المشقة في طلبها حتى وجدوها فاشتروها بالمال الفادح فذبحوها وما كادوا يفعلون.

وأما ما كان سؤاله استبانة لحكم واجب، واستفادة لعلم قد خفي عليه فإنه لا يدخل في هذا الوعيد، وقد قال الله سبحانه:{فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [الأنبياء: 7].

وقد يحتج بهذا الحديث من يذهب من أهل الظاهر إلى أن أصل الأشياء قبل ورود الشرع بها على الإباحة حتى يقوم دليل على الحظر.

وإنما وجه الحديث وتأويله ما ذكرناه، والله أعلم.

ص: 20

يكثُرُ فيها المال ويُفتح فيها القرآنُ حتى يأخُذهُ المؤمنُ والمنافقُ والرجلُ والمرأة، والصغيرُ والكبيرُ والعبدُ والحرُّ، فيوشِكُ قائلٌ أن يقول: ما للناس لا يتَّبعوني وقد قرأتُ القرآن؟ ما هم بمتبعيَّ حتَّى أبتدعَ لهم غيرَه، فإيَّاكم وما ابتُدعَ؟ فإن ما ابتُدِعَ ضلالةٌ، وأحَذرُكُم زَيغَةَ الحكيم، فإن الشيطان قد يقول كلمة الضلالة على لسان الحكيم، وقد يقول المنافقُ كلمةَ الحق، قال: قلت لمعاذ: ما يُدريني -يرحمك الله- أن الحكيمَ قد يقول كلمةَ الضلالةِ، وأن المنافقَ قد يقول كلمةَ الحق؟ قال: بلى، اجتَنِبْ من كلام الحكيم المُشتهِرَاتِ التي يُقال ما هذه، ولا يَثْنِيَنَّكَ ذلك عنه، فإنه لعله أن يُراجِعَ، وتَلَقَّ الحقَّ إذا سمعتَه فإن على الحقِّ نوراً

(1)

.

(1)

أثر إسناده صحيح. ابن شهاب: هو محمد بن مسلم الزهري، وعُقيل: هو ابن خالد بن عَقيل، والليث: هو ابن سعد.

وأخرجه عبد الرزاق (20750)، وجعفر بن محمد الفريابي في "صفة المنافق"(42)، والآجري في الشريعة ص 47 و 47 - 48، والحاكم 4/ 460، واللالكائي في "أصول الاعتقاد"(116)، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 233، والبيهقي 10/ 210، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 65/ 337 و 338، والمزي في "تهذيب الكمال" في ترجمة يزيد بن عَميرة 32/ 218 - 219، والذهبي في "تاريخ الإسلام" في ترجمة يزيد ابن خالد ابن موهب الرملي الهمْداني، من طرق عن الزهري، بهذا الإسناد.

وأخرجه بنحوه الطبراني في "الكبير" 20/ (227)، والحاكم 4/ 466 من طريق حماد بن سلمة، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن يزيد بن عمرة، به.

وأخرجه اللالكائي بنحوه أيضاً (117)، وأبو عمرو الداني في "السنن الواردة في الفتن"(27). من طريق حماد بن زيد، عن أيوب، عن أبي قلابة، قال: قال معاذ.

فلم يذكر يزيد بن عميرة.: وأبو قلابة لم يدرك معاذ بن جبل. =

ص: 21

قال أبو داود: قال معمر عن الزهريِّ في هذا الحديث: ولا يُنئيَنَّك ذلك عنه، مكان يَثْنِيَنَّكَ.

وقال صالح بن كيسان، عن الزهريِّ في هذا: بالمشبَّهات، مكان المشتهرات، وقال: لا يَثْنيثَّك، ما قال عُقيل.

وقال ابن إسحاق، عن الزهريِّ قال: بلى ما تشابَه عليكَ مِن قولِ الحكيم حتَى تقول: ما أراد بهذه الكلمة؟.

4612 -

حدَّثنا ابنُ كثيرِ

(1)

، قال: أخبرنا سفيانُ، قال: كَتَب رجل إلى عُمَر بن عبد العزيز يسالُه عن القَدَر.

وحدَّثنا الربيِعُ بن سليمانَ المؤذنُ، قال: حدَّثنا أسدُ بن موسى، قال: حدَّثنا حمادُ بنُ دُليلٍ، قال: سمعتُ سفيانَ الثوريَّ يُحدَّثنا عن النضْر.

= وأخرجه بنحوه كذلك الدارمي (199) ومن طريقه أبو إسماعيل الهروي في ذم الكلام (738) من طريق ربيعة بن يزيد، قال: قال معاذ بن جبل. وربيعة بن يزيد لم يدرك معاذاً.

يثنينك: يُرجعك ويلفتك، وينئينك: يبعدك.

تنبيه: هذا الحديث جاء في أصولنا الخطية عدا (هـ) متقدماً بعد الحديث (4604)، وجاء في (هـ) هنا في هذا الموضع.

(1)

هذا الأثر وجميع الآثار التي بعده إلى آخر الباب أثبنناها من (هـ)، ولم تَرد في سائر أصولنا الخطية، وقد أشار إليها المزي في "التحفة" بالأرقام (19145 و 18517 و 18516 و 18518 و 18510 و 18509 و 18511 و 18524 و 18639 و 18450 و 19232 و 18922 و 18502 و 19004) وذكر أنها في رواية ابن الأعرابي وابن داسه. قلنا: وهو كما قال، لأن (هـ) عندنا برواية ابن داسه، وهذه الآثار كلها فيها. وجاء في هامشها ما نصه: من هنا إلى آخر الباب من رواية ابن داسه، وليس من نسخة أبي عيسى ولا ابن حزم، وهو صحيح من رواية أبي سعيد ابن الأعرابي عن أبي داود.

ص: 22

وحدَّثنا هَنَّادُ بنُ السَّريِّ، عن قَبيصةَ، قالا: حدَّثنا أبو رجاء، عن أبي الصَّلْت -وهذا لفظ حديث ابن كثير ومعناهم- قال:

كَتَبَ رجلٌ إلى عمر بن عبد العزيز يسأله عن القدَر، فكَتَب: أما بعدُ، أوصيكَ بتقوى الله، والاقتصادِ في أمره، واتباعِ سنَةِ رسوله صلى الله عليه وسلم، وتركِ ما أحدَثَ المُحْدِثون بعد ما جَرَت به سُنته، وكفُوا مُؤْنته، فعليكَ بلزوم السنة، فإنها لك -بإذن الله- عصمة.

ثم اعلَمْ أنه لم يبتدع الناسُ بدعةً إلا قد مضى قبلها ما هو دَليلٌ عليها أو عِبرةٌ فيها، فإن السنَّةَ إنما سنَّها مَن قد علم ما في خلافه -ولم يقل ابن كثير: من قد علم- من الخطا والزَّلَل والحُمقِ والتَعَمُّقِ، فارضَ لنفسك ما رَضي به القومُ لأنفسهم، فنهم على علمٍ وقَفُوا، وببصرٍ نافذٍ كفُوا، وهم على كشفِ الأمور كانوا أقوى، وبفضل ما كانوا فيه أولى، فإن كان الهدى ما أنتم عليه لقد سَبقْتُموهم إليه، ولَئنْ قلتم: إنما حدث بعدهم ما أحدثه إلا من اتبعَ غيرَ سبيلِهم، ورَغِبَ بنفسه عنهم، فإنهم هم السَّابقون، فقد تكلَّموا فيه بما يكفي، ووصفوا منه ما يشفي، فما دونهم مِن مَقْصَرٍ، وما فوقهم مِن مَحْسَرٍ، وقد قَصَّرَ قوم دونهم فجَفَوْا، وطَمَحَ عنهم أقوام فغَلَوْا، وإنّهم بين ذلك لعلى هدًى مستقيم، كتبتَ تسالُ عن الإقرارِ بالقَدَرِ، فعلى الخبير -بإذن الله- وقَعْتَ، ما أعلَمُ ما أحْدَثَ الناسُ من مُحْدَثةٍ، ولا ابتدعوا من بدعةٍ هي أبينُ أثراً ولا أثبتُ أمراً من الإقرار بالقَدَر، لقد كان ذكرُه في الجاهليةِ الجهلاء، يتكلمون به في كلامهم وفي شعرهم، يُعَزُّون به أنفسَهم على ما فاتهم، ثم لم يَزِدْهُ الإسلام بعدُ إلا شِدَّةً، ولقد ذكرَهُ رسولُ الله-صلى الله عليه وسلم -

ص: 23

في غير حديثٍ ولا حديثين، وقد سَمعَهُ منه المسلمون، فتكلَّموا به في حياته وبعد وفاته، يقيناً وتسليماً لربهم، وتضعيفاً لأنفسهم، أن يكون شيءٌ لم يُحِطْ به علمُه، ولم يحصِه كتابُه، ولم يمْضِ فيه قَدَرُه، وإنَّه لمعَ ذلك في مُحكَم كتابه: لَمِنه اقتبسُوه، ومنه تَعَلَّموه، ولئن قلتم: لِمَ أنزل الله آية كذا؟ ولِمَ قال كذا؟ لقد قرؤوا منه ما قرأتم، وعلموا مِن تأويله ما جهلتم، وقالوا بعد ذلك: كُلُّه بكتابٍ وقَدَرٍ، وكُتبتِ الشقاوةُ، وما يُقدَّرْ يكن، وما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، ولا نَملِكُ لأنفسنا ضَرَّاً ولا نَفْعاً، ثم رغبوا بعد ذلك ورَهِبُوا

(1)

.

4613 -

حدَّثنا أحمدُ بنُ حنبل، حدَّثنا عبدُ الله بنُ يزيد، حدَّثنا سعيدُ -يعني ابن أبي أيوب- أخبرني أبو صَخرٍ، عن نافعٍ قال:

كان لابن عُمرَ صديقٌ من أهل الشام يُكاتِبُه، فكتبَ إليه من عبد الله ابن عمر: إنّه بلغني أنَّك تكلمتَ في شيء من القَدَر، فإياكَ أن تكتب إليَّ، فإني سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول:"سيكون في أمتي أقوام يكذِّبون بالقَدَر"

(2)

.

(1)

ابن كثير: هو محمد بن كثير العبدي، وسفيان: هو الثوري.

وأخرجه أبو بكر الآجري في "الشريعة" ص 233 من طريق مؤمل بن إسماعيل، عن سفيان الثوري، قال: حدثني شيخ -قال مؤمل: زعموا أنه أبو رجاء الخراساني- أن عدي بن أرطاة كتب إلى عمر بن عبد العزيز

فذكر نحوه.

وأخرجه أيضاً ص 234 من طريق أبي داود الحفري، عن أبي رجاء قال: كتب عامل لعمر بن عبد العزيز يساله عن القدر

مَقْصَر بمعنى تقصيبر، ومَحْسَرٍ من حسر البصر حسوراً إذا كَلَّ وانقطع، والمراد أن الإفراط والتفريط يكون صاحبه على غير هُدى مستقيم.

(2)

إسناده حسن من أجل أبي صخر -وهو حميد بن زياد-. =

ص: 24

4614 -

حدَّثنا عبدُ الله بنُ الجرَّاح، قال: حدَّثنا حمادُ بنُ زيد، عن خالدٍ الحذَّاء، قال:

قلت للحسن: يا أبا سعيد، أخبرني عن آدمَ، أللسَّماء خُلِقَ أم للأرض؟ قال: لا، بل للأرض، قلت: أرأيتَ لو اعتَصَم، فلم يأكلْ من الشَّجَرَة؟ قال: لم يكن له منه بُدٌّ، قلت: أخبرني عن قوله تعالى: {مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ (162) إِلَّا مَنْ هُوَ صَالِ الْجَحِيمِ} [الصافات: 162، 163]. قال: إن الشياطين لا يفتنون بضلالتهم إلا مَن أوجب الله عليه الجحيمَ

(1)

.

= وأخرجه أحمد (5639)، والحاكم 1/ 84، والبيهقي في "السنن الكبرى" 10/ 205، وفي "الدلائل" 6/ 548 من طريق عبد الله بن يزيد أبي عبد الرحمن المقرئ، بهذا الاسناد.

تنبيه: هذا الحديث أثبتناه من (1) و (هـ)، وهو في رواية ابن داسه وابن الاعرابي وابن العبد.

(1)

أثر إسناده صحيح. خالد الحذاء: هر ابن مِهران، والحسن: هر ابن أبي الحسن البصري.

وأخرجه الآجري في الشريعة، ص 217 من طريق حماد بن زيد، به ..

وأخرجه الطبري في تفسيره، 23/ 109. من طريق حميد الطويل والآجري ص 217 من طريق منصور بن عبد الرحمن، كلاهما، عن الحسن، بنحوه. بتفسير الآية فقط.

وانظر ما سيأتي برقم (4616).

وقال ابن كثير في تفسير الآية: يقول تعالى مخاطباً للمشركين {فَإِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ (161) مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ (162) إِلَّا مَنْ هُوَ صَالِ الْجَحِيمِ} [الصافات: 161 - 163] أي: ما ينقاد لمقالكم وما أنتم عليه من الضلالة والعبادة الباطلة إلا من هو أضل منكم ممن ذُرئ للنَّار {لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} [الأعراف: 179] فهذا الضرب من الناس هو الذي ينقاد لدين الشرك والكفر والضلالة كما قال تعالى: {إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ (8) يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ} [الذاريات: 8، 9] أى إنما يضل به من هو مأفوك ومبطل.

وانظر "محاسن التأويل" 14/ 126.

ص: 25

4615 -

حدَّثنا موسى بنُ إسماعيل، حدَّثنا حماد، حدَّثنا خالد الحذَّاء عن الحسن في قوله عز وجل:{وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ} [هود: 119]،

قال: خَلَقَ هؤلاء لهذه، وهؤلاء لهذه

(1)

.

4616 -

حدَّثنا أبو كاملٍ، حدَّثنا إسماعيل، أخبرنا خالد الحذَّاء

قال: قلت للحسن: {مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ (162) إِلَّا مَنْ هُوَ صَالِ الْجَحِيمِ} قال: إلا مَنْ أوجب الله تعالى عليه أنه يَصْلَى الجحيمَ

(2)

.

(1)

أثر إسناده صحيح. حماد: هو ابن سلمة.

وأخرجه الطبري في "تفسيره" 12/ 143، والآجري في "الشريعة" ص 216 من طريق خالد الحذاء، به.

وأخرجه الطبرى 12/ 141 و 143، والآجري في "الشريعة ص 216، واللالكائي في "أصول الاعتقاد" (967) من طريق منصور بن عبد الرحمن، عن الحسن. بنحوه.

في "زاد المسير" 4/ 172 أن المشار إليه يرجع إلى الشقاء والسعادة قاله ابن عباس واختاره الزجاج، قال: لأن اختلافهم مؤديهم إلى سعادة وشقاء، قال ابن جرير: اللام في قوله: "ولذلك بمعنى "على".

(2)

أثر إسناده صحيح. خالد الحذاء: هو ابن مِهران، وإسماعيل: هو ابن إبراهيم بن مقسم، المعروف بابن عُليَّةَ، وأبو كامل: هو فُضيل بن حُسين الجَحْدري.

وأخرجه الطبري 23/ 109، والآجري في "الشريعة" ص 217 من طريق إسماعيل ابن علية، به.

يصلى الجحيم: يحترق بالنار.

وانظر ما سلف برقم (4614).

تنبيه: من هذا الأئر إلى آخر الأثر (4626) ليس في رواية اللؤلؤي، وإنما هي عند ابن داسه وابن الأعرابي، نبه عليها المزي في "تحفة الأشراف" انظر الأرقام (19145، 18517، 18516. 18518. 18510، 18509. 18511، 18524، 18639، 18450، 19232، 18922، 18502، 19004).

ص: 26

4617 -

حدَّثنا هلال بن بشر، قال: حدَّثنا حمادٌ، قال: أخبرني حُميدٌ كان الحسنُ يقول: لأنْ يُسقَطَ مِن السَّماءِ إلى الأرْضِ أحَبُّ إليه مِنْ أن يقول: الأمرُ بيدي

(1)

.

4618 -

حدَّثنا موسى بنُ إسماعيل، قال: حدَّثنا حمادٌ، قال: أخبرنا حُميدٌ، قال:

قَدِمَ علينا الحسنُ مكةَ، فكلَّمني فقهاءُ أهلِ مكَّة أنْ أُكَلِّمه في أن يَجْلِسَ لهم يوماً يَعِظُهم فيه، فقال: نعم، فاجتمَعُوا فخَطَبَهم، فما رأيتُ أخطبَ منه، فقال رجل: يا أبا سعيدِ، مَنْ خَلَقَ الشَّيطانَ؟ فقال: سبحان الله! هل مِن خالقِ غيرُ الله؟ خلقَ الله الشيطان، وخَلَقَ الخيرَ، وخَلَقَ الشَرَّ، قال الرجل: قاتلهم الله! كيف يكذبون على هذا الشيخ؟

(2)

.

4619 -

حدَّثنا ابنُ كثيرٍ، قال: أخبرنا سفيان، عن حُميدٍ الطويل

عن الحسن: {كَذَلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ} [الحجر: 12]، قال: الشِّرك

(3)

.

(1)

أثر إسناده صحيح. حميد: هو ابن أبي حميد الطويل، وحماد: هو ابن زيد.

(2)

أثر إسناده صحيح. حماد: هو ابن سلمة.

وأخرجه عبد الله بن أحمد في "السنة (942) من طريق حماد بن سلمة، به.

(3)

أثر إسناده صحيح. سفيان: هو ابن سعيد الثوري، وابن كثير: هو محمد بن كثير العَبْدي.

وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" 2/ 345 - 346، ومن طريقه الطبري في "تفسيره

9/ 14 عن سفيان الثوري، والطبري 9/ 14 و 19/ 115 من طريق حماد بن سلمة، كلاهما عن حميد الطويل، به. =

ص: 27

4620 -

حدَّثنا محمدُ بنُ كثيرٍ، قال: أخبرنا سفيانُ، عن رجلٍ قد سَقَاه غيرُ ابن كثير، عن سفيان، عن عُبيد الصِّيد

عن الحسن في قوله جلَّ وعرَّ: {وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ} [سبأ: 54]، قال: بينهم وبين الإيمان

(1)

.

= وقد ذكر ابن عطية أن الضمير في "نسلكه" يحتمل أن يكون عائداً على الذكر المحفوظ المتقدم الذكر وهو القرآن، وجزم بذلك أبو السعود في "تفسيره"، ونقله الماوردي عن الحسن، وقال ابن المنير صاحب "الانتصاف" 2/ 311: والمراد -والله أعلم- إقامة الحجة على المكذبين بأن الله تعالى سلك القرآن في قلوبهم وأدخله في سويدائها كما سلك ذلك في قلوب المؤمنين المصدقين، فكذب به هؤلاء وصدق به هؤلاء، كل على علم وفهم ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حى عن بينة، ولئلا يكون للكفار على الله حجة بأنهم ما فهموا وجوه الإعجاز كما فهمها من آمن، فأعلمهم الله تعالى من الآن وهم في مهلة وإمكان أنهم ما كفروا إلا على علم معاندين باغين غير معذورين

(1)

أثر صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عُبيد الصِّيد، وهو ابن عبد الرحمن المزني البصري، وسفيان: هو الثوري.

وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره " 3/ 133 عن سفيان الثوري، عمن حدثه، عن الحسن.

وأخرجه الطبري في "تفسيره " 22/ 112 من طريق مؤمل، عن سفيان الثوري، عن عبيد الصيد (وتحرف في المطبوع إلى عبد الصمد).

وأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" 13/ 527، والطبري في "تفسيره" 22/ 112 من طريق أبي الأشهب جعفر بن حيان العطاردي، عن الحسن البصري. ورجاله ثقات.

قال ابن كثير: قال الحسن البصري والضحاك وغيرهما، يعني: الإيمان.

وقال السدي: {وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ} وهي التوبة، وهذا اختيار ابن جرير رحمه الله. =

ص: 28

4621 -

حاثنا محمدُ بنُ عُبيدٍ، حدَّثنا سُليمٌ

عن ابن عونٍ، قال: كنتُ أسيرُ بالشام، فناداني رَجُلٌ مِن خلفي، فالتفتُّ فإذا رجاءُ -يعني ابنَ حَيوةَ- فقال: يا أبا عَوْنٍ، ما هذا الذي يَذكُرُونَ عن الحسن؟ قال: قلت: إنّهم يكذبُون على الحسن كثيراً

(1)

.

4622 -

حدً ثنا سليمانُ بنُ حربٍ، قال: حدَّثنا حمَّادٌ، قال:

سمعتُ أيوبَ يقول: كَذَب على الحَسَن ضَربَان من الناس: قومٌ القدَرُ رأيُهم وهم يريدونَ أن يُنَفِّقوا بذلك رأيَهم، وقوم له في قلوبهم شَنآنٌ وبغضٌ يقولون: أليس من قوله كذا؟ أليسَ من قوله كذا؟

(2)

.

4623 -

حدَّثنا ابنُ المثنَّى، أن يحيى بن كثير العنبريَّ حدَّثهم، قال: كان قُرَّةُ بن خالد يقول لنا: يا فتيان، لا تُغلَبوا على الحسن، فإنَّه كان رأيُه السنَّةَ والصوابَ

(3)

.

= وقال مجاهد: {وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ} من هذه الدنيا من مال وزهرة وأهل، وروي عن ابن عباس وابن عمر والربيع بن أنس، وهو قول البخاري وجماعة، والصحيح أنه لا منافاة بين القولين، فنه قد حيل بينهم وبين شهواتهم في الدنيا وبين ما طلبوه في الأخرة فنعوا منه.

والأية واردة في وصف الكفار في الأخرة، إذ يتمنون أن يعودوا إلى الدنيا ليؤمنوا فيحال بينهم وبين ذلك.

(1)

أثر إسناده صحيح. ابن عون: هو عبد الله بن عون بن أرْطَبان، وسُليم: هو ابن أخضر البصري، ومحمد بن عبيد: هو ابن حساب الغُبَري.

وأخرجه عبد الله بن أحمد في "العلل"، (2124) عن عُبيد الله بن عمرو القواريري، عن حماد بن زيد، عن ابن عون.

(2)

أثر إسناده صحيح. أيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني، وحماد: هو ابن زيد.

(3)

أئر إسناده صحيح. ابن المثى: هو محمد.

ص: 29